كما أن أهل البيت(عليهم السلام) في بعد آخر للاختلاف في مستوى العلاقة الاجتماعية يميزون بين صنفين من الناس هما صنف إخوان المكاشرة، وصنف إخوان الثقة. حيث لابد للانسان أن يكتفي بالشروط العامة التي أشرنا إلى بعضها سابقاً مع الصنف الاول منهم، وهم أولئك الناس الذين يلتقي بهم في الحركة الاجتماعية العامة، فيصحبهم الانسان، ويقترن وجوده بوجودهم، ويصبحوا أخلاء له من خلال حسن المعاشرة والتودد والمعاملة بالحسنى، التي يعبر عنها أهل البيت(عليهم السلام) بالمكاشرة، وهي التعامل بحسن الظاهر. وأما الصنف الثاني من الناس، وهم إخوان الثقة فهم أولئك الناس الذين لابد له أن يختارهم بدقة من خلال التجربة والمعرفة بصدقهم وأمانتهم وحسن أخلاقهم، فيصح له أن يركن إليهم، ويثق بهم حيث يكونون معه في السراء والضراء، ويعتمد عليهم في شؤونه الخاصة ويكونون موضع سره وأمانته. عن يونس بن عبد الرحمان، عن أبي جعفر الثاني(عليه السلام) قال: «قام إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) رجل بالبصرة فقال: أخبرنا عن الاخوان، فقال: الاخوان صنفان: إخوان الثقة وإخوان المكاشرة، فأما إخوان الثقة فهم كالكف والجناح والاهل والمال، فإذا كنت من أخيك على ثقة فابذل له مالك ويدك، وصاف من صافاه، وعاد من عاداه، واكتم سره، وأعنه وأظهر منه الحسن، واعلم أيها السائل أنهم أعزّ من الكبريت الاحمر. وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك، فلا تقطعن ذلك منهم، ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان). ويكون الايمان أحد الشروط الاساسية في هذا الصنف، كما أن الحقوق الخاصة التي أكد عليها أهل البيت(عليهم السلام) إنما هي حقوق مترتبة لمثل هذا الصنف من الناس. ويشير إلى هذا النوع من التصنيف والاختلاف في درجة العلاقة، والشروط العامة والخاصة فيها مجموعة من النصوص التي وردت عن أهل البيت(عليهم السلام)تتحدث عن شروط ومواصفات أخرى غير الايمان لابد من الاهتمام بها في درجة العلاقة، سواء كانت الخصوصيات الايجابية التي تقتضي تأكيد العلاقة وترسيخها، مثل التقوى والورع والعقل والحكمة والكرم، أو الخيار من الناس، أو الخصوصيات السلبية التي تقتضي تخفيف العلاقة أو قطعها واجتنابها، مثل الحمق والفجور والكذب والبخل).
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
إخوان المكاشرة وإخوان الثقة
تقليص
X
تعليق