إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الآيات النافية للرؤية ، وعدم إمكانها (ياوهابية)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الآيات النافية للرؤية ، وعدم إمكانها (ياوهابية)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِّ على محمد وآله الطيبين الطاهرين
    أقول: الآيات القرآنية التي تصرح بعدم إمكان رؤية الله تعالى .
    لقد ذكر القرآن الكريم آيات عديدة تصرح بعدم جواز رؤية الله تعالى من دون تقييد بمكان أو زمان ، وأن بعضها يفيد بأنَّ طلب الرؤية ذنبٌ يعاقب الله تعالى عليه ، وهي كما يلي:
    الآية الأولى : تفيد أن موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام يتوب إلى الله تعالى مِن طلب الرؤية ، وأنّه أول المؤمنين الَّذين يؤمنون بأنَّ الله تعالى لا يُرى، وذلك قوله تعالى:

    { وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف/143].
    فلو كانت الرؤية من أفضل نعم الجنَّة كما يزعمون لما تاب موسى من طلب الرؤية لأن طلب نعمة من نعم الجنَّة في الحياة الدنيا لا يعد ذنباً.
    الآية الثانية : تفيد نزول العذاب على مَن طلب رؤية الله تعالى مِن بني إسرائيل، قال الله تعالى:

    { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى الله جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة/55].
    فالله تعالى يستعظم الرؤية ويستفظع سؤالها ويقبّحه ويعدّ الإنسان قاصراً عن أنْ ينالها على وجه ينزل العذاب عند سؤالها، فلو كانت الرؤية أمراً ممكناً يوم القيامة ، لتلطّف عليهم الله تعالى، وأخبرهم بأنّهم سيرونه في الحياة الآخرة لا في الحياة الدنيا، ولكن نرى أنّ الله تعالى يقابلهم بنزول الصاعقة فيقتلهم ثمّ يحييهم بدعاء موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام.
    الآية الثالثة : تفيد أن طلب رؤية الله تعالى ذنب يعاقب الله تعالى عليه، وهو أكبر إثماً ممن طلب نزول كتاب من السماء، وذلك في قوله تعالى:

    {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا الله جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا} [النساء/153]
    فلو كانت رؤية الله تعالى ممكنة يوم القيامة لما سمي طلب الرؤية ظلماً، وتعدّياً عن الحدّ و لأُخْبِرَ بنو إسرائيل عن جوازها يوم القيامة، ولما عُوقِبوا على هذا الطلب لاسيما أنَّ بني إسرائيل طلبوا مِن موسى أنْ يجعل لهم صنماً يعبدوه فلم يُعَاقَبوا على طلبهم هذا بل نصحهم موسى ، وبين لهم وجه خطئهم كما جاء في قوله تعالى:

    { وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * قَالَ أَغَيْرَ الله أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [الأعراف : 138 - 140]
    فيقال لمن زعم أن رؤية الله تعالى يوم القيامة من أعظم نعم الجنة : لو كان زعمك صحيحاً لما ذم الله تعالى طلب الرؤية ولما وصفه بالظلم لأنَّ طلب النعمة أو النعيم أو الجنة لا يُسَمَّى ظلماً، فقد طلبت امرأة فرعون قصراً في الجنة، فمدحها القرآن على طلبها هذا فقال:
    { وَضَرَبَ الله مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم/11].
    وقد استنكر القرآن الكريم طلب الرؤية استنكاراً شديداً، ووصفه بِتَبَدُّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ وحذر المسلمين منه فقال:
    { أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [البقرة : 108]، قال الثعلبي: ( { أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ} محمداً.{ كَمَا سُئلَ مُوسَى مِن قَبْلُ} سأله قومه فقالوا : أرنا الله جهرة)1 .
    وقال القرطبيّ في تفسير قوله تعالى: (
    { كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ} : (سؤالهم إياه أن يريهم الله جهرة)2.
    فكيف تكون رؤية الله تعالى من أعظم النعم ووصف الله تعالى طلبها بِتَبَدُّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ وحذر المسلمين منها ؟! خصوصاً وأنَّ القرآن الكريم لم يترك نعمة مِن نعم الجنة إلاَّ ذكرها ، فكيف يترك ذكر أفضل نعمة؟!
    فلو كانت رؤية الله تعالى من أفضل نعم الجنَّة كما يزعم مثبتو الرؤية لما تركها القرآن الكريم، فمِن أين لهم بهذا الافتراء على الله تعالى؟!
    الآية الرابعة: تذم الكفار لطلبهم رؤية الله تعالى، وذلك في قوله تعالى:

    { وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} [الفرقان : 21]
    الآية الخامسة: تنفي بصورة مطلقة رؤية الله تعالى بالبصر؛ قال الله تعالى:

    { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام/103]
    الآية السادسة: تنفي أن يكون مثيل لله ، فهي تنفي الرؤية و الجسمية والتشبيه عن الله تعالى؛ قال الله تعالى:
    { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]
    وهكذا يُلاحَظ أَنَّ الآيَاتِ المتقدمة تنفِي رؤية الله تعالى بالبصر بصورة صريحة و واضحة بخلاف الآيات التي يستدلون بها على إثبات الرؤية فإنها لا تدلُّ على ما يزعمون بصورة صريحة، كقوله تعالى:
    { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } [يونس : 26]،
    وسيأتي ذكر الآيات التي يستدلون بها على رؤية الله تعالى.
    ولنا تتمت تابعوها إن شاء الله تعالى

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
    1- الكشف والبيان للثعلبي:1/257[سورة البقرة ، الآيات: 107-109] ، دراسة وتحقيق :الإمام أبي محمد بن عاشور، دار إحياء التراث العربي ، بيروت – لبنان ، ط. الأولى؛ 1422هـ-2002م.
    2- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي:2/49[سورة البقرة/آية:108]،اعتنى به وصححه : الشيخ هشام سمير البخاري ، دار إحياء التراث العربي،بيروت-لبنان،ط.الأولى؛1422هـ-2002م.
    السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان


    من خطاب الامام الحجة (عليه السلام) لشيعته

    وَلَو أَنَّ أَشيَاعَنا وَفَقَهُم اللهُ لِطَاعَتِهِ ، عَلَى إجتِمَاعٍ مِنِ القُلُوبِ فِي الوفَاءِ بِالعَهدِ عَلَيهُم ،لَمَا تَأخَرَ عَنهُم اليُمنُ بِلِقَائِنا ، وَلَتعَجَلَت لَهُم ، السعَادَةُ بِمُشَاهَدَتِنا ، عَلَى حَقِ المَعرِفَةِ وَصِدقِهَا مِنهُم بِنَا ، فَمَا يَحبِسُنَا عَنهُم إلَّا مَا يَتصِلُ بِنَا مِمَّا نَكرَهُهُ ، وَلَا نُؤثِرُهُ مِنهُم ، وَاللهُ المُستَعَانُ ، وَهُوَ حَسبُنَا وَنِعمَ الوَكِيلُ .
    sigpic

  • #2
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جهود مشكورة اخ المشرف بارك الله بجهودكم
    تحياتي لكم



    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صلّ على محمد وآله الطيبين الطاهرين
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جهود مشكورة اخ المشرف بارك الله بجهودكم
      تحياتي لكم
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,
      شكرا لمروركم المبارك وبارك الله فيكم ولا حرمنا الله مت تواجدكم وملحوظاتكم نسأله تعال لكم التوفيق والنجاح
      ودمتم سالمين
      السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان


      من خطاب الامام الحجة (عليه السلام) لشيعته

      وَلَو أَنَّ أَشيَاعَنا وَفَقَهُم اللهُ لِطَاعَتِهِ ، عَلَى إجتِمَاعٍ مِنِ القُلُوبِ فِي الوفَاءِ بِالعَهدِ عَلَيهُم ،لَمَا تَأخَرَ عَنهُم اليُمنُ بِلِقَائِنا ، وَلَتعَجَلَت لَهُم ، السعَادَةُ بِمُشَاهَدَتِنا ، عَلَى حَقِ المَعرِفَةِ وَصِدقِهَا مِنهُم بِنَا ، فَمَا يَحبِسُنَا عَنهُم إلَّا مَا يَتصِلُ بِنَا مِمَّا نَكرَهُهُ ، وَلَا نُؤثِرُهُ مِنهُم ، وَاللهُ المُستَعَانُ ، وَهُوَ حَسبُنَا وَنِعمَ الوَكِيلُ .
      sigpic

      تعليق

      يعمل...
      X