
----------------------------------------------
متى يكمل الحياء
حتى نجيب عن هذا السؤال لا بد لنا أن نستعرض أنحاء الحياء وهي ثلاثة:
النحو الأول:حياء الإنسان من اللَّه تعالى
والباعث عليه العقل السليم والشرع المبين وحيث يرى اللَّه سبحانه أحق بأن يستحي منه لعظمة عزته وجزيل نعمته
قال النبي (صلى الله عليه وآله): «قلة الحياء كفروهذا الحياء يدعو إلى امتثال ما أمر اللَّه عزّ وجلّ به
وترك ما نهى عنه فتحصل بذلك السعادة الأبدية».
وهذا معنى قوله( صلى الله عليه وآله): «الحياء نظام الإيمان فإذا انحل نظام الشي ء تبدّد ما فيه وتفرّق»
فقال( صلى الله عليه وآله): «من حفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى ورفض زينة الحياة الدنيا وذكر الموت والبلى فقد استحى
من اللَّه حق الحياء»
النحو الثاني:حياء الإنسان من الناس
وهو يبعث على كف الأذى وترك المجاهرة والمواجهة بالقبيح لهم.
يقول
مولانا العسكري عليه السلام: «من لم يتق وجوه الناس لم يتق اللَّه»
وفي الحديث أيضاً: «من لم يستحِ من الناس لم يستح من اللَّه سبحانه»
ويجسّد هذا النحو من الحياء
النحو الثالث:حياء الإنسان من نفسه
وهو يبعث على العفة، والمحافظة على الأحكام الشرعية في الخلوات وحيث يكون سرّه كعلانيته ويكون اللَّه حاضراً في نفسه وناظراً إليه دائماً يكون الخير كله معه.
لذلك قال مولى المتقين عليه السلام: «أحسن الحياء استحياؤك من نفسك»
وعنه عليه السلام: «من أفضل الورع أن لا تبدي في خلوتك ما تستحي من اظهاره في علانيتك»
قال بعضهم:
فسرّي كإعلاني وتلك خليقتي وظلمة ليلي مثل ضوء نهاري
إذا اتضحت الانحاء الثلاثة للحياء أصبح بإمكاننا الجواب عن السؤال المطروح في بداية هذه الفقرة
وهو أن الإنسان يكمل حياؤه حين يستحي من اللَّه تعالى والناس ونفسه التي بين جنبيه، حينئذٍ يمكن أن يقال أنه قد كملت فيه
أسباب الخير وانتفت عنه أسباب الشر.
-----------------------------------------------
أنوار السجاد علية السلام
اعداد
الوحدة الثقافية المركزية
تعليق