بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
قال تعالى :
(فَبَما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَ نْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).
أخلاق النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) هي التي خلقت أوّل أمواج التيَّار الإسلامي في المنطقة العربية وفي العالم كلِّه ... وفي ظل هذه الثورة المقدسة تحولت الفرقة إلى وحدة ، والتحلُّل إلي عفَّة وطهارة ، والعطالة إلى كدح وكدٍّ، والانانية إلى محبّة ،والتكبُّر إلى تواضع وعطف . وفي ظلِّها أيضاً نشأت مجموعة من الافراد الذين هم نماذج أخلاقية وقدوة لمن سواهم ...ولقد كانت أخلاق النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) من العظمة بحيث شهدالله سبحانه بها فقال (وَاءِنَّكَ لَعَلَي خُلُقٍ عَظِيمٍ).
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام ) إذا وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله ) قال : « كان أجود الناس كفاً ، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة ، وأوفاهم ذمة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرة ، ومن رآه بديهة – أي لأول مرة – هابه، ومن خالطه فعرفه أحبه ، لم أرَ مثله قبله ولا بعده » .وكان (صلى الله عليه وآله) يبادر من لقيه بالسلام والمصافحة ، فيسلم حتى على الصغير ،وكان شديد المداراة للناس حتى قال (صلى الله عليه واله ) :«أعقل الناس أشدهم مداراة للناس ، وأذل الناس من أهان الناس » .