العلم والعلماء
_______________________
بسم الله اللرحمن الرحيم
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل بن زياد النخعي بعد ان اخذه بيده وهما يسيران
بالجبّانة حتى اصحرا ، فتنفس الصعداء وبدء يحدثه:
يا كميل ان هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها... يا كميل الناس ثلاثة عالم رباني
ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيؤا
بنور ولم يلجئوا الى ركن وثيق ... يا كميل العلم خير من المال ... العلم يحرسك
وانت تحرس المال... ياكميل العلم حاكم والمال محكوم عليه...يا كميل المال تنقصه
النفقه والعلم يزكو على الانفاق... يا كميل معرفة العلم دين يدان به وبه يكسب الان
الانسان طاعة في حياته وجميل الاحدوثة بعد وفاته... يا كميل هلك خزان الاموال
وهم احياء والعلم والعلماء باقون ما بقي الدهر اعيانهم مفقودة وامثالهم في القلوب
موجودة... وانشد ....
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه والجاهلون لاهل العلم اعداء
ما الفخر إلا لاهل العلم انهم الى الهوى لمن استهوىادلاء
فخذ بعلم تعش حيا به ابدا الناس موتى واهل العلم احياء
حينما يتكلم الامام مع كميل لا يريد من كميل ان يقوم سلوكه، وانما يريدها
للاجيال تروى على لسان كميل، فيخاطبه بان القلوب اوعية وخيرها اوعاها
اي ان القلب موطن المعرفة ومركز الالهام ، فمرة جاء ذكره في القرآن بانه
الفؤاد[ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا] (1) ومرة القلب هو العقل
بقوله تعالى [بل هم لهم قلوب لايفقهون بها ولهم اعين لايبصرون بها ولهم اذان لايسمعون بها اولئك كالانعام اضل اولئك هم الغافلون ]( 2 )
فالقلب ليس هذا الشكل الكمثري الذي يضخ الدم لاجزاء الجسم ،بل هو القلب
الباطني، جوهر هذا الانسان الذي يصف روحه المولى جلت قدرته فيقول:
[ ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا](3) هذا القلب الذي هو
موطن الايمان وباطمئنانه يطمئن الانسان بسلوكه مع ذكر الله :
[قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم] (4) ، فهو المدخرللايمان ، القلب
المادي يضخ الدم ، والقلب الباطني يضخ الايمان فيسموا به الانسان،
وتكون الافاضة وكلما كان موفقا لاستلهام الايمان كان قد توسع ويقول
أمير المؤمنين(عليه السلام ): وخيرها اوعاها وعكسها اشقاها، هذا زياد بن
سمية يقول: كان قلبي مملوء حبا لعلي بن ابي طالب(عليه السلام) ، ولان
استحال بغضا له... بينما ترى ميثم يصاحب الامام سنوات قليلة تصل
به الحال من الرفعة والتوفيق ان يقول فيه (عليه السلام) : انت بدرجتي
وحبيب بن مظاهر له باع في علم المنايا والبلايا، وكذا رشيد الهجري
وحجر بن عدي الكندي وعمار بن ياسر وعمر بن الحمق الخزاعي
وهكذا........
فالقلوب المملوءة بالايمان وعاء يتسع كلما ازداد علمه، ويحدد
امير المؤمنين (عليه السلام) الناس بثلاث اصناف :
1_ عالم رباني .
2_ متعلم على سبيل نجاة .
3_ همج رعاع اتباع كل ناعق .
فالعالم الذي وظف هذا العلم لما يرضي الله هو دائما قريب من الله في المعمل
والمحل والمستشفى، وغرفة عمليات سير المعمل وفي اثناء الكسب معك، معتقدا
بانه يرى ويسمع لا يفوته ظلم ظالم (نائب الامام الحجة المدي يبيع الدهن) وهو
الخلاني، وهذا لايعني ان المؤمن العالم يجب ان يكون عنده اتجاهات نحو الناس
ومساعدتهم ويظهر بشكل معين، هذا تصور مادي لعباد الله، وانما هم العباد
المكرمون الذين لايسبقونه بالقول وهم بامره يعملون وينذرون انفسهم فداء لهذه
الشريعة ولمعتقدهم فمدادهم دماء الشهداء اذ هو المحفز لإداء الشهادة....
ومتعلم على سبيل نجاة اي يتعلم علما يقضي به حاجته، فينجي نفسه من عذاب
الله باتباع ما يرضي الله ويتجنب ما عرفه مضر ومهلك فيحرز مولاة آل محمد
وهناك ما سماهم( همج رعاع) يفكرون بالسنتهم لاهم لهم الا مصالحهم الذاتية
الانية فليشبع اليوم وليذل الدهر كله، وليعطي ما يعطي ويذبح ما يذبح فهو
غير خاضع لمحاسبة من خلال انه، وصفه امير المؤمنين( عليه السلام):
لا يستضيئون بنور ولا يلتجأون لركن وثيق فهم في مهاوي الردى مع
النفس الامارة بالسوء .
من خلال هذا يتجلى العلم والمعرفة سلاح كل اسرة كي ترتقي بسلوكها
المرضي عند الله فينصب عطاء الاخوة والاباء على فيض ايمان وتوجه
خالص لله فيقول: العلم خير من المال انت تحرس المال والعلم يحرسك
به تواجه مصاعب الحياة وبه تتحصن من اثار اعداء آل محمد فيقول:
المال محكوم عليه من الله، فالمال عليه الخمس واعطاء الفوائد ومعاناة
وتفكير فيه ، اما العلم فيزكو على الانفاق يتجلى الفكروالموضوعية
من حلال المطالعة واعادة الذاكرة تدريجيا، فالمال ينقص وتبعاته باقية
والعام لباس العلماء واذا به يكون قد ازداد ، وكلما تحدث الانسان به
ومع من لديه الاستيعاب، وبعدها يقول اجسامهم مفقودة واثارهم ماثلة
في القلوب، حتى يصل الحال بالعالم ...حيث يقول رسول الله :صلى الله عليه وآله
(علماء امتي كأنبياء بني أسرائيل وصبرهم صبر ايوب او نوح)
____________________________
_______________________
بسم الله اللرحمن الرحيم
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل بن زياد النخعي بعد ان اخذه بيده وهما يسيران
بالجبّانة حتى اصحرا ، فتنفس الصعداء وبدء يحدثه:
يا كميل ان هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها... يا كميل الناس ثلاثة عالم رباني
ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيؤا
بنور ولم يلجئوا الى ركن وثيق ... يا كميل العلم خير من المال ... العلم يحرسك
وانت تحرس المال... ياكميل العلم حاكم والمال محكوم عليه...يا كميل المال تنقصه
النفقه والعلم يزكو على الانفاق... يا كميل معرفة العلم دين يدان به وبه يكسب الان
الانسان طاعة في حياته وجميل الاحدوثة بعد وفاته... يا كميل هلك خزان الاموال
وهم احياء والعلم والعلماء باقون ما بقي الدهر اعيانهم مفقودة وامثالهم في القلوب
موجودة... وانشد ....
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه والجاهلون لاهل العلم اعداء
ما الفخر إلا لاهل العلم انهم الى الهوى لمن استهوىادلاء
فخذ بعلم تعش حيا به ابدا الناس موتى واهل العلم احياء
حينما يتكلم الامام مع كميل لا يريد من كميل ان يقوم سلوكه، وانما يريدها
للاجيال تروى على لسان كميل، فيخاطبه بان القلوب اوعية وخيرها اوعاها
اي ان القلب موطن المعرفة ومركز الالهام ، فمرة جاء ذكره في القرآن بانه
الفؤاد[ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا] (1) ومرة القلب هو العقل
بقوله تعالى [بل هم لهم قلوب لايفقهون بها ولهم اعين لايبصرون بها ولهم اذان لايسمعون بها اولئك كالانعام اضل اولئك هم الغافلون ]( 2 )
فالقلب ليس هذا الشكل الكمثري الذي يضخ الدم لاجزاء الجسم ،بل هو القلب
الباطني، جوهر هذا الانسان الذي يصف روحه المولى جلت قدرته فيقول:
[ ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا](3) هذا القلب الذي هو
موطن الايمان وباطمئنانه يطمئن الانسان بسلوكه مع ذكر الله :
[قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم] (4) ، فهو المدخرللايمان ، القلب
المادي يضخ الدم ، والقلب الباطني يضخ الايمان فيسموا به الانسان،
وتكون الافاضة وكلما كان موفقا لاستلهام الايمان كان قد توسع ويقول
أمير المؤمنين(عليه السلام ): وخيرها اوعاها وعكسها اشقاها، هذا زياد بن
سمية يقول: كان قلبي مملوء حبا لعلي بن ابي طالب(عليه السلام) ، ولان
استحال بغضا له... بينما ترى ميثم يصاحب الامام سنوات قليلة تصل
به الحال من الرفعة والتوفيق ان يقول فيه (عليه السلام) : انت بدرجتي
وحبيب بن مظاهر له باع في علم المنايا والبلايا، وكذا رشيد الهجري
وحجر بن عدي الكندي وعمار بن ياسر وعمر بن الحمق الخزاعي
وهكذا........
فالقلوب المملوءة بالايمان وعاء يتسع كلما ازداد علمه، ويحدد
امير المؤمنين (عليه السلام) الناس بثلاث اصناف :
1_ عالم رباني .
2_ متعلم على سبيل نجاة .
3_ همج رعاع اتباع كل ناعق .
فالعالم الذي وظف هذا العلم لما يرضي الله هو دائما قريب من الله في المعمل
والمحل والمستشفى، وغرفة عمليات سير المعمل وفي اثناء الكسب معك، معتقدا
بانه يرى ويسمع لا يفوته ظلم ظالم (نائب الامام الحجة المدي يبيع الدهن) وهو
الخلاني، وهذا لايعني ان المؤمن العالم يجب ان يكون عنده اتجاهات نحو الناس
ومساعدتهم ويظهر بشكل معين، هذا تصور مادي لعباد الله، وانما هم العباد
المكرمون الذين لايسبقونه بالقول وهم بامره يعملون وينذرون انفسهم فداء لهذه
الشريعة ولمعتقدهم فمدادهم دماء الشهداء اذ هو المحفز لإداء الشهادة....
ومتعلم على سبيل نجاة اي يتعلم علما يقضي به حاجته، فينجي نفسه من عذاب
الله باتباع ما يرضي الله ويتجنب ما عرفه مضر ومهلك فيحرز مولاة آل محمد
وهناك ما سماهم( همج رعاع) يفكرون بالسنتهم لاهم لهم الا مصالحهم الذاتية
الانية فليشبع اليوم وليذل الدهر كله، وليعطي ما يعطي ويذبح ما يذبح فهو
غير خاضع لمحاسبة من خلال انه، وصفه امير المؤمنين( عليه السلام):
لا يستضيئون بنور ولا يلتجأون لركن وثيق فهم في مهاوي الردى مع
النفس الامارة بالسوء .
من خلال هذا يتجلى العلم والمعرفة سلاح كل اسرة كي ترتقي بسلوكها
المرضي عند الله فينصب عطاء الاخوة والاباء على فيض ايمان وتوجه
خالص لله فيقول: العلم خير من المال انت تحرس المال والعلم يحرسك
به تواجه مصاعب الحياة وبه تتحصن من اثار اعداء آل محمد فيقول:
المال محكوم عليه من الله، فالمال عليه الخمس واعطاء الفوائد ومعاناة
وتفكير فيه ، اما العلم فيزكو على الانفاق يتجلى الفكروالموضوعية
من حلال المطالعة واعادة الذاكرة تدريجيا، فالمال ينقص وتبعاته باقية
والعام لباس العلماء واذا به يكون قد ازداد ، وكلما تحدث الانسان به
ومع من لديه الاستيعاب، وبعدها يقول اجسامهم مفقودة واثارهم ماثلة
في القلوب، حتى يصل الحال بالعالم ...حيث يقول رسول الله :صلى الله عليه وآله
(علماء امتي كأنبياء بني أسرائيل وصبرهم صبر ايوب او نوح)
____________________________
تعليق