تويت
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
اللهم صلِّ على محمَّد وآل محمَّد
القرآنية
في خطبة الزهراء (عليها السَّلام)
مازلنا في القرآنية المباشرة غيرالمحورة
اللهم صلِّ على محمَّد وآل محمَّد
القرآنية
في خطبة الزهراء (عليها السَّلام)
مازلنا في القرآنية المباشرة غيرالمحورة
النسق الثاني: إبلاغها(عليها السّلام) إياهم بسوء عاقبتهم للفتنة التي سقطوا بها بعد وفاة النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- من خلال النص القرآني المباشر الذي ايقنته قلوبهم،وآمنوا به فقالت الزّهراء(عليها السّلام) : (آلا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين)المأخوذ من قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ)(1)،ثم تقول لهم الى متى تصرفون الحق وتعملون الباطل فأنتم بذلك ظالمين وجعلتم أهواكم دينا لكم فنتيجتكم الخسران ،في قولها (عليها السّلام): ((فأنى تؤفكون) وهذا كتاب الله بين اظهركم ،وزواجره بينة،وشواهده لائحة،واوامره واضحة ،أ رغبة عنه تدبرون أم بغيره تحكمون؟بئس للظالمين بدلا(ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين))(2) ،فقولها : (فانى تؤفكون) المأخوذ من قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)(3)،و(بئس للظالمين بدلا) ماخوذ من قوله-عزوجل-: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا)(4)،ثم قالت (عليها السّلام) قوله تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(5).
فهذه الآيات الكريمة عبارة عن دلالات تؤكد مصير ونتيجة من يعمل على بث الفتن والاباطيل ولا يحتكم الى كتاب الله-عز وجل- بان يحكمه الظالمون في الدنيا وفي الاخرة من الخاسرين الملقون في الجحيم.
ونلاحظ أن ما تقدمت به الزّهراء(عليها السّلام) في النسق الأول والثاني كان مقدمة لما خرجت الزهراء (عليها السّلام) من اجله. المبين في النسق الثالث .
النسق الثالث:استندت الزهراء (عليها السّلام ) على النص القراني المباشر بصورة ملفتة للنظر في قضيتها التي خرجت من اجلها في اثبات الحق الذي سلب منها في ارث ابيها رسول- صلى الله عليه وآله وسلم-،فقالت (عليها السلام)موبخة ومنكرة بأسلوب القرآن الكريم:" أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ"(6)، ثم جاءت بآيات الارث التي تثبت الحق الذي سلب فقالت (عليها السلام) : (وورث سليمان داود) المأخوذ من قوله تعالى : "وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ "(7)،و(فهب لي من لدنك *وليا يرثني ويرث من آل يعقوب) المأخوذ من قوله تعالى :" وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا" (8)،و(وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) المأخوذ من قوله-عز وجل-: "وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "(9)،و(يوصيكم الله في أولدكم للذكر مثل حظ الأنثيين) المأخوذ من قوله سبحانه : "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا " (10)،و(إن ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين) المأخوذ من قوله تعالى :"كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ"(11) .
وهذه الايات تدل دلال واضحة أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- يورث فلا فرق بينه وبين سائر الأنبياء و الناس وهذا يبطل النزاع الذي حصل في أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- هل يورث أم ما تركه صدقة كما قال الخليفة الاول أبو بكر .لكن الزهراء (عليها السلام ) مع هذا قد حرمت من حقها في الإرث - فدك- مع انها (سلام الله عليها) اتتهم بالحجة بنص القرآن الذي جاء به أبيها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- ، فقالت (عليها السلام) لهم موبخة ومنكرة عليهم فعلتهم مع أنهم يوقنون بآيات الله وينكرون أن يكون احد احسن حكماً من الله سبحانه وتعالى بطريقة القرآن ،فقالت الزهراء(عليها السّلام) كما قالت سابقا موظفة النص القرآني المباشر غير المحور خير توظيف : " أَ فَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ"(12) ،إذ جاء في كتاب البرهان في تفسير القرآن عن أبي عبد الله الصادق(عليها السّلام)
الحكم حكمان:حكم الله ،وحكم الجاهلية فمن اخطأ حكم الله حَكَمَ بِحُكْم الجاهلية )(13).وقد أكدت الزهراء (عليها السلام) أنهم حكموا حكم الجاهلية في قولها : (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) المأخوذ من قوله تعالى :"إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ"(14). والزهراء (عليها السلام) استعملت الانساق والرؤى السابقة مع المسلمين من المهاجرين ،اما النسق الرابع فكان مع الانصار.
وهذا سيأتي فان في الموضوع تتمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)سورة التوبة:آية (49).
(2)بلاغات النساء:ص(32).
(3)سورة الانعام:آية(95).
(4)سورة الكهف:آية (50).
(5)سورة آل عمران :آية (85).
(6)سورة المائدة:آية(50).
(7)سورة النمل:آية (16).
(8)سورة مريم:آية (5-6).
(9)سورة الانفال:آية (75).
(10)سورة النساء:آية (11).
(11)سورة البقرة :آية (180).
(12)سورة المائدة:آية(50).
(13)البرهان في تفسير القرآن،السيد هاشم البحراني،ج،ص471.
(14)سورة الشعراء : آية (227).
تعليق