
فلو ملأ شخص خزان الوقود وركب السيارة وأدار محركها وذهب نحو محطة البنزين التالية ،
ثم ملأ خزان الوقود من جديد ، وعاد وأدار المحرك وتوجه الى محطة بنزين ثالثة ، فكرر نفس العمل ثم تابع مسيره ،
فأي هدف يكون قد سعى وراءه ، وأي فائدة قد حصل ؟!
هذه ليست بحياة !!!فأن كان الهدف من ملء الوقود وتهيئة السيارة هو ان نتحرك من اجل الوصول الى مكان ما ، لنقوم بعدها بهذا العمل نفسه من جديد ،
لا نكون قد سعينا وراء اي هدف محدد .هذا المحرك الذي اسمه جسمنا ووجودنا ، لاي سبب نهتم به ؟؟هل نحن نتاول الطعام لنحيا ونمضي في طريقنا ( ومن ثم ) لنتحرك ونسعى ونؤمن الخبز ثانية فنأكل مرة اخرى ؟!!إننا فيما لوحصلنا هذا الخبز وتناولناه ، فسوف نكسب من ذلك الحياة والحرارة والقدرة من جديد .
ولكن ما الذي ينبغي حقيقة ان نفعله بهذه القدرة ؟
هل نتحرك مرة اخرى نحو الخبز ؟ هذه ليست بحياة !! هذا امر عبثي لاقيمة له .افهل يظل الانسان على مدى السنين المترامية يأكل كي يتمكن من العمل ، ثم ليؤمن بعمله ما يأكله ؟
ان هذه لدورة دائمة لا طائل وراءها .
ان هذه الحياة لا فائدة فيها .انا املأ سيارتي بالبنزين كي اتمكن من الوصول الى حيث المحبوب والى حيث لدي عمل هناك ،
بالطبع عندما اريد ان اصل الى ذلك المكان ، فأنني أختار طريقا تقع عليه محطة للبنزين .
لكن
ليس هو محطة البنزين تلك ، الهدف هو ذلك المكان .نحن يجب ان نتناول الطعام كي نملك القدرة والحياة لاجل الوصول الى مقصد .
فما هو ذلك المقصد ؟ هذا مايجب ان نبحث عنه .
وما هو ذلك المحبوب ؟ هذا ما ينبغي السعي خلفه .
أنه الاهداف والآمال التي تتعدى حدود اجسامنا وسعينا هو من اجل ذلك .
تعليق