بيان ضوابط صفات الله تبارك وتعالى بشكل واضح ومختصر

[مقداد الربيعي]

بسم الله الرحمن الرحيم

يقسم علماء الكلام الصفات الالهية الى ثلاثة اقسام هي :

1. الصفات الحقيقية المحضة .
2. الصفات الحقيقية ذات الاضافة .
   
3. الصفات الاضافية المحضة .

فما هي ضابطة كل قسم منها ؟
اما الصفات الحقيقية المحضة فملاكها : ان تكفي الذات الالهية بانتزاع الصفة من دون لحاظ اي شئ اخر وهي صفة الحياة فقط .
واما الصفات الحقيقية ذات الاضافة : فهي الصفات التي يتوقف انتزاعها على لحاظ شئ اخر غير الذات الالهية كالعلم والقدرة التي يتوقف انتزاع صفة العلم على لحاظ معلوم وتتوقف القدرة على لحاظ مقدور .
واما الصفات الاضافية المحضة : فهي التي يتوقف انتزاعها على وجود غير الله كالخالق والرازق ونحوها من صفات الفعل .
فان قيل ما هو الفرق بين الصفات الحقيقية ذات الاضافة والصفات الاضافية المحضة ؟
قلت : ان الصفات الحقيقية ذات الاضافة يتوقف انتزاعها على لحاظ شئ اخر وان لم يكن موجودا بخلاف الصفات الاضافية المحضة فهي التي ننتزعها من مقايسة الذات الالهية لموجود اخر ، فانتزاع الاولى يتوقف على لحاظ شئ اخر لا على وجوده بخلاف الثانية .

[همسات علي]

بارك الله بكم اخي الكريم على هذا التوضيح
ان لأئمة (صلوات الله وسلامه عليهم) عندما يتعرضون لصفاته تعالى يستعملون قيد التنزيه ونفي المشابهة مع مخلوقاته
قال العلامة الطباطبائي:
قد دلّ العقل والنقل أنّ كلّ صفة كمالية فهي له تعالى، وهو المفيض لها على غيره من غير مثال سابق، فهو تعالى عالم قادر حي، لكن لا كعلمنا وقدرتنا وحياتنا، بل بما يليق بساحة قدسه من حقيقة هذه المعاني الكمالية مجردة عن النقائص (1)
من هذا القبيل قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(2)

أقسام الصفات بشكل كلّي
إنّ الصفة تارة ينظر إليها بلحاظ حكايتها وعدمها عن أمر واقعي وجودي ورائها، فتنقسّم الصفات إلى الإيجابيّة والسلبيّة، والإيجابيّة بلحاظ نوع من الاعتبارات المعينة فيها تنقسم إلى حقيقيّة وإضافية، والحقيقيّة إلى محضة وذات إضافة.
وتارة أخرى ينظر للصفة من زاوية منشأ انتزاعها، فإن كانت منتزعة من مقام الذات سمّيت ذاتيّة، وإذا كانت منتزعة من مقام الفعل سمّيت فعليّة.
هذا، وللحكماء وعلماء الكلام إطلاقات أخرى على هذه الصفات فيعبّرون عن الصفات الإيجابيّة بالثبوتيّة والجماليّة، وعن السلبيّة بالجلاليّة. وقد يطلقون على الصفات الحقيقيّة اسم الصفات النفسية(3)
وأما أهل الحديث فلهم اصطلاح خاص في تقسيم الصفات، حيث يقسمونها إلى الصفات الخبريّة والذاتية(4).

والملخص اخي الكريم
إنّ الصفات باعتبار حكايتها وعدمها عن المطابق الخارجي تنقسم إلى الإيجابية والسلبية، والإيجابية إلى حقيقية وإضافية، والحقيقية إلى المحضة وإلى ذات الإضافة، وباعتبار منشأ انتزاعها، تقسّم إلى ذاتية وفعلية.



(1) تفسير الميزان، العلامة الطباطبائي: ج 8، ص343، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي.
(2) الشورى اية 11
(3) انظر: تصحيح اعتقادات الأمامية، المفيد، ص40
ومحاضرات في الإلهيات، السبحاني، ص85، مؤسسة الإمام الصادق ، والحكمة المتعالية، صدر الدين الشيرازي، ج6، ص 118، مكتبة المصطفوي
(4 ) الإلهيات، السبحاني، ص115، تلخيص علي رباني الگلبيگاني

[احمد العماري]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد السلام على الاخ الربيعهي ورحمة الله وبركاته
تلخيص جميل واكثر من رائع والذي زاد من روعته الاخ همسات علي بالاضافة المتالقة
وليت وجدتُ جوابا من الاخت الفاضلة حول الكلام الاخير

والملخص اخي الكريم
إنّ الصفات باعتبار حكايتها وعدمها عن المطابق الخارجي تنقسم إلى الإيجابية والسلبية، والإيجابية إلى حقيقية وإضافية، والحقيقية إلى المحضة وإلى ذات الإضافة، وباعتبار منشأ انتزاعها، تقسّم إلى ذاتية وفعلية.

اعزكم الله