بسم الله الرحمن الرحيم
إنما يتخيَّل الغلوَّ والتعطيل من قول الإمامية والاشاعرة والمعتزلة وسائر العقلاء إنه تعالى لا داخل العالم ولا خارجه من ضاقَ نطاقُ عقله عن أن يَعقل موجودًا منزَّهًا عن الجسمية ولوازمها ، يقول المجسمة والعياذ بالله: إن من يتصف بأنه لا خارج العالم ولا داخله فهو معدوم، لأنه لا يتصور وجود شيء لا داخل العالم ولا خارجه .فمن حيث الاحتمال العقلي عندهم، إما أن يكون داخل العالم أو يكون خارجه، ويبطل أن يكون داخل العالم عندهم، فقالوا أنه خارجه، وكونه خارج العالم يثبت كونه في جهةٍ عندهم، والجهات متعددة، ويستحيل أن يكون تحت العالم أو يمينه إلى آخره، فوجب أن يكون فوقه عندهم، لأن هذه الجهة جهة كمال على زعمهم، فصار معبودهم بعد هذا البيان خارج العالم، وفي جهة الفوق، هذا حاصل كلامهم والعياذ بالله تعالى.اولنا هنا سؤال لهم :انكم تقولون بان الله تعالى فوق سماواته خارج عن العالم فهل هناك فاصل ومسافة بينه وبينها ؟
فان اجبتم بالنفي لزمكم انهما متصلان فيكون داخل العالم وهذا مخالف لما تزعمون من انه خارج .
وان اجبتم بوجود الفاصل فهذا الفاصل هل هو عدمي ام وجودي فان كان عدميا لزم ان لا يكون فاصلا ويلزم اتحاد الله بالعالم فيكون داخلا ، وان كان وجوديا فهذا الفاصل هو ايضا جزء من العالم لان العالم هو كل ما سوى الله تعالى فيلزم اتحاده ايضا بالعالم فيكون داخلا اذن على كل الفروض يلزم ان يكون داخل العالم لا خارجه .