إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرد على شبهة"سكوت اميرالمؤمنين عليه السلام عن هجمة عمر واتباعة على الدار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرد على شبهة"سكوت اميرالمؤمنين عليه السلام عن هجمة عمر واتباعة على الدار

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الرد على شبهة"سكوت اميرالمؤمنين عليه السلام عن هجمة عمر واتباعة على الدار
    إن ما جرى عليها (بأبي هي وأمي) خلف الباب إنما وقع في لحظات معدودة بعدما تمكّن عمر اللعين ومن معه من سفلة الأعراب (عليهم اللعنة والعذاب) من اقتحام الدار بعد إضرام النار بالباب. وبمجرد أن وقع ذلك صاحت الزهراء صيحة خرج على إثرها مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) محمرّ العين حاسرا لنجدتها، فأخذ بتلابيب عمر ثم هزّه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهمّ بقتله، لكنه تذكّر وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالصبر فقال: "يا ابن صهّاك! والذي أكرم محمدا - صلى الله عليه وآله - بالنبوة؛ لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إليّ رسول الله لعلمت أنك لا تدخل بيتي". فأرسل عمر يستغيث وهو تحت قدمي أمير المؤمنين حتى تركه الأمير. (راجع كتاب سُليم بن قيس الهلالي ص387 من الطبعة المحققة).



    فالأمير (عليه السلام) هبّ لنجدة زوجته وحامى عن عرضها بمجرّد أن سمع استغاثتها، لا كما يتوهّم هؤلاء الجهلة. أما ما وقع قبل ذلك من أحداث فإنما جرت لفتة وبشكل سريع في برهة واحدة بعدما تطوّر الموقف فجأة واقتحم الأوغاد الدار.


    أما لماذا سكت الأمير (عليه السلام) عن الاقتصاص ممن تجرأ على الزهراء (عليها السلام) فلأن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) أمره بذلك عن الله جل جلاله حتى يستقيم الدين ولا يضمحل بثأر عاجل، وفي هذا نصوص شتّى وردت في مصادر التاريخ المختلفة. فليراجع. وكما أن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقتص ممن حاولوا قتله بنفر ناقته على العقبة مخافة أن يُقال أن محمدا لما ظفر بأصحابه أخذ يقتّلهم، فكذلك فعل الأمير، كل ذلك لحكمة ومصلحة إسلامية عليا بأمر من الله جل جلاله.


    وأما لمَ كانت الزهراء (عليها السلام) على الباب وليس أمير المؤمنين (عليه السلام) فلأن الله قضى ذلك، لتتعرض الزهراء لهذه المظلومية ولهذه المصائب حتى تكون شاهد الإنكار على ظلم أهل السقيفة وبطلان دينهم الذي اخترعوه وأحلّوه محلّ الإسلام الحق.


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
    ما النقضي؛ فبأن ما جرى أثناء الحملة البكرية العمرية على دار علي والزهراء (صلوات الله عليهما وآلهما) قد جرى مثله أيضاً على دار عثمان وزوجته نائلة حين نشبت ثورة المسلمين عليه، وأنتم تروون أن عثمان لم يحرّك ساكناً ولم يدافع عن نفسه وأهله ولم يتصدّ للذين اقتحموا عليه داره وانتهكوا حرمة نسائه وعياله بدعوى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أوصاه بالصبر. فما بال بائكم تجرّ وباؤنا لا تجر؟!


    روى ابن الأثير في أحداث الهجوم على دار عثمان: "فلما رأوا ذلك ثاروا إلى الباب، فلم يمنعهم أحد منه، والباب مغلق لا يقدرون على الدخول منه، فجاؤوا بنـار فأحرقوه والسقيفة التي على الباب، وثار أهل الدار، وعثمان يصلي قد افتتح طه فما شغله ما سمع، ما يخطئ وما يتتعتع، حتى أتى عليها، فلما فرغ جلس إلى المصحف يقرأ فيه، وقرأ : آلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فقال لمن عنده بالدار : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عهد إليّ عهداً فأنا صابر عليه، ولم يحرقوا الباب إلا وهم يطلبون ما هو أعظم منه، فأحرّج على رجل أن يستقتل أو يقاتل". (الكامل في التاريخ لابن الأثير ج2 ص17)


    وروى ابن خلدون: "ثم دخل عليه السفهاء فضربه أحدهم وأكبّت عليه نائـلة إمرأته تـتقي الضرب بيدها، فنفحها أحدهم بالسيف في أصابعها، ثم قتلوه وسال دمه على المصحف". (تاريخ ابن خلدون ج2 ص150)


    وروى ابن كثير: "أن الغافقي بن حرب تقدّم إليه بعد محمد بن أبي بكر فضربه بحديدة في فيه ورفس المصحف الذي بين يديه برجله، فاستدار المصحف ثم استقرّ بين يدي عثمان رضي الله عنه وسالت عليه الدماء، ثم تقدّم سودان بن حمران بالسيف فمانعته نائلة فقطع أصابعها فَولّت فضرب عجيـزتها بـيده وقال: إنها لكبيرة العجيزة! وضرب عثمان فقتله". (البداية والنهاية لابن كثير ج7 ص210)


    وروى الطبري: "وجاء سودان بن حمران ليضربه فانكبت عليه نائلة ابنة الفرافصة واتقت السيف بيدها فتعمدها ونفح أصابعها فأطن أصابع يدها وولت فغمز أوراكها وقال إنها لكبيرة العجيزة وضرب عثمان فقتله". (تاريخ الطبري ج2 ص676)


    فها أنت ترى أن عثمان قد ترك الرجال يحرقون باب داره ويقتحمونه وينتهكون حرمة امرأته حتى قطعوا أصابعها، بل وقام أحدهم بتحسّس مؤخّرتها وغمزها قائلاً: "إنها لكبيرة العجيزة"! وعثمان كأن على رأسه الطير لا ينتفض مدافعاً عن نفسه وعرضه! وحجته في ذلك: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عهد إليّ عهداً فأنا صابر عليه".


    ولا يُقال: إن الهجوم جرى بغتة فلم يكن عثمان عالماً بالأمر ولو علم لتصدّى للمهاجمين ومنع نفسه ونساءه وعياله منهم. إذ يُقال: بلى إنه كان عالماً، فقد طال حصاره أربعين يوماً على ما ذكره المؤرخون، وقد رآهم يحرقون باب داره وهم يهمّون بالدخول، وعَلم أنهم يطلبون قتله بعد ذلك، ومع هذا لم يتصدَّ لهم ولم يقاتلهم بل حرّج على مَن يناصره أن يفعل ذلك دفاعاً عنه، قائلاً: "لم يحرقوا الباب إلا وهم يطلبون ما هو أعظم منه، فأحرّج على رجل أن يستقتل أو يقاتل".


    ولا يُقال: إن هتك حرمة امرأته جرى بعد مقتله ولو كان جرى أمام عينه لنهض وقاتل وما سكت. إذ يُقال: هذا خلاف الروايات أعلاه التي نطقت بأن قتله كان بعد أن حاولت نائلة الدفاع عنه، ولذا قُطعت أصابعها، فقد كان إذن ينظر لما يجري على امرأته، ورأى بأم عينه كيف قد غُمزت عجيزتها، غاية ما هنالك أنه قد جُرح قبل ذلك. ولا أقل من أنه كان عالماً بأن دخول الرجال عليه بيته يلازم بالضرورة انتهاك حرمة نسائه، فلماذا تركهم يدخلون ولم يحمل السيف دفاعاً عن نفسه وعرضه؟!


    فجوابكم على هذا نجيب به - من باب الإلزام - على سؤالكم عن علة ما تزعمون - ولا حقيقة له - من قعود أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) عن التصدّي لعمر وأوباشه أثناء هجومهم على داره.


    هذا مع أن ههنا فروقاً بين الحادثتيْن، منها أن الهجوم على دار علي والزهراء (صلوات الله عليهما) جرى بغتة، أما الهجوم على دار عثمان ونائلة فقد جرى بعد حصار طويل ومقدمات طويلة، كان عثمان أثناءها قابعاً مرتعباً في بيته ينتظر المدد من معاوية.


    والفرق الآخر هو الجواب الحلّي؛ ففي حادثة الهجوم على الدار النبوية هبَّ علي (صلوات الله عليه) كالليث من داخل بيته بمجرد أن سمع استغاثة الزهراء (صلوات الله عليها) عند الباب، فأخذ بتلابيب عمر وطرحه أرضا ووجأ أنفه ورقبته وجلس على صدره وهمّ بقتله لولا أنه تذكر عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: "يا ابن صهاك! والذي أكرم محمدا - صلى الله عليه وآله - بالنبوة؛ لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إليَّ رسول الله لعلمتَ أنك لا تدخل بيتي". (كتاب سُليم بن قيس الهلالي ص387).


    فمن ذا يقول بأن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لم يدافع عن زوجته بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله؟! فالأمير (عليه السلام) هبّ لنجدة زوجته وحامى عنها بمجرّد أن سمع استغاثتها، بل وهمّ بقتل عمر لولا أن تذكر الوصية، لا كما يتوهّم هؤلاء الجهلة من أنه كان ساكتاً ينظر والعياذ بالله. أما ما وقع قبل ذلك من أحداث فإنما جرت فلتة وبشكل متسارع بعدما تطوّر الموقف فجأة واقتحم الأوغاد الدار.


    أما أنه لماذا لم يقتص علي (صلوات الله عليه) من أبي بكر وعمر عليهما اللعنة؟ فجوابه: أنه (عليه السلام) حاول ذلك، غير أن القوم كانت لهم عصابة، وهو واحد، فينبغي أن يعدّ لهم عدّة من الرجال. وبالفعل فقد تحرّك أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في هذا الاتجاه ودعا الناس إلى مبايعته على جهاد القوم، لكن العدة التي بها يمكن تحقيق الانتصار عليهم لم تكتمل، وهي عدة الأربعين رجلاً، فقد علم أمير المؤمنين من أخيه رسول الله (صلى الله عليهما وآلهما) أنه بغير تحقق هذا العدد من الرجال لا يتحقق الانتصار.


    روى سُليم بن قيس في حديث أن الأشعث بن قيس (لعنه الله) قال لأمير المؤمنين عليه السلام: "ما منعك يابن أبي طالب حين بويع أخو تيم بن مرة وأخو بني عدي بن كعب وأخو بني أمية بعدهما؛ أن تقاتل وتضرب بسيفك؟ وأنت لم تخطبنا خطبة - منذ كنتَ قَدِمْتَ العراق - إلا وقد قلتَ فيها قبل أن تنزل عن منبرك: والله إني لأولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض الله محمدا صلى الله عليه وآله. فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟ فقال له علي عليه السلام: يابن قيس! قلتَ فاسمع الجواب: لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهية للقاء ربي، وأن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها، ولكن منعني من ذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وعهده إلي، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بما الأمة صانعة بي بعده، فلم أكُ بما صنعوا - حين عاينته - بأعلم مني ولا أشد يقيناً مني به قبل ذلك، بل أنا بقول رسول الله صلى الله عليه وآله أشد يقينا مني بما عاينت وشهدت، فقلت: يا رسول الله؛ فما تعهد إليَّ إذا كان ذلك؟ قال: إنْ وجدتَ أعواناً فانبذ إليهم وجاهدهم، وإن لم تجد أعواناً فاكفف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا". (كتاب سليم بن قيس ص214)


    وروى أيضاً عن سلمان الفارسي المحمدي رضوان الله تعالى عليه: "فلما كان الليل حمل علي فاطمة على حمار وأخذ بيدي ابنيه الحسن والحسين عليهم السلام فلم يدع أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أتاه في منزله، فناشدهم الله حقه ودعاهم إلى نصرته، فما استجاب منهم رجل غيرنا الأربعة (سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير)فإنّا حلقنا رؤوسنا وبذلنا له نصرتنا، وكان الزبير أشدنا بصيرة في نصرته". (كتاب سليم ص146)


    وروى أيضاً أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لأبي بكر وعمر عليهما اللعنة: "أما والله لو أن أولئك الأربعين رجلاً الذين بايعوني وفوا لي؛ لجاهدتكم في الله". (كتاب سليم ص275)


    ومن مصادر أهل الخلاف؛ قال ابن أبي الحديد: "وقد روى كثير من المحدثين أنه عقيب يوم السقيفة تألم و تظلم واستنجد واستصرخ حيث ساموه الحضور والبيعة وأنه قال وهو يشير إلى القبر: يا ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي! وأنه قال: وا جعفراه! ولا جعفر لي اليوم! وا حمزتاه! ولا حمزة لي اليوم". (شرح النهج لابن أبي الحديد ج11 ص111 وقريب منه رواه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ج1 ص31)


    وروى أيضاً: "إنّ علياً عليه السلام لمّا استنجد بالمسلمين عَقيب يوم السقيفة وما جرى فيه، وكان يحمِل فاطمة عليها السلام ليلاً على حمارٍ، وابناها بين يدي الحِمار وهو عليه السلام يسوقه، فيَطْرُق بيوت الأنصار وغيرهم، ويسألهم النُّصرة والمَعُونة، أجابه أربعون رجلاً، فبايعهم على الموت، وأمرهم أن يُصْبِحوا بُكرةً مُحلّقي رُؤوسهم ومعهم سلاحهم، فأصبح لم يُوافِهِ عليه السلام منهم إلا أربعة: الزبير، والمِقداد، وأبو ذرّ، وسلمان. ثمّ أتاهم من الليل فناشدهم، فقالوا: نُصبّحك غُدوة، فما جاءه منهم إلا الأربعة، وكذلك في الليلة الثالثة، و كان الزبير أشدّهم له نُصرة، وأنفذهم في طاعته بصيرةً، حلق رأسه وجاءه مِراراً وفي عنقه سيفه، وكذلك الثلاثة الباقون، إلّا أنّ الزبير هو كان الرأس فيهم". (شرح النهج لابن أبي الحديد ج11 ص14)


    ومن مجموع الروايات يُستفاد أن عليا (صلوات الله عليه) قد بدأ حملة التحشيد للاقتصاص والأخذ بالثأر وإرجاع الحق إلى نصابه عبر قتال أبي بكر وعمر وعصابتهما الانقلابية، وبايعه أربعون رجلاً على ذلك، فاكتملت العدة، إلا أنه لم يفِ منهم إلا أربعة، فاضطر للعدول عن القتال. فدعوى أنه (عليه السلام) لم يحاول جهاد المجرمين الغاصبين باطلة، أما قعوده بعد ذلك فهو فيه معذور لأنه لم يجد أعواناً بعدة أربعين رجلاً يكفون للقتال كما أمره الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله) بذلك. وهذا نظير قعود رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن قتال قريش قبل بدر رغم إجرامها بحق المسلمين، وما ذلك إلا لأن العدة المطلوبة - وهي ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً - لم تكتمل، وحين اكتملت أعلن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الجهاد بأمر الله تعالى.


    فلا يُقال: ولماذا الأربعون؟ إذ يُقال: إن الله تعالى هو مَن يحدّد، وكما حدّد عدة الثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً شرطاً لقتال قريش، كذلك حدّد عدة الأربعين رجلاً لقتال أبي بكر وعمر والمنافقين. فإذا لم يتحقق الشرط سقط القتال. ولهذا نظائر كثيرة في سيرة الأنبياء والأوصياء عليهم السلام. والله هو العالم العارف بالمصالح، ولا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، فليس لأحد الاعتراض على ما يحكم به.


    وأما أنه لماذا لم يستخدم علي (عليه السلام) قوته الإعجازية المودعة فيه من قبل الله تعالى فيكتفي بنفسه في قتال أبي بكر وعمر؟ فجوابه: إنه لم يؤذن له في ذلك، وإلا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لديه أضعاف تلك القوة الإعجازية، ومع ذلك لم يستخدمها في غزواته وحروبه، وقاتل برجاله حتى خسر معركة أحد، وكان (صلى الله عليه وآله) يكفيه أن يدعو الله تعالى أن يزلزل الأرض تحت أقدام أعدائه فيستغني بذلك عن دعوة رجاله إلى القتال وخيانتهم له بفرارهم، لكنه لم يفعل ذلك إجمالاً، وما هذا إلا لأن الله تعالى أبى في مثل هذه الموارد إلا أن تجري الأمور بين أوليائه وأعدائه بحسب السياقات الطبيعية لا الإعجازية، ليعلم الذين جاهدوا ويعلم الصابرين، وليعلم أيضاً من يتخلف وينكث. ولو أنه سبحانه أذن لنبيّه أو وليّه وأجرى الإعجاز على يديه في مناجزة أعدائه على الدوام؛ لبطل الامتحان الإلهي للبشر، إذ كيف يُختبر الناس ليُرى وفاؤهم بالعهد الذي عاهدوا الله عليه إذا لم يُدعوا إلى القتال؟!


    فهذا ما صنعه علي (عليه السلام) بأمر الله تعالى، إنه دعا الناس إلى القتال انتصاراً للحق والعدل، وثأراً لرسول الله وبضعته الزكية صلوات الله عليهما وآلهما، غير أن القوم خذلوا ولم يستجب منهم إلا أربعة. فماذا يفعل وليس مأذوناً له أن يقاتل بنفسه وذلك أمر محرّمٌ عليه بأمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله؟! إذ الأولوية شرعاً عليه هي حفظ نفسه.


    ثم إن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقتص ممن حاولوا قتله بنفر ناقته على العقبة مخافة أن يُقال أن محمداً لما ظفر بأصحابه أخذ يقتّلهم، فكذلك فعل أمير المؤمنين عليه السلام، لأن محمداً وعلياً وكذا أهل البيت الطاهرين (صلوات الله عليهم) إنما يفدون بأرواحهم دين الله تعالى، فيضحّون ويصبرون على مَن ظلمهم - إن لم تكتمل العدة -انتظاراً لأمر الله وانتقامه، وتقديماً للأهم على المهم.


    ولو أن عليّاً (صلوات الله عليه) ناجز القوم القتال والحال هذه لما كان هو علي الذي نعرفه! إنما يكون رجلاً آخر، فعلي الذي قد عرفته صفحات المجد في الإسلام إنما هو ذلك الرجل الذي يقدّم الدين على نفسه، فلو تزاحم أمر حفظ الدين مع أمر اقتصاصه ممن ظلمه وظلم أهله؛ فلا شكّ أنه يقدّم الأول على الثاني، فداءً لدين الله تعالى وقرباناً إليه. ذلك هو أبو الحسن (عليه السلام) الذي كان قادراً على أن ينتقم لكنه صبر، وتلك هي خصال العظماء، فأن تكون عاجزاً فتصبر فأنت معذور، أما أن تكون قادراً فتصبر مراعاةً لما هو أهم والتزاماً بالشرط ووفاءً بالعهد، فأنت حينذاك تُجلُّ إجلالاً وتُرى بعين الإعظام والإكبار.


    وأما استدلالك بالآية الكريمة فليس في محله، لأن الأمر خاص برسول الله (صلى الله عليه وآله) وليس عاماً، ولم يقل أحد من فقهاء الإسلام قط أنه يعم سائر الناس فيجب على الواحد أن يبرز لقتال جيش بأكمله! وهو بعد مقيد بما يتحقق به التكليف لرسول الله صلى الله عليه وآله، فإنه مثلاً لم يخرج للقتال في كثير في من سراياه، ولم يخرج للقتال في حملة أسامة على الروم. فإن قلتَ: إنه كان مريضاً فهو معذور. قلنا: كذلك علي (عليه السلام) كان معذوراً لعلة فقدان الشرط، وكما سقط التكليف هناك عن النبي سقط ههنا عن الوصي صلوات الله عليهما، هذا إن تنزّلنا وقلنا أن الآية في العموم، لكنك عرفتَ أنها في الخصوص. وقد قال إمامنا الصادق صلوات الله عليه: "إن الله كلّف رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يكلّف أحداً من خلقه، كلّفه أن يخرج على الناس كلهم وحده بنفسه إنْ لم يجد فئة تقاتل معه، ولم يكلّف هذا أحداً من قبله ولا بعده. وتلا هذه الآية". (الكافي الشريف للكليني ج8 ص275)


    هذا الإشكال مردود بأنّا حيث علمنا أن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) أمره بالصبر إن لم يجد أعواناً؛ علمنا أن المصلحة الدينية كانت فيه، أي أن حفظ وبقاء الدين كانت في هذا الصبر، فحتى لو لم نعلم وجه الحكمة في هذا، وأنه في أي شيء كان حفظاً للدين؟ وجب علينا التسليم بأنه كان حفظاً للدين، لسبق أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بذلك.
    ثم إن الإمام (صلوات الله عليه) أشار في بعض الأحاديث إلى أنه لو لم يلتزم الوصية بالصبر لذهب حتى شعار الإقرار بنبوة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله، ولاندثر اسمه الذي يُرفع على المنابر. ومن تلك الأحاديث ما رواه مخالفونا أيضاً، فقد روى ابن أبي الحديد أنه: ”لامته فاطمة على قعوده وأطالت تعنيفه وهو ساكت، حتى أذَّنَ المؤذن، فلمّا بلغ إلى قوله: (أشهد أن محمداً رسول الله) قال لها: أتحبّين أن تزول هذه الدعوة من الدنيا؟ قالت: لا. قال: فهو ما أقول لكِ“. (شرح النهج لابن أبي الحديد ج20 ص326)
    لو أن الإمام (صلوات الله عليه) حارب دون اكتمال العدة، لأجهزوا عليه وعلى الثلة القليلة من أهل بيته وأصحابه، ثم لاتخذوا سبيل الانتقام توسّعاً، فأسقطوا كل ما يمت إلى بني هاشم بصلة، ولأسقطوا شعار نبوة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله، انتقاماً من أهل بيته. وقد كان القوم على وشك ذلك إنْ تأمَّلْتَ جيداً في التاريخ، فهذا معاوية (لعنه الله) حين يطلب منه المغيرة بن شعبة الكف عن تعقّب بني هاشم بالقتل والإيذاء يقول: ”هيهات هيهات! أي ذكرٍ أرجو بقاءه؟! مَلَكَ أخو تيْمٍ فعدل، وفعل ما فعل، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره! إلا أن يقول قائل: أبو بكر. ثم ملك أخو عدي فاجتهد وشمّر عشر سنين، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره! إلا أن يقول قائل: عمر. وإن ابن أبي كبشة ليُصاح به كل يوم خمس مرات: (أشهد أن محمدا رسول الله) فأي عمل يبقى وأي ذكر يدوم بعد هذا؟! لا أبا لك! لا والله إلا دفناً دفناً“! (الموفقيات للزبير بن بكار ص576 ومروج الذهب للمسعودي ج3 ص454 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج9 ص238)
    وهذا عبد الله بن الزبير، قد أسقط ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) من خطبة الصلاة نكاية بعلي (عليه السلام) وبني هاشم! قال الزهري: ”كان من أعظم ما أُنكر على عبد الله بن الزبير تركه ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته، وقوله حين كُلِّمَ في ذلك: إن له أُهَيْلَ سوء إذا ذُكِرَ استطالوا ومدّوا أعناقهم لذكره“! (أنساب الأشراف للبلاذري ج2 ص418 ونحوه في العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي ج4 ص413)
    وكل هذا حصل مع أن عليّاً (صلوات الله عليه) صبر وتحمّل، فما بالك لو أنه لم يصبر وحارب؟! أتراهم يُبقون على اسم محمد (صلى الله عليه وآله) أم تراهم يُبقون على اسم الإسلام؟!
    وهذا الصبر وهذه التضحية منه (عليه السلام) لأجل الإبقاء على الاسم والشعار؛ هو أمر ممدوح عند العقلاء، فإن ذهاب الدين بتحريفه من مضمونه لا شك أنه أمر خطير شديد، إلا ان ذهاب اسمه وشعاره هو أخطر وأشد، فإذا ما رام امرئ الحفاظ على هذا القدر بالتضحية والصبر؛ امتدحه العقلاء، لأن بقاء الاسم والشعار أمر بالغ الأهمية، إذ يمكن تالياً تصحيح مضمونه، أما ذهاب الاسم والشعار واندثاره فذلك يوجب التأسيس من جديد، وهو أصعب من التصحيح.
    والمقارنة بين ظرف الأمير (عليه السلام) وظرف الحسين (عليه السلام) مقارنة خاطئة في موضوعها، لأن الحسين (عليه السلام) إنما نهض وحارب بعدما ترسّخ اسم النبي (صلى الله عليه وآله) وشعار الإسلام بما لا إمكان لمحوه، وذلك بعد نحو ستين سنة من بدء الدعوة وانتشارها، حيث وُلدت أجيال على الإسلام. أما علي (عليه السلام) فقد كان في مرحلة لم يمض فيها على قيام الإسلام إلا عشر سنين فقط، ولم يولد عليه إلا من هم معدودون على الأصابع، فلم تكن الدعوة مستقرة تمام الاستقرار، والدليل على ذلك أنه بمجرد أن استشهد النبي (صلى الله عليه وآله) وقعت هزة عنيفة أدت إلى ارتداد كثير من العرب وتبديلهم دينهم.
    فلو أنه (عليه السلام) في ذلك الظرف الحساس رفع السيف محارباً بلا اكتمال العدة، لما تبقّى شيء، ولانهدم كل شيء، إذ يكفي أن يرى العرب أن عاصمة الإسلام يحدث فيها اقتتال داخلي على السلطة ليكفر جميعهم بالإسلام والنبوة، علاوة على أن ذلك كان فيه الإجهاز على أمير المؤمنين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) فلا يبقى علم للدين يُرجع إليه، عدا عن أنه سيدفع أبا بكر وعمر وأصحابهما (عليهم اللعنة) لمحو اسم النبي (صلى الله عليه وآله) انتقاماً، وذلك ليس مستبعداً، فإنّا وجدنا عمر حين تولّى السلطة يدوس برجله كُتب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في التولية قائلاً: ”ما هو إلا ملك انصرف“! (تاريخ المدينة لابن شبة ج1 ص596) وحين يُنكَر عليه الإحداث في الدين والغلظة على الرعية يقول: ”أنا زميل محمد“! (تاريخ الطبري ج3 ص291)
    فرجل له مثل هذه الجرأة على عهود رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويعتبر مرحلته مجرد ”ملك انصرف“ كما ويعتبر نفسه زميلاً للنبي له أن يفعل ما يشاء.. رجلٌ مثل هذا مع ما عُرف منه من الغلظة وقسوة القلب؛ لا يُستبعد منه إن ثار ضده علي (عليه السلام) أن يقتله ثم يشفي غليله بمحو اسم ابن عمه من أن يُذكر على المنابر والمنائر!
    فتحصّل من هذا أن صبر الإمام (صلوات الله عليه) حيث لم تكتمل العدة كان لأجل:
    (1) إبقاء اسم النبوة وشعار الإسلام.
    (2) حفظ نفسه وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام.
    (3) دفعاً لما هو أفسد من انتقاض أمر الإسلام عند العرب جميعاً.
    وهذه كلها من وجوه حفظ الدين بالمعنى الأعم كما لا يخفى، ولولاه لاندرس الدين بالكلية. ومهما يكن فلا تغفل عمّا قدّمناه من أن علينا التسليم بأن المصلحة الشرعية كانت في هذا الصبر ما لم تكتمل العدة، حتى وإنْ لم نعرف وجهها، لأن الأمر أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الواجب الطاعة، وهو الأعرف بالمصلحة.


    هنا أكثر من نقطة في الجواب:
    الأولى؛ أن هؤلاء الذين تسميهم (صحابة) والذين يصلون إلى مئة ألف، ما هم إلا البشر الذين جاء هذا النبي (صلى الله عليه وآله) لدعوتهم إلى دينه، وقد كانوا من قبل غارقين في أوحال الكفر والجاهلية، فآمن أكثرهم إيماناً قشرياً. يشهد بذلك الكتاب العزيز وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله. فتصوير هؤلاء بصورة (الحواريين) أو بصورة أنهم رجال الدعوة المتفانين؛ هو تجاوز على الحقيقة والواقع. ومثل هؤلاء لا يعوَّل عليهم.
    الثانية؛ أن المستظهر من الروايات أن عدة الأربعين إنما كانت مطلوبة من المهاجرين والأنصار لا من غيرهم، باعتبار أن أي تغيير في واقع المجتمع المدني لا يمكن تحققه من سواهم، فهم أهل الحل والعقد، وإليهم تشخص الأنظار.
    الثالثة؛ أن الروايات تذكر أن ثمة أربعين رجلاً قد أبدوا استعدادهم لنصرة أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في بادئ الأمر على الثورة ضد أبي بكر وعمر ورجالهما، إلا أنهم لم يفوا حين اختبرهم أمير المؤمنين (عليه السلام) طالباً منهم حلق الرؤوس إيذاناً بالحرب.
    روى المفيد عن عمرو بن ثابت عن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث: ”إنه لما قُبِض رسول الله صلى الله عليه وآله جاء أربعون رجلاً إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقالوا: لا والله لا نعطي أحداً طاعةً بعدك أبداً. قال: ولِمَ؟ قالوا: إنّا سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وآله فيك يوم غدير خم. قال: وتفعلون؟ قالوا: نعم. قال: فأتوني غداً محلّقين. قال: فما أتاه إلا هؤلاء الثلاثة (سلمان والمقداد وأبو ذر) قال: وجاءه عمار بن ياسر بعد الظهر فضرب يده على صدره ثم قال له: ما آن لك أن تستيقظ من نومة الغفلة؟! ارجعوا فلا حاجة لي فيكم! أنتم لم تطيعوني في حلق الرأس فكيف تطيعوني في قتال جبال الحديد؟! ارجعوا فلا حاجة لي فيكم“. (الاختصاص للمفيد ص6)
    الثالثة؛ لم يكن لأمير المؤمنين (صلوات الله عليه) أن يسير إلى القبائل، فهو من جهة محكوم بالوصية التي تبَيَّن لك أن المطلوب فيها عدة من المهاجرين والأنصار لا من سواهم، وهو من جهة أخرى مضطر للمكوث في المدينة حفظاً لبضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وريحانتيْه ودرءاً لما هو أفسد مما يقع في الدين، وهو من جهة ثالثة محاصَر أصلاً في بيته، وهو من جهة رابعة عارف بأن من هم خارج المدينة من الأعراب لا يُتوقّع منهم شيء، فإن فيهم المؤلفة قلوبهم، ومن هم أشد كفراً ونفاقاً، ومن يعبد الله على حرف، ومن أعلن الكفر الصريح، ومن رجع القهقرى، ومن يؤثر السلامة، ومن يقول: حشرٌ مع الناس عيد! ومثل هؤلاء لا يُرتجى منهم شيء.
    إنه إن لم تأتِ النصرة من مثل المهاجرين والأنصار؛ أتراها تأتي من الأعراب ومن يلونهم؟!
    الرابعة؛ لا ينبغي استبعاد أن تكون قلوبهم قد صارت كالحجارة أو أشد قسوة؛ أوما علمتَ بخذلانهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم أحد وحنين حتى لم يبقَ منهم معه إلا واحد أو اثنان أو أربع على أعلى الفروض؟! ورسول الله (صلى الله عليه وآله) أعظم حرمةً في نفوسهم من علي والزهراء صلوات الله عليهما! قد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستصرخهم يوم أحد وحُنين طالباً نجدتهم وقد احتوشه المشركون من كل جانب.. فإذا بهم لمّا رأوا الموت فرّوا وتركوه وحيداً! وكان في مقدمة مَن فرّ أبو بكر وعمر وعثمان! فيا لقلوب هي أشد قسوة من الحجارة! ويا لنفوس جبانة لم يستقر فيها دين الله!
    أوما علمتَ كيف خذل أصحاب موسى (عليه السلام) نبيّهم وخليفته النبي هارون (عليه السلام) فاتبعوا السامري وعبدوا العجل! هذا ولم يكن قد غاب عنهم إلا أربعين ليلة! كفروا فيها بأصل دعوته وهو التوحيد! فيا لأصحاب خونة! ويا لأتباع منافقين قد أُشربوا في قلوبهم العجل!
    أجل؛ إنها الدنيا! قد كان هؤلاء الذين تطلق عليهم اسم (الصحابة) عبّاداً لها، نعم إنهم يتظاهرون حين اليُسر والرخاء بالدين والإيمان! ويحملون لك السيف مقاتلين كي يظفروا بالغنائم! حتى إذا حرمهم منها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضجّوا واعترضوا واتهموه بأنه يغلّ! فيردّ الله سبحانه عليهم بقوله: ”وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ“.
    إذا أردتَ معرفة نفوسهم الحقيقية وكيف أنها كانت نفوساً ملوّثةً بحب الدنيا، فأعد قراءة قوله تعالى: ”وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّـهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّـهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ“. هاهم (الصحابة) الذين ملأ المفتونون بهم الدنيا مديحاً وثناءً، قد بلغ من عمق إيمانهم وتعلقهم بالآخرة أنهم يُبطلون صلاتهم خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله) وينفضّون إلى اللهو والتجارة ويتركونه قائماً لوحده! فما أعظم إيمان هؤلاء (الصحابة) وما أبعدهم عن الدنيا!
    نعم؛ ما أبعدهم عن الدنيا واستعدادهم للتضحية بها في سبيل الآخرة، ولذا حين أمرهم الله تعالى بأن يقدّموا بين يدي نجواهم صدقة في قوله سبحانه: ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ“ تراهم أحجموا عن ذلك إذ أشفقوا على أموالهم! فنزل قوله تعالى: ”أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ“!
    نعم، هكذا يكون التعلق بالآخرة والإعراض عن الدنيا.. وإلا فلا!
    إن الذين يبخلون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأموالهم، والذين يتركونه من أجل اللهو والتجارة قائماً وهو يصلّي بهم، والذين يخذلونه ويفرّون من بين يديه بعدما يحتوشه المشركون.. هم أصحاب قلوب هي أشد قسوة من الحجارة، ونفوس هي أكدر من الطرق، فكيف تستبعد أن يخذلوا علياً وفاطمة (صلوات الله عليهما) وكيف تستغرب أن يتذرّعوا لهما بالقول: ”قد مضت بيعتنا لهذا الرجل“! (السقيفة وفدك للجوهري ص63)
    قال سيد الشهداء الحسين بن علي صلوات الله عليهما: ”إن الناس عبيد الدنيا! والدين لَعِقٌ على ألسنتهم! يحوطونه ما درَّتْ معائشهم! فإذا مُحِّصوا بالبلاء؛ قلَّ الديّانون“! (تحف العقول لابن شعبة البحراني ص245)
    أجل؛ كان الدين لعقاً على ألسن هؤلاء، إنما يوجّهونه حيث تدرّ معائشهم ومصالحهم الدنيوية، وحين أراد الله تمحيصهم بالبلاء، ليعلم مَن ينصر وليّه منهم؛ قلّ الديّانون وانصرفوا! إنما هم عبيد الدنيا! فلا تتعجّبنَّ!


    أن الطامعين من الأنصار (كسعد بن عبادة وأسيد بن حضير) حين علموا بأن الطامعين من المهاجرين (كأبي بكر وعمر وأبي عبيدة) يريدون نيل السلطة؛ أدركوا أن الخليفة الشرعي (عليه السلام) لم تعد له فرصة إذ خذله كبار قومه من قريش وما عادت لهم فيه رغبة، فقالوا حينئذ: ”نحن أحق بها“ فاجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، فلمّا بلغ نبأ اجتماعهم أبا بكر وعمر وأبا عبيدة؛ تركوا جنازة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتراكضوا نحو السقيفة لئلا تفلت الخلافة من بين أيديهم إلى الأنصار!
    فكيف جعلتَ هذا دليلاً على سلامة نية (الشيخين) وهو على العكس أدلّ؟! إذ لو كانا غير طامعيْن في السلطة لاهتموا بجنازة رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما فعل علي (عليه السلام) ولتركوا الأنصار يفعلون ما يحلو لهم، وما الذي كان يضير أبا بكر وعمر أن يتولّى سعد بن عبادة مثلاً، إنْ قلتَ: إنها لم يُرِدا أن تستأثر طائفةٌ من المسلمين بالأمر دون الأخرى، وأرادا أن تتشاور الأمة جمعاء لتنصيب الخليفة؛ قيل لك: فإنهما وقعا في ذلك حين قَبِلا بنصب أبي بكر في ذلك الاجتماع بعينه! وقد غابت عنه أكثرية الأمة بما في ذلك رؤوس المهاجرين!
    إن قلتَ: إنهما وجدا قريشاً أحق بالخلافة لقربهم من النبي (صلى الله عليه وآله) من الأنصار الذين هم أبعد؛ قيل لك: فإن أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) أقرب وأقرب فما بالهما لم يسلّما الأمر إلى علي صلوات الله عليه؟!
    إن قلتَ: إنهما وجدا أنفسهما أحق بها؛ قيل لك: وكذلك علي (عليه السلام) فما بالك أخذت جانبهما ولم تأخذ جانبه وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله: ”علي مع الحقّ والحقّ مع علي، ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة“. (تاريخ بغداد للخطيب ج14 ص320 ومستدرك الحاكم ج3 ص134 ومجمع الزوائد للهيثمي ج7 ص135 وغيره كثير بألفاظ متنوعة).
    ثم إن كونهما قد وجدا أنفسهما أحق بها يعني أنهما قد طمعا فيها! ولا يُقال: فكذلك علي عليه السلام؛ إذ يُقال: هذا قياس مع الفارق، فإنه مكلّف بالنهوض بالخلافة نصّاً من الله تعالى ووصيّةً من رسوله صلى الله عليه وآله. ولم يدِّعِ أبو بكر ولا عمر أن لهما النص والوصية، اللهم إلا غلاة البكرية الذين زعم بعضهم أن الرسول (صلى الله عليه وآله) نصّ على أبي بكر وعمر وعثمان، فأبطلوا بذلك القول بالشورى، ولا نظنك من هؤلاء

  • #2
    ياذخر من لا ذخر له
    موضوع واضح ورددت على شبهات كثيرة
    لكن هنا شبة جديدة اتمنى ان ترد عليها
    لماذا لم ينصر امير المؤمنين علي رضى الله عنه مالك ابن النويرة
    عندما قاتل مالك ابن النوير لاعادة الحق لاهله
    او على الاقل راسله بالصبر كما صبر امير المؤمنين علي رضى الله عنه

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن اعدائهم من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين
      شيخي حبيبي (كبرت كلمه) بالبدايه انا اعتذر على تأخر الرد من جانبي لكثرة المشاغل واليوم قرأت شبهتك .
      حياك الله وأن شاءالله نرد على شبهتك .

      أن مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) رغم أنه كان محاصراً بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا أنه تصدّى لخالد بن الوليد (لعنه الله) حين التقى به وأنكر عليه جريمته النكراء في قتل مالك بن نويرة (رضوان الله عليه) وهتك عرضه بالزنا بزوجته، وكان مما قاله له في إحدى المرات: "يابن اللخناء! وأنت تعرف الحق من الباطل؟! يابن الرادة عن الإسلام! ويلك أتحسبني مالك بن نويرة الذي قتلته ونكحت امرأته؟! يا خالد جئتني برقة عقلك واكفهرار وجهك وتشمخ أنفك! والله لئن تمطّيتُ بسيفي هذا عليك وعلى أوغادك لأُشبِعَنَّ من لحومكم جوع الضباع وطلس الذئاب"! (بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج29 ص55 عن الإرشاد)

      تعليق


      • #4
        ياذخر من لا ذخر له
        انا لم اطلب منك راي علي رضى الله عنه في خالد رضى الله عنه
        انا اشكالي
        لماذا علي رضى الله عنه لم ينصر مالك ابن النويرة المؤمنين على اهل النفاق الصحابة رضى الله عنهم
        او يامره بالصبر كما صبر هو
        اليس هو ولى المؤمنين وصاحب امرهم وشانهم
        والمؤمنين اصحاب مالك يقاتلون لاجل الولاية ولايجدون نصره او مشورة من صاحب الولاية

        تعليق


        • #5
          ذخر من لا ذخر له
          ارجو منك تكرم الالتفات ايضا لهذه الشبهة والدر عليها
          او من اي من الاعضاء لاني حاورت الكثير ولم اجد رد

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة كبرت كلمة مشاهدة المشاركة

            لماذا لم ينصر امير المؤمنين علي رضى الله عنه مالك ابن النويرة
            عندما قاتل مالك ابن النوير لاعادة الحق لاهله
            أنظر عزيزي كبرت كلمه الى كلمات (قاتل) و (نصر) هذه تدل على أنه اصبحت معركه
            شيخي العزيز أنى لك المصدر الذي يذكر انها شبت معركه بين جيش خالد بن الوليد (لعنة الله عليه) وجيش مالك بن نويره (رضوان الله عله وأرضاه) اذكرها لنا

            تعليق


            • #7

              حبيبي كبرت كلمه
              أن خالد ابن الوليد كان متوجها بوجهة وحركة الانعطاف على قوم مالك كان لا يعلم بها احد وجاءت بغتةً
              ولا توجد معركة اصلا . ماهي الا انعطافة قام بها خالد اثناء مسيره فاخذهم على حين غرة وتسارعت الاحداث وتم الامر في ساعات حسب قرائتنا لدخول الجيش والصلاة وتكبيلهم بعد الصلاة بعد تجريدهم من السلاح

              ومالك لم يكن مستعدا لقتال خالد ولم يكن هذا الامر بحساباته ولافي حساباته انه سيقتل حتى اخر لحظة
              والامام علي (عليه السلام) لم يكن بحساباته ان مالك سيواجه خالد في معركة

              لكن أريد أن أسألك سؤال وهو: ماذا تقول في قتل خالد (لعنه الله) لمالك بن نويره (رضوان الله عليه)
              والزنى بزوجته وقطع رأسه وطبخه

              (مالك الذي
              كان قد سبق وأن ولاه الرسول صلى الله عليه وآله على صدقات قومه لثقته به واعتماده عليه)
              ( ابن حجر ، الإصابة في تمييز الصحابة ، ج 3 ص 336 )


              هل أنت مع خالد أم ضده؟؟؟

              تحياتي لك حبيب قلبي

              التعديل الأخير تم بواسطة ياذخر من لاذخر له ; الساعة 15-04-2013, 03:46 AM. سبب آخر:

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                والآن بينا أشكالك شيخنا حبيبنا كبرت كلمه
                وأعيد لك الأسئله التي سألتك اياها وهي اربعة اسئله حتى لاتشتبه بها:
                س1 / أنظر الى الأقتباس:


                المشاركة الأصلية بواسطة كبرت كلمة مشاهدة المشاركة

                لماذا لم ينصر امير المؤمنين علي رضى الله عنه مالك ابن النويرة
                عندما قاتل مالك ابن النوير لاعادة الحق لاهله

                أنظر ياشيخنا الى كلمات (ينصر) و (قاتل) هذه الكلمات تدل على أنه أصبحت معركه بين الفريقين حيث (ينصر) بمعنى أن الأمام يذهب لمالك وينصره بالمعركه ويقف الى جانبه ويقاتل معه وكلمة (يقاتل) واضحه جداً انها تدل على القتال بالمعركه
                فالسؤال هو من اين استدللت انها شبت معركه بين الفريقين ومن أي مصدر جئت بهذا؟؟؟


                س2 / أنظر الى الجمله من نفس الاقتباس (لأعادة الحق لأهله) فالمعروف أن مالك قُتِلَ لأنه لم يدفع الزكاة لأبي بكر لأنه كان يعتبره خليفه غير شرعي ولم يقاتل وينهض من أجل أرجاع الخلافه للأمام علي (عليه السلام)
                فالسؤال هو من اين استدللت ان مالك قُتِلَ عندما نهض على ابي بكر ليرجع الخلافه ومن اي مصدر جئت بهذا؟؟؟

                س3 / ماحكم من (1)قتل مسلماً
                قد سبق وأن ولاه الرسول صلى الله عليه وآله على صدقات قومه لثقته به واعتماده عليه.
                (2)وزنى بأمرأته

                س4 / أعطني موقفك من فعل خالد (لعنه الله) وهل انت معه ام ضده .

                أنتهت الأسئله
                ملاحظه: الأجابه على جميع الأسئله من دون ترك لأنها أسئله بسيطه جداً .
                والحمدلله رب العالمين
                التعديل الأخير تم بواسطة ياذخر من لاذخر له ; الساعة 15-04-2013, 04:56 AM. سبب آخر:

                تعليق


                • #9
                  ياذخر من لا ذخر له
                  انت تسال كيف استدللت على القتال
                  الجواب
                  من كلامك انت نقلت ان علي رضى الله عنه لو كان معه اربعين لقاتل الناس
                  انت تسال من اين استدللت ان مالك ابن النوير قاتل لاجل ارجاع الامر لاهله
                  الجواب
                  ذكر السيد جعفر
                  في كتاب الصحيح من سيرة علي رضى الله عنه ج ١١ ص١٦٦

                  لهذا قتل مالك بن نويرة؟!:
                  قال البراء بن عازب: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس في أصحابه إذا أتاه وفد من بنى تميم، (ومنهم) مالك بن نويرة، فقال: يا رسول الله! علمني الإيمان.
                  فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني رسول الله، وتصلي الخمس، وتصوم شهر رمضان، وتؤدي الزكاة، وتحج البيت، وتوالي وصيي هذا من بعدي، وأشار إلى علي (عليه السلام) بيده، ولا تسفك دماً، ولا تسرق، ولا تخون، ولا تأكل مال اليتيم، ولا تشرب الخمر، وتوفي بشرائعي، وتحلل حلالي، وتحرم حرامي، وتعطي الحق من نفسك للضعيف والقوى، والكبير والصغير.
                  حتى عد عليه شرائع الإسلام.
                  فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)! أعد علي، فإني رجل نسَّاء.
                  فأعاد عليه، فعقدها بيده، وقام وهو يجر إزاره، وهو يقول: تعلمت الإيمان ورب الكعبة.
                  فلما بعد من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا الرجل.
                  انت تسال ماحكم من قتل مسلم
                  الجواب
                  يقتل
                  انت تسال موقفي من فعل خالد رضى الله عنه
                  انا مع خالد فيما اصاب وابرأ الى الله فيما اخطأ والصحابه جميعهم ليسوا معصومين
                  ام مالك ابن النويرة فهو عندي مرتد وهناك دلالات على ذلك
                  اجبت على اسالتك جميعها
                  الان سوالي اوضحه اكثر
                  انت نقلت
                  كود:
                     إنه إن لم تأتِ النصرة من مثل المهاجرين والأنصار؛ أتراها تأتي من الأعراب ومن يلونهم؟!
                  فاين علي رضى الله عنه من مالك ابن النويرة

                  تعليق


                  • #10

                    عزيزي كبرت كلمه
                    1/ عزيزي كبرت كلمه ماعلاقة الأربعين نفر بمالك بن نويره لاتخلط بين الموضوعين أنا سؤالي كان:
                    س / أنت تقول أن مالك (ق ا تَ ل) اذا كلمة قاتَل انه بمعنى حدثت معركه من اين استدللت ذلك . ولم أقل امير المؤمنين قاتل ام لا او انه له انصار ام لا هذا موضوع ثاني عزيزي انتبه جيداً انت قلت مالك قاتَل والقتال بالمعركه وليس بالأكل وأنا قلت كيف استدللت انها حدثت معركه ومن اي مصدر

                    2/ عزيزي كبرت كلمه سؤالي الثاني متى قاتَل لأرجاع الحق لأهله فالمعروف أنه قُتِلَ لانه لم يدفع الزكاة لابي بكر ولم يقاتل او ينهض على ابي بكر لرجوع الخلافه للأمام علي (عليه السلام) فما علاقة الروايه التي كتبتها بهذا الأمر .
                    ههههه والله العظيم غريبٌ امرك شيخي ان كنت لم تفهم الأسئله فعلى راسي افهمك اياها ففهم السؤال نصف الجواب وان كنت تريد اللف والدوران والتشريق والتغريب من الآن قل حتى اسد باب النقاش معك هل فهمت ياعزيزي جاوبني بصراحه

                    3/ انا طلبت منك حكم اولاً من قتل مسلم كان من ثقاة رسول الله ومن معتمديه اي ليس بأنسان عادي
                    وثانياً: زنى بزوجته . هذه الأشياء المراد الحكم بها فأعطني الحكم وليس فقط قتل المسلم


                    4/ اولاً اجبني على السؤال الثالث وان اناقشك في هذا السؤال وأما أرتداد مالك فأعطني الأدله في مشاركتك هذه .
                    وأما سؤالك الذي طرحته علي فأنا اقول انت اجبني على اسئلتي بالبدايه وانا اجيبك
                    لأنني من بدأت بالسؤال وانت لم تجيب علي بوضوح والقارأ الكريم يحكم أن كانت أجاباتك واضحه وصريحه ام لا


                    تحياتي لك وارجو الاجابه بكل وضوح وصراحه وبدون مماطله

                    تعليق


                    • #11
                      ياذخر من لا ذخر له
                      تفضل اطرح اسالتك سوال سوال
                      واذا انتهيت اجب على سوالي
                      تفضل انتظرك

                      تعليق


                      • #12
                        شيخي عزيزي حبيبي
                        شيخي العزيز انت تجيبني على اسئلتي ومن ثم أنا اجيب عليك
                        س1/ ياعزيزي ياحبيب قلبي انظر ماذا قلت في مشاركتك الاولى

                        المشاركة الأصلية بواسطة كبرت كلمة مشاهدة المشاركة

                        عندما قاتل مالك ابن النوير لاعادة الحق لاهله

                        كلمة قاتَل
                        والقتال في المعركه وفي الحرب طبعاً خو مو بالبيت يقاتل .
                        فما هو المصدر الذي جئت به عن حدوث معركه؟

                        والسؤال الثاني متعلق بنفس الجمله.

                        س2/ تقول قاتَل لأعادة الحق لأهله قصدك أنه قاتل ونهض على ابي بكر لأرجاع الخلافة
                        للأمام علي (عليه السلام) فما هو المصدر على انه نهض على ابي بكر؟

                        شيخي أنا أريدك أن تجيب علي بكل صراحه وان تعطيني المصادر وأنا متأكد أنك لاتكتب كلمه الا اذا لديك مصدر فأنت أسمك بالمنتدى كبرت كلمه
                        بعد اجابتي على هاذان السؤالان اطرح عليك الاثنان البقيه وبعد ان تجيب علي سوف اجيب عليك

                        تحياتي
                        التعديل الأخير تم بواسطة ياذخر من لاذخر له ; الساعة 15-04-2013, 02:52 PM. سبب آخر:

                        تعليق


                        • #13
                          يا ذخر من لا ذخر له
                          انت تقول اني ذكرت قاتل مالك لارجاع الحق لاهله
                          الجواب
                          اقصد لماذا لم يذهب الى مالك ابن النويرة عندما منع الزكاة لانه يرى ان علي رضى الله عنه هو الولي الشرعي ويقاتل معه المنافقين وقد بينت راي في مشاركتي الثانية
                          وقد دل بعض الباحثين على ذلك
                          ففي نفس المصدر
                          الفصل الثاني
                          مانعو الزكاة
                          ج11
                          يذكر المؤلف
                          إلا أن بعض الباحثين يرى: أن العرب كانوا يتوقعون أن يصير الأمر بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى علي «عليه السلام»، فلما توفي «صلى الله عليه وآله»، وجاءتهم الأخبار حول انتقال الأمر إلى أبي بكر تريثوا في أمرهم، انطلاقاً مما عرفوه من بيعة يوم الغدير وغير ذلك، فخشي أبو بكر أن يتسع هذا الأمر بين القبائل العربية.. فينضم إلى مالك بن نويرة غيره، ويضعف موقع أبي بكر في الحكم، وتسقط هيبته. وربما تصبح حكومته في خطر إذا وجد علي «عليه السلام» في هؤلاء ما يكفي لتصعيد مستوى المطالبة بحقه الذي أخذ منه..


                          فقرر أبو بكر: أن يورد ضربته القاضية، فجهز خالد بن الوليد إليهم.. وفعل بمالك بن نويرة ما فعل.. ليعتبر به الآخرون.. وهكذا كان.
                          فلماذا لم يذهب على رضى الله عنه الى مالك ابن النويرة
                          قبل ان يصل اليه ابوبكر رضى الله عنه
                          وان حصل مني خطا فاعتذر لذلك

                          سوالك الثاني
                          انت فهمته من الخطا الذى حصل مني في سوالي



                          تعليق


                          • #14

                            جيد جواب دبلموماسي ولكن شيخي لا تسألني قبل أن أكمل أسئلتي التي مبذ بداية الأمر سألتك ايها هذا كان اتفاقنا
                            فالآن تعقيب على كلامك فهمت أن أبي بكر كافر

                            والآن أسئلتي الأخرى وهي س3 س4 :
                            س3/ ماحكم:
                            أولاً: من قتل مسلم كان من ثقاة رسول الله ومعتمديه
                            ثانياً: زنى بزوجته

                            س4/ ماهو موقفك من قتل خالد لمالك بن نويره (رضوان الله عليه)
                            وماهي أدلتك التي قلت عليها من ارتداد مالك بن نويره (رضوان الله عليه)

                            تعليق


                            • #15
                              يا ذخر من لا ذخر له
                              انت تسال
                              من قتل مسلم كان ثقة للرسول صلى الله عليه وسلم
                              الجواب
                              سيكون دبلوماسي اكثر
                              انتم كفرتم من اثنى الله تعالى عليهم وتاب عليهم
                              واتمنهم الرسول صلى الله عليه وسلم على نفسه وهاجر معهم وقبل بنصرتهم
                              اما زني بزوجته
                              فهذا ليس صحيح
                              فقد ذكر ابن حجر في الإصابة حيث قال: وأمّا أنه تزوج بامرأة مالك بن نويرة فهذا لايصح، لأن إسناده منقطع
                              فياليتك تكذب ابن حجر وتانينا برواية متصلة السند
                              واما موقفي من قتل مالك وادلته
                              اقصى يقال ان خالد رضى الله عنه تاول فاخطا هذا اقصى مايقال
                              والادلة
                              يقول الذهبي: (فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع بينهم وجهاد محّاء وعبادة ممحّصة ولسنا ممن يغلو في أحد منهم ولا ندعي فيهم العصمة).واللون الاحمر جواب سوالك من يقتل رجل كان ثقة عند النبي صلى الله عليه وسلم
                              حتى لا تقول لم اجيبك
                              وهذه السوابق مثل منع الزكاة وموادعة سجاح
                              تفضل
                              التعديل الأخير تم بواسطة كبرت كلمة ; الساعة 15-04-2013, 10:31 PM. سبب آخر:

                              تعليق

                              يعمل...
                              X