عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن عظيم البلاء يكافأ به عظيم الجزاء، فإذا أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء، فمن رضي فله عند الله الرضا ومن سخط البلاء فله عند الله السخط.
عن ابي جعفر ( عليه السلام ) : (( إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا غته-غمسه به- بالبلاء غتا وثجه-اساله- ثجا ، فإذا دعاه قال : لبيك عبدي ، لإن عجلت لك ما سألت إني على ذلك لقادر ، ولإن إدخرت لك فما إدخرت لك فهو خير ))
عجبت لمن يقرأ هذه الدرر ولا يشكر الله تعالى على جميع نعمه ، فما هي فلسفة الابتلاءات؟..
هنالك عدة أمور ينبغي استيعابها في هذا المجال:
الأول: إيصال العبد إلى الكمال المنشود: حيث أن الله تعالى يصب على عبده المحن والابتلاءات؛ ليصرفه عن نعيم الدنيا، فيصل إلى حالة الرقي الباطني، بمخالفة هواه.. وإلا لو كان كل أمر موافق لما يحب ويبتغي، لكانت حياته حياة بهيمية: يأكل، ويشرب، ويعمل ما يريد دون قيود أو عوائق.
الثاني: حالة الانقطاع إلى الله: حيث أن الإنسان المترف، الذي يعيش حالة الاستغناء المادي، وكل أموره ميسرة؛ يكون أقرب إلى حالة الخمول الروحي، .. فإذن، طبيعة الإنسان أنه في البلاء، يتوجه إلى عالم الغيب.
الثالث: تكفير الذنوب والخطايا: إن الإنسان المؤمن من خلال عملية الاستغفار، يصفي حساباته أولاً بأول مع رب العالمين.... (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، الرحمن الرحيم، بديع السماوات والأرض، من كل ظلمي وجرمي وإسرافي على نفسي وأتوب إليه).
ومع ذلك فإن للإنسان المؤمن درجات، لا ينالها إلا بالبلاء والصبر على المكاره، كما ورد في الروايات، ولو كشف له الغطاء لتمنى المزيد المزيد من البلايا.. حيث أن رب العالمين يعطيه ببلاء بسيط يحل به، ما لا يخطر على باله.. قال الرسول (صلى الله عليه واله): (إن الرجل لتكون له درجة عند الله، فما يبلغها بعمله، حتى يبتلى ببلاء في جسده، فيبلغها بذلك البلاء).. أو كما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام): (إنه ليكون للعبد منزلة عند الله، فما ينالها إلا بإحدى الخصلتين: إما بذهاب ماله، أو ببلية في جسده).
تعليق