بسم الله الرحمن الرحيم
الهم صل على محمد وآله الطاهرين
مما قدمناه يتضح دفع الاشكالات وتوهم التعارض التي تقول في مورد بالعلم لغير الله تعالى وفي آخر تحصره به سبحانه
وبعبارة اخرى إنّ علم الغيب يشكّل ظاهرة في حياة الأنبياء والصالحين، إذاً ماذا تعني الآيات التي تحصر علم الغيب به سبحانه وتنفيه عن غيره ؟
الحواب: فالآيات التي تحصر علم الغيب به تعالى وتنفيه عن غيره
قال تعالى: قلْ لا يَعلمُ مَن في السماواتِ والأرضِ الغيبَ إلاَّ الله
وقال: وعندَه مَفاتحُ الغيبِ لا يَعلمُها إلاَّ هو
وقال: ولا أقول لكُم عندي خزائنُ اللهِ ولا أعلمُ الغَيب .
الهم صل على محمد وآله الطاهرين
مما قدمناه يتضح دفع الاشكالات وتوهم التعارض التي تقول في مورد بالعلم لغير الله تعالى وفي آخر تحصره به سبحانه
وبعبارة اخرى إنّ علم الغيب يشكّل ظاهرة في حياة الأنبياء والصالحين، إذاً ماذا تعني الآيات التي تحصر علم الغيب به سبحانه وتنفيه عن غيره ؟
الحواب: فالآيات التي تحصر علم الغيب به تعالى وتنفيه عن غيره
قال تعالى: قلْ لا يَعلمُ مَن في السماواتِ والأرضِ الغيبَ إلاَّ الله
وقال: وعندَه مَفاتحُ الغيبِ لا يَعلمُها إلاَّ هو
وقال: ولا أقول لكُم عندي خزائنُ اللهِ ولا أعلمُ الغَيب .
وقال: وللهِ غيبُ السماواتِ والأرضِ وإليه يُرْجَعُ الأمرُ كلُّه
وقال: يومَ يَجْمعُ اللهُ الرسلَ فيقولُ: ماذا أُجِبْتُم ؟ قالوا: لا عِلمَ لنا إنّك أنتَ علاّمُ الغُيوب .
هذا القسم من الآيات التي تحصر علم الغيب به، لا تتعارض مع الآيات التي تُثْبت علم الغيب لغيره؛ لأنّ الأُسلوب القرآنيّ الشائع في بيان الأفعال الإلهيّة ـ كالخلق والرزق والموت ـ يعتمد على النفي من جهة والإثبات من جهة أُخرى. مثال ذلك قوله تعالى: الله يَتوفَّى الأنفس بما يفيد ظاهراً المباشرة ونفي الواسطة، وقوله تعالى: قلْ يَتوفَّاكُم مَلَكُ الموتِ الذي وُكّل بِكم الذي يفيد وجود الواسطة، إلاّ أنّ التأمّل يجعلنا نعتقد أنّ الآية الأُولى تثبت جهة والثانية تُثبِت جهة أُخرى، فلا يوجد تعارض، وليس هناك نفي وإثبات؛ إذ الآية الأُولى تثبت أنّ الله يتوفّى الأنفس على نحو الأصالة، والآية الثانية تثبت أنّ مَلَك الموت يتوفّى الأنفس على نحو التبعيّة لله سبحانه وتعالى، فالله يتوفّى الأنفس بواسطة مَلَك الموت بموجب الآيتين معاً.
وهكذا الأمر بالنسبة لعلم الغيب، فالطائفة التي تحصر علم الغيب به تعالى فإنّها تنظر إلى علمه الذاتيّ الأزليّ الذي يختصّ به تعالى، وأمّا الطائفة التي تتحدّث عن علم الغيب عند غير الله تعالى فهي تتحدّث عن علمٍ غير ذاتيّ، وهو ما يُفيضه الله من العلم بالغيب على من يختاره من عباده ليُطْلعه على بعض الحقائق، فلا تعارض بين الطائفتين.
ام الآيات التي تثبت إمكان علم الغيب لغيره تعالى؛
جاءت في القرآن الكريم طائفة من الآيات تتحدّث حول إمكان علم الغيب لغيره تعالى، مثل قوله تعالى:
هلْ أتَبْعُك على أن تُعلّمني مِمّا عُلِّمتَ رُشْداً .
قال إنّك لن تستطيعَ مَعيَ صَبْراً * وكيف تَصبرُ على ما لم تُحِطْ به خُبْراً .
ولو كنتُ أعلمُ الغَيبَ لآستكثرتُ مِن الخير .
وقلْ ربِّي زِدْني عِلْماً .
حيث توصّلنا قبل قليل إلى أنّ علم الغيب خاصّ به سبحانه، وهو يَهَب منه لمَن يشاء، ولا تعارضَ في النفي والإثبات بين العِلْمَين، فبنفس هذا التحليل ينحلّ التعارض بين الآيات التي تحصر علم الغيب به والآيات التي تتحدّث عن إمكان علم الغيب لغيره.
إنّ الآيات التي تتحدّث عن إفاضته علمَ الغيب لغيره، تفيد بأنّه علم حاصل بإذنه وإرادته ورضاه، وليس خارجاً عن شؤونه تعالى على كل حال.
وقال: يومَ يَجْمعُ اللهُ الرسلَ فيقولُ: ماذا أُجِبْتُم ؟ قالوا: لا عِلمَ لنا إنّك أنتَ علاّمُ الغُيوب .
هذا القسم من الآيات التي تحصر علم الغيب به، لا تتعارض مع الآيات التي تُثْبت علم الغيب لغيره؛ لأنّ الأُسلوب القرآنيّ الشائع في بيان الأفعال الإلهيّة ـ كالخلق والرزق والموت ـ يعتمد على النفي من جهة والإثبات من جهة أُخرى. مثال ذلك قوله تعالى: الله يَتوفَّى الأنفس بما يفيد ظاهراً المباشرة ونفي الواسطة، وقوله تعالى: قلْ يَتوفَّاكُم مَلَكُ الموتِ الذي وُكّل بِكم الذي يفيد وجود الواسطة، إلاّ أنّ التأمّل يجعلنا نعتقد أنّ الآية الأُولى تثبت جهة والثانية تُثبِت جهة أُخرى، فلا يوجد تعارض، وليس هناك نفي وإثبات؛ إذ الآية الأُولى تثبت أنّ الله يتوفّى الأنفس على نحو الأصالة، والآية الثانية تثبت أنّ مَلَك الموت يتوفّى الأنفس على نحو التبعيّة لله سبحانه وتعالى، فالله يتوفّى الأنفس بواسطة مَلَك الموت بموجب الآيتين معاً.
وهكذا الأمر بالنسبة لعلم الغيب، فالطائفة التي تحصر علم الغيب به تعالى فإنّها تنظر إلى علمه الذاتيّ الأزليّ الذي يختصّ به تعالى، وأمّا الطائفة التي تتحدّث عن علم الغيب عند غير الله تعالى فهي تتحدّث عن علمٍ غير ذاتيّ، وهو ما يُفيضه الله من العلم بالغيب على من يختاره من عباده ليُطْلعه على بعض الحقائق، فلا تعارض بين الطائفتين.
ام الآيات التي تثبت إمكان علم الغيب لغيره تعالى؛
جاءت في القرآن الكريم طائفة من الآيات تتحدّث حول إمكان علم الغيب لغيره تعالى، مثل قوله تعالى:
هلْ أتَبْعُك على أن تُعلّمني مِمّا عُلِّمتَ رُشْداً .
قال إنّك لن تستطيعَ مَعيَ صَبْراً * وكيف تَصبرُ على ما لم تُحِطْ به خُبْراً .
ولو كنتُ أعلمُ الغَيبَ لآستكثرتُ مِن الخير .
وقلْ ربِّي زِدْني عِلْماً .
حيث توصّلنا قبل قليل إلى أنّ علم الغيب خاصّ به سبحانه، وهو يَهَب منه لمَن يشاء، ولا تعارضَ في النفي والإثبات بين العِلْمَين، فبنفس هذا التحليل ينحلّ التعارض بين الآيات التي تحصر علم الغيب به والآيات التي تتحدّث عن إمكان علم الغيب لغيره.
إنّ الآيات التي تتحدّث عن إفاضته علمَ الغيب لغيره، تفيد بأنّه علم حاصل بإذنه وإرادته ورضاه، وليس خارجاً عن شؤونه تعالى على كل حال.