آية الطاعة
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (1)
في هذه الآية الكريمة خمس بحوث ؟
المبحث الاول : اقوال المفسرين في( معنى أولي الأمر) من السنة والشيعة .
المبحث الثاني: دلالة الآية على الإمامة والولاية.
المبحث الثالث : الاستفادة عصمة اولي الامرمن الآية الشريفة .
المبحث الرابع :ما هو المراد من( اولي الأمر ) مفهوما ومصداقا عند الشيعة والسنة .
نبحث فيه هل هنا أحاديث صحيحة عند السنة وكذلك عرض البحث الاوحدي الذي يستدل به السنة على خلافة أبو بكرو عمر(اقتدوا بالذين من بعدي ابوبكر وعمر ) وكذلك نعرض دليل الشيعة ان المراد منهم (الامام علي وأولاده –عليهم السلام)
المبحث الخامس: جملة من الإشكالات على الشيعة في فهم الآية.
المبحث الأول:
عقيدة المفسرين سواء أكانوا شيعية أو سنية ؟
الطرف السني:
قول المفسر السني (الطبري وهو جامع البيان ) ثم نذكر من صحيح البخاري
كلام الطبري في تفسير هذه الآية على أربع أقوال ؟
القول الاول : أنهم الامراء والولاة .
القول الثاني: أهل العلم.
القول الثالث: أصحاب النبي.
القول الرابع: خصوص أبو بكر وعمر.
سؤال: ماذا يرجح الطبري من هذه الأقوال ؟
يرجح الأول: قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: هم الأمراء والولاة )لماذا اختار هذا ؟ قال: لصحة الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر بطاعة الأئمة والولاة فيما كان [لله] طاعةً، وللمسلمين مصلحة،)ويعتبر هذا التفسير من أهم التفاسير عند السنة وخصوصا عند إمامهم ابن تيميه الذي قال فيه (انه لا ينقل الموضوعات )
سؤال: للطبري ماذا أفادت أحاديث النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) ؟
ج: طاعة الأئمة والولاة ؟
سؤال: هل طاعتهم مطلقة أو مقيدة ؟
ج :مقيدة ، (فيما كان [لله] طاعةً، وللمسلمين مصلحة،) وسوف نناقش الطلاق والتقيد فيما بعد !!!!!!!!!!!!!!!
مناقشة الطبري:
اولا :قال أن هنالك أحاديث صحيحة
الحديث الأول:
{حدثني علي بن مسلم الطوسي قال، حدثنا ابن أبي فديك قال، حدثني عبد الله بن محمد بن عروة، عن هشام بن عروة، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيليكم بعدي ولاة، فيليكم البَرُّ ببِرِّه، والفاجر بفجوره، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق، وصلُّوا وراءهم. فإن أحسنوا فلكم ولهم، وإن أساؤوا فلكم وعليهم (3) }
مناقشة الرواية من جهتين ؟
الأولى :السند ؟
فيها (عبد الله بن محمد بن عروة )
قال احمد شاكر محقق الكتاب : في تعلقته على الحديث :
عبد الله بن محمد بن عروة: هو عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير المدني. قال أبو حاتم: "هو متروك الحديث ، ضعيف الحديث جدًا". وقال ابن حبان: "يروى الموضوعات عن الثقات". مترجم في لسان الميزان 3: 331 - 332 ، وابن أبي حاتم 2 / 2 / 158.
فهذا حديث ضعيف جدًا ، لم نجده إلا في هذا الموضع.
وقد نقله ابن كثير 2: 495 ، والسيوطي 2: 177- ولم ينسباه لغير الطبري.
الثاني : دلالة الحديث ؟
إن الحديث لم يفسر الآية لأنه لم يعطي مقام لولاة الأمر.
لقائل أن يقول ماهو الدليل على ذلك؟
اولا : الآية وحدت بين الطاعتين بين طاعة اولي الامر وبين طاعة الرسول فلهذا قالت الآية (و اولي الامر )ولم تقل (وأطيعوا اولي الامر ) فإذا قلنا إن طاعة اولي الامر مقيدة فانه يلزم منه تقيد طاعة الرسول، (ولان الطاعة واحدة ) ولهذا لم تتكرر الطاعة بخلاف طاعة الله لأنها طاعة مختصة به أولا وبذات ، هذا الامرالاول .
الامر الثاني : اذا قيدت طاعة اولي الامر بطاعة الله تعالى والرسول فتكون طاعة اولي الامر مثل طاعة الابن للاب فلا توجد ميزة في الاية .
ثانيا : إن الحديث ناظر إلى أمر أخر وهو تقسيم اولي الامر الى ( بر و فاجر ) مع العلم إن الولاة المذكورين في الحديث ليس هم اولي الامر في الاصطلاح القرآني ؟
هنا سؤال : هل يمكن أن نجعل طاعة الفاجر على حد طاعة النبي ؟!!!!!!!!!!!!
ج : لا يصح هذا القول لانه ورد في الحديث أن طاعة اولي الامر(البر والفاجر) مقيدة وطاعة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) مطلقة ، فلا يصح إذن هذا السؤال فراجع .
لقائل أن يقول :
هنا طاعة الولاة واجبة حتى لو كانوا فاجرين ! لان فيها مصلحة للناس ؟
ج: هذا يلزم أن لا تكون لأولي الامر طاعة فتكون الطاعة لله والرسول فقط فما هي الميزة لاولي الامر بالمخاطبة ؟
وبعبارة أخرى :فلا يكون ميزة لأولي الامر عن غيرهم فتشمل الآية المؤمنين كذلك (اذاقلنا بتفيد الطاعة )
الحديث الثاني :
{حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا يحيى، عن عبيد الله قال، أخبرني نافع، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: على المرء المسلم، الطاعةُ فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية؛ فمن أمر بمعصية فلا طاعة. (4) }
والحديث لادخل له بالآية الشريفة ؟؟؟
الحديث الثالث :في صحيح البخاري
{حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأَمْرِ مِنْكُمْ ) . قَالَ نَزَلَتْ فِى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِىٍّ ، إِذْ بَعَثَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فِى سَرِيَّةٍ . (5) }
اولا :هذا يسمى اثر وليس حديث لانه ابن عباس ينقل لنا سبب النزول وليس ينقل حديث عن النبي .
ثانيا :هل نستطيع ان نعتبر ان الاية طبقت على عبدالله بن حذافة فكان احد مصاديقها وهذا الامر مبني على قاعدة ( الجري القراني ) ان الاية لها اكثر من مصداق تنطبق عليه .
يقول العيني في شرح البخاري ( احد عشرا قولا )
{قوله وأولى الأمر منكم في تفسيره أحد عشر قولا الأول الأمراء قاله ابن عباس وأبو هريرة وابن زيد والسدي الثاني أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما قاله عكرمة الثالث جميع الصحابة قال مجاهد الرابع الخلفاء الأربعة قاله أبو بكر الوراق فيما قاله الثعلبي الخامس المهاجرون والأنصار قاله عطاء السادس الصحابة والتابعون السابع أرباب العقل الذين يسوسون أمر الناس قاله ابن كيسان الثامن العلماء والفقهاء قاله جابر بن عبد الله والحسن وأبو العالية التاسع أمراء السرايا قاله ميمون بن مهران ومقاتل والكلبي العاشر أهل العلم والقرآن قاله مجاهد واختاره مالك الحادي عشر عام في كل من ولي أمر شيء وهو الصحيح وإلي مال البخاري بقوله ذوي الأمر قوله نزلت في عبد الله بن حذافة قد مرت ترجمته (6) }
اذن : لايوجد دليل عندهم مع العلم انها من اهم الأبحاث هنا )
فيكون هذا الحديث مصدقا لقواه تعالى {(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)النساء }
وهنا سوف نقوم بعرض إشكالات الرازي على قول البخاري
الإشكال الأول :
{وأما سؤالهم الثاني فهو مدفوع ، لأن الوجوه التي ذكروها وجوه ضعيفة ، والذي ذكرناه برهان قاطع ، فكان قولنا أولى ، على أنا نعارض تلك الوجوه بوجوه أخرى أقوى منها : فأحدها : أن الأمة مجمعة على أن الأمراء والسلاطين إنما يجب طاعتهم فيما علم بالدليل أنه حق وصواب ، وذلك الدليل ليس إلا الكتاب والسنة ، فحينئذ لا يكون هذا قسما منفصلا عن طاعة الكتاب والسنة ، وعن طاعة الله وطاعة رسوله ، بل يكون داخلا فيه ، كما أن وجوب طاعة الزوجة للزوج والولد للوالدين ، والتلميذ للأستاذ داخل في طاعة الله وطاعة الرسول (7) }
الإشكال الثاني :
{أن طاعة الله وطاعة رسوله واجبة قطعا ، وعندنا أن طاعة أهل الاجماع واجبة قطعا ، وأما طاعة الأمراء والسلاطين فغير واجبة قطعا ، بل الأكثر أنها تكون محرمة لأنهم لا يأمرون إلا بالظلم ، وفي الأقل تكون واجبة بحسب الظن الضعيف ، فكان حمل الآية على الإجماع أولى ، لأنه أدخل الرسول وأولي الأمر في لفظ واحد وهو قوله : { أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأمر } فكان حمل أولي الأمر الذي هو مقرون بالرسول على المعصوم أولى من حمله على / الفاجر الفاسق .}
الطرف الشيعي:
الأول :الأحاديث :
الكافي (8) :للشيخ ثقة الإسلام الكليني في باب ما نص الله عزوجل ورسوله على الائمة عليهم السلام واحدا فواحدا .
{علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس وعلي بن محمد، عن سهل ابن زياد أبي سعيد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم " فقال: نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام: فقلت له: إن الناس يقولون: فما له لم يسم عليا وأهل بيته عليهم السلام في كتاب الله عز و جل؟ قال: فقال: قولوا لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وآله نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم، ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم، ونزل الحج فلم يقل لهم: طوفوا اسبوعا حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم، ونزلت " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " - ونزلت في علي والحسن والحسين - فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: في علي: من كنت مولاه، فعلي مولاه، وقال صلى الله عليه وآله اوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي، فإني سألت الله عزوجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض، فأعطاني ذلك وقال:}
من الذي صحح هذا الحديث ؟
1-العلامة المجلسي في مراة العقول في أخبار الرسول :ج3 ص 231
2- السيد الخوئي في تفسير البيان ص231
3- الشيخ المظفر في الشافي في شرح اصول الكافي القسم الثاني ج3 ص294
كتب التفاسير ؟
الشيخ الطوسي في تفسير التبيان ج3
وروى أصحابنا عن أبي جعفر وأبي عبدالله (ع) أنهم الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وآله فلذلك أوجب الله تعالى طاعتهم بالإطلاق، كما أوجب طاعة رسوله وطاعة نفسه كذلك. ولا يجوز إيجاب طاعة أحد مطلقا إلا من كان معصوما مأمونا منه السهو والغلط، وليس ذلك بحاصل في الامراء، ولا العلماء، وإنما هو واجب في الأئمة الذين دلت الأدلة على عصمتهم وطهارتهم
وهنا قاعدة سوف يأتي الكلام عليها هي (هل يأمر الله بطاعة احد طاعة مطلقة ولا يكون معصوما ) وهو محال ؟
وهنا وقفه ؟
لو استعرضنا الأدلة الشيعية والسنية فماذا يحتم علينا المنهج الموضوعي ؟
نقول يجب الرجوع إلى بينات الرسول الأعظم (ص) لماذا ؟ لأنه يقول {اوتيت القران ومثله معه }
وكما أشارت أحاديث أهل البيت أن المضامين القرآنية أن النبي هو الذي يفسرها ؟
إذن : ما جاء به الرسول يجب الاعتماد عليه لماذا ؟
لأنه { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) النجم }
لماذا لاينطق عن الهوى ؟
{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) الحاقة }
--------------------------------------------
1.النساء.59
2.تفسير الطبري ،ج 8 ،الباب 59 ،ص 502
3. نفس المصدر
4-نفس المصدر ،ص 503
5.صحيح البخاري ،باب (اولي الامر منكم) ص127 ،رقم الحديث 4584
6.عمدة القاري في شرح صحيح البخاري ،باب قوله تعلى اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامرمنكم ، الجزء27 ،ص 27
7.الرازي ،التفسير الكبير ،باب (النساء 59 قوله يا ايها الذين امنوا) ،ج 10 ، ص 117
8. الكافي :للشيخ ثقة الإسلام الكليني في باب ما نص الله عزوجل ورسوله على الائمة عليهم السلام واحدا فواحدا . ج1 ،ص424
تعليق