السمعاني ج1 ص 328 قوله تعالى ((فمن حاجك فيه.. )آل عمران/61 أي : جادلك في الحق( من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين)). هذا في دعاء النبي بني نجران إلى المباهلة، روى سعد بن أبي وقاص: إن النبي أخذ بيد الحسن والحسين وفاطمة وعلي، ثم دعاهم إلى المباهلة . فقوله : ( ندع أبناءنا.. ) أراد به : الحسن والحسين ، وقوله : ( ونساءنا.. ) يعني : فاطمة (وأنفسنا) يعني : نفسه وعلي، فإن قال قائل : كيف قال : ( وأنفسنا ) وعلي - رضي الله عنه - غيره ؟ قيل : العرب تسمى ابن عم الرجل نفسه، وعلي كان ابن عمه، وقيل : ذكره على العموم لجماعة أهل الدين. والابتهال : الإلتعان، ومنه البهلة : وهي اللعنة، يقال : عليك بهلة الله ، أي: لعنة الله، والابتهال: الاجتهاد في دعاء اللعنة. واللعنة : الإبعاد والطرد عن الرحمة بطريق العقوبة ، قال لبيد:
( وكهول سادة من عامر نظر الدهر إليهم فابتهل )
أي : نظر الدهر إليهم بالهلاك فأفناهم باجتهاد فيه. وفي القصة: أن النبي(صلى الله عليه وآله) لما دعاهم إلى الابتهال ، وجعل اللعنة على الكاذب من الفريقين ، فقال الأسقف لهم : لا تباهلوا ؛ فإنكم لو ابتهلتهم ؛ لاضطرم عليكم الوادي نارا، فقالوا للنبي : وهل غير المباهلة؟ قال الإسلام أو الحرب أو الجزية ، فقبلوا الجزية ، وانصرفوا - ، وقال النبي : - لو تلاعنوا لصاروا قردة وخنازير - وفي رواية - لو تلاعنوا لم يبق في الدنيا نصراني ولا نصرانية إلى يوم القيامة.
تعليق