إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

منع تدوين الحديث عند السنّة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منع تدوين الحديث عند السنّة

    منع تدوين الحديث عند السُُنّة
    قال الله الحكيم في محكم كتابه الكريم في سو رة البقرة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)
    وقال رسول الله (صلى الله عليه واله)
    إياك وكتمان العلم ومنعه من المتعلمين فقد قال الله تعالى" وإذ أخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه "
    وقال أيضا:
    " إذا ظهرت البدع في امتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله "وقال أيضا :من كتم علما نافعا ألجمه الله بلجام من نار

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد واله الطاهرين
    السلام عليكم ايها الاخوة الكرام ورحمة الله وبركاته
    واسئل الله الموفقية للجميع بحق محمد واله الطاهرين

    المقدمة
    يعتبر الحديث النبوي الشريف الركن الاساسي الثاني في الشريعة المقدسة ،وما كان كذلك فهو على اهمية بالغة في الاسلام كونه مبينا لمجملات الاحكام الواردة في القران والتي لولاه لما تمكن المسلمون من معرفة ما يحتاجون اليه في حياتهم اليومية من احكام شرعية ومسائل عقدية ومنطلقات اخلاقية،فهي باختصار تبين للمسلمين كل ما يحتاجونه لاصلاح شؤون حياتهم الدنيوية والاخروية.وعلى هذا فكان لزاما على المؤمنين ان يهتموا كثيرا بكتابة وتدوين الحديث وحفظه من النسيان أوالضياع أو التزوير ،وهذا ما قام به ائمة اهل البيت (عليهم السلام) وبتوجيه مباشر من الرسول الكريم (صلى الله عليه واله )وعلى افضل وجه،فكثيرا ما سمعناه يأمر بالكتابة والتدوين وعلى كل حالة هو فيها (فان كل ما يخرج من فيه هو الحق ولا شئ غير الحق)ولا تعتقد اخي القارئ الكريم ان عملية الكتابة والحفظ هي عملية سهلة ويسيرة كما هي اليوم،بل انها من اعقد مما تتصور،خصوصا اذا عرفنا ان في المقابل كان هناك تيار معارض لكتابة كل ما ورد عن الرسول الكريم (خصوصا في عهد الاول والثاني )لاسباب سنمر عليها لاحقا، ان شاء الله.وسنحاول ان نبين ما وصل الينا من اسباب منع تدوين الحديث وبيان رأينا فيها علّنا نشارك ولو بنزر يسير في كشف ما خفي من حقائق ساهمت وبشكل كبير ومباشر في حياة الامة في حينها وفيما بعد لاخذ الموعظة والعبرة منها.وسيكون البحث على ثلاثة فصول:الفصل الاول سنتكلم فيه عن اثبات حادثة منع الحديثالفصل الثاني سنتكلم فيه عن اسباب المنع والجهات التي قامت بهالفصل الثالث سنتكلم فيه عن اهم نتائج هذه العمليةسائلين المولى العلي القدير ان يتقبل من الجميع اعمالهم باحسن القبول وان يجعل عواقب امور الجميع الى خير انه سميع مجيب..

    قبل الدخول:
    لعموم الفائدة ارتأينا ان نبين للقارئ ماذا تعني كلمة السنةالسنة هي كل ما صدر عن الرسول الكريم(صلى الله عليه واله)من قول أو فعل أو تقرير،ويشمل الاول كل الالفاظ التي نطق بها وخرجت من فمه الشريف،ويشمل الثاني كل ما قام به من افعال يفهم منها بيان تشريع،ويشمل الثالث كل ما يقره الرسول من اقوال أو أفعال صدرت من غيره وبمسمع ومرأى منه ولم يعلق عليها
    الفصل الاول:
    هل وقع المنع فعلا؟
    في البدء لابد ان نعرف انه هل وقعت هذه الحادثة فعلا ،أي هل منع تدوين السنة النبوية الشريفة سواء اكان المنع في حياة الرسول الكريم (صلى الله عليه واله ) أم بعد وفاته ،ام انها من نسج الخيال؟او انها كانت حادثة عارضة ليست ذا بال؟ فلابد لنا ان نثبت العرش ثم النقش كما يقال.ولمعرفة حقيقة الامر ما علينا إلا أن نقرأ ما وصل الينا من نصوص ومحاولة استنطاقها إن تطلب الامر ذلك،والحمد لله فان النصوص واضحة وكثيرة وتبين لنا ان المنع قد وقع فعلا ولا مجال الى انكاره وهذا ما يعترف به جميع المسلمين

    اخرج الحاكم في مستدركه :
    401 - حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي ، ثنا أبو الوليد ، ثنا همام ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن من كتب عني شيئا سوى القرآن فليمحه » .
    « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه
    تعليق الذهبي في التلخيص : على شرطهما
    وكذا في جامع الاحاديث
    :
    16872- لا تكتبوا عنى شيئا إلا القرآن فمن كتب عنى غير القرآن فليمحه وحدثوا عنى ولا حرج ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (أحمد ، ومسلم ، وأبو يعلى ، والدارمى ، وابن حبان عن أبى سعيد)أخرجه أحمد (3/39 ، رقم 11362) ، ومسلم (4/2298 ، رقم 3004) ، وأبو يعلى (2/416 ، رقم 1209) ، والدارمى (1/130 ، رقم 450) ، وابن حبان (14/147 ، رقم 6254) .
    ونكتفي بهذه النصوص لوضوحها فلا حاجة للمزيد،ومن اراد الاستزادة فله مراجعة المطولات من متون الحديث فان فيها ما يريد.
    يتبع في القسم الثاني ان شاء الله

    هذا ودمتم سالمين
    اللهم
    يا ولي العافية اسئلك العافية

    ودوام العافية وتمام العافية
    وشكر العافية
    عافية الدين والدنيا والاخرة بحق محمد وعترته الطاهرة

  • #2

    الفصل الثاني:
    اسباب منع تدوين الحديث
    يبدو من التتبع ان اسباب منع تدوين الحديث بل وحتى كتابته مرت بعدة مراحل ولها ايضا دوافع مختلفة ،سنحاول الاشارة الى اهمها ومناقشة ما يمكن منها مراعاة للاختصار، وهي كما ياتي:
    {1} في عهد الرسول الكريم
    1. [*=center]ذكرالحاكم النيشابوري في المستدرك

    437 - حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا أبو الوليد ثنا همام ن عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن من كتب عني شيئا سوى القرآن فليمحه
    هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه
    تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرطهما
    1. [*=center]وفي جامع الاحاديث

    16872- لا تكتبوا عنى شيئا إلا القرآن فمن كتب عنى غير القرآن فليمحه وحدثوا عنى ولا حرج ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
    (أحمد ، ومسلم ، وأبو يعلى ، والدارمى ، وابن حبان عن أبى سعيد)
    أخرجه أحمد (3/39 ، رقم 11362) ، ومسلم (4/2298 ، رقم 3004) ، وأبو يعلى (2/416 ، رقم 1209) ، والدارمى (1/130 ، رقم 450) ، وابن حبان (14/147 ، رقم 6254) .
    من هذه النصوص وغيرها يتبادر الى الذهن ولاول وهلة ان الرسول الكريم(صلى الله عليه واله) قد منع من كتابة حديثه وسمح فقط بالتحديث عنه، ولكن النصوص لم تبين أو تشير الى السبب في ذلك، هل هو قلة ادوات الكتابة من قراطيس ونحوها أم هو قلة من يجيدون الكتابة من المسلمين ام هو عدم وجود من يثق بهم من الكتّاب،
    وكل هذه الاسباب لا يمكن تعقلها وذلك لوجود مواد الكتابة وسهولة الحصول عليها وكذا عمل الرسول(صلى الله عليه واله) على نشر الكتابة بين المسلمين ومحاولة تعليم اكبر عدد ممكن منهم ،أما الثقاة فموجودون والحمد لله وعلى رأسهم امير المؤمنين والسيدة فاطمةالزهراء(عليهما السلام) ،فهذه الاسباب لا تصلح لان يعمد الرسول(صلى الله عليه واله) الى منع كتابة الحديث كما زعم بعض من ذهب الى ذلك
    [1]
    ولكن لو رجعنا الى ما رواه الصحابة نعرف السبب بحسب الظاهرومنه ما ورد في
    (ج)جامع الاحاديث41896
    - عن أبى نضرة قال : قلنا لأبى سعيد إنا نكتب عنك ما نسمع قال أتريدون أن تجعلوها مصاحف إن نبيكم - صلى الله عليه وسلم - كان يحدثنا الحديث فنحفظ فاحفظوا منا كما حفظنا منه (الدارمى ، والبيهقى ، والخطيب ، والحاكم) [كنز العمال 29494]
    أخرجه ابن عساكر (20 391) .
    وقد ورد بصيغ متعددة ومعاني متقاربة وكلها تجمع على المنع
    فالسبب في المنع كما يبدوهو خوف النبي الكريم (صلى الله عليه واله) وكذا الصحابة من بعده من أن يترك المسلمون القران ويعكفوا على الحديث الشريف ،بل ويجعلونه بديلا عن القران،
    ولكن هل يعقل ذلك؟؟؟
    هل يعقل ان الرسول(صلى الله عليه واله) وهو احرص الخلق على القران واعلمهم به لا يعرف ان القران قد تكفل به رب الارباب وخالق الاكوان؟
    ثم اين فصاحة العرب وقوة حافظتهم وبلاغتهم وشدة حرصهم على قرانهم (قال الأصمعي: قرأت هذه الآية)والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله) المائدة 38 وإلى جنبي أعرابي، فقلت: "والله غفور رحيم" سهواً، فقال الأعرابي: كلامُ من هذا؟ قلت: كلام الله، قال: أَعِدْ، فأعدتُ "والله غفور رحيم"، فقال: ليس هذا كلام الله، فتنبهت فقلت (والله عزيز حكيم
    )، فقال: أصبتَ هذا كلام الله، فقلت له: أتقرأ القرآن؟ قال: لا، قلت: فمن أين علمت أنّي أخطات؟ فقال: يا هذا عزَّ فحكم فقطع، ولو غفر ورحمَ لمَا قطع)[2]
    كما ان الوليد بن المغيرة المخزومي لما سمع بعض القرآن ـ وهو من المشركين، ولم يدخل الإسلام قلبه، ولا أنس بكلام الله، ولا حفظه، ومات على زندقته قال عندما سمع بعض ايات القران من الرسول الكريم(صلى الله عليه واله) : والله لقد سمعت منه كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإنّ له لحلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإنّ أعلاه لمثمر، وإنّ أسفله لمغدق، وانه ليعلو ولا يُعلى عليه، وما يقول هذا بَشَر
    [3]
    ثم ان هذه الروايات قد وردت عن الرسول(صلى الله عليه واله ) كما يدعون في اواخر سني عمره الشريف أي ان المسلمين قد سمعوا القران وحفضوا أغلبه ان لم يكن جميعه وهذا ما ذكره الخطيب البغدادي في كتابه –تقييد العلم- والشاهد في الرواية هو وجود ابو هريرة ومعلوم انه اسلم في اواخر حياة النبي الكريم(صلى الله عليه واله)
    13 - أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج ، بنيسابور ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، حدثنا العباس الدوري ، حدثنا عبد الله بن عمرو ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، قال : خرج علينا رسول الله ، صلى الله عليه ، ونحن نكتب الأحاديث ، فقال : « ما هذا الذي تكتبون ؟ » ، قلنا : أحاديث سمعناها منك . قال : « أكتابا غير كتاب الله تريدون ؟ ما أضل الأمم من قبلكم إلا ما اكتتبوا من الكتب مع كتاب الله » . قال أبو هريرة فقلت : أنتحدث عنك يا رسول الله ؟ قال : « نعم ، تحدثوا عني ولا حرج فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار » . كذا روى لنا السراج هذا الحديث ، ورواه غير الأصم ، عن العباس الدوري ، عن عبد الله بن عون الخراز ، عن عبد الرحمن بن زيد ، والله أعلم

    وفي المقابل نجد بعض النصوص التي تبين انه (صلى الله عليه واله)قد اذن بكتابة الحديث بل وامر به ومنها ما ورد في المعجم الاوسط للطبراني في اكثر من موضع
    5213 - حدثنا محمد بن النضر الأزدي قال : نا سعيد بن سليمان قال : نا عبد الله بن المؤمل ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عبد الله بن عمر قال : قلت : يا رسول الله ، أقيد العلم ؟ قال : « نعم » . قلت : وما تقييده ؟ قال : « الكتاب »
    وفي جامع الاحاديث40010
    - قلت يا رسول الله أقيد العلم قال نعم يعنى كتابتة (ابن عساكر) [كنز العمال 29539]
    أخرجه ابن عساكر (56/281) .
    وكذا في اتحاف الخيرة المهرة في المسانيد العشرة
    [367] قال: وثنا الهيثم، ثنا محمد بن شعيب وصدقة بن خالد، عن عتبة بن أبي حكيم، عن يزيد الرقاشي قال: "كنا إذا أكثرنا على أنس في الحديث أتانا بمخال له، فألقاها إلينا، فقال: هذه أحاديث سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكتبتها وعرضتها".
    [368]قال أحمد بن منيع: وثنا سريج بن النعمان، ثنا عبدالله بن المؤمل، عن ابن أبي مليكة، عن عبدالله بن عمرو قال: "قلت: يا رسول الله، أقيد العلم؟ قال: نعم ".
    ومن هذا يتبين ان الرسول الكريم(صلى الله عليه واله) لم يمنع من كتابة حديثه من قبل الصحابة،وعلى فرض انه منع من ذلك فانه عاد في حياته وأذن بالكتابة،ولعل اخرها يوم الخميس حين طلب من الصحابة كتفا ودواة ليكتب لهم (كتابا)لن يضلوا بعده ابدا ولكن بعض الحاضرين امتنع عن تلبية امر النبي وربما بدأت حينها فكرة منع تدوين الحديث بالظهور العلني وبقوة بعد ان كانت على استحياء

    والسؤال الذي يطرح هنا هل ان فكرة منع الحديث فكرة شخصية كانت عند البعض ،ام انها كانت تمثل تيارا واضح المعالم وله جذوربين المسلمين؟
    ويمكن استخلاص الجواب من الرواية التي وردت في عد ة من مصادر القوم وهي في سنن ابي داوود ومسند احمد وابن ماجة ،وقد صححها الذهبي وابن حجر:
    3161 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
    كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدُ حِفْظَهُ فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ وَقَالُوا أَتَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا فَأَمْسَكْتُ عَنْ الْكِتَابِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَوْمَأَ بِأُصْبُعِهِ إِلَى فِيهِ فَقَالَ اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ.
    فالذي يظهر من الرواية ان هناك تيارا من قريش كان يعارض كتابة الحديث بحجة ان النبي(صلى الله عليه واله) بشر كباقي البشر يفرح ويغضب وكل ذلك يخرجه عن حالته الطبيعية فلا يمكن الاعتماد على ما يتكلم به،فهم لم يكتفوا بمنع الحديث بل اتهموا الرسول بانه غير معصوم حتى في التبليغ،فما اعضمها من فرية وافضعها من تهمة؟!



    [1] كابن قتيبة وابن حجر ،ورد ذلك في كتاب (تأويل مختلف الحديث ،وهدي الساري)

    [2] الكشكول لبهاء الدين العاملي

    [3] المثل السائر لابن الاثير
    اللهم
    يا ولي العافية اسئلك العافية

    ودوام العافية وتمام العافية
    وشكر العافية
    عافية الدين والدنيا والاخرة بحق محمد وعترته الطاهرة

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      عهد ابي بكر
      نقل الحاكم فقال: حدثني بكر بن محمد الصيرفي بمرو أنا محمد بن موسى البربري أنا المفضل بن غسان أنا علي بن صالح أنا موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن عن إبراهيم بن عمر بن عبيد الله التيمي حدثني القاسم بن محمد قالت عائشة: جمع أبي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت خمسمائة حديث فبات ليلته يتقلب كثيرا قالت: فغمني فقلت: أتتقلب لشكوى أو لشيء بلغك؟ فلما أصبح قال: أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنار فحرقها فقلت: لم أحرقتها؟ قال: خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت ولم يكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذاك. فهذا لا يصح والله أعلم.كذا في تذكرة الحفاظ للذهبيوكذا أورد في مراسيله عن أبن أبي مليكة أن الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال: إنكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه.وقد دافع الذهبي عن سياسة الاول بقوله (فهذا المرسل يدلك أن مراد الصديق التثبت في الأخبار والتحري لا سد باب الرواية، ألا تراه لما نزل به أمر الجدة ولم يجده في الكتاب كيف سأل عنه في السنة، فلما أخبره الثقة ما اكتفى حتى استظهر بثقة آخر ولم يقل حسبنا كتاب الله كما تقوله الخوارج.)وخبر الجدة على ما ورد في تذكرة الحفاظ هو

      (
      امر الجدةاول من احتاط في قبول الاخبار فروى ابن شهاب عن قبيصة بن ذويب ان الجدة جاءت إلى ابي بكر تلتمس ان تورث فقال ما اجد لك في كتاب الله شيئا وما علمت ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر لك شيئا ثم سأل الناس فقام المغيرة فقال حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله يعطيها السدس فقال له هل معك احد فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك فانفذه لها أبو بكر رضى الله عنه / تذكرة الحفاظ الذهبي)
      وقد علق السيد الشهرستاني في كتابه (منع تدوين الحديث) على ما أورده الذهبي وأعتذاره عن ابي بكر ما نصه :
      (وهذا الكلام باطل، لانا نعلم أن منهج المتثبت والمحتاط هو الاصلاح والسعي إلى الامثل، لا الابادة والفناء، والخليفة بعمله وضح أنه لا يريد التثبت والتحري، لان الذي يريد تعمير عجلة ما لا يحق له إبادتها بدعوى إصلاحها، فالاصلاح يبتني على تعمير العجلة وإعدادها للعمل مرّة أخرى، لا إبادتها).انتهى.ثم ان قوله(فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه)يعني عدم الرجوع الى السنة الشريفة في كل شيئ والاكتفاء بالكتاب العزيز في استخراج الاحكام ، وهي نفس الدعوة التي صدرت يوم الخميس الذي سبق وفاة الرسول الكريم حيث اعلن بعض الحاضرين عن سياسة (حسبنا كتاب الله)والتي كانت بمثابة الاعلان الرسمي لعملية منع تدوين الحديث وعزله عن القران ،وهذه السياسة باطلة من وجوهالاول:ان القران كتاب سماوي جاء لبيان القواعد العامة والاحكام الكلية التي يحتاجها الانسان في حياته اليومية،والسنة انما جاءت لبيان ما اجمله القران وعليه فلا يمكن بحال الاكتفاء بالكتاب وحدة حتى قال الرسول الكريم (اني تارك فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي اهل بيتي...)الثاني:ان هذا القول منه يعني ان الكتاب لم يكن معمولا به بما يكفي حتى التفت اليه فامر بذلك وهذا خلاف الواقع،فهل يعقل ان الرسول كان مقصرا في حق القران الكريم وهو المأمور ببيانه وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) النحل؟ ام ان الظروف الانية حتمت على الخليفة ان يعزل القران عن السنة النبوية لان في بيانها تهديد لملكه الجديد
      فائدة:
      قال الذهبي في اخر اعتذره عن ابي بكر(ولم يقل حسبنا كتاب الله كما تقوله الخوارج)
      فهو يعترف ان الذي يقول حسبنا كتاب الله هو من الخوارج عن هذه الامة .فالحمد لله الذي اظهر الحق واجراه على السنة من جحده وهم له منكرون

      والحمد لله رب العالمين..
      اللهم
      يا ولي العافية اسئلك العافية

      ودوام العافية وتمام العافية
      وشكر العافية
      عافية الدين والدنيا والاخرة بحق محمد وعترته الطاهرة

      تعليق

      يعمل...
      X