بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
كثير ما يرد هذا الاشكال على ألسنةالمخالفين (( انه هل أئمتكم يعلمون )) ؟ وانكم تزعمون انهم يخبرون بالمغيبات ومايجري من الحوادث في المستقبل بل يتهمون الشيعة الامامية بالغلو والشرك لانه لايعلمالغيب الا الله واستدلوا بأيات من القران الكريم تعضد دعواهم )قال تعالى: ({وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ عام}:59الانعاماللهم صل على محمد وال محمد
{وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ){الاعراف: 188((
قبل الدخول في الرد على هذه الشبه لابد ان نبين في بداية الامر في غايةالاهمية بل هو الاصل لجواب على هذه الشبه
فينبغي الالتفات الى الفرق بين مصطلحين، بين مصطلح علمالغيب ومصطلح تعلّم الغيب من عالم الغيب.
والاول هو منمختصات الله سبحانه ،أي علم الغيب وهذا ما لاخلاف فيه ولم يدعيه احد من علمائنا الماضين والحاضرينوالاياتالتياستدل بها المخالفين في بداية البحث على هذا القسم من علم الغيب أي المختص بالله تعالى
وأماالثاني، وهو تعلّم الغيب من عالم الغيب ـ فيمكن ثبوته لغير الله سبحانه، قال تعالى: ((وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله)) (آل عمران:179)
عالم الغيب فلا يظهر على غيبهأحداً الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً)) (الجن:26 -27)
وكان عيسى (عليه السلام) يعلم الغيب كما قال تعالى: ((وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون فيبيوتكم)) (آل عمران:49) ،
وكان الخضر (عليه السلام) يعلم الغيب، كما قال تعالى: ((فانطلقا حتى اذا لقيا غلاماً فقتله قال اقتلت نفساً زكية بغير نفس لقدجئت شيئاً نكرا... واما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغياناًوكفراً فاردنا أن يبدلهما...))[الكهف:80((
ففي الايات التي تكلمت عن الغيب بانه لايعلمه الا الله سبحان فليس فيها خلاف بان علم الغيب ثابت له وحده سبحانه وتعالى انما الكلام في ما دون هذه المرتبة
ومن خطبة ( 126 ) في نهج البلاغة منها فيوصف ؟ الأتراك ؟
كَأَنِّي أَرَاهُمْ قَوْماً كَأَنَّوُجُوهَهُمُ اَلْمَجَانُّ اَلْمُطَرَّقَةُ يَلْبَسُونَ اَلسَّرَقَ وَ اَلدِّيبَاجَوَ يَعْتَقِبُونَ اَلْخَيْلَ اَلْعِتَاقَ وَ يَكُونُ هُنَاكَ اِسْتِحْرَارُ قَتْلٍحَتَّى يَمْشِيَ اَلْمَجْرُوحُ عَلَى اَلْمَقْتُولِ وَ يَكُونَ اَلْمُفْلِتُأَقَلَّ مِنَ اَلْمَأْسُورِ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ لَقَدْ أُعْطِيتَ يَا؟ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ؟ عِلْمَ اَلْغَيْبِ فَضَحِكَ ع وَ قَالَ لِلرَّجُلِ وَكَانَ كَلْبِيّاً يَا أَخَا ؟ كَلْبٍ ؟ لَيْسَ هُوَ بِعِلْمِ غَيْبٍ وَ إِنَّمَاهُوَ تَعَلُّمٌ مِنْ ذِي عِلْمٍ وَ إِنَّمَا عِلْمُ اَلْغَيْبِ عِلْمُ اَلسَّاعَةِ وَمَا عَدَّدَهُ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ إِنَّ اَللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُاَلسَّاعَةِ 1 28 31 : 34 اَلْآيَةَ فَيَعْلَمُ سُبْحَانَهُ مَا فِي اَلْأَرْحَامِمِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَ قَبِيحٍ أَوْ جَمِيلٍ وَ سَخِيٍّ أَوْ بَخِيلٍ وَشَقِيٍّ أَوْ سَعِيدٍ وَ مَنْ يَكُون فِي النَّارِ حَطَباً أَوْ فِي اَلْجِنَانِلِلنَّبِيِّينَ مُرَافِقاً فَهَذَا عِلْمُ اَلْغَيْبِ اَلَّذِي لاَ يَعْلَمُهُأَحَدٌ إِلاَّ اَللَّهُ وَ مَا سِوَى ذَلِكَ فَعِلْمٌ عَلَّمَهُ اَللَّهُنَبِيَّهُ ص فَعَلَّمَنِيهِ وَ دَعَا لِي بِأَنْ يَعِيَهُ صَدْرِي وَ تَضْطَمَّعَلَيْهِ جَوَانِحِي
4824 - الإمامالصادق(عليه السلام) : إنّ علم عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) من علم رسولاللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، فعلمناه نحن فيما علمناه، فاللَّه فاعبدْوإيّاه فَارجُ
4825 - المناقب لابن المغازلي عن اُمّ سلمة: كان جبرئيل يملُّعلى رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، ورسول اللَّه يملُّ على عليّ
وبهذه الادلةوغيرها يتبين لنا ان الايات التي ذكرناها في البداية ناظرة الى علم الغيب فالملازمةبين العلم والعمل ثابتة فيه، أما ما كان من قبيل التعلم من ذي علم فلم تثبت فيمثله الملازمة، ولعله حينما اطلعهم على المغيباتاشترط فيه عدم العمل في بعض مجالاته كي يمكن ان تسير الحياة على شكلها الطبيعي،وانتم لابدَّ أن تذكروا آية تدل على ثبوت الملازمة بين العلم والعمل حتى في مثلالتعلم من ذي علم، وطبيعي لا توجد آية تدل على ذلك، وحيث أن علم غير الله سبحانههو كله من قبيل التعلم من ذي علم فلا يوجد مبرر لاشكالكم الذي اثرتموه
"
وقد ذهب أهلالسنة في مسألة علم الغيب بأبي بكر أن الله كشف له مافي بطن زوجته
كتب :إرواء الغليل- محمد ناصر الألباني - ج 6 ص 61 /62
1619 – ( قال الصديق لما حضرته الوفاةلعائشة " يا بنية : إني كنت نحلتك جاد عشرين وسقا ، ولو كنت جددتيه .واحتزيتيه كان لك ، وإنما هو اليوم مال الوارث فاقتسموه ، على كتاب الله تعالى" رواه مالك في " الموطأ " ) 2 / 25 .صحيح. أخرجه مالك ( 2 / 752 / 40 )
عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) أنها قالت : . "إن أبا بكر الصديق كان نحلها جاد عشرين وسقا من ماله بالغابة ، فلما حضرته الوفاة، قال : والله يا بنية ، ما من الناس أحد أحب إلى غنى بعدي منك ، ولا أعز علي فقرأبعدي منك ، وإني كنت نحلتك جاد عشرين وسقا ، فلو كنت جددتيه واحتزتيه كان لك ، وإنماهو اليوم مال وارث ، وإنما هما أخواك ، وأختاك ، فاقتسموه على كتاب الله ، قالتعائشة : فقلت : يا أبت والله لو كان كذا وكذا لتركته إنما هي أسماء ، فمن الأخرى ؟فقال أبو بكر : ذو بطن بنت خارجة أراها جارية " . وأخرجه البيهقي ( 6 / 170 )عن مالك ، و ( 7 / 178 ) من طريق شعيب عن الزهري به . قلت :وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
تعليق