إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما هو الفارق بين الثورة المرتبطة بالسماء وبين الثورات البشرية ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هو الفارق بين الثورة المرتبطة بالسماء وبين الثورات البشرية ؟



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	ansar-ama5d9e7e901.jpg  
مشاهدات:	1 
الحجم:	42.8 كيلوبايت 
الهوية:	161850


    كل ثورة عبارة عن إنقلاب على الواقع وبالتالي تحتاج الى اساس تنطلق منه وتستمد منه حيوتها وإندفاعاتها .
    فلدينا نوعان من الاسس التي تنطلق منه الثورات :
    1- الاساس الذي تنطلق منه الثورات البشرية المنقطعة عن السماء والذي يتمثل بالمشاعر والعواطف المتقدة في نفوس المستضعفين والمشاعر لها اساسان لبناءها :
    ا- الاساس الدنيوي .
    ب- الاساس الاخروي .

    فالاساس الدنيوي هو ان المظلوم لديه مشاعر مشابهة لمشاعر الظالم لان الظالم ظلم لانه يحب الدنيا والمظلوم يثور لانه يحب الدنيا ايضا
    (لانه حُرم من الدنيا) ، وهذا الاساس لايحل مشكلة وانما يغير مواقع الظلم فالمظلوم يتحول الى ظالم والظالم الى مظلوم .

    بينما الاساس الثاني (الاساس الاخروي) اساس يتجه الى تحقيق صفات الله عزوجل .
    هناك علاقة طردية بين المشاعر المتقدة وبين سوء حالة المستضعفين وشدة حالة المستكبرين فكلما ازدادت حالة المستضعفين سوءا استعرت واتقدت لتغير الواقع وهكذا للمستكبرين كلما زادت غطرستهم واستكبارهم واستهتارهم بحقوق الجماعة كلما ازدادت المشاعر المتقدة .
    وهذه المشاعر المتقدة حتى تتحول الى ثورة تحتاج الى جملة من التحولات والتحول الاول لابد لها من بؤرة تستقطب هذه المشاعر مثل المغناطيس وبرادة الحديد المشتتة وهذه البؤرة بمرور الزمن تستطيع ان تنضج قيادة تقود هذه المشاعر وحينئذ تعلن ثورة . وبالتالي نصل الى نتيجة

    ( ان هذا الاساس للثورة قد نتج من نفس ظروف الاجواء التي خلقتها ظروف الاستغلال )

    الاستغلال يبث اثاره في جميع النفوس سواء المُستغل والمُستغِل وكلاهما يكون حرصاً مسعورا على المصالح الشخصية ينعكس في نفوس المستكبرين الذين يملكون القدرة بصورة سيطرة وتملك وهذا الشيء ينعكس على نفوس المستضعفين بصورة مقاومة فتارة صامتة وتارة متحركة وتارة ثائرة .
    فبالتالي الاستغلال ينتج الحرص على المصالح الشخصية ، فكلاهما خريجان مدرسة واحدة وتزق في نفوسهم مشاعر واحدة وهي الحرص على المصالح الشخصية . وبالتالي فأن الثورة التي تنشأ على ايدي المستضعفين الذين تعتري في نفوسهم المشاعر الشخصية ليست ثورة كاملة
    لانها لاتصفي الاستغلال
    وانما هي تغير في موضع الاستغلال وهذه الثورة سواء كانت حارة ساخنة حمراء ام باردة كثورة الاصابع البنفسجية ، فالسؤال :


    هل ان الجديد الذي يأتي هو من نفس مدرسة السابق ام مغاير ؟

    اذا كانت نفس المدرسة فحينئذ لم ننتظر تغير وان وجد الاختلاف فالاختلاف شكلي لا يمس الجوهر .
    2- الاساس الثاني :

    هذا الاساس لا يستهدف تصفية الروافد بل ينطلق الى المنابع اي انه استئصال المشاعر التي خلقتها ظروف الاستغلال ويقوم بعملية إزالتها بتجفيفها والاتيان بمشاعر جديدة وبتعبير ادق هو ان :
    هذه المشاعر التي ولدتها ظروف الاستغلال يأتي الاساس الثاني بتطويرها وتوجيهها الى الطريق الصحيح .
    فالاساس الاول يقول لكلا المستضعفين والمستكبرين

    إحرص على المصالح الشخصية في الدنيا-------- تنافس وتكالب ولكن وإضطهاد ---------- دنيا الغاب

    الاساس الثاني يقول لا مانع من المصالح الشخصية ولكن ليس تتكرس فقط في الدنيا فقد تتطلب ان تضخي بالدنيا في سبيل الآخرة ، وهذا متمثل في ثورة الامام الحسين (عليه السلام) وهذه هي الثورة الحقيقية .

    والمشاعر التي ولدها الاساس الثاني هي الاحساس بالقيم الموضوعية وليس الاعتقاد فمرة نعتقد بالقيم ومرة نشعر بأهمية القيم ، فالقيم هي قيم العدل وقيم الحق والقسط والاعتقاد بالله سبحانه تعالى .
    فالامام الحسين سلام الله عليه قال مقولة في خِضم عاشوراء (( الاً كأن الدنيا لم تكن وكأن الآخرة لم تزل )) .
    فالامام الحسين لم يتعامل مع الآخرة كأنها شيء غائب وإنما كشيء موجود .
    وبعبارة اُخرى هناك عملية بناء في الدنيا للحق والقسط تدعوا اليها الآخرة فمن آمن بالآخرة اندفع نحو تحقيق
    قيم الحق والعبودية لله .

    ومثال على ذلك :
    الثائر النموذجي امير المؤمنين ( عليه السلام ) في معركة الخندق وموقفه مع عمر بن ود العامري ، فأمير المؤمنين
    امسك عن قتله للحظات لان هذا الكافر قد اغضبه واراد من هذا الامساك ان يكون قتله لله وليس لمشاعره الشخصية
    بالرغم من ان غضبه غضب مقدس ، ولذلك قيل في ضربته تعدل عبادة الثقلين لان امير المؤمنين (عليه السلام)
    اوجد فتحين وانتصارين في جهاده الاصغر وجهاده الاهم والاكثر روعة جهاده الاكبر .
    وهذه من اخلاقيات الثورة وحقيقة الثورة التي يريدها الانبياء .

    والمشاعر التي تأتي ثورة الانبياء بها تتبنى تصفية الاستغلال وتنزع وسائل السيطرة من المستغلين لا طمعا بها
    بل ايمانا منها انها من حق الجماعة البشرية كلها لانها ملك الله وتلغي العلاقات الاجتماعية التي نشأت على اساس الاستغلال
    ومثال على ذلك :

    ففي الساحة العراقية صدام الظالم والبعث انشأ علاقات اجتماعية من حزب ومخابرات وفدائيين وما شاكل نشأت هذه العلاقات
    بفعل ظروف الاستغلال ، ونحن عندما نريد التغير فلابد من ان تُلغى هذه العلاقات من اجل إعادة الشروط الضرورية
    لممارسة الخلافة على الارض .

    والسؤال يرد هنا :
    هل ان التغير الذي حصل في الساحة العراقية من الاساس الاول ام من الاساس الثاني ؟

    ونقول اذا كان التغير منطلق من المشاعر للمصلحة الشخصية اي من الاساس الاول فلا خير فيه ، واما اذا كان من منطلق الاساس الثاني فهو تغير مُمهد لثورة الامام (عجل الله فرجه)
    ونحن حتى نكون من المُمهدين لابد ان نضمن ان هذه المشاعر التي قامت بالتغير منطلقا من خط التغير ومن الاساس الثاني .

    (و أن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه» الجن (16) .










  • #2
    في انتظار النور وفقكم الله لكل خير شكرا لكم على الموضوع القيم

    تعليق


    • #3

      شكري وامتناني لمشرف القسم لمروره الكريم

      تعليق

      يعمل...
      X