تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين الميامين
كثيراً مانتهم باننا ننفرد بأمور ومسائل مخالفة للقرآن والسنة وسبب هذه التهم اما الجهل وعم العلم واما النصب والعداء لاهل البيت سلام الله عليهم ولكي يضلوا الناس عن طريق الحق ومن هذه المسائل مسألة التقية التي قال عنها ابوعبدالله عليه السلام للمعلى يا معلى اكتم امرنا ولاتذعه فانه من كتم امرنا ولايذعه اعزه الله في الدنيا وجعله نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة ، يا معلى من أذاع امرنا ولم يكتمه اذله الله في الدنيا والآخرة ونزع النور من بين عينيه في الآخرة وجعله ظلمة تقوده إلى النار ، يا معلى ان التقية ديني ودين آبائى ، ولادين لمن لاتقية له، ان الله يحب ان يعبد في السر كما يحب ان يعبد في العلانية ، يا معلى ان المذيع لامرنا كالجاحد له (مشكاة الانوار ج1ص29). فنعتقد نحن الشيعة الامامية بأن التقية من تعاليم المذهب السامية،والتي بينتها آيات القرآن الكريم والاحاديث الشريفة المروية عن أئمتنا (عليهم السلام)، فليست التقية من مبتدعات الشيعة، بل هي عقيدة أخذوها من القرآن الكريم ومن تعليمات الائمة المعصومين (عليهم السلام).
ولذلك، فليس صحيحاً ما قيل من أن التقية مكر وخديعة وتلّون، أو كما قال بعض المغرضين والجهّال بأن التقية نوع من النفاق، فان النفاق عبارة عن اظهار الشخص الإيمان وإبطان الكفر، واما التقية فهي بالعكس، أي يتظاهر بما يخالف دينه ومذهبه ويبطن الدين والمذهب في قلبه ويلتزم به ومسألة التقيّة غير خاصة بالشيعة بل جاء الكثير من كتب العامة على جوازها والاخذ بها .
فما دل عليه القرآن قوله تعالى: (من كفر بالله من بعد ايمانه الاّ من اكره وقلبه مطمئن بالايمان)سورة النحل / 106.
فالمستفاد من هذه الآية المباركة جواز اظهار الكفر باللسان، مع حفظ الايمان الباطني، كما فعل عمار بن ياسر ذلك وكما جاء في الدّر المنثور، ج5، 170، ط، دار الفكر.
وكذلك في آية أخرى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة)آل عمران / 28.
فهذه الآية الكريمة تدلّ أيضاً على جواز اتخاذ الكافرين أولياء في حالة التقية وشرائطها.
وهذه الآيات وان كانت في مورد التقية قبال الكفار، ولكنها تدلّ بالأولوية القطعية على جواز التقية مع المسلمين، فان جواز قول كلمة الكفر باللسان امام الكافرين يدل بالأولوية على جواز القيام ببعض الأعمال كالوضوء والصلاة طبقاً لطريقة المذاهب المخالفة، من أجل حفظ النفس. وهذه تعبيرات اهل السنة شاهد على ذلك :
نُقِلَ عن الحسن، إن التقية جائزة للمؤمن الى يوم القيامة الاّ في قتل النفس المؤمنة
وروي عن الشافعي انه جوّز التقية في قبال المسلمين كما هو الحال مع الكفار لحفظ النفس
ويقول الفخر الرازي بتجويز التقية لحفظ المال (على الأصح) كما تجوز لحفظ النفس . (التفسير الكبير، ج4، الجزء 8، ص13، دار احياء التراث العربي بيروت)- ( تفسير الرازي باب 28 ,ج4 , ص170 في بعض الكتب الالكترونية )وغيرها من المصادر التي تؤكد هذا المعنى
والحمد لله رب العالمين
تعليق