بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقةً هذه الدرجات رفيعة جدّاً، وإذا أردنا أن نرتقيها شيئاً فشيئاً، فلنقتف أثر من نتشرف بكونهم أئمّتنا وقادتنا، ولا ريب أنّ عملية الرقيّ لا تتحقّق بالدعاء وحده، بل هي بحاجة إلى عزم وإصرار في السعي والاستقامة. وبهذا الصدد نقل الإمام الصادق عن آبائه سلام الله عليهم أنه:
(مرّ موسى عليه السلام برجل رافع يده يدعو، فغاب في حاجته سبعة أيّام ثمّ رجع إليه وهو رافع يده، فقال: يا ربّ، هذا عبدك رافع يديه إليك يسألك حاجة، ويسألك المغفرة منذ سبعة أيّام، لا تستجيب له، قال: فأوحى الله إليه: يا موسى، لو دعاني حتى تسقط يداه أو تنقطع يداه أو ينقطع لسانه لم أستجب له حتى يأتيني من الباب الذي أمرته )وهذا يدلّ على أنّ استجابة الدعاء لا تتحقّق ما لم يأتِ العبد من حيث أمره ربُّه، لا من حيث يريده هو ويرتئيه. ومن جملة أوامره سبحانه وتعالى أنّه قد خلق الأسباب وهدى للسير وفقها والالتزام بها، فلا يصحّ أن يحجم المريض عن مراجعة الطبيب مثلاً، أو يكسل القويّ عن الكسب وطلب الرزق ويكتفي كلّ منهما بالدعاء. فهناك الكثير من الآيات والروايات التي حثّت على السعي، وعدم الاكتفاء بالدعاء، ومنها ما يحدّد نوع العمل الذي ينبغي أن يُعمل، فـ : (الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر)
كما أنّ هناك من الأسباب ما يتعلق بتربية النفس وتزكيتها مقدّمة لإستجابة الدعاء؛ فلا يمكن وصول الطالب إلى مرحلة الاجتهاد من دون دراسة، ولا ينبغي له انتظار حدوث المعجزة.
والتزكية وحدها لا توفّر رغيف الخبز، ولا تيسّر الزّواج، كما الدعاء وحده لا يكفي، إنّما الله تعالى يحبّ من عبده أن يكون ـ إلى جنب ذلك ـ ساعياً ومتوكّلاً عليه، ليكرمه بأياديه.
فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله ـ وهو أحبّ الخلق إلى الله تعالى ـ لم يكتفِ بمجرّد تحمّل الأذى الذي ألحقه به كفّار قريش، أو الدعاء لهم(9)، وإنّما راح يواصل نشْر الدين في أوساطهم حتى استخلص من بينهم ثلّة من المؤمنين جمعهم إليه وكوّن بهم حكومته الإلهية. قال_تعالى_:[وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ] (غافر:60)،وقال:[وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ] [الأعراف:29قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما من شيء أكرم على الله تعالىمن الدعاء.
عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : قلت للباقر ( عليه السلام ) أيالعبادة أفضل ؟ فقال ما من شيء أحب إلى الله عزوجل من أن يسأل ويطلب مما عنده. وماأحد أبغض إلى الله عزوجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل مما عنده.
عنالصادق عليه السلام : من لم يسأل الله من فضله افتقر.
قال النبي ( صلى اللهعليه وآله وسلم ) : لا يرد القضاء إلا الدعاء.
وقال ( صلى الله عليه وآلهوسلم ) : الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والارض عن الرضا ( عليه السلام ) قال : دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية.
حقيقةً هذه الدرجات رفيعة جدّاً، وإذا أردنا أن نرتقيها شيئاً فشيئاً، فلنقتف أثر من نتشرف بكونهم أئمّتنا وقادتنا، ولا ريب أنّ عملية الرقيّ لا تتحقّق بالدعاء وحده، بل هي بحاجة إلى عزم وإصرار في السعي والاستقامة. وبهذا الصدد نقل الإمام الصادق عن آبائه سلام الله عليهم أنه:
(مرّ موسى عليه السلام برجل رافع يده يدعو، فغاب في حاجته سبعة أيّام ثمّ رجع إليه وهو رافع يده، فقال: يا ربّ، هذا عبدك رافع يديه إليك يسألك حاجة، ويسألك المغفرة منذ سبعة أيّام، لا تستجيب له، قال: فأوحى الله إليه: يا موسى، لو دعاني حتى تسقط يداه أو تنقطع يداه أو ينقطع لسانه لم أستجب له حتى يأتيني من الباب الذي أمرته )وهذا يدلّ على أنّ استجابة الدعاء لا تتحقّق ما لم يأتِ العبد من حيث أمره ربُّه، لا من حيث يريده هو ويرتئيه. ومن جملة أوامره سبحانه وتعالى أنّه قد خلق الأسباب وهدى للسير وفقها والالتزام بها، فلا يصحّ أن يحجم المريض عن مراجعة الطبيب مثلاً، أو يكسل القويّ عن الكسب وطلب الرزق ويكتفي كلّ منهما بالدعاء. فهناك الكثير من الآيات والروايات التي حثّت على السعي، وعدم الاكتفاء بالدعاء، ومنها ما يحدّد نوع العمل الذي ينبغي أن يُعمل، فـ : (الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر)
كما أنّ هناك من الأسباب ما يتعلق بتربية النفس وتزكيتها مقدّمة لإستجابة الدعاء؛ فلا يمكن وصول الطالب إلى مرحلة الاجتهاد من دون دراسة، ولا ينبغي له انتظار حدوث المعجزة.
والتزكية وحدها لا توفّر رغيف الخبز، ولا تيسّر الزّواج، كما الدعاء وحده لا يكفي، إنّما الله تعالى يحبّ من عبده أن يكون ـ إلى جنب ذلك ـ ساعياً ومتوكّلاً عليه، ليكرمه بأياديه.
فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله ـ وهو أحبّ الخلق إلى الله تعالى ـ لم يكتفِ بمجرّد تحمّل الأذى الذي ألحقه به كفّار قريش، أو الدعاء لهم(9)، وإنّما راح يواصل نشْر الدين في أوساطهم حتى استخلص من بينهم ثلّة من المؤمنين جمعهم إليه وكوّن بهم حكومته الإلهية. قال_تعالى_:[وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ] (غافر:60)،وقال:[وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ] [الأعراف:29قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما من شيء أكرم على الله تعالىمن الدعاء.
عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : قلت للباقر ( عليه السلام ) أيالعبادة أفضل ؟ فقال ما من شيء أحب إلى الله عزوجل من أن يسأل ويطلب مما عنده. وماأحد أبغض إلى الله عزوجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل مما عنده.
عنالصادق عليه السلام : من لم يسأل الله من فضله افتقر.
قال النبي ( صلى اللهعليه وآله وسلم ) : لا يرد القضاء إلا الدعاء.
وقال ( صلى الله عليه وآلهوسلم ) : الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والارض عن الرضا ( عليه السلام ) قال : دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية.