السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولهذا نال درجة رفيعة المستوى بالقرب من الملك, وسبب ذلك موقفه اثناء سفره مع الملك , والوزراء الاخرين وبقية حاشيته, وكان معهم صندوق من المجوهرات وقع من على البعير الذي يحمله وفي مكان خطر فتبعثرت المجوهرات وهرع الوزراء وبقية الحاشية في جمعها , اما الملك استمرَ بالسير ولم يلتفت لهم حتى يرى ما يجري لكن بقي الوزير اياز يتبع الملك اينما ذهب , فقال له الملك الا ذهبت مع إخوانك واصدقائك لجمع المجوهرات قال الوزير: ايها الملك انك اثمن من المجوهرات , انا اذا فقدنا المجوهرات نتمكن ان نحصلها في ضلك اما اذا فقدنا الملك فلا نتمكن ان نحصل لا الملك ولا المجوهرات بعد ذلك ولذا فأني تبعتك حتى لا يصيبك مكروه فأستحسن الملك مقالة الوزير اياز وذكائه فقربه وأدناه اكثر فأكثر .
نفهم من ذلك لو اراد الانسان ان يتقرب من اي انسان امكنه ذلك بحسن تفكيره يصل الى غايته ناهيك عن صدق النية او عدمها , وبالمقابل يمكن ان يصل العبد منزلة زلفى من خالقه لو عقد النية الصادقة على ذلك القرب بتعقل كل اعماله التي يقبل عليها وهنا اصبح عقله حجةٌ عليه , وعن الامام الكاظم ((عليه السلام) قال:ان لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة واما الظاهرة فالرسل ولأنبياء والائمة واما الباطنة فالعقول ))(1) ويسمى هذا العقل بالقوة العاقلة القدسية (او النفس القدسية) والتي بها توجه وتوصل الانسان نحو الغاية ومنتهاها الى جنة النعيم في الاخرة , وفي الدنيا مكانة رفيعة المستوى , وبذلك يصبح هذا العقل حجة عقلية يحتج بها الله سبحانه على عبده , لانه به يدرك الاشياء ويحصي به على نفسه ما يفعله لحسنه وما يتركه لقبحه , نسأل الله ان ينور قلوبنا وعقولنا بنور علوم محمد وال محمد (صلى الله عليه واله) امين يا الله . المصدر:الفيض الكاشاني : الوافي ج1ص91 , الحر العاملي : الفوائد الطوسية ص 417 .
تعليق