الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وآله الطاهرين ..
يشير القرآن الكريم في سورة التوبة (براءة) وسورة التحريم إلى تصاعد حدّة العداء للنبيّ (صلى الله عليه وآله) لدى جماعة ممّن كان معه وممّن يحيط به، وكذلك كتب الحديث والسيَر والتواريخ، وقد بلغ هذا العداء ذروته بتدبيرهم محاولة للفتك به (صلى الله عليه وآله):كما حدث ذلك له(صلى الله عليه وآله):
في رجوعه من تبوك عند العقبة، ومدبّريها عُرفوا بـ: أهل العقبة..
قال تعالى: ( ولئن سألتَهم ليقولُنّ إنّما كنّا نخوضُ ونلعبُ قلْ أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤنَ * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانِكمْ إن نعفُ عن طائفة منكم نعذّبْ طائفةً بأنّهم كانوا مُجرمين )
وقال تعالى في السورة نفسها أيضاً: ( يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمةَ الكفر وكفروا بعد إسلامِهم وهَمّوا بما لم ينالوا وما نَقَموا إلاّ أن أغناهُمُ اللهُ ورسوله من فضله فإن يتوبوا يكُ خيراً لهم وإن يَتولّوْا يعذّبهُمُ اللهُ عذاباً أليماً في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من وليّ ولا نصير )
قال الطبرسي في مجمع البيان في ذيل الآيات الأُولى: " قيل: نزلت في اثني عشر رجلاً وقفوا على العقبة ليفتكوا برسول الله (صلى الله عليه وآله) عند رجوعه من تبوك، فأخبر جبرئيل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك وأمره أن يرسل إليهم ويضرب وجوه رواحلهم، وعمّار كان يقود دابّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحذيفة يسوقها، فقال لحذيفة: اضرب وجوه رواحلهم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّه فلان وفلان. حتّى عدّهم كلّهم.
فقال حذيفة: ألا تبعث إليهم فتقتلهم؟!
فقال: أكره أن تقول العرب لمّا ظفر بأصحابه أقبل يقتلهم.
______________________________________
إن المجموعة التي تآمرت على تنفير ناقة النبي (صلى الله عليه وآله)عند العقبة وصفوا بالنفاق وقد عرفهم حذيفة من رواحلهم لانهم كانوا ملثمين وعرّفه النبي (صلى الله عليه وآله) بأسمائهم فكان كما يقول النووي في تهذيب الأسماء واللغات ج1 ص154:صاحب سر رسول الله في المنافقين يعلمهم وحدة ، وقال أيضاً : سأله عمربن الخطاب هل في عمالي
أحد منهم ؟
فقال: نعم واحد !!
قال: من هو؟
فقال : لا أذكره !
ومع ذلك يظهر مما سبق أن النبي (صلى الله عليه وآله) سمّاهم وغيرهم من المنافقين إلا أن التعتيم الفضيع لم يسمح لأحد أن يسميهم حتى لا يخدش بعدالة الصحابة هل هؤلاء الصحابة الذين أختارهم الله تعالى لنصرت نبيه واقامة دينه أم هؤلاء الذين يتربصون الدوائر حتى وصل الأمر بأنهم أرادوا قتل النبي(صلى الله عليه وآله).
أما موقف الشيعة من هؤلاء فإنهم لا تأخذهم في الله لومت لائم فهم يعطوا لكل صحابي ما يستحق ، نعم يحترمون من كان منهم على هدى ويبغضون من كان منهم منافقا، وهذا أمر واضح فإن الدين الإسلامي يأمر بذلك حتى نعرف من هو عدو الدين وإلا نكون كمن ينعق وراء كل ناعق ولا نعرف الحق مع من منهم حتى نتبعه .
فلاحوله ولا قوة الآ بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون...