إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجن في ظل الامامة - 2 -

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجن في ظل الامامة - 2 -


    الجن في ظل الامامة - 2 -

    العدالة
    ان من لوازم تطبيق العدالة وتنفيذها قوة الإيمان بالله تعالى والتقوى اولاً ، وحزم وعزم فوق كل عاطفة واتجاه ومصانعة ثانياً ، وعدم الخوف من المشاكل المتوقعة أو المحتمل وقوعها ثالثاً . وقد توفرت هذه المؤهلات كلها في نفسية الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فهو الايمان كله والتقوى المتجسد ، وهو أقوى رجل يستطيع السيطرة على أعصابه وعواطفه ، وهو الذي لا تأخذه في الله لومة لائم وهو الحق المحض الذي لا يشوبه شيء .
    فروي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مواقف كثيرة تبين عدله الممتزج بشجاعته الفريدة بين المسلمين الأوائل فذكر في ( بحار الانوار 18/86/4 وكذا 60/90/93 ) عن سلمان الفارسي ( رضوان الله عليه ) قال : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم جالساً بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث إذ نظرنا الى زوبعة قد ارتفعت فأثارت الغبار ، وما زالت تدنو والغبار يعلو الى أن وقف بحذاء النبي ( صلى الله عليه واله ) ثم برز منها شخص كان فيها .
    ثم قال : يا رسول الله ( صلى الله عليه واله ) اني وافد قومي ، استجرنا بك فأجرنا وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا ، فإن بعضهم قد بغى علينا ، ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه ، وخذ عليَّ العهود والمواثيق المؤكدة أن أرده إليك سالماً في غداة غدٍ إلا أن تحدث عليَّ حادثة من عند الله .
    فقال له النبي ( صلى الله عليه واله ) : من أنت ؟ ومن قومك ؟ قال : أنا عرفطة بن شمراخ أحد بني نجاح ، وأنا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع ، فلما مُنعنا من ذلك آمنا . ولما بعثك الله نبياً آمنا بك على ما علمته وقد صدقناك ، وقد خالَفَنا بعض القوم وأقاموا على ما كانوا عليه فوقع بيننا وبينهم الخلاف ، وهم أكثر منا عدداً وقوة وقد غلبوا على الماء والمراعي وأضروا بنا وبدوابِّنا ، فابعث معي من يحكم بيننا بالحق .
    فقال له النبي ( صلى الله عليه واله ) : فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي انت عليها ، قال : فكشف لنا عن صورته فنظرنا فإذا شخص عليه شعر كثير ، وإذا رأسه طويل ، طويل العينين عيناه في طول رأسه ، صغير الحدقتين ، وله اسنان كأنها اسنان السباع ، ثم أن النبي ( صلى الله عليه واله) أخذ عليه العهد والميثاق على ان يرد عليه في غد من يبعث به معه .
    فلما فرغ من ذلك التفت إلى ابي بكر فقال : صِر مع أخينا عرفطة وانظر إلى ما هم عليه واحكم بينهم بالحق ، فقال : يا رسول الله واين هم ؟ قال : هم تحت الأرض ، فقال أبو بكر : فكيف اطيق النزول تحت الارض ؟ وكيف أحكم بينهم ولا أحسن كلامهم ، ثم التفت الى عمر بن الخطاب فقال له مثل قوله لأبي بكر، فأجاب مثل جواب أبي بكر ، ثم أقبل على عثمان ، وقال مثل قوله فأجابه كجوابهما .
    ثم استدعى علياً ( عليه السلام ) وقال له : يا عليُّ صِر مع أخينا عرفطة وتشرف على قومه وتنظر الى ما هم عليه وتحكم بينهم بالحق ، فقام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مع عرفطة وقد تقلد سيفه ، قال سلمان ( رضوان الله عليه ) فتبعتهما الى أن صار الى الوادي فلما توسَّطا ، نظر اليَّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال : قد شكر الله تعالى سعيك يا ابا عبد الله فارجع ، فوقفت أنظر اليهما ، فانشقت الأرض ودخلا فيها عادت الى ما كانت ورجعتُ وتداخلني من الحسرة ما الله أعلم به . كل ذلك إشفاقاً على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
    وأصبح النبي ( صلى الله عليه واله ) وصلى بالناس الغداة وجاء وجلس على الصفا وحف به أصحابه ، وتأخر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وارتفع النهار وأُكثِرَ الكلام إلى أن زالت الشمس وقالوا : إن الجني احتال على النبي ( صلى الله عليه واله ) وقد أراحنا الله من أبي تراب وذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا ، وأكثروا الكلام إلى أن صلى النبي ( صلى الله عليه واله ) الصلاة الأولى وعاد الى مكانه وجلس على الصفا ، وما زال مع أصحابه بالحديث الى أن وجبت صلاة العصر ، واكثر القوم الكلام وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
    فصلى النبي ( صلى الله عليه واله ) صلاة العصر وجاء وجلس على الصفا وأظهر الفكر في أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكادت الشمس تغرب فتيقن القوم أنه هلك ، إذا وقد انشق الصفا وطلع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) منه وسيفه يقطر دماً ومعه عرفطة .
    فقام اليه النبي ( صلى الله عليه واله ) وقبّل بين عينيه وجبينه ، وقال له : ما الذي حبسك عني الى هذا الوقت ؟ قال ( عليه السلام ) : صرت الى جن كثير قد بغوا على عرفطة وقومه من المنافقين ، فدعوتهم الى ثلاث خصال فأبوا عليّ ، وذلك أني دعوتهم الى الإيمان بالله تعالى ، والإقرار بنبوتك ورسالتك فأبوا ، فدعوتهم الى أداء الجزية فأبوا ، فسألتهم أن يصالحوا عرفطة وقومه فيكون بعض المرعى لعرفطة وقومه وكذلك الماء فأبوا ذلك كله ، فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم ثمانين ألفا ً ، فلما نظروا الى ما حل بهم طلبوا الأمان والصلح ، ثم آمنوا وصاروا إخواناً وزال الخلاف وما زلتُ معهم الى الساعة ، فقال عرفطة : يا رسول الله ! جزاك الله وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) عنا خيرا .

    فمن هذه الرواية نستطيع أن نستوضح وصفاً عاماً أو تصويراً لشكل الجن ، فكما هو واضح ، إنه لا خلاف بين الامامية بل بين المسلمين في أن الجن أجسام لطيفة ، يمكن رؤيتهم في بعض الأحيان ولا يمكن رؤيتهم في بعضها الآخر ، ولهم حركات سريعة وقدرة على أعمال قوية .
    وتشير بعض الآيات والأحاديث الى أن للجن صوراً أصلية خلقهم الله بها وأنها ثابتة كجزء من وجودهم ولا يمكن أن يكون لموجود وجود ثابت بدون هذا الشكل حتى لو كان ثابتاً على التغيير ، فلهم أجسام ، ولهم اجهزة كالعقل والشعور والغرائز ، ولهم نفوس تقترب كثيراً من نفوس البشر ، غير أنه ، يتضح وكما يبدوا في الأحاديث ، أنَّ الجن تمتلك قدرة على اختراق الحواجز ، وهذا يعني عدم ثبات الشكل ولو لفترة قصيرة ثم توجد لها قدرة على الظهور بأشكال أخرى سوى الشكل الأصلي ، وقد وردت نصوص تفيد أنها تظهر أحياناً بشكل حية .



    التكملة في الجزء القادم




  • #2
    بسمه تعالى وبه نستعين

    احسنتم اختي لمياء الموسوي على هذا الموضوع القيم جعله الله في ميزان اعمالكم .
    قل للمغيب تحت أطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي و ندائيا
    صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
    ************
    السلام عليكِ يا أم أبيها

    تعليق

    يعمل...
    X