إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القرآن كتاب المعمورة قاطبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القرآن كتاب المعمورة قاطبة

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
    الركِتَابٌ اُحْكِمَتْ ءَايَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ((16
    )
    على الرغم من تطور البشرية عبر العصور على صعيد العلم والادراك والوعي وغيرذلك، إلا أن القرآن الكريم قد أنزله الله تبارك وتعالى لكل الناس وفي كل العصور.وهذه الحقيقة الساطعة تعتبر معجزة من معاجز القرآن الكبرى، حيث أن من طبيعته مخاطبة كل إنسان، مهما تفاوت مستوى استيعابه واختلف زمانه, لأن القرآن كتاب فيه ظاهر وباطن، ولباطنه بطون وكلما تضاعف علم المرء ومعرفته، كلما تعمق في القرآنأكثر.
    ففي الوقت الذي يفهم الإنسان الساذج البسيط من النص القرآني شيئاً ومعنىًمعيناً، نجد العالم والمثقف يفهم شيئاً مضافاً إلى ذلك وهكذا تتفاوت درجاتالاستنباط حسب مستويات الناس، بل حتى لو كان الإنسان عالماً، أو كان في مستوىالإمام الرضا عليه السلام، وهو عالم آل محمد، وهو الذي علمه من علم الله سبحانه وتعالى؛ حتى لو كان كذلك، فإن الله يفتح له كل يوم باباً من علوم القرآن. وهذاالمعنى قد صرح به الإمام الرضا عليه السلام نفسه في حديث شريف له.
    إن القرآن الكريم الذي فيه المحكم والمتشابه ، يتحول متشابهه إلى محكم بالنسبة لمن توصل إليه، وما لم يتوصل إليه يظل متشابهاً بالنسبة له أيضاً.
    ولهذا كانت قاعدة العمل بالمحكم والتسليم للمتشابه قاعدة مهمة للغاية فيإطار التعامل مع القرآن، إذ أن المتتبع للآيات القرآنية كلما عمل بالمحكم وسار فيه شوطاً، كلما اُحكم له المتشابه، وتيسر له فهمه ووعيه، أي أن كتاب الله يوضح نفسه بنفسه.
    ومن هذه الزاوية، كان القرآن كتاباً لكل الناس ولكل العصور والدهور، وكلفرد منهم يستفيد منه حسب مستواه وموقعه؛ تماماً كما الغيث ينزل من السماء، حيثتسيل منه الأودية بقدرها، فالوادي الواحد يستوعب بقدره هو لا بقدر الغيث، الذي يستطيع استيعاب كل الامكنة.
    ولما كان القرآن الكريم كتاباً ذا مرونةٍ فائقة، فإنه قد سلب من الإنسان أعذاره الواهية التي قد يرفع عقيرته بها فيهجر القرآن بداعي عدم فهمه له مثلاً، أوإيكال ذلك للعلماء والمفسرين والمثقفين فقط.
    كلاً. فالقرآن كتاب الجميع، نازل من عند خالق الجميع. ويبقى من لم يفهم هذاالنص القرآني أو ذاك ملزماً بإرجاعه إلى أهل الذكر من العلماء والمختصين فهم وكلاءالله على شرح كتابه للآخرين. وهذا الأُسلوب يمثل منهجاً رائعاً قد أمر به القرآنقبل غيره، لأنه كفيل بحفظ منزلته الربانية من جهة، وكفيل أيضاً بتعميم الفائدة على الجميع من جهة أُخرى فيكون عبر ذلك كما النهر ، يغرف الناس منه حسب حاجاتهم ومقدارما يستوعبونه، دون أن يعني أن ذلك النهر يمكن اختصاره في إنسان واحد منهم، ودون أنيعني أن هذا الإنسان غير قادر على الاستفادة من النهر شيئاً.
    فبمجرد أن يشتري الإنسان بضاعة معينة فإنه يطالب ويبحث عن كتابٍ يشرح له بالتفصيل الكافي كيفية الاستفادة أو تشغيل هذه البضاعة والمحافظة عليها.
    أمّا الله العليم الحكيم حينما خلق الوجود والحياة فقد أرسل للناس كتاباًمباركاً، علمهم فيه كيفية التعامل مع الوجود والحياة، وشرح لهم فيه سنن الحياةوسبل السلام فيها، وقد سمّى هذا الكتاب بالقرآن.
    فالقرآن هو كتاب الله المكتوب والمقروء، والخليقة كلها عبارة عن كتاب الله المخلوق والكتابان ينطبقان على بعضهما كل الإنطباق.
    فمن أراد معرفة الحياة والطبيعة، يجدر به أن يقرأ القرآن ويستضيء به.
    أما الذين يقرؤون القرآن وراء الأبواب المغلقة، دونما ينظرون إلى ما يحيطبهم، فإنهم عاجزون عن الاستفادة من هذا القرآن.
    والذين يخوضون في الطبيعة والحياة لمعرفتها وفهمها من دون كتاب وهدىً ودليل وبصيرة قرآنية، فهم بدورهم لن يعرفوها. إنما يعرف الحياة من يقرأها ويمارسها ويعايشها ضمن كتاب الله الذي لا يضل ولا ينسى، كتاب فيه تفصيل كل شيء بما للكلمة من معنىً. فإذا أراد الإنسان أن يعيش في الحياة بنور، فليستنر بالقرآن، ولينظر ما هوقائل له ، فإن فيه الشرح الوافي لطبيعة الإنسان والمجتمع وتطورات الحياة، وفيه الإجابات الوافية عن نواميس الكون والهدف من خلقته، وفيه أيضاً الإجابة عن السروراء تطورات الأمم والحضارات وعلل دمارها.. كل ذلك يجده الإنسان في القرآن، وماعليه -والحال هذه- إلا أن يطبق الآيات تطبيقاً صحيحاً على الطبيعة.
    ولا يغيب عنا أن القرآن كما الشمس إن تشرق على كل يوم جديد. لذا نجد إنالقرآن لم ينزل على إنسان دون غيره، أو أمة دون سواها، بل أنزله الله للبشريةكافة، وهو يجري فيمن يأتي كما جرى فيمن مضى.
    فلنقرأ القرآن ولنطّبق آياته على أنفسنا وعلى الناس والحوادث والمشاكلوالحالات النفسية، حتى نعرف القرآن بشكل أفضل، وحتى نعرف الحياة بصورة أدق.
    وقراءة القرآن دونما تطبيق، أو ممارسة الحياة دونما قرآن، ليس إلاّ هجراًللقرآن، وليس إلا تضييعاً للحياة.
    من صفات القرآن الكريم انه كتاب حكمة،
    ولذلك جاءت تسميته بـ (القرآن الحكيم)، لأن فيه حكمة الحياة.
    فالإنسان الذي يريد أن يضمن السعادة في الدنيا والآخرة لابد ان يتمتع بالحكمة؛ أي أن يعرف كيف يعيش ومن أين جاء وإلى أين يذهب وما هي سنن الحياة التي تعني القوانين والأنظمة التي وضعها الله تبارك وتعالى لهذه الحياة والتي من خلالهايستطيع الإنسان أن يعيش الحياة الطيبة
    . ولذلك فقد أوضح القرآن الحكيم سنن الحياة،وهي الحقائق الكبرى التي ليس من السهل على الإنسان أن يستوعبها، لأن عقله وفكرهمحدودان. ثم أن جميع الناس ليسوا على مستوى واحد من الوعي والفهم، بل هم على درجاتومستويات مختلفة لذلك فإن من العجيب أن كل الناس -على اختلاف مستوياتهم الفكرية-ينتفعون من القرآن كل حسب مستواه.
    فتجد في القمة رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين عليهمالسلام يقرؤون القرآن، ويزدادون بقراءته علماً، بينما أبسط الناس أيضاً ينتفع بتلاوته القرآن بحدوده.
    والسّر في تلك الشمولية، الأمثال التي يكثر ذكرها في القرآن، والتي تقومبدور الوسيط بين الحقائق الكبرى والحقائق الجزئية، أي إنها تكون جسراً بين الإنسانوبين الحقائق ولذلك فلابد لمن يقرا القرآن ويتدبر في آياته أن يتأمل تلك الأمثال ،ثم يطبقها على الحقائق المتعلقة بها.
    ولا يغيب عنا أن الامثال تقوم بدور ايضاح الحقيقة، وتقريبها للفهم،وبالتالي عدم نسيانها.
    ومن خلال فهم الأمثلة القرآنية، وفهم الحقائق المتصلة بها يستطيع الإنسانان يكون حكيماً، (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَفَقَدْ اُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً(
    (
    قَدْ جَآءَكُم بَصَآئِرُ مِن رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِوَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهِا وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ( (17)
    يبدأ ابن آدم حياته عديم التجربة، ويعيش فيها ظلمات الجهل والغفلة، إذالعمر قصير وغيب الحياة أكثر من شهودها فهي مزيج معقّد قائم على أُسس لا يعرف المرء الكثير منها.
    ووفقاً لذلك، أصبح ابن آدم بحاجة إلى من يهديه إلى سنن الحياة وطبيعتهاوأنظمتها التي تتحكم فيه وفي الخلائق من حوله، وبحاجة أيضاً إلى من يعلمه كيفية التعامل مع النفس والمحيط والآخرين.
    أن القرآن هو ذلك الهدى والمعلم والنور والبصيرة ومنهج التفكير السليم، وهوالمعرفة والحقيقة. صحيح أن الناس ومن دون استثارة عقولهم، ومن دون بلورة وجدانهم ،ومن دون أدائهم ميثاقهم، وبالتالي من دون تفعيل اجهزة الرؤية والمعرفة في انفسهم،يعجزون عن الاستفادة من القرآن ولكن الصحيح أيضاً ان من دون القرآن وهداه وبصائرهوعلمه وتذكرته وتزكيته، عاجزون عن الاهتداء سبيلاً.
    يقول الكتاب المجيد : (قَدْ جَآءَكُم بَصَآئِرُ مِن رَبِّكُمْ( أي ما يعرفابن آدم كيفية الحياة السعيدة وكيفية العيش بسلام وأمن، لتحقيق التطلعات والطموحات.
    فالبصيرة هي ما يبصر به الإنسان، وما به يعبر إلى الحقيقة.
    (
    فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِه(ِ إن هذه البصائر ليست مفروضة عليك، وإنما هيفرصة لك فإذا اردتها استطعت الاستفادة منها، واعتمادها منهجاً لحياتك.
    إذن ؛ فهي كلها فائدة للإنسان ذاته قبل غيره.
    (
    وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهِا( إذ النتائج العكسية سوف تترتب على من اعرض عنالبصر والبصيرة ثم إن الله أورسوله ليسا مسؤولين عما يختاره الإنسان لنفسه، وإنماالمسؤول الأول والأخير هو الإنسان نفسه، حيث يقول تعالى: (وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بوكيل(.
    فهذا القرآن وهذه بصائره ومعارفه متاحة للناس في كل وقت وفي كل مكانلينتهجوا مناهجه، ويستفيدوا من رؤاه وليكشفوا بها غيب الحياة، ويصلوا إلى السعادةفي دنياهم وآخرتهم وليس عليهم من وكيل فيما يختارونه.
    (
    إِنَّ هَذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُالْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ اَنَّ لَهُمْ أَجْراًكَبِيراً ((18)
    من يعش في الظلام يعجز عن أن يحلم بالنور، ومن يضطر نفسه إلى العيش فيالحفر فإنه لا يفهم أي معنىً للقمم.
    إن هذه الحياة التي نعيشها ليست هي الحياة الحقيقية، إذ الحياة التي أرادالله لنا أطيب بكثير وأسمى بكثير، ولكننا تعودنا على الاستمرار في هذا العذاب،واستطبنا الظلام والعيش في المآسي والآلام.
    لقد بشرنا الله سبحانه وتعالى بحياة فاضلة وكريمة، حياة ملؤها الخيروالمعروف والأمل والرحمة والبركة... فيا ترى أين تلك الحياة، وما هي الفاصلة التيتبعدنا عنها، وكيف نقطع ونلغي هذه الفاصلة؟
    قبل كل شيء لابد من معرفة أن الله تبارك اسمه قد خلق الناس ليرحمهم،وليعيشوا سعداء في الدنيا فائزين في الآخرة. وما هذا الفساد الذي نجده قد ملأالأرض بالتأكيد ليس من الله عز وجل، إذ أن الله الخالق قد قال عن نفسه: (وَمَا رَبُّكَبِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ( كما قال أيضاً: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّوَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسَِ( فهذا الفساد العريضالمستشري في كل بعدٍ من أبعاد حياتنا، إنما هو بسبب انحرافنا وابتعادنا عن جادةالحق وعن الصراط المستقيم الذي هو طريق الله.
    وليس أمامنا -في إطار العودة الى ذلك الطريق الحق- سوى الاهتداء بهديالقرآن الكريم، الذي هو الحبل المتصل بين السماء والارض، وهو الوسيلة بين خالقالسماوات والأرض رب العالمين وبين عباده المخلوقين. إن الاصل في مشاكلنا وأزماتنايتلخص في أمرين أساسيين: هما الانحراف الفكري، والانحراف السلوكي والقرآن الكريمإنما أنزله الخالق تعالى، ليعالج هذين الانحرافين الأخطرين
    ------------------------------------------------
    (16) هود/1.
    (17) الانعام/ 104.
    (18) الاسراء/ 9.
    التعديل الأخير تم بواسطة مهدي الخزاعي ; الساعة 23-02-2013, 04:09 PM. سبب آخر:

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وال محمد

    لاشك ولاريب في ان القران الكريم الكتاب الرباني الخالد وانه الكتاب الرسمي لكل البشرية الا ان

    هناك من يهرب من الاعتراف بهذا الكتاب المقدس ومن هذا المنطلق ليس

    من الغريب ان تهتم به الذات المقدسة اشد الاهتمام لانه اللسان الناطق الذي لاشبه ولاريب انه كلام

    الخالق ولانه صياغة ربانية لذلك ترى انه متجدد في كل وقت وهذا من

    اسراره الكبيرة وباعتقادي هذا السر يكون احد الاحتمالات للاجابة على انه فيه بيان كل شيء

    مشاركة موفقة من الاخ (مهدي الخزاعي) موفقين

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد


      ان الدين عند الله الاسلام
      وبما انه خاتم الاديان
      فان القرآن خاتم الكتب السماوية

      وهو للبشرية جمعاء

      الاخ الكريم (( مهدي الخزاعي ))
      وفقكم الله وحفظكم
      ومتعك بالصحة
      دمتم بخير سالمين
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      وارحمنا بهم واجعل عواقب امورنا الى خير

      تعليق


      • #4
        الاخ القدير مهدي الخزاعي
        وبارك الله بكم وجعل القران انيسكم في الدنيا والاخرة
        تقبل مروري
        نحن الشيعة الأبية شجاعتنا نبوية غيرتنا
        حيدرية حشمتنا فاطمية آدابنا حسنية كرامتنا حسينية عزتنا زينبية .أدعيتنا سجادية علومنا باقرية أحاديثنا جعفرية سجداتنا كاظمية صلواتنا رضوية .كراماتنا جوادية أنباؤنا هادية.حكمتنا عسكرية انتصاراتنا مهدوية

        تعليق

        يعمل...
        X