بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ...
هناك من يزعم أن البكاء واللطم على سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام نوع من البدعة
والشرك والغلو وهذة في حقيقة الأمر لايلقي بها إلا الضالون الغاوون الذين لم يتتبعوا سيرة
وهدي النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم وعدم إلمامهم ومعرفتهم مافي بطون كتبهم
وما تحضتنه هذه الكتب من روايات صحيحة وبراهين قاطعة تقطع الشك باليقين بالإستدلالات
التاريخية التي أثبتتها كتب الفريقين من المسلمين وأن مشروعية البكاء هي بداية من الرسول محمد
صل الله عليه وآله وسلم سيد الخلق والمرسلين ومن حقنا نحن أن نقتدي بهدي رسول الله (ص)
ونحذوا حذوه كما قال تعالى في كتابه العزيز ( ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ).
إذاً نحن ناخذ من حيث الإتيان وما قام به رسول الله صل الله عليه وسلم دون النهي عنه ولعل هناك
نهي من رسول الله (ص ) في بعض الأمور إلا أنه لم ينهى عن البكاء على مصيبة أبي عبدالله الحسين
عليه السلام لأنني كما قلت في كلامي السابق ان الرسول (ص) هو أول من بكى على مصيبة الإمام
الحسين عليه السلام ..وهناك أدلة من كتب الفريقين ونستعرض منها بعض الأدلة ليستيقن الذين
في قلوبهم شك وطرد كل الشبهات التي تشكك في مشروعية البكاء واللطم على مصيبة الإمام الحسين(ع).
فهذة بعض الروايات الثابته حول مشروعية البكاء ..
فعن أم الفضل بنت الحارث، أنها دخلت علی رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقالت: رأيت كأن قطعة من
جسدك قطعت ووضعت في حجري. فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم): رأيت خيراً، تلد فاطمة غلاماً فيكون
في حجرك، فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله ، فدخلت يوماً الی رسول الله (صلی الله عليه
وآله وسلم) فوضعته في حجره، ثم حانت منّي التفاتة فاذا عينا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) تهرقان من
الدموع فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي مالك؟ قال: أتاني جبرئيل فأخبرني أن امتي ستقتل ابني هذا، فقلت: هذا؟
فقال: نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء.
’’الحاكم النيسابوري / المستدرك علی الصحيحين: 3/176.’’
وعن أم سلمة قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في بيتي فنزل جبريل
فقال: يا محمد إن امّتك تقتل ابنك هذا من بعدك فأومأ بيده الی الحسين، فبكی رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)
وضمّه الی صدره ثم قال: يا رسول الله وديعة عندك هذه التربة، فشمّها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وقال: ريح كرب وبلاء. قالت: وقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم): يا أم سلمة اذا تحوّلت هذه التربة دماً
فاعلمي أن ابني قد قتل.
’’الطبراني / المعجم الكبير / ترجمة الحسين السبط (عليه السلام)’’.
وهناك روايات اخری كثيرة في هذا المجال فيمكنكم مراجعة:
’’مسند احمد 242:3.’’
القسطلاني / المواهب 195:2.
السيوطي / الخصائص الكبری 125:2.
كنز العمّال 223:6.
ذخائر العقبی: 147.
الفصول المهمّة: 154.
مجمع الزوائد 188:9.
وهكذا تجد ائمة اهل البيت (عليهم السلام) اقاموا العزاء علی الحسين (عليه السلام) وأمرونا بذلك وبإظهار الحزن.
ومن هذا المنطلق اخذت الشيعة الاماميّة تعمل بهذه الوصية فتظهر مختلف علامات الحزن والعزاء علی الامام
الحسين (عليه السلام) كلّ بحسب منطقته وعاداته وتقاليده.
فبعضهم اتخذ مثلا اللطم علی الصدور طريقة من طرق اظهار الحزن ليظهر من خلاله حبّه وولاءه الشديد لابي عبد
الله الحسين (عليه السلام) واعتبروه عملاً راجحاً يتوقّعون فيه الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالی ودليلهم علی
جوازه اجماع علماء الطائفة الشيعية عليه وبعض الروايات منها ما رواه الشيخ الطوسي في كتابه التهذيب 2/283
في آخر الكفّارات عن الامام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (ولقد شققن الفاطميات الجيوب ولطمن الخدود علی
الحسين بن علي، وعلی مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب) وذكر هذه الرواية أيضاً الشهيد في الذكری في البحث
الرابع من المطلب الثالث من احكام الاموات فراجعوا.
من الادلة علی جواز اللطم في المجالس الحسينية هوالحديث الوارد عن الامام الصادق (عليه السلام): (الجزع
مكروه الاّ علی الحسين) واللطم نوع من الجزع.
ولا يخفی عليكم ان النهي عن الجزع نهي تشريعي وليس نهياً تكوينياً وبالتالي فهوقابل للتخصيص، وقد ورد
تخصيص من الشارع المقدس لعموم النهي عن الجزع هذا اولاً.
وثانياً: لاصالة الاباحة، فطالما لم يكن في اللطم ضرر، فمقتضی اصل الاباحة هوعدم الاشكال في اللطم ما لم يرد
نهي.
وثالثاً: اللطم علی مصائب اهل البيت (عليهم السلام) يدخل في باب تعظيم الشعائر وشدّ الناس الی قضية الامام
الحسين (عليه السلام) التي هي قضية الاسلام.
واما بداية نشؤه فالظاهر انه عريق كما يبدومن بعض الحوادث التي يذكرها ابن الاثير في تاريخه، حيث ذكر في
الحوادث الواقعة في القرن الرابع والخامس هجري انه وقع خلاف وصدامات بين الشيعة والسنة بسبب بعض
اعمال يوم عاشوراء من اللطم وغيره.
ان لكل قوم عرف خاص بالنسبة إلی اقامة العزاء، ومادام أن أصل الحزن واقامة العزاء ثابت علی الحسين الشهيد
(عليه السلام)، فان اللطم هوواحد من مصاديق اظهار الحزن عند الشيعة، فلا نحتاج في المسألة إلی دليل خاص
مادام هوداخل تحت عمومات الحزن.
أضف إلی ذلك، فان الهاشميات لطمنّ علی الحسين (عليه السلام) وبحضور الإمام السجاد (عليه السلام)، وحيث لم
ينهاهنّ الامام السجاد (عليه السلام)، فيكون تقريراً لجوازه واستحبابه علی الحسين (عليه السلام).
والحمد لله ربِّ العالمين والعن الدائم على اعدائهم اجمعين من الآن الى قيام يوم الدين ...
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ...
هناك من يزعم أن البكاء واللطم على سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام نوع من البدعة
والشرك والغلو وهذة في حقيقة الأمر لايلقي بها إلا الضالون الغاوون الذين لم يتتبعوا سيرة
وهدي النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم وعدم إلمامهم ومعرفتهم مافي بطون كتبهم
وما تحضتنه هذه الكتب من روايات صحيحة وبراهين قاطعة تقطع الشك باليقين بالإستدلالات
التاريخية التي أثبتتها كتب الفريقين من المسلمين وأن مشروعية البكاء هي بداية من الرسول محمد
صل الله عليه وآله وسلم سيد الخلق والمرسلين ومن حقنا نحن أن نقتدي بهدي رسول الله (ص)
ونحذوا حذوه كما قال تعالى في كتابه العزيز ( ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ).
إذاً نحن ناخذ من حيث الإتيان وما قام به رسول الله صل الله عليه وسلم دون النهي عنه ولعل هناك
نهي من رسول الله (ص ) في بعض الأمور إلا أنه لم ينهى عن البكاء على مصيبة أبي عبدالله الحسين
عليه السلام لأنني كما قلت في كلامي السابق ان الرسول (ص) هو أول من بكى على مصيبة الإمام
الحسين عليه السلام ..وهناك أدلة من كتب الفريقين ونستعرض منها بعض الأدلة ليستيقن الذين
في قلوبهم شك وطرد كل الشبهات التي تشكك في مشروعية البكاء واللطم على مصيبة الإمام الحسين(ع).
فهذة بعض الروايات الثابته حول مشروعية البكاء ..
فعن أم الفضل بنت الحارث، أنها دخلت علی رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) فقالت: رأيت كأن قطعة من
جسدك قطعت ووضعت في حجري. فقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم): رأيت خيراً، تلد فاطمة غلاماً فيكون
في حجرك، فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله ، فدخلت يوماً الی رسول الله (صلی الله عليه
وآله وسلم) فوضعته في حجره، ثم حانت منّي التفاتة فاذا عينا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) تهرقان من
الدموع فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي مالك؟ قال: أتاني جبرئيل فأخبرني أن امتي ستقتل ابني هذا، فقلت: هذا؟
فقال: نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء.
’’الحاكم النيسابوري / المستدرك علی الصحيحين: 3/176.’’
وعن أم سلمة قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في بيتي فنزل جبريل
فقال: يا محمد إن امّتك تقتل ابنك هذا من بعدك فأومأ بيده الی الحسين، فبكی رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)
وضمّه الی صدره ثم قال: يا رسول الله وديعة عندك هذه التربة، فشمّها رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم) وقال: ريح كرب وبلاء. قالت: وقال رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم): يا أم سلمة اذا تحوّلت هذه التربة دماً
فاعلمي أن ابني قد قتل.
’’الطبراني / المعجم الكبير / ترجمة الحسين السبط (عليه السلام)’’.
وهناك روايات اخری كثيرة في هذا المجال فيمكنكم مراجعة:
’’مسند احمد 242:3.’’
القسطلاني / المواهب 195:2.
السيوطي / الخصائص الكبری 125:2.
كنز العمّال 223:6.
ذخائر العقبی: 147.
الفصول المهمّة: 154.
مجمع الزوائد 188:9.
وهكذا تجد ائمة اهل البيت (عليهم السلام) اقاموا العزاء علی الحسين (عليه السلام) وأمرونا بذلك وبإظهار الحزن.
ومن هذا المنطلق اخذت الشيعة الاماميّة تعمل بهذه الوصية فتظهر مختلف علامات الحزن والعزاء علی الامام
الحسين (عليه السلام) كلّ بحسب منطقته وعاداته وتقاليده.
فبعضهم اتخذ مثلا اللطم علی الصدور طريقة من طرق اظهار الحزن ليظهر من خلاله حبّه وولاءه الشديد لابي عبد
الله الحسين (عليه السلام) واعتبروه عملاً راجحاً يتوقّعون فيه الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالی ودليلهم علی
جوازه اجماع علماء الطائفة الشيعية عليه وبعض الروايات منها ما رواه الشيخ الطوسي في كتابه التهذيب 2/283
في آخر الكفّارات عن الامام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (ولقد شققن الفاطميات الجيوب ولطمن الخدود علی
الحسين بن علي، وعلی مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب) وذكر هذه الرواية أيضاً الشهيد في الذكری في البحث
الرابع من المطلب الثالث من احكام الاموات فراجعوا.
من الادلة علی جواز اللطم في المجالس الحسينية هوالحديث الوارد عن الامام الصادق (عليه السلام): (الجزع
مكروه الاّ علی الحسين) واللطم نوع من الجزع.
ولا يخفی عليكم ان النهي عن الجزع نهي تشريعي وليس نهياً تكوينياً وبالتالي فهوقابل للتخصيص، وقد ورد
تخصيص من الشارع المقدس لعموم النهي عن الجزع هذا اولاً.
وثانياً: لاصالة الاباحة، فطالما لم يكن في اللطم ضرر، فمقتضی اصل الاباحة هوعدم الاشكال في اللطم ما لم يرد
نهي.
وثالثاً: اللطم علی مصائب اهل البيت (عليهم السلام) يدخل في باب تعظيم الشعائر وشدّ الناس الی قضية الامام
الحسين (عليه السلام) التي هي قضية الاسلام.
واما بداية نشؤه فالظاهر انه عريق كما يبدومن بعض الحوادث التي يذكرها ابن الاثير في تاريخه، حيث ذكر في
الحوادث الواقعة في القرن الرابع والخامس هجري انه وقع خلاف وصدامات بين الشيعة والسنة بسبب بعض
اعمال يوم عاشوراء من اللطم وغيره.
ان لكل قوم عرف خاص بالنسبة إلی اقامة العزاء، ومادام أن أصل الحزن واقامة العزاء ثابت علی الحسين الشهيد
(عليه السلام)، فان اللطم هوواحد من مصاديق اظهار الحزن عند الشيعة، فلا نحتاج في المسألة إلی دليل خاص
مادام هوداخل تحت عمومات الحزن.
أضف إلی ذلك، فان الهاشميات لطمنّ علی الحسين (عليه السلام) وبحضور الإمام السجاد (عليه السلام)، وحيث لم
ينهاهنّ الامام السجاد (عليه السلام)، فيكون تقريراً لجوازه واستحبابه علی الحسين (عليه السلام).
والحمد لله ربِّ العالمين والعن الدائم على اعدائهم اجمعين من الآن الى قيام يوم الدين ...
تعليق