إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اهمية البناء الروحي للشباب في عصر المغريات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اهمية البناء الروحي للشباب في عصر المغريات

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين


    الإنسان كائن عجيب من حيث الخلقة والقدرة، فقد خلقه الله عزوجل مزدوج الطبيعة، فيه عنصر مادي طيني، وعنصر روحي سماوي، يقول الله تعالى:
    ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ )(1)سورة ص
    ونتيجة لتركيبة الإنسان الممزوجة من عنصري الطين والروح، فإن عنصر الطين يشده إلى الأرض، وما ترمز إليه من شهوات وملذات وغرائز، وهو بحاجة إلى إشباع غرائزه وشهواته من مأكل ومشرب وملس ومسكن وو .. في حين أن عنصر الروح يدفعه نحو إشباع ميوله ورغباته الروحية والمعنوية، كما يدفعه كذلك إلى الرقي في مدارج السمو الروحي، والتحليق في سماء المثل والقيم.

    وقد زود الإنسان بالغرائز المادية التي تدفعه وتحثه على القيام بعمارة الأرض، وتكثير الجنس البشري، وإدارة الحياة. ولولا هذه الغرائز لانعدم التقدم والتطور والتحضر، ولا نقرض الجنس البشري منذ قديم الزمان كما انقرضت الديناصورات منذ ملايين السنين. كما زود الإنسان بالميول والرغبات والغرائز الروحية والمعنوية كي يقوم بعبادة الله عزوجل
    ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )(2)الذاريات
    ولولا ذلك لما عبد الإنسان الله عزوجل، ولما شعر بالحاجة إليه، ولما تذوق لذة محبته.

    الإنسان في ظل الحضارة المادية أصبح يمارس كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة في سبيل الوصول إلى غاياته وأهدافه، وإن كان ذلك على حساب الأخلاق والقيم الإنسانية.


    ومن الضروري خلق التوازن بين الجسم والروح، كي لا يطغى جانب على حساب آخر، إذ لو طغى الجانب المادي (الطيني) في الإنسان على الجانب الروحي فإن ذلك يهبط به إلى مستوى البهائم أو أضل سبيلاً. ولو طغى الجانب الروحي على الجانب المادي فإن ذلك سيؤدي به إلى الرهبنة والتصوف والانعزال عن الحياة، ومن ثم ترك القيام بمسؤولية عمارة الأرض، وبناء الحضارة، وإدارة الحياة، وبالخصوص لجيل الشباب. فلا تطغى قبضة الطين على نفخة الروح، ولا نفخة الروح على قبضة الطين، فالله عزوجل خلق الإنسان مزيجاً منهماً، ويريد منه أن يعيش كذلك!

    والشباب حيث القوة والعنفوان والشعور بالعجب والاقتدار أحوج ما يكونون للتوازن الدقيق بين متطلبات الجسم ولوازم الروح، ولأن النفس أميل بطبيعتها إلى الانشداد إلى غرائزها وشهواتها المادية، فإن الشباب بحاجة قوية إلى مجاهدة النفس، وممارسة الرياضة الروحية، وترويض الذات على سلوك طريق الحق والهدى والصلاح.
    وجيل الشباب حيث يعيش صراعاً قوياً ومحتدماً ويومياً بين شهواته ورغباته المادية من جانب، وميوله ورغباته الروحية والمعنوية من جانب آخر، يقع في امتحان عسير، فإن قدّم شهواته على مبادئه وقيمه ومُثُله، فإنه بذلك يكون قد اتخذ إلهه هواه، وأما أن ينتصر لمبادئه وقيمه ومُثُله الدينية، وعندئذ يكون قد اجتاز الامتحان بنجاح!
    فلسفة الإسلام تجاه الإنسان فهي قائمة على التوازن بين أبعاد الإنسان ومكوناته الروحية والعقلية والجسمية، وهو لا يجيز الوصول إلى الغايات والأهداف النبيلة إلا من خلال وسائل وأساليب نبيلة أيضاً.


    والإسلام لا يمانع من إشباع الغرائز المادية ولكن يجب أن يكون ذلك بالحلال، وبوسائل مشروعة، وضمن حدود وضوابط الشرع، وإلا فلا يمكن للإنسان أن يتجاوز ويتجاهل حاجاته المادية من أكل وشرب وجنس و مال.. وليس من الصحيح أن يكون الإنسان منعزلاً عن الجانب المادي في كيانه، وإنما نتحدث هنا عن الانسياق وراء الشهوات، والانغماس في الملذات بطرق غير مشروعة ومن دون حدود ولا قيود ... فهذا هو الممنوع والمحرم.


    وبما أن الشباب هي مرحلة الهيجان واستيقاظ الغرائز لابد من الاهتمام بالجانب الروحي للشباب، فهم أحوج ما يكونون إلى الارتباط بالخالق عزوجل، والتقرب إليه، والتوسل به، وبذلك يقترب الشاب أكثر وأكثر من ربه وخالقه تبارك وتعالى.
    وفي عصر طغت فيه المادية على كل شيء، وذلك بفعل الحضارة المادية والتي تركز على كل ما هو مادي، وتتجاهل كل ما هو روحي وقيمي، أصبح السباحة في بحر الشهوات والماديات هو شعار الفلسفة المادية الحديثة، وعنوان المدنية والتقدم والتحضر!
    وقد قسمت الفلسفات المادية الحديثة المعرفة إلى طبيعية (فيزيقيا) وما وراء الطبيعة (ميتافيزيقيا) فاعترفت بالأولى وأنكرت الثانية واعتبرتها مجرد خرافات وأساطير وتصورات ابتدعها الإنسان من وحي خياله وتفكيره، وهذا ما أدى إلى تقوية العلاقة بين الإنسان وعالم الطبيعة وكل ما هو مادي ومحسوس، والانقطاع عن عالم الروح وكل ما هو قيمي ومُثُلي، وقد انعكس هذا سلباً على سلوك الإنسان وممارساته المادية، فالإنسان في ظل الحضارة المادية أصبح يمارس كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة في سبيل الوصول إلى غاياته وأهدافه، وإن كان ذلك على حساب الأخلاق والقيم الإنسانية.
    إن التزام الشباب بالصلاة والصيام والزكاة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتلاوة القرآن والدعاء والابتهال إلى الله سبحانه وتعالى هو الذي يحافظ على شعلة الدين في نفوس الشباب، وينمي الأبعاد الروحية لديهم، مما يجعلهم أقوياء أمام ضغوط النفس، وأعباء الحياة، ومغريات الحضارة المادية الحديثة.




    ووحدة الخالق وتوحيده حرر الإنسان من عبودية الذات، ومن عبودية الإنسان لأخيه الإنسان، وبذلك يتحقق للإنسان الحرية الحقيقية القائمة على توحيد الله عزوجل، والخضوع له، ورفض الخضوع لأي كائن آخر.
    وتعتبر العبادات الشعائرية من صلاة وصيام وحج وزكاة .. وسائل مهمة لبناء الروح، وتنمية المثل والقيم الروحية في الإنسان. كما أن لتلاوة القرآن، والدعاء، والمناجاة الأثر الكبير في تنمية الروح وتغذيتها.


    والتمسك بالقيم الروحية والمعنوية هو أفضل حصانة للشاب من الانهيار أمام مغريات المادة، أو التحول إلى عبد من عبيد الشهوات، كما أن البناء الصلب للجوانب الروحية هو الذي يجعل الشاب قريباً من الله، محبوباً عنده، وعند الناس .
    .................................................. .......

    "منقول"

  • #2
    قلب الشاب قلب لطيف وملكوتي

    والشاب اقرب الى الملكوت من

    الكهول لانهم كلما يمر الزمان وكلما يتقدم بهم العمر يضاف شيئا فشيئا ما يبعدهم
    عن الله تعالى
    والشاب يستطيع ان بسهولة نسبية ان يتخلص من شر النفس الامارة وان يتجه
    نحو المعنويات
    فليستثمر الشاب هذه الفرصة وليرجع الى فطرته التي فطر الناس عليها
    اذن فجاهد ايها الشاب نفسك في شبابك ما دمت اكثر قوة واعلم ان الجسم والروح والنفس كلها
    من الله
    فلا يستحوذ على قلبك غرور شجاعتك وشبابك وانتصارك فأنه بحصول ذلك سينهار كل شيء
    وستتحطم آمالك
    وفقك الله اخي عبد الواحد الناصري لكل خير

    تعليق


    • #3
      وفقكم الله شيخنا القدير
      الاخ عبد الواحد الناصري
      ودامت توفيقاتكم

      نحن الشيعة الأبية شجاعتنا نبوية غيرتنا
      حيدرية حشمتنا فاطمية آدابنا حسنية كرامتنا حسينية عزتنا زينبية .أدعيتنا سجادية علومنا باقرية أحاديثنا جعفرية سجداتنا كاظمية صلواتنا رضوية .كراماتنا جوادية أنباؤنا هادية.حكمتنا عسكرية انتصاراتنا مهدوية

      تعليق


      • #4
        موضوع رائع جدا أخي الكريم
        عبد الواحد الناصري جعله الله في ميزان حسناتك
        دمت بحفظ الرحمن ورعايته

        sigpic

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          اللهم صلِّ على محمد وآلِ محمد

          السلام عليكم

          شكر وتقدير للأخوات الفاضلات

          في إنتظار النور، زينب قدوتي ، العلوية

          لمرورهن الموضوع

          أسأل الله الموفقية لهن وحسن العاقبة

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد وآل محمد


            الاخ الشيخ الكريم والاستاذ (( عبدالواحد الناصري ))

            موضوع في غاية الاهمية وشبابنا بحاجة الى هكذا مواضيع وكلنا بحاجة
            لهذه المواضيع التي هي في صلب حياتنا وتعاملنا مع ابنائنا
            واخوتنا وطلبتنا ..

            حفظكم الله وزاد في توفيقكم وتسديدكم
            ونفعنا الله بعلمكم
            متعكم الله بالصحة
            ورحم الله والديك

            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد وآل محمد
            وارحمنا بهم واجعل عواقب امورنا الى خير

            تعليق


            • #7
              اللهم صل على محمد و آل محمد
              ماشاء الله موضوع رائع و رائع ورائع
              سأختصر منه في جانب واحد فقط و لعلني أكون صائبه
              مثلما الإنسان يشبع كل حاجاته المادية من الملبس و المآكل و المشرب إلى أخره
              بطريقة المشروعة فعليه أشباع حاجاته الروحية لأنها ستوصل به لدار القرار فحاجاته
              المادية لدنيا و المعنوية الروحية التي يفعلها قربا لله تعالى و حسب شريعته فهي للآخرة
              على كل حال كل الشكر و التقدير لناقل الموضوع و موفق أينما كنت و تقبل مروري و أضافتي القاصرة
              التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الزهراء ; الساعة 24-03-2013, 09:17 AM. سبب آخر:
              آلهي خذ بيدي أليك و جنبني معاصيك

              تعليق


              • #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                بارك الله بك أخي في الله عبد الواحد الناصري لأهتمامك بهذه الفئة المؤثرة في المجتمع
                فمن أنوار وحي الرسالة قول النبي محمد صلى الله عليه وآله:
                أن الله يحب الشباب التائب .
                فليعلم الشباب أن الهفوات والزلات والغفلات يتداركها بالأستغفار،المهم أنك
                تبقى قريب من الله وتستعين به على وسوسة الشيطان وأهواء
                النفس والثبات على الطريق
                المستقيم ويخبرنا رسول الله : بأن
                جهل الشاب معذور وعلمه محقور.غرر الحكم أذاً على الشاب
                تسليح نفسه من المحرمات بالأطلاع على العلوم الدينية لمعرفة المحرمات
                والأبتعاد عنها ومعرفة الواجبات وتأديتها. لتساعده بالحفاظ على نفسه
                بل تنمي فيه الحكمة كما قال أيوب (ع):أن الله يزرع الحكمة
                في قلب الصغير والكبير فأذا جعل الله العبد حكيما في الصبا لم تضع
                منزلته عند
                الحكماء حداثة سنّهِ وهم يرون عليه من نور الله وكرامته . تنبه الخواطر ص31


                التعديل الأخير تم بواسطة ندى الشمري ; الساعة 23-03-2013, 03:59 PM. سبب آخر:
                لكل أجتماع من خليلين فرقة
                وكل الذي دون الممات قليل
                وأن أفتقادي فاطمة بعد أحمد
                دليل على ان لا يدوم خليل
                نفسي على زفراتها محبوسة
                ياليتها خرجت مع الزفرات
                لا خير بعدك في الحياة وأنّما
                أبكي مخافة أن تطول حياتي

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  الإسلام دين متكامل لابد أن يراعي الإنسان من كافة نواحيه الجسدية والروحية

                  وكما أن لكل داء دواء .. وكما نهتم اذا أحدنا ابتلي بداء في جسده

                  فيذهب إلى الطبيب ليعالجه ويأخذ الدواء ويمتثل لقول الطبيب حتى يشفى منه تماما

                  كذلك أمراض القلب والروح تحتاج إلى الطبيب

                  ثم لماذا نهتم بأمراض الجسد ونترك أمرض الروح

                  فلماذا لا نلجأ إلى طبيب قلوبنا وأرواحنا بنصف الاهتمام اللذي نلجأ له لطبيب أجسامنا

                  ما أحوجنا إلى الاستماع لآيات قرآننا و أدعية أئمتنا ومناجاتهم

                  فهي تمسح على القلوب الظمأة وترويهم وتتطهرهم من الذنوب

                  وتبني في نفوسنا الانسان السوي الصالح وترمم ما أفسده الزمان فينا




                  أخي عبد الواحد الناصري ... أقدم شكري وامتناني لموضوعكم الأكثر من رائع

                  بوركتم وجعلها في ميزان حسناتكم


                  sigpic

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    اللهم صلِّ على محمد وآلِ محمد

                    السلام عليكم أخوتي

                    "رافد الخزرجي" و "حنايا عشق" و "ندى الشمري" و "رشا"

                    وأمتناني الكبير لكم جميعاً

                    لردودكم القيّمة التي زادت الموضوع فائدة


                    إن شاء الله

                    لايسعني إلّا أن أتضرع للباري عزّ وجل

                    أن يحفظكم ويوفقكم للخير

                    أخوتي



                    تعليق

                    يعمل...
                    X