إن الصلاة بمثابة أبراج متعددة الطوابق، فإن نجح الإنسان في بناءِ طابق واحد، يكون باستطاعته بناء جميع الطوابق.. وإن كان هناك تقاعس، فالنقصُ يكون في همته لا في قابليته..
فالإنسان إذا خشع في عُمرهِ مرة واحدة، ولو في ركعةٍ واحدة؛ فقد تمت عليهِ الحُجة..
ويوم القيامة إذا عوتب، وقيلَ له: يا فُلان، لمَّ صليت صلاة لاهية؟.. فإذا قال: لم أكن قادراً على أن أصلي صلاةً خاشعة، فيقال له: لماذا في يومِ كذا، في بلدة كذا، في الصلاة الفُلانية، في الركعة الثانية -مثلاً- خشعتَ في صلاتك؟.. إذن، هنالك تقصيرٌ في البين، والذي لا يخشع في صلاته، لخطأ أو لزلةٍ أو لذنبٍ؛ كأنه لا يؤذن لهُ في الدخول على ساحة المليك الأعلى، وكأنهُ يُطرد طردا!ً.. نعم، الإنسان يصلي صلاته باختياره؛ فهذه الصلاة قد تكون مُجزية، ولكنها غير مقبولة..
وفرقٌ بين الإجزاء وبينَ القبول!.. فرقٌ بين من يأتي يوم القيامة ولا يُجعل في خانة تاركي الصلاة،
وبينَ من تكون صلاتهُ معراجاً إلى الله عزَ وجل.
تعليق