إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محرك البحث العالمي ( كوكل ) يحتفل بميلاد الفيلسوف الشيعي{ الخواجه نصير الدين الطوسي }

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محرك البحث العالمي ( كوكل ) يحتفل بميلاد الفيلسوف الشيعي{ الخواجه نصير الدين الطوسي }

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	280px-Nasir_al-Din_Tusi.jpg  
مشاهدات:	1 
الحجم:	36.8 كيلوبايت 
الهوية:	161556
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	1 (2).jpg  
مشاهدات:	1 
الحجم:	44.3 كيلوبايت 
الهوية:	161557

    احتفل اليوم محرك البحث ( كوكل ) بالذكرى 812 لميلاد الخواجه نصیر الدین الطوسی العالم الفلكي والبيولوجي والكيميائي والرياضياتي والفيلسوف والطبيب والفيزيائي والمتكلّم والمرجع الشيعي رحمة الله على روحه الطاهرة .

    اكتفي بنقل الخبر واترك المجال للاخوة :
    1ـ ليقرأوا سورة الفاتحة على روحه الطاهرة .
    2ـ ليذكروا سيرته ومناقبه وآثاره وكل شيء يرتبط به .
    التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني ; الساعة 18-02-2013, 04:42 AM. سبب آخر:

    ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
    { نهج البلاغة }

  • #2


    من هو نصير الدين الطوسي:

    هو محمد بن محمد بن الحسن ، وكان يكنَّى بأبي جعفر ، وينسب إلى طوس أو إلى جهرود، وهي من أعمال طوس. ولد في الحادي عشر من جمادي الأول، العام 597هـ . وهناك مصدر يذكر أنه ولد العام 607هـ. درس على والده الذي كان له اعتبار خاص لدى العلماء، وعلى خاله « الحكيم فاضل بابا أفضل الطاشي » الذي وصف انه من كبار الفلاسفة. في مرحلة النمو يبدو الغموض واضحاً، والمصادر لم تذكر عنه إلا القليل، ولكن من المتفق عليه انه عندما بلغ الخامسة عشرة من عمره، ظهرت عنده دلائل الرغبة في متابعة تحصيل المعارف والعلوم، فانتقل إلى نيسابور، حيث انتسب إلى مدرستها التي كان لها الفضل في تخريج نخبة من الرياضيين والفلاسفة في ذلك الزمان، أمثال : الفلكي الشهير الحسن بن الصبَّاح ،والشاعر الفيلسوف عمر الخيَّام ، والوزير نظام الملك وغيرهم.
    أمضى الطوسي ستة أعوام في نيسابور ، إلى أن تمَّ اجتياح المغول الأول للأقطار الإسلامية العام 619هـ. كخوارزم، وسمرقند، ونجارى، ونيسابور أخيراً وتؤكد المصادر أن النصير كان واحداً من الأربعمئة شخص الذين كتب لهم النجاة في نيسابور. بعد هذا الحدث المؤلم ، لجأ إلى طوس حيث عكف على الدرس والتأليف، ثم لازم معين الدين المصري، فدرس عليه الحكمة والفقه والرياضيات وعلم الفلك. وفي تلك الفترة ذاعت شهرته في كل مكان، فأقبل عليه الناس والطلاَّب ينهلون من علمه ، ويعبون من معينه. ويبدو أن شهرته وصلت إلى أسماع ناصر الدين عبد الرحيم بن أبي منصور حاكم قوهستان الاسماعيلي، فوجَّه إليه دعوة لزيارته فلبَّى الطلب. ومن اللقاء الأول أعجب به، ثم أقنعه بالإقامة في كنفه، بعد أن تعهد له بتأمين مطالبه في ما يختص بالتأليف والتحصيل.

    عناصر المعرفة عند الطوسي :

    وقد يكون من العسير جداً دراسة عناصر المعرفة عند الطوسي، إلاَّ على ضوء جدول تفصيلي تظهر فيه الموضوعات والفروع والأصول.

    1- العلوم العقلية والفلسفية : ويتفرع منها الأمور العامة ، والجواهر والأعراض واثبات الصانع المبدع « واجب الواجب » وصفاته ، والنبؤة، والإمامة ، ومعرفة العوالم ، والمبدأ والمعاد ، والتربية والخلاق .

    2- العلوم الكلامية: ويتفرع منها السياسة والمنطق.

    3- العلوم الصوفية : ويتفرع منها الهندسة والجبر والرياضيات والمثلثات والفيزياء.

    4- العلوم الدينية : ويتفرع منها الفقه وأصول الفقه والحديث والتفسير والتأويل.

    5- العلوم الفلكية : ويتفرع منها النجوم والأفلاك والبروج والرصد والزيج والتنجيم والتقديم والاسطرلاب.

    6- العلوم الإنسانية : ويتفرع منها التاريخ والشعر والموسيقى والفنون والتربية والجغرافيا.

    7- العلوم الطبيعية : ويتفرع منها الطب والجواهر والكيمياء.

    الدور التاريخي العظيم للشيخ الطوسي نصير الدين

    في كتابه القيم (الاسماعيليون والمغول و نصير الدين الطوسي يقول العلامة حسن الأمين:
    جمع نصير الدين الطوسي إلى العلم الواسع، العقل الكبير، فتريك سيرته رجلاً من أفذاذ الرجال لا يمر مثله كل يوم. وتشاء الأقدار أن تعده لمهمة لا ينهض لها إلا من اجتمعت له مثل صفاته: علم وعقل وتدبير وبعد نظر، فكان رجل الساعة في العالم الإسلامي، هذا العالم الذي كان مثخناً بالجراح.كانت مهمة الطوسي من أشق المهمات، وكانت أزمته النفسية من أوجع ما يصاب به الرجال، فإنه وهو العالم الكبير ذو الشهرة المدوية بين المسلمين، يرى نفسه في قبضة عدو المسلمين، ويرى هذا العدو مصراً أن يبقيه في جانبه ويسيره في ركابه، والى أين يمشي هذا الركاب؟ إنه يمشي لغزو الإسلام في دياره والقضاء عليه في معاقله، فهل من محنة تعادل هذه المحنة؟، إن أقل تفكير في التمرد على رغبة القائد المغولي سيكون جزاءه حد السيف. كان الطوسي ذا فكر منظم يعرف كيف يخطط ويدبر. وهو في ذلك آية من الآيات، وقد أدرك أن النصر العسكري على المغول ليس ممكناً أبداً، فقد انحل نظام العالم الإسلامي انحلالاً تاماً لم يعد معه أمل في تجميع قوة تهاجم المغول وتخرجهم من دياره، وكانت البلاد المحتلة أضعف من أن تفكر في ثورة ناجحة... على أن الغرب الإسلامي كان لا يزال سليماً، وكانت مصر هي القوة الوحيدة التي تتجه إليها الأنظار، وقد استطاعت مصر ان تذيق المغول مرارة الهزيمة وأن تردهم عنها.وفكر نصير الدين طويلاً فأيقن أنه إذا تم للمغول النصر الفكري، بعد النصر العسكري كان في ذلك القضاء على الاسلام، وها هو يرى بأم عينه الكتب تباد والعلماء يقتلون، من ذا يبقى بعد ذلك؟.لقد استغل حاجة هولاكو اليه، وحرضه على أن يكون في معسكره فلكي عالم بالنجوم، فعزم على كسب ثقته واحترامه فكان له ما أراد، وصار له من ذلك سبيل لإنقاذ اكبر عدد من الكتب وتجميعها، كما استطاع أن ينجي من القتل الكثيرين ممن كانوا سيقتلون.

    افتراء ابن تيمية على نصير الدين الطوسي:

    من اكثر الناس الذين حاربوا نصير الدين الطوسي هو ابن تيميّة كما يذكر السيد الميلاني، لاشك ان افتراءات ابن تيمية على الطسي منشاه هو الاختلاف العقائدي، وما كان للشيخ نصير الدين الطوسي من دور نشر المذهب الشيعي، ودعمه بالادلّة والبراهين، ولاسيّما بتأليفه كتاب تجريد الاعتقاد، هذا الكتاب الذي أصبح من المتون الاصليّة والاوليّة في الحوزات العلميّة كلّها، وكان يدرّس وما زال هذا الكتاب يدرّس في بعض الحوزات العلميّة، ولذا كثرت عليه الشروح والحواشي من علماء الشيعة والسنّة، وحتّى أنّ كتاب المواقف للقاضي الايجي، وكتاب المقاصد للسعد التفتازاني، هذان الكتابان أيضاً إنّما أُلّفا نظراً إلى ما ذكره الخواجه نصيرالدين في كتاب التجريد، ويحاولون أن يردّوا عليه آراءه وأفكاره، ولربّما يذكرون اسمه بصراحة، وقد عثرنا على مورد في إحدى تلك الكتب حيث جاء التصريح باسم الشيخ نصير الدين الطوسي مع التهجّم عليه والسب له، وهو كتاب شرح المقاصد. وأمّا ابن تيميّة، فإنّما يتعرّض للخواجة نصير الدين الطوسي بمناسبة أنّ العلاّمة الحلّي ـ تلميذ الخواجة ـ ينقل عن أُستاذه استدلالاً لدعم المذهب الشيعي وإثبات عقيدة الاماميّة، على أساس حديثين صحيحين واردين في كتب الفريقين. ينقل العلاّمة رحمه الله عن أُستاذه أنّه سئل عن المذهب الحقّ بعد رسول الله، فأجاب بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أخبر في الحديث المتفق عليه بأنّ الاُمّة ستفترق من بعده على ثلاث وسبعين فرقة، وهذا الحديث متّفق عليه. قال: فمع كثرة هذه الفرق قال رسول الله: فرقة ناجية والباقي في النار. ثمّ إنّ رسول الله عيّن تلك الفرقة الناجية بقوله: «إنّما مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا». وهذا الاستدلال لا يمكن لاحد أن يناقش فيه، لا في الحديث الاول، ولا في الحديث الثاني، ولا في النتيجة المترتبة على هذين الحديثين وحينئذ نرى ابن تيميّة العاجز عن إظهار أيّ مناقشة وإبداء أيّ إيراد علمي في مقابل هذا الاستدلال، نراه يتهجّم على الشيخ نصيرالدين، ويسبّه بما لا يتفوّه به مسلم بالنسبة الى فرد عادي من أفراد الناس.
    وبصيرة ابن تيمية المغشاة بعصبيته لا ترى أن الأيوبيين في الجزيرة والشام كانوا أول من تعامل مع هولاكو فأرسلوا إليه يهادنونه ويخطبون وده، وقد أسرع الناصر الأيوبي نفسه إلى إعلان خضوعه للمغول وأرسل ابنه العزيز سنة (656هـ) بتحف وتقادم إلى هولاكو وصانعه، أما الأشرف موسى الأيوبي صاحب دمشق فقد أسرع في تقديم ولائه لهولاكو، في حين بادر المنصور بن المظفر الأيوبي صاحب حماه بالفرار إلى مصر تاركاً حماه وأهلها يلقون مصيرهم، ثم فر الناصر يوسف من دمشق وتركها فوضى.
    وممن يتجاهل ابن تيمية جرائمهم بدافع العصبية، كبار علماء السنه الذين وضعوا أنفسهم في تصرف هولاكو فعاونوه على سفك دماء المسلمين، ومنهم أبو بكر فخر الدين عبد الله بن عبد الجليل القاضي المحدث الذي ذكر صاحب كتاب (الحوادث الجامعة) أنه كان يتولى إخراج الفقهاء البغداديين ليقتلوا في مخيم هولاكو!. إن الذي كان يدهم بيوت فقهاء بغداد ويخرجهم منها ويسوقهم إلى هولاكو ليقتلهم هو (القاضي المحدث) الملقب بـ(فخر الدين).
    إن حامل هاتين الصفتين وهذا اللقب كان جلاد هولاكو الساعي بدماء الفقهاء العلماء إلى السفاك السفاح، إنه يعرفهم واحداً واحداً لأنه منهم ويعرف مراتبهم ودرجاتهم، ويعرف بيوتهم ومجالسهم، فكان سهلاً عليه انتقائهم وسحبهم ليريق دماءهم، وابن تيمية يغمض عينيه عنه وعن أمثاله، ولا يرى فيما فعلوه ما يستحق المؤاخذة.
    لم يبصر ابن تيمية وفود الخيانة متزاحمة على باب هولاكو ملوكاً وسلاطين وصدوراً وأعياناً، بل أبصر نصير الدين الطوسي وحده، لأنه عندما كان يكتب لم يكن ينظر ببصره، بل ببصيرته، وبصيرته كانت مغشاة بعصبيته فانحجبت عنها الحقائق وتجلت الأباطيل.


    اقوال علماء السنه في الطوسي:

    الفوطي الحنبلي البغدادي المتوفى سنة 723 هـ:
    ترجم له الذهبي (وهو من كبار ائمة السلفية) قائلاً: ابن الفوطي العالم البارع المتفنّن المحدّث المفيد، مؤرخ الافاق، مفخر أهل العراق، كمال الدين أبوالفضائل عبدالرزاق بن أحمد بن محمّد بن أبي المعالي الشيباني ابن الفوطي، مولده في المحرّم سنة 642 ببغداد، وأُسر في الوقعة وهو حَدَث ـ أُسر في الوقعة: وقعة بغداد ـ ثمّ صار إلى أُستاذه ومعلّمه خواجة نصير الدين الطوسي في سنة 660، فأخذ منه علوم الاوائل، ومهر على غيره في الادب، ومهر في التاريخ والشعر وأيام الناس، وله النظم والنثر، والباع الاطول في ترصيع تراجم الناس، وله ذكاء مفرط، وخط منسوب رشيق، وفضائل كثيرة، سمع الكثير، وعني بهذا الشأن . ويعبّر عنه صاحب فوات الوفيات ابن شاكر الكتبي، عندما يعنونه يعبّر عنه بـ: الشيخ الامام المحدّث المؤرّخ الاخباري الفيلسوف . وأمّا ابن كثير، فيذكر ابن الفوطي في تاريخه قائلاً: الامام المؤرّخ كمال الدين ابن الفوطي أبوالفضل عبدالرزاق، ولد سنة 642 ببغداد، وأُسر في واقعة التتار، ثمّ تخلّص من الاسر، فكان مشرفاً على الكتب بالمستنصريّة، وقد صنّف تأريخاً في خمس وخمسين مجلّداً، وآخر ـ أي كتاباً آخر ـ في نحو عشرين، وله مصنّفات كثيرة، وشعر حسن، وقد سمع الحديث من محي الدين ابن الجوزي، وتوفي في ثالث المحرّم في السنة التي ذكرناها .فهذا العالم المؤرّخ، الذي شاهد القضيّة، وحضرها، وأُسر فيها، وهو إمام مؤرّخ معتمد، يذكره علماء أهل السنّة بالثناء الجميل، ويذكرون كتبه في التاريخ، هذا الرجل له كتاب الحوادث الجامعة، في هذا الكتاب يتعرّض لقضيّة سقوط بغداد على يد هولاكو، وليس لخواجة نصيرالدين اسم في هذه القضيّة ولا ذكر أبداً، يذكرون أنّه قد ألّف كتابه هذا بعد الواقعة بسنة واحدة، أي أنّ سنة 657 تاريخ تأليف كتاب الحوادث الجامعة.

    ابن الطقطقي وتبرئة الطوسي وابن العلقمي:

    ثمّ بعد ابن الفوطي، نرى ابن الطقطقي المولود سنة 660 والمتوفّى سنة 709، هذا صاحب كتاب الفخري في الاداب السلطانيّة والدول الاسلاميّة، يروي الحوادث، حوادث بغداد، بواسطة واحدة فقط، ولا ذكر في هذا الكتاب حيث يذكر الحوادث لخواجة نصيرالدين في القضيّة أصلاً، لا من قريب ولا من بعيد. نعم يذكر اسم نصيرالدين مرّةً واحدةً، حيث يبيّن دخول ابن العلقمي على هولاكو. ابن العلقمي كان وزير المستعصم العباسي، أصبح بعد المستعصم العباسي من الشخصيّات المرموقة في بغداد، وينسب إليه أيضاً من قبل بعض كتّاب السنّة ـ السابقين واللاّحقين ـ أنّ له يداً في سقوط بغداد، ، وبإمكانكم أن ترجعوا إلى كتاب أعيان الشيعة للسيّد الامين العاملي رحمه الله يذكر هناك ما يقال عن ابن العلقمي وبراءة ساحة هذا الرجل أيضاً. نعم ظلم‌ كتاب السنة المطرفين العالم الجليل‌ العلقميّ حيث‌ نسبوا إلیه‌ الغدر والخيانة‌، وهو بري‌ء من‌ كلّ خيانة‌.

    قال‌ ابن‌ الطقطقيّ عن العلقميّ ، وهو من‌ أهل‌ ذلك‌ العصر وأشراف‌ ذلك‌ الزمان‌، في‌ مقام‌ بيان‌ إهمال‌ المستعصم‌ وعدم‌ التفاته‌ وتفريطه‌ ما لفظه‌:

    (وكان‌ وزيره‌ مؤيِّد الدين‌ بن‌ العلقميّ يعرف‌ حقيقة‌ الحال‌ في‌ ذلك‌، ويكاتبه‌ بالتحذير والتنبيه‌، ويشير عليه‌ بالتيقّظ‌ والاحتياط‌ والاستعداد، وهو لا يزداد إلاّ غفولاً. وكان‌ خواصّه‌ يوهمونه‌ أ نّه‌ ليس‌ في‌ هذا كبير خطر ولا هناك‌ محذور. وأنّ الوزير إنّما يعظّم‌ هذا يلنفق‌ سوقه‌ ولتبرز إلیه‌ الاموال‌ ليجنّد بها العساكر، فيقطع‌ منها لنفسه‌... إلی‌ آخر كلامه).

    وانااقول الشَّاهِدُ يَرَي‌ مَا لاَ يَرَي‌ الغَائِبُ

    ففي كتاب الفخري في الاداب السلطانيّة يذكر الشيخ نصيرالدين الطوسي مرّةً واحدةً بمناسبة أنّ الشيخ نصيرالدين كان واسطة في دخول هذا الوزير، أي ابن العلقمي على هولاكو، يقول: وكان الذي تولّى ترتيبه في الحضرة السلطانيّة الوزير السعيد نصيرالدين محمّد الطوسي قدّس الله روحه.

    ابن خلدون:

    ننتقل إلى ابن خلدون، ابن خلدون متولّد في سنة 732، ووفاته سنة 808، يذكر في تاريخه خبر المستعصم آخر ملوك بني العبّاس ببغداد، فلم يصف الخليفة بما وصفه به غيره من الصفات الدنيئة الموجبة للعار والشنار، والمسببة لما وقع به وبأهل بغداد، بل وصفه بقوله: كان فقيهاً محدّثاً... ثمّ ذكر ما كان من السنّة ضدّ الشيعة في الكرخ بأمر من الخليفة وابنه أبي بكر وركن الدين الدوادار، ثمّ ذكر زحف هولاكو إلى العراق ودخول بغداد وقتل الخليفة وغيره.

    ابن كثير :

    ابن كثير يقول: النصير الطوسي محمّد بن عبدالله [ لكن والده محمّد فهو محمّد بن محمّد ] كان يقال له المولى نصير الدين، ويقال الخواجة نصير الدين، اشتغل في شبيبته، وحصّل علم الاوائل جيّداً، وصنّف في ذلك في علم الكلام، وشرح الاشارات لابن سينا، ووزر لاصحاب قلاع الالموت من الاسماعيليّة، ثمّ وزر لهولاكو، وكان معهم في واقعة بغداد، ومن الناس من يزعم أنّه أشار على هولاكو بقتل الخليفة، فالله أعلم، وعندي أنّ هذا لا يصدر من عاقل ولا فاضل... إلى آخر ما قرأناه سابقاً. قال: وهو الذي كان قد بنى الرصد في مراغة، ورتّب فيه الحكماء من الفلاسفة والمتكلّمين والفقهاء والمحدّثين والاطبّاء، وغيرهم من الفضلاء، وبنى له فيه قبّة عظيمة، وجعل فيه كتباً كثيرةً جدّاً، توفي في بغداد في الثاني عشر من ذي الحجة من هذه السنة، وله خمس وسبعون سنة، وله شعر جيّد قويّ، وأصل اشتغاله على المعين سالم بن بدران بن علي المصري المعتزلي المتشيّع، فنزع فيه حروب كثيرة منه حتّى أفسد اعتقاده. هذا كلّه ذكره في ترجمة نصيرالدين الطوسي، وفيه الثناء الجميل على علمه، إلاّ أنّه يعرّض به لاجل مذهبه .وقال الذهبي في وفيات سنة 672: كبير الفلاسفة خواجة نصير الدين محمّد بن محمّد بن حسن الطوسي صاحب الرصد. وقال أيضاً: خواجه نصير الدين الطوسي أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن الحسن، مات في ذي الحجّة ببغداد، وقد نيّف على الثمانين، وكان رأساً في علم الاوائل، ذا منزلة من هولاكو.

    النتيجة

    الطوسي كان له الفضل الاكبر في حفظ ارواح الالاف من المسلمين سنة وشيعة بعد اكتساح المغول للعراق حيث كان هدف المغول تطهير العراق من اي مظهر اسلامي. كما له الفضل ايضا في حفظ تراث المسلمين عموما بعد ان خرب التتاركل المراكز العلمية والدينية وقضوا على المكتبات. اما وقعة بغداد نفسها فالسبب فيها هو الخليفة العباسي نفسه وبطانته حيث كان يتخوف من الدولة الخوارزمية التي حاولت الاستيلاء على بغداد. وكان يعتقد ان بتحالفه مع المغول يمكنه القضاء عليهم كما فعل اجداده حينما تحالفوا مع السلاجقه لهزيمة البويهيين ولكن الامر لم يتم هذه المرة! ويمكنكم مراجعة الموسوعه البريطانيه بهذا الشان وكتاب السيد حسن الامين المذكور في المصادر.
    بل يكفينا في هذا المقام قول صاحب الوافي بالوفيات 1 / 179: وكان للمسلمين به نفع خصوصاً الشيعة والعلويين والحكماء وغيرهم، وكان يبرّهم ويقضي أشغالهم ويحمي أوقاتهم، وكان مع هذا كلّه فيه تواضع وحسن ملتقى، وكان نصير قدم من مراغة إلى بغداد، ومعه كثير من تلامذته وأصحابه، فأقام بها مدّة أشهر ومات، ومولد النصير بطوس سنة كذا ووفاته سنة كذا، وشيّعه صاحب الديوان والكبار، وكانت جنازته حفلة، ودفن في مشهد الكاظم. والوافي بالوفيات كتاب معتبر، ومؤلّفه من أهل السنّة المعروفين المشهورين المعتمدين.

    خاتمة البحث:

    سمَّاه الطهراني« أستاذ الحكماء والمتكلَّمين ، وأفضل الحكماء والمتكلمين ، وحجة الفرقة الناجية » ؛ وقال عنه الحرانَّي « أفضل المتأخرين » ؛ وذهب بعضهم إلى القول : انه تجاوز أعمال سابقيه من الفلاسفة الكبار ، أمثال : الفارابي ، وابن رشد ، وابن سينا. وقال عنه جورج سارتون Georges Sarton: « انه أعظم علماء الإسلام – ومن أكبر رياضيهم » ؛ واعتبره بروكلمان Brocklmann: أشهر علماء القرن السابع ، وأشهر مؤلفيه على الإطلاق. وقد يكون للدور السياسي الكبير الذي كان يضطلع فيه بعد فتح المغول لبغداد اكبر الأثر في ترك الآثار للناس عن شخصيته الكبرى وسلوكه مع أعدائه وأصدقائه. اسهامات نصير الدين الطوسي في تطور الحضاره الحديثه يمكن قراءتها بالتفصيل في الموسوعه البريطانيه.

    المصادر
    الموسوعه البريطانيه 2004
    الشيخ نصير الدين الطوسي وسقوط بغداد للسيد علي الميلاني
    الاسماعيليون والمغول و نصير الدين الطوسي للسيد حسن الامين
    نحن الشيعة الأبية شجاعتنا نبوية غيرتنا
    حيدرية حشمتنا فاطمية آدابنا حسنية كرامتنا حسينية عزتنا زينبية .أدعيتنا سجادية علومنا باقرية أحاديثنا جعفرية سجداتنا كاظمية صلواتنا رضوية .كراماتنا جوادية أنباؤنا هادية.حكمتنا عسكرية انتصاراتنا مهدوية

    تعليق


    • #3
      احسنت اخي الفاضل
      لقد أستطاع الطوسي الذي وقع في قبضة هولاكو أن يقنعه ببناء مرصد فلكي كبير وبالفعل في عام 657هـ/1257م قام بإنشاء المرصد الفلكي في مدينة مراغة.
      ومما يروى عنه أن حديث دار بينه وبين هولاكو – وكان هولاكو قد سمع بالمكانة العلمية للأخير فيعلم الفلك فيقول :أنت تطلع إلى السماء؟ فقال له: لا ، فقال: ينزل عليك ملك يخبرك؟ فقالله : لا، فقال له : هولاكو، فمن أين تعرف؟ قال نصير الدين: بالحساب، فقال: تكذب، أرني من معرفتك ما أصدقك به، وكان هولاكو جاهلا قليل المعرفة فقال له نصير الدين: في الليلةالفلانية في الوقت الفلاني يخسف القمر.
      قال هولاكو:احبسوه إن صدق أطلقناه وأحسنا إليه، وإن كذب قتلناه فحبس إلى الليلة المذكورة، فخسف القمر خسفا بالغا فاتفق أن هولاكو تلك الليلة غلب عليه السكر فنام ولم يجسر أحد على انتباهه. فقيل لنصير الدين ذلك فقال: إن لم ير القمر بعينيه وإلا فأغدو مقتولا لا محالة،وفكر ساعة ثم قال للمغول: دقوا على الطاسات وإلا يذهب قمركم إلى يوم القيامة، فشرع كل واحد يدق على
      طاسة، فعظمت الغوغاء ، فانتبه هولاكو بهذه الحيلة ورأى القمر قد خسف فصدقه وآمن به، وكان ذلك سببالاتصاله بهولاكو.

      عاش الشيخ الطوسيّ بعد وفاة أستاذه الشريف المرتضى أربعاً وعشرين سنة، اثنتَي عشرة سنةً منها في بغداد حتّى وقوع فتنة طغرل بيك، فانتقل بعدها إلى مشهد الغريّ في النجف، فبقي هناك اثنتَي عشرة سنةً مشغولاً بالتدريس والهدايةوالتأليف والإرشاد.. وسائر وظائف الشرع الحنيف وتكاليفه، حتّى تُوفّي في الثاني والعشرين من محرّم عام 460 هجريّ عن عمرٍ ناهز الخامسة والسبعين عاماً. وقد أرّخ ذلك بعضُ المتأخّرين مخاطباً مرقدَه:


      يا مرقـدَ الطوسيّ فيك قـدِ آنطوى

      مُحْيي العـلوم.. فكنتَ أطيبَ مرَقدِ


      أودى بشهـر محـرّمٍ فـأضـافـه


      حُـزناً بفـاجـع رُزئـهِ المـتجدّدِ


      بك شيخ طائفة الهـداة إلى الهـدى


      ومجـمِّـع الأحـكـام بعـد تبـدّدِ


      إلى أن قال:


      وبكى له الشـرع الحنيف مؤرِّخـاً:


      أبكى الهـدى والـديـنَ فَقْـدُ محمّدِ


      وبعد دفنه رضوان الله عليه، أصبحت داره التي دُفن فيها مسجداً مشهوراً حسب وصيّته يُسمّى بـ ( مسجد الطوسيّ )، ثمّ صار من أشهر مساجدالنجف، تُعقد فيه صلوات الجماعة على مدى مئات السنين، ومئاتُ حلقات التدريس مِن قِبل كبار المجتهدين والمدرّسين، بل صار مدرسةً للعلماء ومعهداً للعلوم، تخرّج منه آلاف المجتهدين. وبقي الشيخ الطوسيّ مَعْلَماً شامخاً تفتخر به الأمّة في جميع محافلها العلميّة:المحليّة منها والعالميّة، بعد أن أسدى هذا العالم خدمةً إنسانيّة كبيرة سدّ بها ثغرا تٍ كثيرةً في المكتبة الفكرية والإنسانيّة، وفتح الآفاق الواسعة أمام الأجيال، وصار رمزاًمن رموز حضارتنا الإسلاميّة.

      مؤلفاته
      1.رجال الطوسيّ ، ويُسمى هذا الكتاب ( الأبواب).
      2.اختيار معرفة الرجال ـ هذّب من خلاله كتاب ( رجالالكشيّ ).
      3.الاستبصار ـ جزءان في العبادات، والثالث في بقيةأبواب الفقه.
      4.الأمالي ـ في الحديث، ويُسمى أيضاً ( المجالس).
      5.التبيان في تفسير القرآن.
      6.تلخيص الشافي ـ في الإمامة، وأصله للشريف المرتضى( الشافي ).
      7.تمهيد الصول ـ شرح لكتاب المرتضى ( جُمَل العلموالعمل ).
      8.تهذيب الأحكام ـ عشر مجلّدات، من الكتب الأربعةالتي عليها مدار استنباط الأحكام الشرعيّة.
      9.الجُمل والعقود ـ في العبادات، ألّفه بطلبٍ منقاضي طرابلس.
      10.الخلاف ـ في الأحكام، ناظَرَ فيه المخالفين..في مجلَّدين.
      11.رياضة العقول ـ شرح لكتابه ( مقدّمة في علم الأصول).
      12.العُدّة ـ في أصول الدين وأصول الفقه.
      13.الغَيبة ـ في غيبة الإمام المهديّ ( عجل اللهتعالى فرَجَه ).
      14.الفهرست ـ في ذكر أصحاب الكتب والأصول.
      15.ما يُعلّل وما لا يُعلَّل ـ في علم الكلام.
      16.المبسوط ـ من أجلّ كتب الفقه.. يشتمل على سبعي نفصلاً.
      17.مصباح المتهجّد ـ في أعمال السَّنة، وهو من أجل كتب الأدعية والأعمال.
      18.المفصح ـ في الإمامة، وهو من الآثار المهمّة.
      19.مقتل الإمام الحسين عليه السّلام.
      20.المستجاد من الإرشاد ـ في أصول الدين الخمسة.
      21.مناسك الحجّ ـ في مجرّد العمل.
      22.النهاية ـ في الفقه والفتوى.. يحتوي على 22 فصلاًو 214 باباً.
      23.هداية المسترشد وبصيرة المتعبّد ـ في الأدعيةوالعبادات
      التعديل الأخير تم بواسطة اية الشكر ; الساعة 18-02-2013, 02:01 PM. سبب آخر:
      sigpic

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحين ، مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين ، اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
        .

        ( الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ ) .
        { نهج البلاغة }

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          الحمد لله رب العالمين - الرحمن الرحيم - مالك يوم الدين - اياك نعبدوا واياك نستعين - اهدنا الصراط المستقيم - صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
          صدق الله العلي العظيم



          تعليق

          يعمل...
          X