بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
وصيتي للشباب
وصيتي الى الشباب فأقول: لا تدعوا أياً من الشباب ينجرف الى طريق الفساد. أن خير
من يسوق الشباب صوب الخير والهداية هو أمثالهم من الشباب.فما أكثر الحالات عبر
التاريخ التي أنقذ أخ أخاه أو أخته من الفساد والضلالة.
ربّ شابّ يتغير بجملة واحدة ، واخر يحتاج الى مئة جلسة حتى يهتدي ويسير في طريق
الصلاح.فهل طول الفترة والجهود اللازمة مسوّغ للتخلّي عنه، كلا بالطبع.
فلا بدّ من بذل الوقت والجهد لكلا الشابين ، وكذلك الامر بالنسبة الى الاولاد؛ لأنّ
الولد الصالح أغلى من أي شيئ. وكما أن لكلّ عمل صعوباته الخاصّة، فكذلك تربية الأولاد
فليست بلمهمّة اليسيرة. ولكن مع ذلك تستحق ما يبذل في سبيلها ، لأنالولد الصالح ينفع
والديه في الدنيا وفي البرزخ والقيامة.
لقد كان علي بن مهزيار شابّاً نصرانياً ضالاً ،ولكنه بلغ هذا المقام الرفيع الذي بلغه
بفضل اهتدائه بنور أهل البيت سلام الله عليهم. كما كان قبله وهب نصرانياً أيضاًثم
اهتدى فصار في عداد شهداء كربلاء، حتى بات الملايين اليوم يفخرون بمخاطبته
بالقول:"بأبي أنت وأمي"
ان للشباب فطرة نقية ، ولكن لابدّ من السعي في هدايتهم نحو الطريق الصحيح: لأن
الشباب كالأساس والمعتمد ، وانّنا لا يمكن أن نبني عمارة ذات مئة طابق على الارض
الصلبة. فهكذا هم الشباب، فالشاب الأبعد والمحتاج إلى سعي أكبر حتى يهتدي قد
يكون كالارض الصلبة ولكنّه إن اهتدى كان أغلى ثمناً: فإن من بين هؤلاء يبرز
أمثال علي بن مهزيار ، وزهير بن القين ، ووهب ، وزرارة.
لا شك أنّ السعي لنشر الثقافة والأخلاق النبوية لإنقاذ الشباب من المزالق والمهاوي
والأخذ بأيديهم نحو الخير والهداية والصلاح ، يُعدّ من أهم مصاديق الوفاء لرسول الله
والعرفان بجميله وتوقيره والاعتراف بحرمته صلى الله عليه واله وسلم.
إذاً لابدّ من إنقاذ الشباب -بالأناة والاستدلال-من الطرق المنحرفة وإرشادهم الى نور
أهل البيت سلام الله عليهم.وفي هذا المضمار يجدر بالشباب أن يطالعوا رسالة الإمام
الصادق عليه السلام الى شيعته(الوارد في كتاب تحف العقول وبحار الانوار وغيرها)
بدقة وتاملّ، وأن يعملوا بها
تعليق