

قال تعالى { كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد }.
قال رسول الله (صلوات الله عليه): ((إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن،
فإنه شافع مشفّع وماحل مصدق، مَن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومَن جعله خلفه ساقه إلى النار،
وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل،
وله ظهر وبطن، فظاهره حكم، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له تخوم وعلى تخومه تخوم،
لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة، فليُجِل جال بصره، وليبلغ الصفة نظره ينجُ من عطب ويتخلص من نشب)).
إن من الضرورة أن تركز الأمة الإسلامية اليوم على هذا التعريف الذي قدّمه نبي الإسلام للقرآن.
لإن البيئة المعاشية للمسلمين لم تلوّث إلى هذا الحد الذي تلوثت به اليوم
من سحب سوداء متراكمة وقطع الليل المظلم.
وان هدف اعداء الاسلام ولكي يُعزل الإسلام عن الحياة، فإن أكبر وسيلة وأكثرها أثراً
هي إخراج القرآن عن المجال الذهني والقلبي والعملي للأمة الإسلامية.
وهذا بالتأكيد ما عمل له المتسلطون الأجانب والعملاء في الداخل،
سالكين هذه السبيل عبر الاستعانة بشتى الأنماط والوسائل.
فلو نلقي اليوم نظرة على ميدان حياة المسلمين، فهل نجد القرآن؟
هل نجده في أجهزة الحكومات؟ أو في النظم الاقتصادية؟ أو في تنظيم العلاقات والمناسبات بين الناس بعضهم مع البعض الآخر؟ في المدارس والجامعات؟ في السياسة الخارجية والعلاقات بين الدول؟
في تقسيم الثروات الوطنية بين فئات الشعب؟ في أخلاقية المسؤولين في المجتمعات الإسلامية وكل فئات الشعوب التي تتأثر بهم ـ قليلاً أو كثيراً ـ؟ في السلوك الفردي للحكام المسلمين؟ في العلاقات بين الرجل والمرأة؟ في الأرصدة المصرفية؟ في أنماط المعاشرة؟ في أي مكان من الحركة العامة والاجتماعية للناس؟ ولنستثنِ من كل هذه الميادين الحياتية المساجد والمآذن وأحياناً بعض البرامج ـ التي لا تعدّ شيئاً ـ من الإذاعات رياءً وخداعاً لعامة الناس.
ولكن هل جاء القرآن لهذا فقط ؟
حيث عاد القرآن يقتصر على الإهداء والتزيين والتلاوة في المقابر والوضع على الرفوف
ان القرأن ليس للتلاوة في الزوايا ، بل هو العمل والعلم والمعرفة ،
ولان يفهم المجتمع الاسلامي تكليفه وللتخلص من التيه والظلمات . وجلسات القرأن وتلاوته ماهي الا مقدمة لمعرفة المفاهيم القرأنية ، وهنا يكمن الخلل فينا .
فالقرأن بما فيه لذة دنيوية ورفاه مادي وقدرة علمية ، فهو يضفي السكينة والاطمئنان والاستقرار ، وهذا ماتمت تجربته على مر التأريخ ، وهو قابل للتجربة في عصرنا الراهن ، وهذا سبيل الفلاح اليوم للامة الاسلامية ، والفرأن هو المقدمة وبمثابة الصراط المستقيم لها .
جعلنا واياكم من العائدين الى القرأن
تعليق