بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
ما رواه في صحيحة ـ باب مناقب عثمان ـ عن ابن عمر أنّه قال : كنّا في زمن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ"لا نعَدل (1)بأبي بكر أحداً ثمّ عمر ثم عثمان ، ثمّ نترك أصحاب النبيّ لا نفاضل بينهم "(2) أقول :وسيأتيك (إن شاء الله ) ذكر انحراف ابن عمر عن علي والحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ وإنه ترك بيعته علي - عليه السلام ـ لا عن عذر ، ثم بادر إلى بيعة يزيد بن معاوية وأمر أولاده وغلمانه بيعته ، كما في (صحيح البخاري ) ـ باب كيف يبايع الناس ـ (3)
وفي الصحيح من الخبر : من رضي بإمام باطل فقد كفر (4).
أما علم ابن عمر من قوله تعالى " ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا فتمسّكم النّار "(5)، وقوله تعالى " لا ينال عهدي الظالمين "(6) ، وقوله "يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله ، وكونوا مع الصادقين "(7) عدم جواز عقد البيعة ليزيد رأس الفجور؟ إنّ ابن عمر لا يرضى أن يُفضّل عليّا على عثمان ولا على بقيّة الأصحاب ، وهذا اجتهاد منه ، يناقضه وينفيه إجماع الصحابة والتابعين على خلافه ، إذ أجمعوا بعد مقتل عثمان على بيعته وبايعوه على أنّه أفضلهم وأحقّهم بالإمامة ، وفيهم بقيّة العشرة المبشّرة و البدريّين وأهل بيعة الشجرة ، وفرضوا على أنفسهم وجوب طاعة علي ـ عليه السلام ـ وفدوا أنفسهم دونه في حرب الجمل وصفّين والنهروان ، وكانوا مستمرّين في الذّبّ عنه في حياته وبعد شهادته ـ عليه السلام ـ وممّن طعن في حديث ابن عمر ، ابن عبد البرّ القرطبي ـ في كتاب (الاستيعاب)ـ:قال {أبو عمر}4:من قال بحديث ابن عمر (كنّا نقول في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أبو بكر ثمّ عمر ثمّ عثمان ، ثمّ نترك فلا نفاضل )(8)؟{و} (9) هو الّذي أنكره ابن معين وتكلّم فيه بكلام غليظ ، لأنّ القائل بذلك قد قال بخلاف ما اجتمع عليه أهل السنّة من الخلف والسلف من أهل الفقه والأثر أنّ عليّا ـ عليه السلام ـ أفضل الناس بعد عثمان ، {و}(10) هذا ممّا لم يختلفوا فيه ، وإنّما اختلفوا في تفاضل (11) علي وعثمان . واختلف السلف أيضا في تفضيل علي وأبي بكر ، وفي إجماع الجميع الّذي وصفناه دليل على أنّ حديث ابن عمر وهم وغلط ...)(12) وفي (الاستيعاب)ـ أيضا ـ أنّه : روي عن سلمان وأبي ذرّ والمقداد وعمار وحذيفة وخباب وأبي سعيد الخدري وزيد بن أسلم إنّ هؤلاء
فضّلوا عليّا على غيره (13) انتهى (14) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(1) نعدل : نساوي .
(2) صحيح البخاري 4 / 203 ، كتاب المناقب ، باب مناقب عثمان .
(3) لم أجده في المصدر . والموجود في 8/ 122 ـ في نفس الباب المذكور ـ أنّ عبد الله بن عمر بايع عبد الملك وقال إنّ بنيه بايعوه أيضا . نعم ذلك موجود في الجزء الأخير من (إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري )
(4) هذا مضمون أخبار متعدّدة في أبواب عديدة من كتب أحاديثهم
(5) سورة هود / 113 .
(6) سورة البقرة / 124 .
(7) سورة البراءة / 119 .
(8) الزيادة من المصدر.
(9) في المصدر: (ثمّ نسكت ،يعني : فلا نفاضل)
(10) الزيادة من المصدر .
(11) الزيادة من المصدر .
(12) في المصدر : (تفضيل) .
الحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
ما رواه في صحيحة ـ باب مناقب عثمان ـ عن ابن عمر أنّه قال : كنّا في زمن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ"لا نعَدل (1)بأبي بكر أحداً ثمّ عمر ثم عثمان ، ثمّ نترك أصحاب النبيّ لا نفاضل بينهم "(2) أقول :وسيأتيك (إن شاء الله ) ذكر انحراف ابن عمر عن علي والحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ وإنه ترك بيعته علي - عليه السلام ـ لا عن عذر ، ثم بادر إلى بيعة يزيد بن معاوية وأمر أولاده وغلمانه بيعته ، كما في (صحيح البخاري ) ـ باب كيف يبايع الناس ـ (3)
وفي الصحيح من الخبر : من رضي بإمام باطل فقد كفر (4).
أما علم ابن عمر من قوله تعالى " ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا فتمسّكم النّار "(5)، وقوله تعالى " لا ينال عهدي الظالمين "(6) ، وقوله "يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله ، وكونوا مع الصادقين "(7) عدم جواز عقد البيعة ليزيد رأس الفجور؟ إنّ ابن عمر لا يرضى أن يُفضّل عليّا على عثمان ولا على بقيّة الأصحاب ، وهذا اجتهاد منه ، يناقضه وينفيه إجماع الصحابة والتابعين على خلافه ، إذ أجمعوا بعد مقتل عثمان على بيعته وبايعوه على أنّه أفضلهم وأحقّهم بالإمامة ، وفيهم بقيّة العشرة المبشّرة و البدريّين وأهل بيعة الشجرة ، وفرضوا على أنفسهم وجوب طاعة علي ـ عليه السلام ـ وفدوا أنفسهم دونه في حرب الجمل وصفّين والنهروان ، وكانوا مستمرّين في الذّبّ عنه في حياته وبعد شهادته ـ عليه السلام ـ وممّن طعن في حديث ابن عمر ، ابن عبد البرّ القرطبي ـ في كتاب (الاستيعاب)ـ:قال {أبو عمر}4:من قال بحديث ابن عمر (كنّا نقول في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أبو بكر ثمّ عمر ثمّ عثمان ، ثمّ نترك فلا نفاضل )(8)؟{و} (9) هو الّذي أنكره ابن معين وتكلّم فيه بكلام غليظ ، لأنّ القائل بذلك قد قال بخلاف ما اجتمع عليه أهل السنّة من الخلف والسلف من أهل الفقه والأثر أنّ عليّا ـ عليه السلام ـ أفضل الناس بعد عثمان ، {و}(10) هذا ممّا لم يختلفوا فيه ، وإنّما اختلفوا في تفاضل (11) علي وعثمان . واختلف السلف أيضا في تفضيل علي وأبي بكر ، وفي إجماع الجميع الّذي وصفناه دليل على أنّ حديث ابن عمر وهم وغلط ...)(12) وفي (الاستيعاب)ـ أيضا ـ أنّه : روي عن سلمان وأبي ذرّ والمقداد وعمار وحذيفة وخباب وأبي سعيد الخدري وزيد بن أسلم إنّ هؤلاء
فضّلوا عليّا على غيره (13) انتهى (14) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(1) نعدل : نساوي .
(2) صحيح البخاري 4 / 203 ، كتاب المناقب ، باب مناقب عثمان .
(3) لم أجده في المصدر . والموجود في 8/ 122 ـ في نفس الباب المذكور ـ أنّ عبد الله بن عمر بايع عبد الملك وقال إنّ بنيه بايعوه أيضا . نعم ذلك موجود في الجزء الأخير من (إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري )
(4) هذا مضمون أخبار متعدّدة في أبواب عديدة من كتب أحاديثهم
(5) سورة هود / 113 .
(6) سورة البقرة / 124 .
(7) سورة البراءة / 119 .
(8) الزيادة من المصدر.
(9) في المصدر: (ثمّ نسكت ،يعني : فلا نفاضل)
(10) الزيادة من المصدر .
(11) الزيادة من المصدر .
(12) في المصدر : (تفضيل) .
تعليق