إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زينب بنت علي بن أبي طالب.المرأة التي قادت الرجال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زينب بنت علي بن أبي طالب.المرأة التي قادت الرجال

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين

    الى قيام يوم الدين



    زينب بنت علي بن أبي طالب.المرأة التي قادت الرجال



    سجل التاريخ أسماء نساء خالدات وقفن مواقف تميزن بها، وذكرها التاريخ بكل وقار وتبجيل ، وتنوعت هذه المواقف بين الثبات على المبادئ والصبر والشجاعة والبلاغة والنبوغ ، وبين قوة الشخصية والجهاد في سبيل المبادئ والحقوق ، ولم يخل عصر من العصور من تلك النابغات والحكيمات والشاعرات والمشاركات في الثورات والمساهمات في امدادها والعمل في صفوفها، ولم تخل صفحات التاريخ من تلك النساء الملتزمات بالعقيدة ، كما لم تخل الحركات السياسية على امتداد التاريخ من مواقف لنساء صعدن الى المشانق وهن يزغردن من أجل نصرة الحق والمبادئ .



    ورغم ان المؤرخين العرب كتبوا العديد من كتب السيرة وأخبار الرجال وتعرضوا ايضاً لأخبار النساء، كتاريخ اليعقوبي والطبري ومروج الذهب وأبن الأثير ومقاتل الطالبين والأغاني وغيرها وخاضوا في الحوادث والأسماء، وتنوعوا في هذه الكتابات تبعاً لسطوة السلطان وإرادة الحاكم، وبين الكتابة بضمير مفتوح وتجرد تدعو اليه الكتابة التاريخية المجردة والمنصفة.

    غير أن المرارة احيانا تظهر في عدم انصاف تلك الأسماء التي لاتستحق ألا المجد والخلود والانحناء لتلك الأسماء التي سجلت المواقف المشرفة التي دونها التاريخ بصفحات مضيئة .



    ولم يغبن التاريخ رمزاً كبيراً واسما ساطعاً في التاريخ العربي والإسلامي مثلما غبن العقيلة زينب بنت علي بن ابي طالب عليها السلام، فقد ذكرها المؤرخون بأسطر قليلة أو بصفحات لاتفيا بالغرض المطلوب ولتتساوى مع قامتها المديدة وتأريخها المشرف ، لولا التفاتة العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي رحمة الله عليه الذي خصها بكتيب يليق بسيرتها ومقامها واعقبه الشيخ محمد جواد مغنية في كتابه ( مع بطلة كربلاء )، وتأتي كتابة السيدة الجليلة بنت الشاطئ ( الدكتورة عائشة عبد الرحمن ) طيب الله ثراها سفراً خالداً يؤرخ حياة الإنسانة المناضلة والرمز الثوري النسوي الخالد العقيلة زينب في كتابها القيم ( بطلة كربلاء )



    لقبت بالعقيلة، وكانت بحق عقيلة بني هاشم، وعقيلة الطالبين ـ والعقيلة كما تذكر قواميس اللغة المرأة الكريمة بين قومها ، والعزيزة المكرمة في بيتها، وزينب بنت علي ابن ابي طالب بالإضافة لكل ما ذكر فهي الواثقة من شخصيتها ، والعارفة بين اهلها وقومها ، والعالمة الجليلة المتعلمة على يد ابيها وجدها ، والفاضلة الكاملة التي تعبر بحق عن خلق البيت العلوي ، والزاهدة المتعبدة التي برهنت على ذلك الأيمان في احلك لحظات عمرها ، وغير ذلك من الصفات الإنسانية التي ميزتها عن غيرها من نساء جيلها .

    وزينب أول بنت ولدت لفاطمة وعلي (عليهما السلام ) ، وكانت ولادة هذه الإنسانة الطاهرة في الخامس من شهر جمادى الأولى في السنة الخامسة للهجرة.

    هي ثالثة أحفاد الرسول من ابنته فاطمة الزهراء ومن الأمام علي بن ابي طالب والتي اسماها الرسول بنفسه ( زينب )، كانت لصيقة ابيها وبعد ان فقدت امها وجدها في عام واحد تحملت مسؤولية البيت ، فصارت اماً وأختا لتلك العائلة ، وتقمصت دور فاطمة الزهراء أمها ، وكانت متابعة أمينة لما تتطلبه منها الحياة من موجبات المعرفة والدين فكانت مرجعاً وملاذاً ليس لأقرانها انما حتى لمن كان أكبر منها سناً.


    تزوجها أبن عمها عبد الله بن جعفر بن ابي طالب وكان مشهوراً بالسخاء والشجاعة، وبعد زواجها من أبن عمها وهو أبن جعفر الطيار المشهور بذي الجناحين ازدادت تألقاً وعلماً، فكانت تحفظ الكتاب المجيد وتقوم بشرحه وتبسيطه ، وعلى دراية تامة بأحاديث الرسول وسيرته وبسيرة أبيها علي بن ابي طالب .

    مرت على زينب الإنسانة العديد من الأحداث التي تؤثر في النفس وتهزها من وفاة جدها وأمها وموقعة الجمل وصفين ومقتل ابيها غدرا وأغتاصاب حق اخيها الحسن في الخلافة الى مقتل الصحابة والأهل والأحبة ، وحضورها تلك المواقع والمعارك الحاسمة .

    ومن أقوالها : من أراد أن يكون الخلق شفعاءه الى الخالق فليحمده ، الم تسمع قوله سمع الله لمن حمده ، فخف الله لقدرته عليك ، وأستح منه لقربه منك .

    وبالرغم من موقف زوجها عبد الله بن جعفر وإرساله كتاباً الى الأمام الحسين بن علي مع ولديه عون ومحمد يطلب منه العدول عن الذهاب الى العراق ، الا أن الأمام بقي مصراً على الخروج الى العراق لمواجهة الخليفة الباغي يزيد ، حيث لايمكن أن يقر الإمام الحسين ليزيد بن معاوية أقرارا واعترافا أنه صار أميراً للمسلمين.

    وعزمت العقيلة الخروج معه فهي أمينة سره، وسار معها ومع ركب الشهيد الحسين أولادها وهم يعلمون المصير والنتائج ، لكنهم لم يبالوا بها من اجل أن تبقى كلمة الحق عالية وشامخة. لقد بر محمد وعون بخالهما حين بذلا روحيهما فداء له في معركته العادلة وأمام مرأى ومسمع أمهما التي كانت تزيدهما ثباتاً وتماسكا.، وكانت تحثهما على مواصلة الجهاد في سبيل الحق .



    وبعد ان انتهت واقعة كربلاء بعد الزوال في العاشر من محرم تنكبت العقيلة مسؤولية البيت العلوي وحملت الراية وهي تنظر للأشلاء الممزقة والرؤوس المقطوعة والجثث المبعثرة، ولم تقل سوى (( ليت السماء انطبقت على الأرض )) . وبدأت معركتها الجهادية التي سجلت بها موقفها النموذجي في الشجاعة والثبات والجرأة والتمسك بالمبادئ، فقد جمعت كل هذه الخصال في كلمة وسط تجمع الرجال الأعداء، وشعرت أنها كالعملاق حين يخاطب الأقزام، وشعرت أنها تصعد الى الأعالي وإمامها سلطان يتهاوى الى الدرك والحضيض، لذا تركت عاطفتها وأمومتها، وتقلدت ما تعلمته من مبادئ لتبدو ان روحها غير منهزمة وأن بدت منهكة ومتعبة من سفرها وبدت غير ذليلة فهي مع الحق وسلطانها يقف في دائرة الباطل.



    وحين يستفزها ابن زياد بقوله لها : ( أن الله فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم )، قالت له : (( الحمد لله الذي اكرمنا بنبيه محمد ( (صلى الله عليه وآله) (( ( .


    وفي دار الطاغية في مقر الأمارة تحدت السلطان ووقفت وقفتها الشهيرة التي اهتزت لها اركان السلطان وتنبأت العقيلة في خطبتها بنهاية للطاغية وبعذاب كبير للظالم الفاجر،أذ قالت في حضرة السلطان :



    (( أظننت يا يزيد ـ حيث أخذت علينا أقطار الارض وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الإسراء ـ ان بنا هواناً على الله وبك عليه كرامة، وان ذلك لعظم خطرك عنده، فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك، تضرب لصدريك فرحاً، وتنفض مذوريك مرحاً، جذلان مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة، والأمور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، فمهلاً مهلاً، أنسيت قول الله تعالى: (ولا تسحبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم، انما نملي لهم ليزدادوا اثماً ولهم عذاب مهين) .

    أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد الى بلد، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف، ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء، ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر الينا بالشنق والشنآن، والإحن والإضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم:



    لأهلوا واستهلوا فرحاً ثم قالوا يا يزيد لا تشل



    منحنياً على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك وكيف لا تقول ذلك، وقد نكأت القرحة، واستأصلت الشأقة، بإراقتك دماء ذرية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ونجوم الأرض من آل عبد المطلب وتهتف بأشياخك زعمت انك تناديهم فلتردن وشيكاً موردهم ولتوددن انك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت.

    اللهم خذ لنا بحقنا، وانتقم ممن ظلمنا، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا، وقتل حماتنا.

    فوالله ما فريت الا جلدك، ولا حززت الا لحمك، ولتردن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته، حيث يجمع الله شملهم، ويلم شعثهم، يأخذ بحقهم (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) .

    وحسبك بالله حاكماً، وبمحمد صلى الله عليه وآله خصيماً، وبجبرائيل ظهيراً، وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلاً وأيكم شر مكاناً، واضعف جنداً.

    ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك، اني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرى.

    الا فالعجب كل العجب، لقتل حزب الله النجباء، بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا، والأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل، وتعفرها أمهات الفراعل ولئن اتخذتنا مغنما، لنجدنا وشيكاً مغرماً، حين لا تجد الا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد، والى الله المشتكى وعليه المعول.

    فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد، وجمعك الا بدد، يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين.

    والحمد لله رب العالمين، الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله ان يكمل لهم الثواب، ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا ،



    )وأشعلت من وسط دار الأمارة في دمشق شرارة الثورة التي قادتها أمرأة سجل لها التاريخ العربي والإسلامي بأعتزاز وفخر كبيرين مواقف وثبات جديرين بالدراسة والتقليب.

    أن السنوات التي قضتها العقيلة بعد استشهاد اخيها الحسين ( يختلف المؤرخين وكتاب التاريخ في المدة ) فقد كانت قائدة الثورة والمحرض الأساس للانتفاضة على الدولة الأموية، تهز اركانها وتقوض دعاماتها الواهنة ، وهي مستمرة في أداء رسالتها الجهادية وانتقلت الثورة التحريضية تتحول بعدها الى شرارات اشعلت مضاجع الطغيان الأموي.

    وبقيت زينب بنت علي أمينة ووفية على مبادئ ابيها وشقيقها التي آمنت بها بحق لكونها كانت تمثل الصلاح والخير للناس وتدعو الى المساواة وكرامة الإنسان، ولكونها كانت في جانب أنصاف الفقراء والمعوزين والمظلومين ، تلك المبادئ التي حرص عليها علي بن ابي طالب ( عليه السلام) ، وعلمها لبيته ومحبيه وسعى الى انتشارها كقيم انسانية واسعة ، فقد بقيت تلك الشرارة متوهجة يتذكرها التاريخ والناس بتقدير وتبجيل واحترام كرمز من رموز العطاء الإنساني ونموذج لمواقف المرأة في الثورات والانتفاضات والحركات السياسية على مر ألعصور وكذلك في الثبات على المبادئ والإصرار على الوقوف مع الحق .
    التعديل الأخير تم بواسطة علي آل راضي ; الساعة 17-03-2013, 11:25 PM. سبب آخر:
    sigpic

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم اخي الكريم بارك الله بك

    تعليق


    • #3
      سلمت يداك أخي (علي ال راضي) لما كتبت من
      كلمات غاية في الروعةرزقنا واياكم شفاعتها بالدنيا والاخرى


      ورزقك الله عز وجل خير الدنيا والآخرة.

      sigpic

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين
        الى قيام يوم الدين



        ألأخ العزيز (أبو مرتضى العيداني)ألأخت الفاضلة (العلوية)القد ابدعتم في هذه المداخله العطره على موضوعي فالكم مني التحية والكرام وأسأل من الله تعالى أن يرزقكم شفاعة السيده زينب عقيلة بني هاشم.
        sigpic

        تعليق

        يعمل...
        X