تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين, اما بعد:
كما هو معروف لديكم ان الكلمة تنقسم الى اسم وفعل وحرف بالاستقراء, ولكن لقائل ان يقول لما خصصنا القسم الأول بتلقيبه بالاسم ، والثاني بالفعل ، والثالث بالحرف ؟
وقبل الاجابة نقول:
أن غرض النحويين بهذا التلقيب الفصل بين هذه الأقسام ، إذ كانت معانيها مختلفة ، فإذا كان القصد باللقب إلى الفصل ، فليس لأحد أن يقول : لم لقبتم هذا القسم بهذا اللقب دون غيره ؟ إذ لا لقب يلقب به إلا ويمكن أن يعترض بهذا السؤال ، وقد وجب بحالة أن يخص بلقب ، فإذا وجب الشيء لم يجب الإعتراض عليه .
واما الاجابة على السؤال فنقول:
اما بالنسبة الى الاسم:
فقد اختلف النحويون في سبب التسمية على مذهبين:
الاول: مذهب البصريين: فقد ذهبوا الى انه سمي اسما لوجهين:
1- انه سما على مسماه وعلى ما تحته من مسماه فسمي اسما لذلك ومنه سميت السماء سماء لعلوها.
2- ان هذه الاقسام الثلاثة (الاسم والفعل والحرف) لها ثلاث مراتب فمنها ما يخبر به ويخبر عنه وهو (الاسم) نحو (زيد قائم) ومنها ما يخبر به ولا يخبر عنه وهو (الفعل) نحو (قام زيد) ومنها ما لا يخبر به ولا يخبر عنه وهو (الحرف) نحو (هل,بل). فلما كان الاسم يخبر به ويخبر عنه فقد سما على الفعل والحرف أي ارتفع.
والاصل فيه (سمو) الا انهم حذفوا الواو من اخره وعوضوا الهمزة في اوله فصار (اسما)
الثاني :مذهب الكوفيين فقد ذهبوا الى انه سمي اسما لانه سمة على المسمى والسمة في اللغة العلامة, والاصل فيه: (وسم) الا انهم حذفوا الواو من اوله وعوضوا مكانها الهمزة فصار اسما.
ولكن الصحيح ما ذهب اليه البصريون, وما ذهب اليه الكوفيون وان كان صحيحا من جهة المعنى الا انه فاسد من جهة التصريف وذلك من وجوه:
1- اننا نقول في تصغيره (سُمَيّ)ولو كان ماخوذ من (السمة) لوجب ان نقول (وُسَيم) فلما قيل (سُمَيّ) دل على انه من السمو لا من السمة.
2- اننا نقول في تكسيره (اسماء)ولو كان ماخوذ من السمة لوجب ان نقول (اوسام) فلما قيل (اسماء) دل على انه من السمو لا من السمة.
3-اننا نقول (اسميته) ولو كان ماخوذ من السمة لو جب ان نقول وسمته فلما قيل اسميته دل على انه من السمو لا من السمة.
4- اننا نجد ان في اوله همزة التعويض وهي لا تكون الا فيمن حذفت منه (لامه) لا (فاؤه) الا ترى انهم حذفوا الواو التي هي اللام من (بنو)وعوضوا الهمزة في اوله فقالوا (ابن). ولما حذفوا الواو التي هي الفاء من (وعد) ونحو ذلك لم يعوضوا الهمزة في اوله فلم يقولوا (اعد) وانما عوضوا الهاء في اخره فقالوا (عدة).
(لان القياس فيمن حذفت منه لامه ان يعوض بالهمزة في اوله, وما حذفت منه فاؤه ان يعوض بالهاء في اخره) فلما عوضوا الهمزة في اوله دل على ان الاصل فيه (سمو) فدل على انه من السمو لا من السمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
واما بالنسبة الى الفعل فانما سمي بذلك لانه يدل على الفعل الحقيقي الا ترى انك اذا قلت (ضرب) دل على نفس الضرب الذي هو الفعل في الحقيقة فلما دل عليه سمي به لانهم يسمون الشيء بالشيء اذا كان منه بسبب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
واما الحرف انما سمي بذلك لان الحرف في اللغة هو الطرف ومنه يقال (حرف الجبل)أي طرفه فسمي حرفا لانه ياتي في طرف الكلام.
والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين, اما بعد:
كما هو معروف لديكم ان الكلمة تنقسم الى اسم وفعل وحرف بالاستقراء, ولكن لقائل ان يقول لما خصصنا القسم الأول بتلقيبه بالاسم ، والثاني بالفعل ، والثالث بالحرف ؟
وقبل الاجابة نقول:
أن غرض النحويين بهذا التلقيب الفصل بين هذه الأقسام ، إذ كانت معانيها مختلفة ، فإذا كان القصد باللقب إلى الفصل ، فليس لأحد أن يقول : لم لقبتم هذا القسم بهذا اللقب دون غيره ؟ إذ لا لقب يلقب به إلا ويمكن أن يعترض بهذا السؤال ، وقد وجب بحالة أن يخص بلقب ، فإذا وجب الشيء لم يجب الإعتراض عليه .
واما الاجابة على السؤال فنقول:
اما بالنسبة الى الاسم:
فقد اختلف النحويون في سبب التسمية على مذهبين:
الاول: مذهب البصريين: فقد ذهبوا الى انه سمي اسما لوجهين:
1- انه سما على مسماه وعلى ما تحته من مسماه فسمي اسما لذلك ومنه سميت السماء سماء لعلوها.
2- ان هذه الاقسام الثلاثة (الاسم والفعل والحرف) لها ثلاث مراتب فمنها ما يخبر به ويخبر عنه وهو (الاسم) نحو (زيد قائم) ومنها ما يخبر به ولا يخبر عنه وهو (الفعل) نحو (قام زيد) ومنها ما لا يخبر به ولا يخبر عنه وهو (الحرف) نحو (هل,بل). فلما كان الاسم يخبر به ويخبر عنه فقد سما على الفعل والحرف أي ارتفع.
والاصل فيه (سمو) الا انهم حذفوا الواو من اخره وعوضوا الهمزة في اوله فصار (اسما)
الثاني :مذهب الكوفيين فقد ذهبوا الى انه سمي اسما لانه سمة على المسمى والسمة في اللغة العلامة, والاصل فيه: (وسم) الا انهم حذفوا الواو من اوله وعوضوا مكانها الهمزة فصار اسما.
ولكن الصحيح ما ذهب اليه البصريون, وما ذهب اليه الكوفيون وان كان صحيحا من جهة المعنى الا انه فاسد من جهة التصريف وذلك من وجوه:
1- اننا نقول في تصغيره (سُمَيّ)ولو كان ماخوذ من (السمة) لوجب ان نقول (وُسَيم) فلما قيل (سُمَيّ) دل على انه من السمو لا من السمة.
2- اننا نقول في تكسيره (اسماء)ولو كان ماخوذ من السمة لوجب ان نقول (اوسام) فلما قيل (اسماء) دل على انه من السمو لا من السمة.
3-اننا نقول (اسميته) ولو كان ماخوذ من السمة لو جب ان نقول وسمته فلما قيل اسميته دل على انه من السمو لا من السمة.
4- اننا نجد ان في اوله همزة التعويض وهي لا تكون الا فيمن حذفت منه (لامه) لا (فاؤه) الا ترى انهم حذفوا الواو التي هي اللام من (بنو)وعوضوا الهمزة في اوله فقالوا (ابن). ولما حذفوا الواو التي هي الفاء من (وعد) ونحو ذلك لم يعوضوا الهمزة في اوله فلم يقولوا (اعد) وانما عوضوا الهاء في اخره فقالوا (عدة).
(لان القياس فيمن حذفت منه لامه ان يعوض بالهمزة في اوله, وما حذفت منه فاؤه ان يعوض بالهاء في اخره) فلما عوضوا الهمزة في اوله دل على ان الاصل فيه (سمو) فدل على انه من السمو لا من السمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
واما بالنسبة الى الفعل فانما سمي بذلك لانه يدل على الفعل الحقيقي الا ترى انك اذا قلت (ضرب) دل على نفس الضرب الذي هو الفعل في الحقيقة فلما دل عليه سمي به لانهم يسمون الشيء بالشيء اذا كان منه بسبب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
واما الحرف انما سمي بذلك لان الحرف في اللغة هو الطرف ومنه يقال (حرف الجبل)أي طرفه فسمي حرفا لانه ياتي في طرف الكلام.
والحمد لله رب العالمين.
