تويت
بســـــــــــــم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول (صلى الله عليه وآله) : (إذا بلغكم عن رجل حسن حال فانظروا في حسن عقله، فإنما يجازى بعقله)) ,وعن الامام علي (عليه السلام) قال : ( يستدل على عقل كل امرئ بما يجري على لسانه)), لا يقاس المرء او الرجال بمظهره الحسن او بمكانته الاجتماعية الرفيعة او بحسن عبادته الظاهرة من الصلاة والصيام والحج والصدقات وغيرها من الاعمال الدينية والدنيوية, لطالما كان قياسه بما يخبوا تحت لسانه , فحقيقة مستواه تُعرف ما كان كُمُوْناً في داخله من علم , كالنور المستور في وسط الظلام,حيث ان العلم مثل عين الماء تتدفق في الداخل , لا كسيل يتدفق من الخارج , ولهذا لا يقاس المرء بمظهره الخارجي وفي هذا الشأن حكاية رائعة عن بهلول العالم الذي تظاهر بالجنون عملاً بنصيحة الامام الكاظم (عليه السلام) للخلاص من ظلم هارون وليحاربه ويهزء به وبنظامه بلسان الحكمة والعلم وفي احد الأيام رأى هارون بهلول في مقبرة عند احد القبور يقرأ الفاتحة كعادته فسأله هارون قائلاً ((ماذا تفعل هنا يا بهلول))
اجابه بهلول وكان جالساً على قبر في القبور : (جئت اناساً لا يغتابون احداً ولا يرجون مني شيئا ولا يؤذوني )
ثم قال له هارون اريد ان اسألك عن شيء؟
قال بهلول : ان كنت اعلم جواب مسألتك اجبتك
وقف هارون على القبر الذي كان بهلول جالس عنده وقال: اخبرني عن الصراط واخبار الاخرة نهض بهلول من على القبر ووقف الى جانب هارون وكان مطرقاً الى الارض ثم قال لهارون : قل لهؤلاء ان يوقدوا ناراً هنا .
امر هارون من حوله ان يوقدوا النار , ويضعوا طشت فيه ماء على النار فلما اشتدت حرارة الماء قال لهارون : ( يا هارون سوف اقف على هذا الطشت ثم اعرف نفسي وما اكلت وما لبست فإن اتممت كلامي انت ايضاً تفعل مثل ذلك )
قال هارون وهو متعجب: وما فائدة ذلك .
قال بهلول : سألت فاسمع مني الجواب وافعل مامرك به
كان هارون مرتبك واراد ان يصرف بهلول عن رأيه لكن اصر على ذلك فقال له هارون اذن انت تبدأ اولاً.
فقال بهلول : نعم افعل ذلك انا اولاً , ثم ذهب الى الطشت فوقف في وسطه وقال:انا بهلول , طعامي التمر وخبزي الشعير والخل ولباسي من الصوف , فلما اتم بهلول كلامه خرج وليس في قدميه آثار الحروق .
حتى وصلت النوبة الى هارون تقدم هارون وقد خلع نعليه وكان من حوله ينظر اليه نظر المشفق , تقدم وهو يلفظ انفاسه بسرعة والعرق يتصبب من جبينه واخيراً خلع نعليه ودخل الطشت على عجل , فلم تكن له طاقة الوقوف اكثر من لحظة قال فيها: ( انا هارون ...)ثم قفز بسرعة , لم يجرأ من كان حول الرشيد على الضحك من هارون , وصاح هارون بغضب وقال لبهلول : (قل لي الان ماذا اردت من ذلك)
تبسم بهلول وقال : اعلم ان يوم القيامة بهذا النحو فان الذين لا يملكون في الدنيا مالاً ولا ذهباً يعبرون الصراط آمنين وأما من كان متعلقاً بالدنيا وزبرجها فليس له قدرة العبور على الصراط فأن من كان كذلك يسقط في جهنم في اللحظة الاولى من وقوفه على الصراط .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول (صلى الله عليه وآله) : (إذا بلغكم عن رجل حسن حال فانظروا في حسن عقله، فإنما يجازى بعقله)) ,وعن الامام علي (عليه السلام) قال : ( يستدل على عقل كل امرئ بما يجري على لسانه)), لا يقاس المرء او الرجال بمظهره الحسن او بمكانته الاجتماعية الرفيعة او بحسن عبادته الظاهرة من الصلاة والصيام والحج والصدقات وغيرها من الاعمال الدينية والدنيوية, لطالما كان قياسه بما يخبوا تحت لسانه , فحقيقة مستواه تُعرف ما كان كُمُوْناً في داخله من علم , كالنور المستور في وسط الظلام,حيث ان العلم مثل عين الماء تتدفق في الداخل , لا كسيل يتدفق من الخارج , ولهذا لا يقاس المرء بمظهره الخارجي وفي هذا الشأن حكاية رائعة عن بهلول العالم الذي تظاهر بالجنون عملاً بنصيحة الامام الكاظم (عليه السلام) للخلاص من ظلم هارون وليحاربه ويهزء به وبنظامه بلسان الحكمة والعلم وفي احد الأيام رأى هارون بهلول في مقبرة عند احد القبور يقرأ الفاتحة كعادته فسأله هارون قائلاً ((ماذا تفعل هنا يا بهلول))
اجابه بهلول وكان جالساً على قبر في القبور : (جئت اناساً لا يغتابون احداً ولا يرجون مني شيئا ولا يؤذوني )
ثم قال له هارون اريد ان اسألك عن شيء؟
قال بهلول : ان كنت اعلم جواب مسألتك اجبتك
وقف هارون على القبر الذي كان بهلول جالس عنده وقال: اخبرني عن الصراط واخبار الاخرة نهض بهلول من على القبر ووقف الى جانب هارون وكان مطرقاً الى الارض ثم قال لهارون : قل لهؤلاء ان يوقدوا ناراً هنا .
امر هارون من حوله ان يوقدوا النار , ويضعوا طشت فيه ماء على النار فلما اشتدت حرارة الماء قال لهارون : ( يا هارون سوف اقف على هذا الطشت ثم اعرف نفسي وما اكلت وما لبست فإن اتممت كلامي انت ايضاً تفعل مثل ذلك )
قال هارون وهو متعجب: وما فائدة ذلك .
قال بهلول : سألت فاسمع مني الجواب وافعل مامرك به
كان هارون مرتبك واراد ان يصرف بهلول عن رأيه لكن اصر على ذلك فقال له هارون اذن انت تبدأ اولاً.
فقال بهلول : نعم افعل ذلك انا اولاً , ثم ذهب الى الطشت فوقف في وسطه وقال:انا بهلول , طعامي التمر وخبزي الشعير والخل ولباسي من الصوف , فلما اتم بهلول كلامه خرج وليس في قدميه آثار الحروق .
حتى وصلت النوبة الى هارون تقدم هارون وقد خلع نعليه وكان من حوله ينظر اليه نظر المشفق , تقدم وهو يلفظ انفاسه بسرعة والعرق يتصبب من جبينه واخيراً خلع نعليه ودخل الطشت على عجل , فلم تكن له طاقة الوقوف اكثر من لحظة قال فيها: ( انا هارون ...)ثم قفز بسرعة , لم يجرأ من كان حول الرشيد على الضحك من هارون , وصاح هارون بغضب وقال لبهلول : (قل لي الان ماذا اردت من ذلك)
تبسم بهلول وقال : اعلم ان يوم القيامة بهذا النحو فان الذين لا يملكون في الدنيا مالاً ولا ذهباً يعبرون الصراط آمنين وأما من كان متعلقاً بالدنيا وزبرجها فليس له قدرة العبور على الصراط فأن من كان كذلك يسقط في جهنم في اللحظة الاولى من وقوفه على الصراط .
تعليق