تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
ورد في الاخبار والسير انه بعد ان اشتدت مطارة العلويينمن قبل بني العباس في زمن خلافتهم توزعوا في ارض الله بين قتيل وصريع وطريد وكان من ضمنهم الامامالقاسم بن الامام موسى بن جعفر حيث خرج في ارض الله الواسعة حتى وصل الى قرية تسمى ( ابا خمرا ) قريبة من الحلة ، فوجدفتاتان تلعبان وقد سمع احداهما تقسم للأخرى ( لا وحق الامير وصاحب البيعة بالغدير ماكان كذلك ) لأختلاف قد وقع في لعبهما .. فلما سمع بذكر امير المؤمنين عليه السلامأطمأن قلبه .. فسأل عن رئيس الحي فقالت احدى الفتاتين انه ابوها وارشدته الى الدار.. فنزل ضيفاً عنده ولم يخبره عن اصله .. وبعد ثلاثة ايام اخبر الشيخ انهيريد البقاء عندهم ولكن بشرط ان يعمل فلميقبل الشيخ ولكن الامام اقنعه ، فخيره الشيخ باختيار اي الاعمال التي يراها مناسبة له ، فاختار مهنة السقاية قائلاً انني سمعت عمن يروي عنرسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) رحم الله من سقا الماء وهو على الماء ..وهكذا بدأ يعمل وفي السنة الاولى من بقائه عندهم شاهدوا من الخير الكثير والبركاتما لا يحصى ولا يعد وقد ادركوا ان ذلك كان بسبب هذا الشاب الذي نزل عندهم .. حيثأن الشيخ كان في بعض الاحيان وفي الليل يتفقد هذا الشاب فيجده ساجداً راكعاً قائمالليل .. اللهم صل على محمد وآل محمد
ثم أن الشيخ رئيس الحي اقترح على الامام ان يزوجه احدىبناته فقبل الامام بذلك وبعد فترة انجبت له ابنة ..
ولكن لم يمكث طويلاً حتى تمرضمرض الموت وعلى فراش الموت دنا منه الشيخ رئيس الحي سائلاً عن اهله فقال له الامامبأني القاسم بن الامام موسى بن جعفر .. فلطم الشيخ على راسه قائلاً كيف نعتذرلاهلك ولجدك رسول الله وقد كنت تخدم عندنا وتنقل لنا الماء للسقاية .. فرد عليهالامام بأنكم اكرمتموني وضيفتموني وزوجتموني وانا شاكر لكم ذلك ... ولكن اوصيكم انتوصلوا هذه الطفلة الى أهلي في المدينة ... ثم رحل الامام عن هذه الدنيا الى حيثوعده رب العزة الى جنة خالداً فيها مع ابائه .. وقبره اصبح مزار لكل محبي اهلالبيت ( عليهم السلام ) .
وقد كان الامام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) يحبه حباً كثيراً كما تؤكد ذلك الروايات فقد وردفي كتاب الكافي ج 1 : في رواية يزيد بن سليط ، عن أبي إبراهيم عليه السلام ، قال :أخبرك يا أبا عمارة أني خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان ( يعني الامام الرضا )وأشركت معه بني في الظاهر وأوصيته في الباطن فافردته وحده ، ولو كان الامر إليلجعلته في القاسمابني لحبي إياه ورأفتي عليه ، ولكن ذلك إلى الله عز وجليجعله حيث يشاء .
ويؤكد ذلك ايضاً ما جاء في بحار الانوار للعلامة المجلسيالجزء 48 : القاسم بن موسى بن جعفر : كانيحبه أبوه حبا شديدا وأدخله في وصاياه وقد نص السيد الجليل النقيب الطاهر رضىالدين علي بن موسى بن طاووس في كتابه مصباح الزائر على استحباب زيارته وقرنه بأبىالفضل العباس بن أمير المؤمنين وعلي بن الحسين الاكبر المقتول بالطف ، وذكر لهمولمن يجرى مجراهم زيارة ذكرها في كتابه " مصباح الزائر " مخطوط ، وقبرالقاسم قريب من الحلة السيفية عند الهاشمية ، وهو مزار متبرك به ، يقصده الناسللزيارة وطلب البركة وقد ذكر قبره ياقوت في معجم البلدان والبغدادي في مراصدالاطلاع ان شوشة قرية بأرض بابل أسفل من حلة بنى مزيد بها قبر القاسم بن موسى جعفر .
كما ورد ايضاً في كتاب الفوائد الرجاليةتاليف السيد بحر العلوم ج 1 :وبهذه القرية قبر القاسم بن موسى بن جعفر الصادقابن محمد - رضي الله عنهم - من آل البيت ويتبرك به ". وكأن سيدنا الحجة السيدالحسن الصدر الكاظمي - رحمه الله - لذلك قال - في رسالته المخطوطة ( تحية اهلالقبور بالمأثور ) : إن " القاسم ابن الامام موسى جعفر عليه السلام قبره قربنهر الجربوعية من اعمال الحلة ، جرت سيرة العلماء الأجلاء الحجج على شد الرحاللزيارته من النجف وكربلاء .
وهناك حديث يروى عن الامام علي الرضا ( عليه السلام ) قوله :من لم يستطع زيارتي لبعد مسافتي فليزر اخي القاسم ...
رزقنا الله وأياكم اخوتي واخواتي زيارة مولانا الامامالقاسم بن الامام موسى بن جعفر ( عليهم السلام ) في الدنيا ورزقنا الله شفاعته فيالاخرة انه نعم المولى ونعم النصير ..
تعليق