لاتنخدع بطنطنت اعداء آل محمد
إرشاد القلوب: إنّه [عليّاً(عليه السلام) ] خرج ذات ليلة من مسجد الكوفة متوجّهاً إلى داره وقد مضى ربع من الليل ومعه كميل بن زياد - وكان من خيار شيعته ومحبّيه - فوصل في الطريق إلى باب رجل يتلو القرآن في ذلك الوقت، ويقرأ قوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءَانَآءَ الَّيْلِ سَاجِدًا وَقَآئمًا يَحْذَرُ الْأَخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَايَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الْأَلْبَاب ، بصوت شجيّ حزين، فاستحسن ذلك كميل في باطنه، وأعجبه حال الرجل من غير أن يقول شيئاً، فالتفت إليه(عليه السلام) وقال: يا كميل، لا تعجبك طنطنة الرجل، إنّه من أهل النار وساُنبّئك فيما بعد، فتحيّر كميل لمشافهته له على ما في باطنه، وشهادته للرجل بالنار مع كونه في هذا الأمر، وفي تلك الحالة الحسنة ظاهراً في ذلك الوقت، فسكت كميل متعجّباً متفكّراً في ذلك الأمر.
ومضى مدّة متطاولة إلى أن آل حال الخوارج إلى ما آل، وقاتلهم أميرالمؤمنين(عليه السلام) ، وكانوا يحفظون القرآن كما اُنزل، والتفت أميرالمؤمنين إلى كميل بن زياد وهو واقف بين يديه والسيف في يده يقطر دماً، ورؤوس اُولئك الكفرة الفجرة محلّقة على الأرض، فوضع رأس السيف من رأس تلك الرؤوس، وقال: يا كميل أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءَانَآءَ الَّيْلِ سَاجِدًا وَقَآئمًا أي هو ذلك الشخص الذي كان يقرأ في تلك الليلة فأعجبك حاله. فقبّل كميل مقدّم قدميه واستغفر اللَّه
تعليق