إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ونشأته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ونشأته

    بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم

    اللهم صلّ على محمد وآل محمـــد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    هو سابع أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، الكبير القدر العظيم الشأن، المشهور بالكرامات، الكاظم الغيظ والعافي عن الناس، الملقب ب العبد الصالح وهوباب الحوائج الى الله كما هو المعروف عند أهل العراق...



    أما والده المبارك : هو سادس أئمة أهل البيت بعد الرسول(صلى الله عليه وآله) أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق معجزة الاسلام ومفخرة الإنسانية على مرّ العصور ومفجر بحار العلم عبر الأجيال، لم تسمع الدنيا بمثله فضلا ونبلا وعلماً وكمالا...


    وأما والدته المباركة : فهي السيدة الجليلة حميدة والتي كانت من تلكم النسوة اللاتي جلبن لأسواق يثرب وقد خصّها الله بالفضل وعناها بالشرف والمناقب فصارت وعاءً للإمامة والكرامة وتزوّج بها أبو عبدالله الإمام الصادق عليه الآف التحية والسلام، فكانت من أعزّ نسائه واحبّهن إليه، وآثرهن عنده...

    واختلف المؤرخون اختلافاً كثيراً في نسبها فقيل انّها اندلسية، وتكنّى لؤلؤة (1)
    وقيل إنّها رومية (2)، وقيل انّها من أجلّ بيوت الأعاجم (3)، وكانت السيدة حميدة تعامل في بيتها معاملة كريمة، فكانت موضع عناية وتقدير عند جميع العلويات، كما انّ الإمام الصادق(عليه السلام) كان يغدق عليها بمعروفه، وقد رأى فيها وفور العقل والكمال، وحسن الايمان وأثنى عليها ثناءاً عاطراً، فقال فيها: «حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب، مازالت الأملاك تحرسها حتى اديت إليّ كرامة من الله وللحجة من بعدي...» (4)، وقد غذّاها الإمام الصادق بعلومه حتى أصبحت في طليعة نساء عصرها علماً وورعاً وايماناً، وعهد إليها بتفقيه النساء المسلمات وتعليمهن الأحكام الشرعية (5)، واجدر بها أن تحتل هذه المكانة، وان تكون من ألمع نساء عصرها في العفّة والفقه والكمال....


    وليدهما المبارك المنصب من الله تعالى لمقام الإمامة : امتدّ الزمن بعد زواج الإمام بها، وسافر الإمام أبو عبدالله الى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، فحملها معه، وبعد الانتهاء من مراسيمه قفلوا راجعين الى يثرب، فلمّا انتهوا الى «الأبواء» (6).

    أحسّت السيدة حميدة بالطلق فأرسلت خلف الإمام تخبره بالأمر، لأنه قد عهد اليها أن لا تسبقه بشأن وليده، وكان أبو عبدالله يتناول طعام الغداء مع جماعة من أصحابه، فلما وافاه النبأ المسرّ قام مبادراً اليها فلم يلبث قليلا حتى وضعت حميدة سيداً من سادات المسلمين، وإماماً من أئمة أهل البيت(عليهم السلام) ....


    لقد أشرقت الدنياوشع النور فيها بهذا المولود المبارك الذي ما ولد ـ في عصره ـ أيمن، ولا أكثر عائدة ولطفاً على الاسلام منه....

    لقد ولد أبرّ الناس، وأعطفهم على الفقراء، وأكثرهم عناءاً ومحنة في سبيل الله وأعظمهم عبادة وخوفاً من الله تعالى....

    وبادر الإمام أبو عبدالله فتناول وليده فأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية فأذّن في اُذنه اليمنى، وأقام في اليسرى....


    وانطلق الإمام أبو عبد الله عائداً الى أصحابه، وقد علت على ثغره ابتسامة فبادره أصحابه قائلين:

    أسرّك الله، وجعلنا فداك ،يا سيدنا ما فعلت حميدة ؟
    فبشرهم بمولوده المبارك، وعرّفهم عظيم أمره قائلا :
    «قد وهب الله لي غلاماً، وهو خير من برأ الله»...

    أجل انه خير من برأ الله علماً وتقوىً وصلاحاً،وأحاط الإمام أصحابه علماً بأن وليده من أئمة أهل البيت(عليهم السلام) الذين فرض الله طاعتهم على عباده قائلا لهم:
    «فدونكم، فوالله هو صاحبكم» (7)...


    وكانت ولادته في سنة ( 128 هـ ) (8) وقيل سنة ( 129 هـ ) (9) وذلك في أيام حكم عبد الملك بن مروان....


    الحب والتكريم له عليه السلام : وقطع الإمام موسى شوطاً من طفولته وهو ناعم البال يستقبل الحياة كل يوم بحفاوة وتكريم، فأبوه يغدق عليه بعطفه المستفيض ، وجماهير المسلمين تقابله بالعناية والتكريم ، وقد قدمه الإمام الصادق(عليه السلام) على بقية ولده، وحمل له من الحب ما لا يحمله لغيره، فمن مظاهر ودّه أنه وهب له قطعة من أرض تسمى البسرية، كان قد اشتراها بست وعشرين ألف دينار (10)...


    وتكلّم الإمام موسى وهو طفل بكلام أسر أبيه عليهما السلام فاندفع أبوه قائلا:
    «الحمد لله الذي جعلك خلفاً من الآباء، وسروراً من الأبناء، وعوضاً عن الاصدقاء» (11)...



    واما هيبته :فلقد حاكى الإمام موسى في هيبته هيبة الانبياء، وبدت في ملامح شكله سيماء الأئمة الطاهرين من آبائه، فما رآه أحد إلاّ هابه وأكبره...

    نقش خاتمه : « الملك لله وحده » (14)....


    كناه المباركة : أبو الحسن الأول ، أبو الحسن الماضي، أبو ابراهيم، أبو علي، أبو اسماعيل....

    ألقابه عليه السلام : إن ألقابه تدل على بعض مظاهر شخصيته، وجملة من بحار عظمته المتلاطمة الأمواج فمنها :

    الصابر : لأنه صبر على الآلام والخطوب التي تلقاها من حكام الجور العباسيين، الذين قابلوه بجميع ألوان الاسائة والمكروه وعانى المصائب وتحمل مرارة الأسى....


    الزاهر : لأنه زهر بأخلاقه الشريفة الذكر العظيمة السمو وكرمه المضيء الذي مثل به خلق جده الرسول(صلى الله عليه وآله)...

    العبد الصالح : ولقب بالعبد الصالح لعبادته، واجتهاده في الطاعة، حتى صار مضرب المثل في عبادته على ممرّ العصور والاجيال وقد عرف بهذا اللقب عند رواة الحديث فكان الراوي عنه يقول: حدثنى «العبد الصالح»....

    السيد : لانه من سادات المسلمين ، وإمام من أئمتهم وحجة الله على خلقه ....


    الوفي : لأنه أوفى إنسان خلق في عصره، فقد كان وفيّاً بارّاً باخوانه وشيعته وبارّاً حتى باعدائه والحاقدين عليه...


    الأمين : إن كل ما للفظ الأمانة من معنى قد تجسّد في شخصيته العظيمة فقد كان أمينا على شؤون الدين وأحكامه، وأميناً على اُمور المسلمين وقد حاز هذا اللقب كما حازه جده الرسول الأعظم من قبل الذي كان يلّقب بالصادق لأمين، ونال به ثقة الناس جميعاً...


    الكاظم : لقّب بذلك لما كظمه من الغيظ عما فعل به الظالمون من التنكيل والارهاق حتى قضى شهيداً مسموماً في ظلمات السجون لم يبد لاحد آلامه وأشجانه بل قابل ذلك بالشكر لله والثناء عليه وكان عليه السلام يشكو بثّه وحزنه إلى الله تعالى ويعلم من الله مالايعلم به الناس كما كان يفعل نبي الله يعقوب عليه السلام بقوله تعالى : (( إنما أشكو بثّي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالاتعلمون))، ويقول ابن الاثير: «انه عرف بهذا اللقب لصبره، ودماثة خلقه، ومقابلته الشر بالاحسان» (16)...


    ذو النفس الزكية : وذلك لصفاء ونقاء ذاته التي لم تتلوّث بمآثم الحياة ولا بأقذار المادة حتى سمت، وانبتلت عن النظير....


    باب الحوائج : وهذا أكثر ألقابه ذكراً، وأشهرها ذيوعاً وانتشاراً، فقد اشتهر بين العام والخاص أنه ما قصده مكروب أو حزين ولامهموم إلا فرّج الله آلامه وأحزانه وما استجار أحد بضريحه المقدس إلا قضيت حوائجه، ورجع الى أهله مثلوج القلب سعيد الروح مستريح الفكر مما ألم به من طوارق الزمن وفجائع الايام، وقد آمن بذلك جمهور شيعته بل عموم المسلمين على اختلاف طبقاتهم ونزعاتهم، فهذا شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي أبو علي الخلال يقول:

    « ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر الاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب» (17)....


    وقال الشافعى: «قبر موسى الكاظم الترياق المجرَّب» (18)...


    فلقد كان الإمام موسى في حياته مفزعاً وملجأ لعموم المسلمين وكذلك كان بعد وفاته حصناً منيعاً لمن استجار به (19).
    المصادر والهــــــــــــــوامش :


    (1) مرآة العقول: 1/451، معالم العترة.

    (2) تحفة الأزهار وزلال الأنهار، للسيد ضامن ابن شدقم، مخطوط، يوجد في قسم المخطوطات، من مكتبة الإمام كاشف الغطاء في النجف الأشرف.


    (3) الأنوار البهية: 152.

    (4) بحار الأنوار: 48/6، اُصول الكافي: 1 / 477، أعيان الشيعة: 2/5.


    (5)الأنوار الإلهية: 153.


    (6) الأبواء : بالفتح ثم السكون ،وواو والف ممدودة، قرية من أعمال الفرع بالمدينة، وبه قبر الزاكية آمنة بنت وهب أم النبي العظيم(صلى الله عليه وآله).


    (1) بحار الأنوار : 48 / 2 ، عن بصائر الدرجات: 129، ب 12، ح9.


    (8) مناقب آل أبي طالب: 4/349، وتهذيب التهذيب : 10 / 34.


    (9) اعيان الشيعة : 2 / 5 ، وعن تحفة الأزهار أنه ولد قبل طلوع فجر يوم الثلاثاء من صفر سنة ( 127 هـ ) وعن بحر الانساب أنه ولد يوم الاحد لسبع ليال خلون من صفر.


    (10) دلائل الإمامة : 49 ـ 50 .

    (11) بحار الأنوار: 48/24، عن عيون أخبار الرضا(عليه السلام): 1/29.

    (12) الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي : 222 ، أخبار الدول : 112 .

    (13) مناقب آل أبي طالب : 4 / 348 .

    (14) أخبار الدول : 112 .

    (15) أخبار الدول : 113 .

    (16) مختصر تأريخ العرب : 209 .


    (17) تأريخ بغداد : 1 / 133 طبعة دار الكتب العلمية بيروت .

    (18) تحفة العالم : 2 / 20 .

    (19) لقد اعتقد أغلب المسلمين أن الله يكشف البلاء، ويدفع الضر بالالتجاء الى ضريح الامام(عليه السلام)، وقال ابن شهر آشوب في مناقبه: رؤي في بغداد امرأة تهرول فقيل: الى أين؟ قالت: الى موسى بن جعفر فانّه حُبس ابني، فقال لها حنبلي: انّه قد مات في الحبس، فقالت: بحقّ المقتول في الحبس ان تريني القدرة، فاذا بابنها قد اُطلق واُخذ ابن المستهزئ بجنايته. المناقب: 4 / 305 .
    فسلام الله على باب الحوائج موسى بن جعفر يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا,,,


    ***********************
    التعديل الأخير تم بواسطة مهند السهلاني ; الساعة 04-03-2013, 07:55 PM. سبب آخر:

    وقـــــــــــــل ربِّ زدني عــِـــــــــــلماً








  • #2
    أحسنتم وطيب الله أنفاسكم ورزقنا الله وأياكم زيارتهم في الدنيا

    وشفاعتهم في الاخرة .. طرح قيم

    بأنتظار المزيد من عطائكم الكريم




    sigpic

    تعليق


    • #3



      بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم


      اللهم صلّ على محمد وآل محمـــد

      السلام عليكم ور
      حمة الله وبركاته




      كل الشكر لكم أختي آية الشكر على تعليقكم الوهاج....




      وقـــــــــــــل ربِّ زدني عــِـــــــــــلماً







      تعليق


      • #4
        اللهم صل على محمد وال محمد ضاق صدر الإمام من ظلمة السجن وطول المدة فيه بعد أن حجب عن عياله وأطفاله وشيعته، ينتقل من سجن إلى سجن مثقلاً بالحديد، والشرطة تراقبه خوفاً من اتصال أحد من شيعته به، فأحسّ بآلام مرهقة أحاطت به، وخطوب مريرة ثقلت عليه، وهارون ما زال على موقفه يراقبه بحذر، ويخطط لاغتياله. فما العمل؟
        لقد لجأ (عليه السلام) إلى الله تبارك وتعالى في أن يخلّصه من هذا الطاغية وهذه المحنة المريرة.. ...شكرا أخي الفاضل على هذا الموضوع سيرة الامام الكاظم عليه السلام .
        بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين . عميت عين لا تراك عليها رقيبا

        تعليق


        • #5



          بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم


          اللهم صلّ على محمد وآل محمـــد

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







          ...............................................كل الشكر لكم أختي شمعة أمل على تعليقكم النير....

          زادكم الله توفيقا .....



          وقـــــــــــــل ربِّ زدني عــِـــــــــــلماً







          تعليق


          • #6








            تعليق


            • #7
              كل الشكر اليك أخي على هذه الموضوع في ميزان حسناتكم

              اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	1176269_10201906244644710_899177793_n.jpg  
مشاهدات:	3 
الحجم:	9.3 كيلوبايت 
الهوية:	159174
              sigpic

              تعليق


              • #8




                بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم


                اللهم صلّ على محمد وآل محمـــد

                السلام عليكم ور
                حمة الله وبركاته




                كل الشكر لكم أختي زهراء زميزم على تعليقكم الوهاج.... وفقكم الله لكل خير...





                وقـــــــــــــل ربِّ زدني عــِـــــــــــلماً







                تعليق


                • #9




                  بسم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم


                  اللهم صلّ على محمد وآل محمـــد

                  السلام عليكم ور
                  حمة الله وبركاته





                  كل الشكر لكم أختي العلــــــــوية على تعليقكم الوهاج.... وفقكم الله لكل خير...




                  وقـــــــــــــل ربِّ زدني عــِـــــــــــلماً







                  تعليق

                  يعمل...
                  X