أقال الله تعالي { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً } سورة الروم 21
وقال تعالى { {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً } سورة النحل 72
أن الثقافة السائدة في المجتمع، ترفض زواج هاتين الفئتين وهما الأرملة و المطلقة من جديد بسبب وجود الأبناء، وتطالبها بالتضحية من أجلهم، فاذا فكرت المرأة في الزواج بعد وفاة زوجها، فلا يتردد المجتمع في إتهامها بنكران الجميل للزوج الأوّل، أو عدم مراعاتها مشاعر أبنائها، والسعي وراء مصالحها الشخصية على حساب مستقبلهم"، لافتة إلى أن "في ذلك ظلماً كبيراً لها". فقد وضعوا صورة ذهنية نمطية سلبية للأرملة أو المطلقة التي تتزوج من جديد، تصفها بالمرأة الأنانية المتصابية، التي تبحث عن رغباتها وتهمل أبناءها بعد الزواج بآخر. لا بل وتجسدها أحياناً في صورة المرأة التي تسمح لزوجها بمعاقبة أبنائها من الزوج المطلق أو المتوفّى، بشكل يفتقر إلى الرحمة، وهذا ما يفاقم الأمر إجتماعياً". "في تعميم رفض زواج الأرملة والمطلقة، نوعاً من إنعدام الوعي، خاصة أنّ المرأة في هذه الحال، ليست مسؤولة بالضرورة عن الوضع الإجتماعي الذي آلت إليه، ومن حقهما الإختيار بين التضحية من أجل الأبناء، وبناء حياة جديدة قدر لا يتضرّر منها الأبناء، خاصة أن بعض الأبناء قد يرضون بهذا الأمر الواقع، ويتأقلمون مع ظروفه، وهذه كلها تقديرات شخصية، من الظلم الحكم عليها بنظرة واحدة عامة".
- رفض طبيعي:
فهنى يميل عدد كبير من الأبناء إلى رفض زواج أُمّهاتهم مجدداً، إلى "عوامل نفسية محضة، حيث إن الأبناء مهما تكن أعمارهم، يكونون قد تعودوا على الإستحواذ بشكل أساسي على إهتمام وعطف الأُم"، مؤكداً أنّ "هذه التجربة النفسية الجديدة، يصاحبها الخوف، والنفور اللاإرادي بين زوج الأُم والأبناء في كثير من الأحيان". أن الأسباب التي تدعو كثيراً من الأبناء إلى رفض زواج أُمّهاتهم مرّة أخرى، قد تكون منطقية ومعلومة، ومنها: الخوف من أن يحل رجل آخر محل والدهم، وإعتبارهم أن سلطة زوج الأُم عليهم غير شرعية، فضلاً عن أنّهم يغارون على أُمّهم خوفاً من أن تكون تحت هيمنة رجل غريب". يضيف: "لذا، فإن من المتوقع من الأبناء أن يرفضوا هذا القادم الجديد، وأن يعلنوا ثورتهم عليه، ويحرصوا على ألا تتم هذه الزيجة أبداً". فيكون هنا إختلافاً في تقبل الأبناء زواج الأُم، وذلك حسب إختلاف أعمارهم. فكلما كان الإبن صغيراً في عمره وطفلاً، كانت لديه القدرة على التكيف أكثر من المراهق، والناضج". يتابع: "كما أنّ هناك عاملاً آخر مؤثراً في مسألة قبول أو رفض الأبناء زواج والدتهم. إذ إنّه، في حالة القرابة العائلية، قد يكون تقبل زوج الأُم أسهل مقارنة بالغرباء". أن من أبرز القضايا التي تؤثر في الأبناء، وتجعلهم في حالة سيِّئة، هي أن تتركهم أمهم وتذهب للعيش في بيت زوجها الجديد بعيداً عنهم، ما يجعلهم يفقدون الأُم والأب في آن واحد". فأذا كانت الأُم، التي ترغب في الإرتباط مجدداً، عند إختيار شريك حياة جديدة لها بأنّ "تضع مصلحة أبنائها فوق كل إعتبار، وفي المقام الأوّل، كما لابدّ من أن تحرص على أن يمتلك هذا الشريك مشاعر حب حقيقية للأبناء، وأن يكون مستعداً للتعامل معهم بإحسان، وأن يسعى جميع الأطراف إلى ما يحقق مصلحة الأبناء".اللهم بحق ايتام الحسين ارحم كل طفل يتيم واحفظ كل أم وفية تخافا الله في ابناءها يارب العالمين .
نقل للأفادة
تعليق