بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
يولد الأطفال وهم كالصفحة البيضاء يولد على فطرة الله التي فطر الناس عليها ، لا يكدر صفاء فكرهم ونقاء اتجاهاتهم شيء ، يحملون جميع معاني الطهر والبراءة ، ويتحمل الآباء والمربون مسؤولية ملء هذه الصفحة بالأفكار السليمة والصحيحة ،وتعتبر الثقافة الدينية من أهم ما يتوجب على الآباء والمعلمين غرسه في نفس الطفل ، لأنها أساس الثقافة ومنبع السلوك القويم
والدورات الصيفية هي احد مناشيء الثقافة الدينية للطفل ، وغرس مبادئ العقيدة الصحيحة ، ورفع المعاني الإيمانية ، وتبصير الطفل بنعم الله تعالى وتعليمه منهج اهل بيت النبوة عليهم السلام وحبهم ومودتهم والدوام على زيارتهم والتوسل بهم لانهم السبيل والوسيلة الى الله حيث قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)
كما تشمل تعليم الطفل مبادئ الأحكام الفقهية ، وتبصيره بالحسن والقبيح من الأعمال والأخلاق ، وتنوير فكره وتعليمه سيرة الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله الأئمة عليهم السلام ، بما يتناسب مع مداركه العقلية واستعداداته الفكرية
بالإضافة إلى توعيته بما يدور حوله ، وما يحيط بالمسلمين من أخطار ، ومآس وتحذيره من مكائد الشيطان وذلك بالابتعاد عن القنوات الفاسدة وما يبث لاجل القضاء على مباديء الاسلام الحنيف
ولا يعني ذلك إبعادُه عن العلوم الدنيوية الضرورية لخدمة المجتمع والأمة ، فإن ذلك من صلب الثقافة الدينية ، ومطلب من مطالب الشريعة
أهمية غرس الثقافة الدينية في مرحلة الطفولة
أولا : مرحلةُ الطفولة مرحلة صفاء وخلو فكر ، فتوجيه الطفل للناحية الدينية يجد فراغاً في قلبه ، ومكانا في فكره ،
وقبولا من عقله
ثانيا : مرحلة الطفولة مرحلة تتوقد فيها ملكات الحفظ والذكاء ، ولعل ذلك بسبب قلة الهموم ،
فوجب استثمار هذه الملكات وتوجيهها الوجهة الصحيحة
ثالثا : مرحلة الطفولة مرحلةُ طهر وبراءة ، لم يتلبس الطفل فيها بأفكار هدامة ،
ولم تلوث عقلَه الميولُ الفكرية الفاسدة ، التي تصده عن الاهتمام بالناحية الدينية
رابعا : أصبح العالَم في ظل العولمة الحديثة ، كالقرية الصغيرة ، والفردُ المسلم تتناوشه الأفكار المتضادة
والمختلفة من كل ناحية ، والتي قد تصده عن دينه ، أو تشوش عليه عقيدته ، فوجب تسليح اطفالنا بالثقافة الدينية ،
ليكونون على بصيرة من أمرهم ، ويواجهون هذه الأفكار ، بعقول واعية
تعليق