منع تدوين الحديث عند السُُنّة
قال الله الحكيم في محكم كتابه الكريم في سو رة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله)
إياك وكتمان العلم ومنعه من المتعلمين فقد قال الله تعالى" وإذ أخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه "
وقال أيضا:" إذا ظهرت البدع في امتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله "وقال أيضا :من كتم علما نافعا ألجمه الله بلجام من نار
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ايها الاخوة الكرام ورحمة الله وبركاته
واسئل الله الموفقية للجميع بحق محمد واله الطاهرين
المقدمة
يعتبر الحديث النبوي الشريف الركن الاساسي الثاني في الشريعة المقدسة ،وما كان كذلك فهو على اهمية بالغة في الاسلام كونه مبينا لمجملات الاحكام الواردة في القران والتي لولاه لما تمكن المسلمون من معرفة ما يحتاجون اليه في حياتهم اليومية من احكام شرعية ومسائل عقدية ومنطلقات اخلاقية،فهي باختصار تبين للمسلمين كل ما يحتاجونه لاصلاح شؤون حياتهم الدنيوية والاخروية.وعلى هذا فكان لزاما على المؤمنين ان يهتموا كثيرا بكتابة وتدوين الحديث وحفظه من النسيان أوالضياع أو التزوير ،وهذا ما قام به ائمة اهل البيت (عليهم السلام) وبتوجيه مباشر من الرسول الكريم (صلى الله عليه واله )وعلى افضل وجه،فكثيرا ما سمعناه يأمر بالكتابة والتدوين وعلى كل حالة هو فيها (فان كل ما يخرج من فيه هو الحق ولا شئ غير الحق)ولا تعتقد اخي القارئ الكريم ان عملية الكتابة والحفظ هي عملية سهلة ويسيرة كما هي اليوم،بل انها من اعقد مما تتصور،خصوصا اذا عرفنا ان في المقابل كان هناك تيار معارض لكتابة كل ما ورد عن الرسول الكريم (خصوصا في عهد الاول والثاني )لاسباب سنمر عليها لاحقا، ان شاء الله.وسنحاول ان نبين ما وصل الينا من اسباب منع تدوين الحديث وبيان رأينا فيها علّنا نشارك ولو بنزر يسير في كشف ما خفي من حقائق ساهمت وبشكل كبير ومباشر في حياة الامة في حينها وفيما بعد لاخذ الموعظة والعبرة منها.وسيكون البحث على ثلاثة فصول:الفصل الاول سنتكلم فيه عن اثبات حادثة منع الحديثالفصل الثاني سنتكلم فيه عن اسباب المنع والجهات التي قامت بهالفصل الثالث سنتكلم فيه عن اهم نتائج هذه العمليةسائلين المولى العلي القدير ان يتقبل من الجميع اعمالهم باحسن القبول وان يجعل عواقب امور الجميع الى خير انه سميع مجيب..
قبل الدخول:
لعموم الفائدة ارتأينا ان نبين للقارئ ماذا تعني كلمة السنةالسنة هي كل ما صدر عن الرسول الكريم(صلى الله عليه واله)من قول أو فعل أو تقرير،ويشمل الاول كل الالفاظ التي نطق بها وخرجت من فمه الشريف،ويشمل الثاني كل ما قام به من افعال يفهم منها بيان تشريع،ويشمل الثالث كل ما يقره الرسول من اقوال أو أفعال صدرت من غيره وبمسمع ومرأى منه ولم يعلق عليها
الفصل الاول:
هل وقع المنع فعلا؟
في البدء لابد ان نعرف انه هل وقعت هذه الحادثة فعلا ،أي هل منع تدوين السنة النبوية الشريفة سواء اكان المنع في حياة الرسول الكريم (صلى الله عليه واله ) أم بعد وفاته ،ام انها من نسج الخيال؟او انها كانت حادثة عارضة ليست ذا بال؟ فلابد لنا ان نثبت العرش ثم النقش كما يقال.ولمعرفة حقيقة الامر ما علينا إلا أن نقرأ ما وصل الينا من نصوص ومحاولة استنطاقها إن تطلب الامر ذلك،والحمد لله فان النصوص واضحة وكثيرة وتبين لنا ان المنع قد وقع فعلا ولا مجال الى انكاره وهذا ما يعترف به جميع المسلمين
اخرج الحاكم في مستدركه :
401 - حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي ، ثنا أبو الوليد ، ثنا همام ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن من كتب عني شيئا سوى القرآن فليمحه » .
« هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه
تعليق الذهبي في التلخيص : على شرطهما
وكذا في جامع الاحاديث
:16872- لا تكتبوا عنى شيئا إلا القرآن فمن كتب عنى غير القرآن فليمحه وحدثوا عنى ولا حرج ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (أحمد ، ومسلم ، وأبو يعلى ، والدارمى ، وابن حبان عن أبى سعيد)أخرجه أحمد (3/39 ، رقم 11362) ، ومسلم (4/2298 ، رقم 3004) ، وأبو يعلى (2/416 ، رقم 1209) ، والدارمى (1/130 ، رقم 450) ، وابن حبان (14/147 ، رقم 6254) .
ونكتفي بهذه النصوص لوضوحها فلا حاجة للمزيد،ومن اراد الاستزادة فله مراجعة المطولات من متون الحديث فان فيها ما يريد.
يتبع في القسم الثاني ان شاء الله
هذا ودمتم سالمين
قال الله الحكيم في محكم كتابه الكريم في سو رة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله)
إياك وكتمان العلم ومنعه من المتعلمين فقد قال الله تعالى" وإذ أخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه "
وقال أيضا:" إذا ظهرت البدع في امتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله "وقال أيضا :من كتم علما نافعا ألجمه الله بلجام من نار
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ايها الاخوة الكرام ورحمة الله وبركاته
واسئل الله الموفقية للجميع بحق محمد واله الطاهرين
المقدمة
يعتبر الحديث النبوي الشريف الركن الاساسي الثاني في الشريعة المقدسة ،وما كان كذلك فهو على اهمية بالغة في الاسلام كونه مبينا لمجملات الاحكام الواردة في القران والتي لولاه لما تمكن المسلمون من معرفة ما يحتاجون اليه في حياتهم اليومية من احكام شرعية ومسائل عقدية ومنطلقات اخلاقية،فهي باختصار تبين للمسلمين كل ما يحتاجونه لاصلاح شؤون حياتهم الدنيوية والاخروية.وعلى هذا فكان لزاما على المؤمنين ان يهتموا كثيرا بكتابة وتدوين الحديث وحفظه من النسيان أوالضياع أو التزوير ،وهذا ما قام به ائمة اهل البيت (عليهم السلام) وبتوجيه مباشر من الرسول الكريم (صلى الله عليه واله )وعلى افضل وجه،فكثيرا ما سمعناه يأمر بالكتابة والتدوين وعلى كل حالة هو فيها (فان كل ما يخرج من فيه هو الحق ولا شئ غير الحق)ولا تعتقد اخي القارئ الكريم ان عملية الكتابة والحفظ هي عملية سهلة ويسيرة كما هي اليوم،بل انها من اعقد مما تتصور،خصوصا اذا عرفنا ان في المقابل كان هناك تيار معارض لكتابة كل ما ورد عن الرسول الكريم (خصوصا في عهد الاول والثاني )لاسباب سنمر عليها لاحقا، ان شاء الله.وسنحاول ان نبين ما وصل الينا من اسباب منع تدوين الحديث وبيان رأينا فيها علّنا نشارك ولو بنزر يسير في كشف ما خفي من حقائق ساهمت وبشكل كبير ومباشر في حياة الامة في حينها وفيما بعد لاخذ الموعظة والعبرة منها.وسيكون البحث على ثلاثة فصول:الفصل الاول سنتكلم فيه عن اثبات حادثة منع الحديثالفصل الثاني سنتكلم فيه عن اسباب المنع والجهات التي قامت بهالفصل الثالث سنتكلم فيه عن اهم نتائج هذه العمليةسائلين المولى العلي القدير ان يتقبل من الجميع اعمالهم باحسن القبول وان يجعل عواقب امور الجميع الى خير انه سميع مجيب..
قبل الدخول:
لعموم الفائدة ارتأينا ان نبين للقارئ ماذا تعني كلمة السنةالسنة هي كل ما صدر عن الرسول الكريم(صلى الله عليه واله)من قول أو فعل أو تقرير،ويشمل الاول كل الالفاظ التي نطق بها وخرجت من فمه الشريف،ويشمل الثاني كل ما قام به من افعال يفهم منها بيان تشريع،ويشمل الثالث كل ما يقره الرسول من اقوال أو أفعال صدرت من غيره وبمسمع ومرأى منه ولم يعلق عليها
الفصل الاول:
هل وقع المنع فعلا؟
في البدء لابد ان نعرف انه هل وقعت هذه الحادثة فعلا ،أي هل منع تدوين السنة النبوية الشريفة سواء اكان المنع في حياة الرسول الكريم (صلى الله عليه واله ) أم بعد وفاته ،ام انها من نسج الخيال؟او انها كانت حادثة عارضة ليست ذا بال؟ فلابد لنا ان نثبت العرش ثم النقش كما يقال.ولمعرفة حقيقة الامر ما علينا إلا أن نقرأ ما وصل الينا من نصوص ومحاولة استنطاقها إن تطلب الامر ذلك،والحمد لله فان النصوص واضحة وكثيرة وتبين لنا ان المنع قد وقع فعلا ولا مجال الى انكاره وهذا ما يعترف به جميع المسلمين
اخرج الحاكم في مستدركه :
401 - حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي ، ثنا أبو الوليد ، ثنا همام ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن من كتب عني شيئا سوى القرآن فليمحه » .
« هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه
تعليق الذهبي في التلخيص : على شرطهما
وكذا في جامع الاحاديث
:16872- لا تكتبوا عنى شيئا إلا القرآن فمن كتب عنى غير القرآن فليمحه وحدثوا عنى ولا حرج ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (أحمد ، ومسلم ، وأبو يعلى ، والدارمى ، وابن حبان عن أبى سعيد)أخرجه أحمد (3/39 ، رقم 11362) ، ومسلم (4/2298 ، رقم 3004) ، وأبو يعلى (2/416 ، رقم 1209) ، والدارمى (1/130 ، رقم 450) ، وابن حبان (14/147 ، رقم 6254) .
ونكتفي بهذه النصوص لوضوحها فلا حاجة للمزيد،ومن اراد الاستزادة فله مراجعة المطولات من متون الحديث فان فيها ما يريد.
يتبع في القسم الثاني ان شاء الله
هذا ودمتم سالمين
تعليق