تويت
إستبصار صابئية
قصة حقيقية {
(الجزء الثاني)
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً وسهلاً بقُرَّائنا الكرام
من كل أنحاء العالم
[يهدي الله لنوره من يشاء ] ...
إخوتي في الله
كانت نور تستذكر كل ماجرى عليها من هموم وآلام بدأت معها في عمرٍ صغيرٍ وهي لاتزال في مرحلة الدراسة الإبتدائية , حيث أكملت ماقالته في حديثها في الجزء الأول
قالت نور :
واصلت البقاء في درس التربية الإسلامية في كل مراحل الدراسة الإبتدائية مع أنَّ مدرِّستي الست أنوار كانت تسمح لي بالمشاركة مع طلاب صفي أحياناً وليس دائماً وكنت أتسائل في داخلي عن السبب إلى أن علمت أني كُنتُ مُراقبةً من قِبَلِ أُمي التي كما أسلفت أنها كانت إحدى معلمات مدرستي ,
وهنا إتضحت لي بعض الأُمور التي كانت تشغلني ففي بداية الأَمر كانت الست أنوار مدرّّسة مادة التربية الإسلامية تفرح بمشاركاتي في درسها وتأمر الطلاب بالتصفيق تشجيعاً لي لكن هذا لم يدم طويلاً لأنه إتضح أنَّ أُمي قد منعت الست أنوار من السماح لي بالمشاركة وحفظ آيات القرآن الكريم خوفاً عليَّ من توطيد علاقتي بالدين الإسلامي
وهنا بدأت معاناتي ,
فالبعد عن الحبيب لايُحتَمَل ,
ولكن ماذا أفعل؟..
كل ما أستطيع فعله هو الصبر والإنتظار إلى أن تحين الفرصة..
وما أن إنتقلت إلى المرحلة المتوسطة وفي أول صفٍ منها منعتني أُمي من دخول أَي درس للتربية الإسلامية وشددت عليَّ المراقبة على طول مرحلة الدراسة المتوسطة وكانت تقول لي:
أَن لنا ديننا الخاص ويجب إحترامه والإلتزام به وإتباع تعاليمه , وكنت كلما سنحت لي الفرصة أتناقش مع أمي بطريقة الأسئلة والإستفسارات فأسألها :
أَين هو ديننا الذي تزعمون؟؟؟
فلم أرى أحداً من عائلتنا الكبيرة ملتزماً بصلاة , فالكثير منهم يستحل الخمر ويشربه نساءاً ورجالاً, ويفعلون ذلك حتى أمام الصغار وهم يعلمون جيداً كما هو معلوم عند كل البشر أن الأطفال مرآة لآبائهم وكل فعل يفعله الأهل سينعكس على ألطفل وبالتالي سيربون جيلاً يشرب الخمر وبالتأكيد سيكون جيلاً فاقداً للعقل لأن الخمرة (والعياذ بالله) تُذهِب بالعقل
(وكما هو معلوم منطقياً أن الإنسان يُميَّز عن الحيوان بعقله وناطقيته وفهمه)...
فإذا سُلِبَت منه فهل يبقى
وهنا بدأت معاناتي ,
فالبعد عن الحبيب لايُحتَمَل ,
ولكن ماذا أفعل؟..
كل ما أستطيع فعله هو الصبر والإنتظار إلى أن تحين الفرصة..
وما أن إنتقلت إلى المرحلة المتوسطة وفي أول صفٍ منها منعتني أُمي من دخول أَي درس للتربية الإسلامية وشددت عليَّ المراقبة على طول مرحلة الدراسة المتوسطة وكانت تقول لي:
أَن لنا ديننا الخاص ويجب إحترامه والإلتزام به وإتباع تعاليمه , وكنت كلما سنحت لي الفرصة أتناقش مع أمي بطريقة الأسئلة والإستفسارات فأسألها :
أَين هو ديننا الذي تزعمون؟؟؟
فلم أرى أحداً من عائلتنا الكبيرة ملتزماً بصلاة , فالكثير منهم يستحل الخمر ويشربه نساءاً ورجالاً, ويفعلون ذلك حتى أمام الصغار وهم يعلمون جيداً كما هو معلوم عند كل البشر أن الأطفال مرآة لآبائهم وكل فعل يفعله الأهل سينعكس على ألطفل وبالتالي سيربون جيلاً يشرب الخمر وبالتأكيد سيكون جيلاً فاقداً للعقل لأن الخمرة (والعياذ بالله) تُذهِب بالعقل
(وكما هو معلوم منطقياً أن الإنسان يُميَّز عن الحيوان بعقله وناطقيته وفهمه)...
فإذا سُلِبَت منه فهل يبقى
إنساناً ؟؟!!!....
وجميع الرسالات السماوية تؤكد وتُحرم وتلعن شارب الخمر والراضي بفعله والجالس على مائدته حتى ولو لم يشرب ليُبَيِّنَ الله لنا قباحة هذا المُنكر ويحذرنا من العواقب المترتبة عليه في الحياة الدنيا حيث يكون الإنسان ذليلاً حقيراً محتقراً منبوذاً مُفسداً
*******
(حتى إن شارب الخمر لايزوَّج عند المسلمين)
لأنه داءٌ خطيرٌ يفتك ببدن المجتمع الذي يعيش فيه فأولاً يُدمِّر عائلته ثم يُدمِّر المجتمع ***************
وفي الآخرة ليس له إلا النار وبئس المصير
**********
فهل هكذا يكون الدين ؟؟؟
إذن ماهو الهدف من خلقنا نحن البشر ؟؟؟
ألم يخلقنا الله بهدف معرفته والوصول إليه وهو الكمال المطلق ؟؟؟
ألا يريد خالقنا لنا الخير وهو الخير المطلق ولا يصدر منه إلا الخير ؟!!
ألم يأمرنا بأن نسلك طريق الجـنَّة وعرَّفنا بها عن طريق كتبه وأنبيائه ورسله؟!؟!
****************
ألم يأمرنا بفعل أُمور فيها خيرٌ لنا ونهانا بترك أُمور اُخرى يعلم أن فيها شرٌ لنا لأنه هو الحكيم العليم؟!!
ألم يأمرنا بفعل أُمور فيها خيرٌ لنا ونهانا بترك أُمور اُخرى يعلم أن فيها شرٌ لنا لأنه هو الحكيم العليم؟!!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إذن لماذا يقفون معاندين لأمر الله وما نَهى عنه ولا يسمعون كلامه؟؟؟...
ألم ينهاهم الله في (الكنز العظيم) عن المحرمات؟!!! ...
كما حصل في كل ألأديان السماوية السابقة...
ألم يأمرنا الله بالصلاة له في أوقات عَيَّنها لنا في كتابنا المقدس ؟!!
إذن لماذا لانُصَلِّي ونلتزم بديننا؟؟!
وآستمرت نور تسألُ أُمَّها ,...
حيث كانت نور تشعر أن هنالك شيئاً ما بداخلها يأمرها ويدفعها لأن تسلك درباً أبصرت في أُفُقِهِ نوراً كان هو الهدف الذي تسعى إليه وهو القرب من ربَّها وخالقها تبارك إسمه ....
وكما نعلم أنَّ القرب من الله تعالى يحتاج إلى طاعة وآنقياد ورضوخ لأمر الخالق العظيم جَلَّ شأنُه ... وهذا يحتاج إلى معرفة الخالق أولاً ثمَّ طاعته .. فيما يريد ويأمر .. و هذالا يكون إلا عن طريق وجود وسائل مقدسة نورانية تكون حلقة الوصل بيننا وبين الله وهذه الحلقة هم الأنبياء على نبينا وآله وعليهم الصلاة و السلام ...... ومن بعدهم الأئمة الأوصياء ... ثم نواب الأوصياء من المراجع العلماء بالشريعة .... وهؤلاء جميعاً لهم عملهم المكلفين به من قبل الله تعالى الذي هو نشر الدين بتعليم الناس وتوعيتهم إلى ما تحويه رسالة الإله الأعظم سبحانه ...
قالت نور :
إن هذا الذي ذكرتم بعيدٌ جداً عن شيوخ الطائفة... لأنهم هم الذين تسببوا في إبتعاد أبناء الطائفة عن معرفة دينهم وكتابهم وما يحويه , وهذا جعلهم ينحرفون عنه ويتبعون أدياناً أُخرى كالمسيحية والإسلام .... وكان هذا كله بسبب شيوخ الطائفة المتقوقعون على الدين .. فبسبب إنفرادهم بالطقوص الخاصة , وعدم إهتمامهم بترجمة كتابهم المقدس ..... وميل الجيل الجديد لمعرفة عقيدتهم ,...... وكثرة الأسئلة والإستفسارات التي يسألها المسلمون لشباب الطائفة وعدم وجود ردود شافية مما أدى بنا ألى مواقف محرجة مع السائلين ,.. كل ذلك أدى بنا نحن الشباب إلى التفكر والبحث عن الحقيقة المخفية ... وهنا ضَعُفَ إرتباطنا بالعقيدة الصابئية .... وأصبح الكثير من شباب الطائفة يميلون إلى البحث عن عقيدة أُخرى أكثر قوة.., وأحكم متناً ... وأَكثر وضوحاً وشفافيةً لأن دين الله ليس فيه غموض بل كله نور يُبيِّنُُُه لنا الرسل ومن يخلفهم بطرقٍ مختلفة وسهلة يفهمها الناس جميعاً على إختلاف طبقاتهم ,.... فما العلة وراء إخفاء كتاب مقدس لدين سماوي كما يدعون ؟؟!!!!.. فهل هذا منطقي ؟؟!!!!..
وهنا سكتت أُمي قليلاً ثم قالت: ماذا نفعل؟!!
فالشيوخ...(وقصدت أُمي هنا مُتَديِّنِي الطائِفَة) ...
كانوا هم فقط يعرفون ماجاء به كتاب الصابئة المقدس
(الكنز العظيم).. أو ..(الكنزا ربا)...
حسب اللغة الآرامية التي هي اللغة الأصلية للصابئة المندائيين ... أوما يسمونه (صحف آدم) ...
وكان هؤلاء الشيوخ لايأبهون لما يجري على أفراد الطائفة من إبتعاد عن درب الإله , وبرود وهجر في الإلتزام بما جاء من تعاليم في كتابهم الذي كانوا حتى لايرونه إلا عند قدومهم للمندي في المناسبات الدينية ،..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وإلى هنا إختتمنا الجزء الثاني من هذه الرواية المباركة
على أمل اللقاء بكم في الجزء الثالث
إن شاء الله تعالى
إن شاء الله تعالى
********
ونسألكم الدعاء بالتوفيق
ونسألكم الدعاء بالتوفيق
لنا ولكم جميعاً
تعليق