بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
الابتغاء: الطلب تقول: بغى فلان كذا أي طلبه، ومنه بغى فلان على فلان: إذا طلب الاستعلاء عليه ظلما ومنه البغي: الفاجرة، لطلبها الزنى. ومنه ينبغي كذا، لانه حقيق بالطلب.
والاسلام: هو الاستسلام لامر الله بطاعته فيما دعا إليه، فكل ذلك اسلام، وان اختلفت فيه الشرائع، وتفرقت المذاهب، لان مبتغيه دينا ناج، ومبتغي غيره دينا هالك. والايمان، والاسلام واحد. من يبتغي غير الاسلام دينا " فهو مبطل، كما أن من يبتغي غير الايمان دينا، فهو مبطل، وذلك كمن يبتغي غير عبادة الاله دينا، فهو كافر، ومن يبتغ غير عبادة الخالق دينا، فهو كافر. والاله هو الخالق.
ان الآية الكريمة جاءت لتؤكد أن الإِيمان الظاهري لاقيمة له في الميزان الإلهي، سواء في ذلك المسلمون واليهود والنصارى وأتباع الأديان الاُخرى. ولتقول الآية أيضاً: إن الأجر عند الله يقوم على أساس الإِيمان الحقيقي بالله واليوم الآخر إضافة إلى العمل الصالح. وهذا الأساس هو الباعث الوحيد للسعادة الحقيقة والإِبتعاد عن كل خوف وحزن(1).
وفي المقام هناك شبهة:اثيرت من بعض المشككين والمضللين
اتخذوا من الآية الكريمة التي نحن بصددها وسيلة لبثّ شبهة مفادها أن العمل بأي دين من الإديان الإِلهية له أجر عند الله، وليس من اللازم أن يعتنق اليهودي أو النصراني الإِسلام، بل يكفي أن يؤمن بالله واليوم الآخر ويعمل صالحاً.
الجواب: نعلم أن القرآن يفسّر بعضه بعضاً، والكتاب العزيز يقول: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الاْسْلاَمِ ديناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وهو في الاخرة من الخاسرين).ان القران الكريم مليءبالآيات التي تدعوا اهل الكتب السماوية الى اعتناق الاسلام وهو الدين الجديد،
وهذه الشبهة تتعارض مع هذه الآيات. لذا يتوجب علينا أن نفهم المعنى الحقيقي للآية الكريمة. ونذكر تفسيرين لها من أوضح وأنسب ما ذكره المفسرون:
1 ـ لو عمل اليهود والنصارى وغيرهم من أتباع الأديان السماوية بما جاء في كتبهم، لآمنوا حتماً بالنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، لأن بشارات الظهور وعلائم النّبي وصفاته مذكورة في هذه الكتب السماوية.
2 ـ هذه الآية تجيب على سؤال عَرَضَ لكثير من المسلمين في بداية ظهور الإِسلام، يدور حول مصير آبائهم وأجدادهم الذين لم يدركوا عصر الإِسلام، تُرى، هل سيؤاخذون على عدم إسلامهم وإيمانهم؟!
الآية المذكورة نزلت لتقول إن كل أُمّة عملت في عصرها بما جاء به نبيّها من تعاليم السماء وعملت صالحاً; فإنها ناجية، ولا خوف على أفراد تلك الاُمّة ولا هم يحزنون.
فاليهود المؤمنون العاملون ناجون قبل ظهور المسيح، والمسيحيون المؤمنون العاملون ناجون قبل ظهور نبي الإِسلام.اما بعد ظهور الاسلام فهذه الآية المباركة لن تعمل لان الاسلام ناسخ لكافة الشرائع التي جاءت قبله فلابد ان يكون الوفود على الله بالاسلام على كافة الامم فالذي يقدم على الله من الايان المنسوخة فمصيره الخسران وهو يعني عدم الفلاح والخلود بالنار لان الاعمال كالعبادات والمعاملات كلها لاتقبل الا بالاسلام،اما المسيحي واليهودي والصابئي فهو مكلف بالفروع ولكن لاتقبل منه الاعمال الا باداء الشهادتين والتسليم لكل ماهو واجب وضروري من ضروريات الدين ومن الضروريات الاعتراف بامامة اثنى عشر امام أولهم الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) واخرهم الامام المهدي الحجة بن الحسن(عليهم السلام) فان كمال الدين واتمام النعمة كان بولاية الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام). اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا(4).
قال الحسن: نزلت هذه الاية في أهل الكتاب الذين كانوا يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وآله قبل مبعثه بما يجدونه في كتبهم من صفاته ودلائله، فلما بعثه الله جحدوا ذلك، وانكروه.فاخبر النبي الاكرم محمد(صلى الله عليه واله) سلمان الفارسي في قصة طويله انهم من اهل النار. وقال مجاهد، والسدي: نزلت في رجل من الانصار يقال له الحارث بن سويد ارتد عن الاسلام، ثم تاب، وحسن إسلامه فقبل الله إسلامه بقوله :الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم(5). عن أبي عبدالله (عليه السلام) وقيل نزلت في قوم أرادوا من النبي صلى الله عليه وآله أن يحكم لهم بالاسلام،
ولما نزل قوله: ومن يبتغ غير الاسلام دينا قالت اليهود نحن المسلمون فأنزل الله هذه الاية فامرهم بالحج إن كانوا صادقين فامتنعوا، فقال الله تعالى ومن ترك من هؤلاء فهو كافر، والله غني عن العالمين.
------
(1)تفسير الامثل ، ناصر مكارم شيرازي،الجزء1،ص250.
(2)سورة العمران الآية85.
(3)التبيان في تفسير القران، الشيخ الطوسي،تالجزء2،ص520.
(4)سورة المائدة، الآية3.
الابتغاء: الطلب تقول: بغى فلان كذا أي طلبه، ومنه بغى فلان على فلان: إذا طلب الاستعلاء عليه ظلما ومنه البغي: الفاجرة، لطلبها الزنى. ومنه ينبغي كذا، لانه حقيق بالطلب.
والاسلام: هو الاستسلام لامر الله بطاعته فيما دعا إليه، فكل ذلك اسلام، وان اختلفت فيه الشرائع، وتفرقت المذاهب، لان مبتغيه دينا ناج، ومبتغي غيره دينا هالك. والايمان، والاسلام واحد. من يبتغي غير الاسلام دينا " فهو مبطل، كما أن من يبتغي غير الايمان دينا، فهو مبطل، وذلك كمن يبتغي غير عبادة الاله دينا، فهو كافر، ومن يبتغ غير عبادة الخالق دينا، فهو كافر. والاله هو الخالق.
ان الآية الكريمة جاءت لتؤكد أن الإِيمان الظاهري لاقيمة له في الميزان الإلهي، سواء في ذلك المسلمون واليهود والنصارى وأتباع الأديان الاُخرى. ولتقول الآية أيضاً: إن الأجر عند الله يقوم على أساس الإِيمان الحقيقي بالله واليوم الآخر إضافة إلى العمل الصالح. وهذا الأساس هو الباعث الوحيد للسعادة الحقيقة والإِبتعاد عن كل خوف وحزن(1).
وفي المقام هناك شبهة:اثيرت من بعض المشككين والمضللين
اتخذوا من الآية الكريمة التي نحن بصددها وسيلة لبثّ شبهة مفادها أن العمل بأي دين من الإديان الإِلهية له أجر عند الله، وليس من اللازم أن يعتنق اليهودي أو النصراني الإِسلام، بل يكفي أن يؤمن بالله واليوم الآخر ويعمل صالحاً.
الجواب: نعلم أن القرآن يفسّر بعضه بعضاً، والكتاب العزيز يقول: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الاْسْلاَمِ ديناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وهو في الاخرة من الخاسرين).ان القران الكريم مليءبالآيات التي تدعوا اهل الكتب السماوية الى اعتناق الاسلام وهو الدين الجديد،
وهذه الشبهة تتعارض مع هذه الآيات. لذا يتوجب علينا أن نفهم المعنى الحقيقي للآية الكريمة. ونذكر تفسيرين لها من أوضح وأنسب ما ذكره المفسرون:
1 ـ لو عمل اليهود والنصارى وغيرهم من أتباع الأديان السماوية بما جاء في كتبهم، لآمنوا حتماً بالنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، لأن بشارات الظهور وعلائم النّبي وصفاته مذكورة في هذه الكتب السماوية.
2 ـ هذه الآية تجيب على سؤال عَرَضَ لكثير من المسلمين في بداية ظهور الإِسلام، يدور حول مصير آبائهم وأجدادهم الذين لم يدركوا عصر الإِسلام، تُرى، هل سيؤاخذون على عدم إسلامهم وإيمانهم؟!
الآية المذكورة نزلت لتقول إن كل أُمّة عملت في عصرها بما جاء به نبيّها من تعاليم السماء وعملت صالحاً; فإنها ناجية، ولا خوف على أفراد تلك الاُمّة ولا هم يحزنون.
فاليهود المؤمنون العاملون ناجون قبل ظهور المسيح، والمسيحيون المؤمنون العاملون ناجون قبل ظهور نبي الإِسلام.اما بعد ظهور الاسلام فهذه الآية المباركة لن تعمل لان الاسلام ناسخ لكافة الشرائع التي جاءت قبله فلابد ان يكون الوفود على الله بالاسلام على كافة الامم فالذي يقدم على الله من الايان المنسوخة فمصيره الخسران وهو يعني عدم الفلاح والخلود بالنار لان الاعمال كالعبادات والمعاملات كلها لاتقبل الا بالاسلام،اما المسيحي واليهودي والصابئي فهو مكلف بالفروع ولكن لاتقبل منه الاعمال الا باداء الشهادتين والتسليم لكل ماهو واجب وضروري من ضروريات الدين ومن الضروريات الاعتراف بامامة اثنى عشر امام أولهم الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) واخرهم الامام المهدي الحجة بن الحسن(عليهم السلام) فان كمال الدين واتمام النعمة كان بولاية الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام). اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا(4).
قال الحسن: نزلت هذه الاية في أهل الكتاب الذين كانوا يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وآله قبل مبعثه بما يجدونه في كتبهم من صفاته ودلائله، فلما بعثه الله جحدوا ذلك، وانكروه.فاخبر النبي الاكرم محمد(صلى الله عليه واله) سلمان الفارسي في قصة طويله انهم من اهل النار. وقال مجاهد، والسدي: نزلت في رجل من الانصار يقال له الحارث بن سويد ارتد عن الاسلام، ثم تاب، وحسن إسلامه فقبل الله إسلامه بقوله :الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم(5). عن أبي عبدالله (عليه السلام) وقيل نزلت في قوم أرادوا من النبي صلى الله عليه وآله أن يحكم لهم بالاسلام،
ولما نزل قوله: ومن يبتغ غير الاسلام دينا قالت اليهود نحن المسلمون فأنزل الله هذه الاية فامرهم بالحج إن كانوا صادقين فامتنعوا، فقال الله تعالى ومن ترك من هؤلاء فهو كافر، والله غني عن العالمين.
------
(1)تفسير الامثل ، ناصر مكارم شيرازي،الجزء1،ص250.
(2)سورة العمران الآية85.
(3)التبيان في تفسير القران، الشيخ الطوسي،تالجزء2،ص520.
(4)سورة المائدة، الآية3.
تعليق