بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى:
يَا أَيّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67).
هذه الآية المباركة من سورة المائدة احد الادلة القرآنية على التنصيب الالهي لخلافة الارض بعد النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وهو الوصي الامام (علي بن ابي طالب)(عليه السلام). هذه الآية نزلت قبيل حجة الوداع وهي اخر حجة حجها النبي بعدها، التحق بالرفيق الاعلى حيث قال (صلى الله عليه واله ) اني ذاهب الى المغيب اوشك ان ادعى فأجيب. فلننطق التفاسير لنجد ما تنطق به حول هذه الآية المباركة: قرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر " رسالاته " على الجمع. الباقون " رسالته " على التوحيد. من قرأ على الجمع ذهب إلى أن الانبياء يبعثون بضروب الرسائل واختلاف العبادات. ومن وحد، فلانه يدل على الكثرة. قيل في سبب نزول هذه الآية أربعة أقوال: الاول - قال محمد بن كعب القرطي، وغيره: إن اعرابيا هم بقتل النبي صلى الله عليه وآله فسقط السيف من يده وجعل يضرب برأسه شجرة حتى انتثر دماغه.
الثاني - أن النبي صلى الله عليه وآله كان يهاب قريشا فأزال الله عز وجل بالآية تلك الهيبة. وقيل كان للنبي صلى الله عليه وآله حراس بين أصحابه، فلما نزلت الآية قال الحقوا بملاحقكم، فان الله عصمني من الناس.
الثالث - قالت عائشة إن المراد بذلك إزالة التوهم أن النبي صلى الله عليه وآله كتم شيئا من الوحي للتقية.(1).
الرابع - قال أبو جعفر وأبو عبدالله (عليهما السلام) إن الله تعالى: لما أوحى إلى النبي صلى الله عليه وآله أن يستخلف عليا كان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه، فأنزل الله تعالى هذه الآية تشجيعا له على القيام بما أمره بأدائه. والآية فيها خطاب للنبي صلى الله عليه وآله وإيجاب عليه تبليغ ما أنزل اليه من ربه وتهديد له إن لم يفعل وانه يجري مجري إن لم يفعل ولم يبلغ رسالته. فان قيل كيف يجوز ذلك؟ ولا يجوز أن يقول: إن لم تبلغ رسالته فما بلغتها لان ذلك معلوم لا فائدة فيه ! قلنا: قال ابن عباس: معناه إن كتمت آية مما أنزل اليك فما بلغت رسالته والمعنى ان جريمته كجريمته لو لم يبلغ شيئا مما أنزل اليه في انه يستحق به العقوبة من ربه.
وقوله " والله يعصمك من الناس " معناه يمنعك أن ينالوك بسوء من فعل أوشر أو قهر. وأصله عصام القربة، وهو وكاؤها الذي يشد به من سير أو خيط. فأخذ
رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على (عليه السلام) فقال : يا ايها الناس انه لم يكن نبى من الانبياء ممن كان قبلى الا وقد عمره الله ثم دعاه فأجابه ، فاوشك ان ادعى فأجيب ، وانا مسئول وأنتم مسئولون فماذا انتم قائلون ؟ فقالوا : نشهد انك قد بلغت ونصحت وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين ، فقال : اللهم اشهد ثلث مرات ، ثم قال : يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدى فليبلغ الشاهد منكم الغائب (2).
في اصول الكافي: عن على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبى الجارود
جميعا عن أبى جعفر عليه السلام قال أمر الله عز وجل رسوله بولاية على وانزل عليه ، ( انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون ) فرض الله ولاية اولى الامر فلم يدروا ماهى ، فأمرالله محمدا صلى الله عليه وآله ان يفسر لهم الولاية
كما فسر لهم الصلوة والزكوة والصوم والحج ، فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وتخوف عن أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه عزوجل ، فأوحى الله اليه : ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )فهذا الشطر من هذه الآية المباركة قد اكذب وابطل الله جلاوعلا الذين اتهموا الرسول الاعظم بالسحر في قوله ان يتبعون الا رجلا مسحوراً (3). فصدع بأمر الله تعالى ذكره ، فقام بولاية على عليه السلام يوم غدير خم فنادى الصلوة جامعة ، وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب .
قال عمر بن اذينة ، قالوا جميعا غير أبى الجارود قال أبو جعفر عليه السلام ، وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخرى ، و كانت الولاية آخر الفرائض ، فانزل الله عز وجل ، ( اليوم اكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ) قال ابو جعفر عليه السلام يقول الله عزوجل
لا انزل عليكم بعد هذه فريضة قد اكملت لكم دينكم الفرائض .
عن الامام الباقر (عليه السلام) : حجّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) من المدينة - وقد بلّغ جميعَ الشرائع قومَه، غير الحجّ والولاية - فأتاه جبرئيل (عليه السلام) ، فقال له: يا محمّد، إنّ اللَّه جلّ اسمه يُقرئُك السلام، ويقول لك: إنّي لم أقبض نبيّاً من أنبيائي ولا رسولاً من رسلي إلّا بعد إكمال ديني، وتأكيد حجّتي، وقد بقي عليك من ذاك فريضتان ممّا تحتاج أن تبلّغهما قومك: فريضة الحجّ، وفريضة الولاية والخلافة من بعدك؛ فإنّي لم اُخلِ أرضي من حجّة، ولن اُخليها أبداً. فإنّ اللَّه - جلّ ثناؤه - يأمرك أن تبلّغ قومك الحجّ، وتحجّ، ويحجّ معك من استطاع إليه سبيلاً من أهل الحضر والأطراف والأعراب، وتعلّمهم من معالم حجّهم مثل ما علّمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، وتوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلّغتهم من الشرائع.
فنادى منادي رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) في الناس: ألا إنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يريد الحجّ، وأن يعلّمكم من ذلك مثل الذي علّمكم من شرائع دينكم، ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه من غيره.
فخرج(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، وخرج معه الناس، وأصغوا إليه؛ لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله. فحجّ بهم، وبلغ مَن حجّ مع رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) - من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب - سبعين ألف إنسان، أو يزيدون، على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألفاً.
فلمّا وقف بالموقف أتاه جبرئيل(عليه السلام) عن اللَّه عزّوجلّ، فقال: يا محمّد، إنّ اللَّه عزّوجلّ يُقرئُك السلام ويقول لك: إنّه قد دنا أجلُك ومدّتك، وأنا مستقدمك على ما لابدّ منه ولا عنه محيص، فاعهد عهدك، وقدّم وصيّتك، واعمد إلى ما عندك؛ من العلم، وميراث علوم الأنبياء من قبلك، والسلاح، والتابوت، وجميع ما عندك من آيات الأنبياء، فسلِّمه إلى وصيّك وخليفتك من بعدك؛ حجّتي البالغة على خلقي؛ عليّ بن أبي طالب، فأقمه للناس علماً، وجدّد عهده وميثاقه وبيعته، وذكِّرهم ما أخذتَ عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتَهم به، وعهدي الذي عهدتَ إليهم؛ من ولاية وليّي ومولاهم ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة عليّ بن أبي طالب؛ فإنّي لم أقبض نبيّاً من الأنبياء إلّا من بعد إكمال ديني وحجّتي، وإتمام نعمتي؛ بولاية أوليائي، ومعاداة أعدائي، وذلك كمال توحيدي وديني.
وإتمام نعمتي على خلقي باتّباع وليّي وطاعته؛ وذلك أنّي لا أترك أرضي بغير وليّ ولا قيّم؛ ليكون حجّةً لي على خلقي فالْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِينًا بولاية وليّي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة؛ عليّ عبدي، ووصيّ نبيّي، والخليفة من بعده، وحجّتي البالغة على خلقي، مقرونةٌ طاعته بطاعة محمّد نبيّي، ومقرونة طاعته مع طاعة محمّد بطاعتي، من أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، جعلته علماً بيني وبين خلقي فلمّا بلغ غدير خمّ - قبل الجحفة بثلاثة أميال - أتاه جبرئيل(عليه السلام) - على خمس ساعات مضت من النهار - بالزجر والانتهار، والعصمة من الناس! فقال: يا محمّد، إنّ اللَّه عزّو جلّ يُقرئُك السلام، ويقول لك: يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ في عليّ، وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ. وكان أولهم قريباً من الجحفة، فأمره بأن يردّ من تقدّم منهم، ويحبس من تأخّر عنهم، في ذلك المكان؛ ليقيم عليّاً للناس علماً، ويبلّغهم ما أنزل اللَّه تعالى في عليّ(عليه السلام) ، وأخبره بأنّ اللَّه عزّ وجلّ قد عصمه من الناس
وعن الامام الباقر ايضاً(عليه السلام) : لمّا أنزل اللَّه على نبيّه: يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ، - قال -: فأخذ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بيد عليّ فقال: يا أيّها الناس، إنّه لم يكن نبيّ من الأنبياء ممّن كان قبلي إلّا وقد عُمّر ثمّ دعاه اللَّه فأجابه، واُوشك أن اُدعى فاُجيب، وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون، فما أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت، ونصحت، وأدّيت ما عليك؛ فجزاك اللَّه أفضل ما جزى المرسلين. فقال: اللهمّ اشهد.
ثمّ قال: يا معشر المسلمين، ليبلغ الشاهد الغائب: اُوصي من آمن بي وصدّقني بولاية عليّ، ألا إنّ ولاية عليّ ولايتي وولايتي، ولاية ربّي، ولا يدري عهداً عهده إليّ ربّي وأمرني أن اُبلّغكموه.
هذا وليكم من بعدى فليبلغ الشاهد منكم الغائب قال ابوجعفر عليه السلام كان واللهى امين الله على خلقه وغيبه ودينه الذى ارتضاه لنفسه .
ثمّ قال: هل سمعتم - ثلاث مرّات يقولها -؟ فقال قائل: قد سمعنا يا رسول اللَّه(4). وفي كتاب شواهد التنزيل عن زياد بن المنذر: كنت عند أبي جعفر محمّد بن عليّ وهو يحدّث الناس، إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له: عثمان الأعشى - كان يروي عن الحسن البصري - فقال له: يابن رسول اللَّه، جعلني اللَّه فداك، إنّ الحسن يخبرنا أنّ هذه الآية نزلت بسبب رجل، ولا يخبرنا من الرجل: يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ!!
فقال: لو أراد أن يخبر به لأخبر به، ولكنّه يخاف. إنّ جبرئيل هبط على النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فقال له: إنّ اللَّه يأمرك أن تدلّ اُمّتك على صلاتهم، فدلّهم عليها. ثمّ هبط فقال: إنّ اللَّه يأمرك أن تدلّ اُمّتك على زكاتهم، فدلّهم عليها. ثمّ هبط فقال: إنّ اللَّه يأمرك أن تدلّ اُمّتك على صيامهم، فدلّهم. ثمّ هبط فقال: إنّ اللَّه يأمرك أن تدلّ اُمّتك على حجّهم، ففعل.
ثمّ هبط فقال: إنّ اللَّه يأمرك أن تدلّ اُمّتك على وليّهم - على مثل ما دللتَهم عليه؛ من صلاتهم، وزكاتهم، وصيامهم، وحجّهم - ليُلزمهم الحجّة في جميع ذلك. فقال رسول اللَّه: يا ربّ، إنّ قومي قريبو عهد بالجاهليّة، وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلّا وقد وتره وليّهم، وإنّي أخاف!! فأنزل اللَّه تعالى: يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ؛ يريد فما بلّغتها تامّة، وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ.
فلمّا ضمن اللَّه له بالعصمة وخوّفه أخذ بيد عليّ بن أبي طالب، ثمّ قال: يا أيّها الناس، من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه. قال (صلى الله عليه وآله) ،أوحى الله إلي بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في على صلوات الله وسلامه عليه وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزله إلى وأنا مبين لكم سبب هذه الآية إن جبرئيل هبط إلي مرارا يأمرني عن السلام ربي وهو السلام أن أقوم في هذا المشهد فاعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخي ووصيي وخليفتي
أنزل الله تبارك وتعالى علي بذلك آية من كتابه إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) أقام الصلوة وآتى الزكوة وهو راكع يريد الله عز وجل في كل حال وسألت جبرئيل (عليه السلام) أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وإدغال الآثمين وختل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله تعالى في كتابه بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم وكثرة اذاهم لي غير مرة حتى سموني اذنا وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياه وإقبالي عليه حتى أنزل الله عز وجل في ذلك ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن على الذين يزعمون أنه اذن خير لكم الآية ولو شئت أن أسمي بأسمائهم لسميت وأن اومي إليهم بأعيانهم لا ومأت وأن أدل عليهم لدللت ولكني والله في امورهم قد تكرمت وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل إلي ثم تلا يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في على وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس علموا معاشر الناس أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما مفترضا طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين لهم بإحسان وعلى البادي والحاضر وعلى الأعجمي والعربي والحر والمملوك والصغير والكبير وعلى الأبيض والأسود وعلى كل موحد ماض حكمه جايز قوله نافذ أمره ملعون من خالفه مرحوم من تبعه ومن صدقه فقد غفر الله له ولمن سمع منه وأطاع له معاشر الناس إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لامر ربكم فإن الله عز وجل هو ربكم ووليكم وإلهكم ثم من بعدي علي صلوات الله وسلامه عليه(5).قول يا أيها الرسول بلغ، عن أبي سعيد الخدري أن هذه الآية نزلت في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجه يوم غدير خم ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه . اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فلقيه عمر وقال : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة . وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي . وروي أنه صلى الله عليه وسلم نام في بعض أسفاره تحت شجرة وعلق سيفه عليه فأتاه أعرابي وهو نائم فأخذ سيفه واخترطه وقال : يا محمد ، من يمنعك مني؟ فقال : الله . فرعدت يد الأعرابي وسقط السيف من يده وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه ونزل : ( والله يعصمك من الناس ) (6).
------
(1)- التبيان في تفسير القران ، الشيخ الطوسي الجزء 3،ص 585.
(2)- تفسير نور الثقلين، الجزء 2،ص156.
(3)- التبيان في تفسير القران، الشيخ الطوسي الجزء 1،ص382.
(4)- موسوعة الامام علي بن ابي طالب، حديث الغدير،الجزء3،ص225.
(5)- التفسير الصافي ،الفيض الكاشاني،الجزء2،ص67.
(6)- تفسير النيسابوري،الباب 59،الجزء3،ص188.
يَا أَيّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67).
هذه الآية المباركة من سورة المائدة احد الادلة القرآنية على التنصيب الالهي لخلافة الارض بعد النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وهو الوصي الامام (علي بن ابي طالب)(عليه السلام). هذه الآية نزلت قبيل حجة الوداع وهي اخر حجة حجها النبي بعدها، التحق بالرفيق الاعلى حيث قال (صلى الله عليه واله ) اني ذاهب الى المغيب اوشك ان ادعى فأجيب. فلننطق التفاسير لنجد ما تنطق به حول هذه الآية المباركة: قرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر " رسالاته " على الجمع. الباقون " رسالته " على التوحيد. من قرأ على الجمع ذهب إلى أن الانبياء يبعثون بضروب الرسائل واختلاف العبادات. ومن وحد، فلانه يدل على الكثرة. قيل في سبب نزول هذه الآية أربعة أقوال: الاول - قال محمد بن كعب القرطي، وغيره: إن اعرابيا هم بقتل النبي صلى الله عليه وآله فسقط السيف من يده وجعل يضرب برأسه شجرة حتى انتثر دماغه.
الثاني - أن النبي صلى الله عليه وآله كان يهاب قريشا فأزال الله عز وجل بالآية تلك الهيبة. وقيل كان للنبي صلى الله عليه وآله حراس بين أصحابه، فلما نزلت الآية قال الحقوا بملاحقكم، فان الله عصمني من الناس.
الثالث - قالت عائشة إن المراد بذلك إزالة التوهم أن النبي صلى الله عليه وآله كتم شيئا من الوحي للتقية.(1).
الرابع - قال أبو جعفر وأبو عبدالله (عليهما السلام) إن الله تعالى: لما أوحى إلى النبي صلى الله عليه وآله أن يستخلف عليا كان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه، فأنزل الله تعالى هذه الآية تشجيعا له على القيام بما أمره بأدائه. والآية فيها خطاب للنبي صلى الله عليه وآله وإيجاب عليه تبليغ ما أنزل اليه من ربه وتهديد له إن لم يفعل وانه يجري مجري إن لم يفعل ولم يبلغ رسالته. فان قيل كيف يجوز ذلك؟ ولا يجوز أن يقول: إن لم تبلغ رسالته فما بلغتها لان ذلك معلوم لا فائدة فيه ! قلنا: قال ابن عباس: معناه إن كتمت آية مما أنزل اليك فما بلغت رسالته والمعنى ان جريمته كجريمته لو لم يبلغ شيئا مما أنزل اليه في انه يستحق به العقوبة من ربه.
وقوله " والله يعصمك من الناس " معناه يمنعك أن ينالوك بسوء من فعل أوشر أو قهر. وأصله عصام القربة، وهو وكاؤها الذي يشد به من سير أو خيط. فأخذ
رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على (عليه السلام) فقال : يا ايها الناس انه لم يكن نبى من الانبياء ممن كان قبلى الا وقد عمره الله ثم دعاه فأجابه ، فاوشك ان ادعى فأجيب ، وانا مسئول وأنتم مسئولون فماذا انتم قائلون ؟ فقالوا : نشهد انك قد بلغت ونصحت وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين ، فقال : اللهم اشهد ثلث مرات ، ثم قال : يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدى فليبلغ الشاهد منكم الغائب (2).
في اصول الكافي: عن على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبى الجارود
جميعا عن أبى جعفر عليه السلام قال أمر الله عز وجل رسوله بولاية على وانزل عليه ، ( انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون ) فرض الله ولاية اولى الامر فلم يدروا ماهى ، فأمرالله محمدا صلى الله عليه وآله ان يفسر لهم الولاية
كما فسر لهم الصلوة والزكوة والصوم والحج ، فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وتخوف عن أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه عزوجل ، فأوحى الله اليه : ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )فهذا الشطر من هذه الآية المباركة قد اكذب وابطل الله جلاوعلا الذين اتهموا الرسول الاعظم بالسحر في قوله ان يتبعون الا رجلا مسحوراً (3). فصدع بأمر الله تعالى ذكره ، فقام بولاية على عليه السلام يوم غدير خم فنادى الصلوة جامعة ، وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب .
قال عمر بن اذينة ، قالوا جميعا غير أبى الجارود قال أبو جعفر عليه السلام ، وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخرى ، و كانت الولاية آخر الفرائض ، فانزل الله عز وجل ، ( اليوم اكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ) قال ابو جعفر عليه السلام يقول الله عزوجل
لا انزل عليكم بعد هذه فريضة قد اكملت لكم دينكم الفرائض .
عن الامام الباقر (عليه السلام) : حجّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) من المدينة - وقد بلّغ جميعَ الشرائع قومَه، غير الحجّ والولاية - فأتاه جبرئيل (عليه السلام) ، فقال له: يا محمّد، إنّ اللَّه جلّ اسمه يُقرئُك السلام، ويقول لك: إنّي لم أقبض نبيّاً من أنبيائي ولا رسولاً من رسلي إلّا بعد إكمال ديني، وتأكيد حجّتي، وقد بقي عليك من ذاك فريضتان ممّا تحتاج أن تبلّغهما قومك: فريضة الحجّ، وفريضة الولاية والخلافة من بعدك؛ فإنّي لم اُخلِ أرضي من حجّة، ولن اُخليها أبداً. فإنّ اللَّه - جلّ ثناؤه - يأمرك أن تبلّغ قومك الحجّ، وتحجّ، ويحجّ معك من استطاع إليه سبيلاً من أهل الحضر والأطراف والأعراب، وتعلّمهم من معالم حجّهم مثل ما علّمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، وتوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلّغتهم من الشرائع.
فنادى منادي رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) في الناس: ألا إنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يريد الحجّ، وأن يعلّمكم من ذلك مثل الذي علّمكم من شرائع دينكم، ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه من غيره.
فخرج(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، وخرج معه الناس، وأصغوا إليه؛ لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله. فحجّ بهم، وبلغ مَن حجّ مع رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) - من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب - سبعين ألف إنسان، أو يزيدون، على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألفاً.
فلمّا وقف بالموقف أتاه جبرئيل(عليه السلام) عن اللَّه عزّوجلّ، فقال: يا محمّد، إنّ اللَّه عزّوجلّ يُقرئُك السلام ويقول لك: إنّه قد دنا أجلُك ومدّتك، وأنا مستقدمك على ما لابدّ منه ولا عنه محيص، فاعهد عهدك، وقدّم وصيّتك، واعمد إلى ما عندك؛ من العلم، وميراث علوم الأنبياء من قبلك، والسلاح، والتابوت، وجميع ما عندك من آيات الأنبياء، فسلِّمه إلى وصيّك وخليفتك من بعدك؛ حجّتي البالغة على خلقي؛ عليّ بن أبي طالب، فأقمه للناس علماً، وجدّد عهده وميثاقه وبيعته، وذكِّرهم ما أخذتَ عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتَهم به، وعهدي الذي عهدتَ إليهم؛ من ولاية وليّي ومولاهم ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة عليّ بن أبي طالب؛ فإنّي لم أقبض نبيّاً من الأنبياء إلّا من بعد إكمال ديني وحجّتي، وإتمام نعمتي؛ بولاية أوليائي، ومعاداة أعدائي، وذلك كمال توحيدي وديني.
وإتمام نعمتي على خلقي باتّباع وليّي وطاعته؛ وذلك أنّي لا أترك أرضي بغير وليّ ولا قيّم؛ ليكون حجّةً لي على خلقي فالْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِينًا بولاية وليّي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة؛ عليّ عبدي، ووصيّ نبيّي، والخليفة من بعده، وحجّتي البالغة على خلقي، مقرونةٌ طاعته بطاعة محمّد نبيّي، ومقرونة طاعته مع طاعة محمّد بطاعتي، من أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، جعلته علماً بيني وبين خلقي فلمّا بلغ غدير خمّ - قبل الجحفة بثلاثة أميال - أتاه جبرئيل(عليه السلام) - على خمس ساعات مضت من النهار - بالزجر والانتهار، والعصمة من الناس! فقال: يا محمّد، إنّ اللَّه عزّو جلّ يُقرئُك السلام، ويقول لك: يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ في عليّ، وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ. وكان أولهم قريباً من الجحفة، فأمره بأن يردّ من تقدّم منهم، ويحبس من تأخّر عنهم، في ذلك المكان؛ ليقيم عليّاً للناس علماً، ويبلّغهم ما أنزل اللَّه تعالى في عليّ(عليه السلام) ، وأخبره بأنّ اللَّه عزّ وجلّ قد عصمه من الناس
وعن الامام الباقر ايضاً(عليه السلام) : لمّا أنزل اللَّه على نبيّه: يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ، - قال -: فأخذ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بيد عليّ فقال: يا أيّها الناس، إنّه لم يكن نبيّ من الأنبياء ممّن كان قبلي إلّا وقد عُمّر ثمّ دعاه اللَّه فأجابه، واُوشك أن اُدعى فاُجيب، وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون، فما أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت، ونصحت، وأدّيت ما عليك؛ فجزاك اللَّه أفضل ما جزى المرسلين. فقال: اللهمّ اشهد.
ثمّ قال: يا معشر المسلمين، ليبلغ الشاهد الغائب: اُوصي من آمن بي وصدّقني بولاية عليّ، ألا إنّ ولاية عليّ ولايتي وولايتي، ولاية ربّي، ولا يدري عهداً عهده إليّ ربّي وأمرني أن اُبلّغكموه.
هذا وليكم من بعدى فليبلغ الشاهد منكم الغائب قال ابوجعفر عليه السلام كان واللهى امين الله على خلقه وغيبه ودينه الذى ارتضاه لنفسه .
ثمّ قال: هل سمعتم - ثلاث مرّات يقولها -؟ فقال قائل: قد سمعنا يا رسول اللَّه(4). وفي كتاب شواهد التنزيل عن زياد بن المنذر: كنت عند أبي جعفر محمّد بن عليّ وهو يحدّث الناس، إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له: عثمان الأعشى - كان يروي عن الحسن البصري - فقال له: يابن رسول اللَّه، جعلني اللَّه فداك، إنّ الحسن يخبرنا أنّ هذه الآية نزلت بسبب رجل، ولا يخبرنا من الرجل: يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ!!
فقال: لو أراد أن يخبر به لأخبر به، ولكنّه يخاف. إنّ جبرئيل هبط على النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فقال له: إنّ اللَّه يأمرك أن تدلّ اُمّتك على صلاتهم، فدلّهم عليها. ثمّ هبط فقال: إنّ اللَّه يأمرك أن تدلّ اُمّتك على زكاتهم، فدلّهم عليها. ثمّ هبط فقال: إنّ اللَّه يأمرك أن تدلّ اُمّتك على صيامهم، فدلّهم. ثمّ هبط فقال: إنّ اللَّه يأمرك أن تدلّ اُمّتك على حجّهم، ففعل.
ثمّ هبط فقال: إنّ اللَّه يأمرك أن تدلّ اُمّتك على وليّهم - على مثل ما دللتَهم عليه؛ من صلاتهم، وزكاتهم، وصيامهم، وحجّهم - ليُلزمهم الحجّة في جميع ذلك. فقال رسول اللَّه: يا ربّ، إنّ قومي قريبو عهد بالجاهليّة، وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلّا وقد وتره وليّهم، وإنّي أخاف!! فأنزل اللَّه تعالى: يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ؛ يريد فما بلّغتها تامّة، وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ.
فلمّا ضمن اللَّه له بالعصمة وخوّفه أخذ بيد عليّ بن أبي طالب، ثمّ قال: يا أيّها الناس، من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه. قال (صلى الله عليه وآله) ،أوحى الله إلي بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في على صلوات الله وسلامه عليه وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزله إلى وأنا مبين لكم سبب هذه الآية إن جبرئيل هبط إلي مرارا يأمرني عن السلام ربي وهو السلام أن أقوم في هذا المشهد فاعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخي ووصيي وخليفتي
أنزل الله تبارك وتعالى علي بذلك آية من كتابه إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) أقام الصلوة وآتى الزكوة وهو راكع يريد الله عز وجل في كل حال وسألت جبرئيل (عليه السلام) أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وإدغال الآثمين وختل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله تعالى في كتابه بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم وكثرة اذاهم لي غير مرة حتى سموني اذنا وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياه وإقبالي عليه حتى أنزل الله عز وجل في ذلك ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن على الذين يزعمون أنه اذن خير لكم الآية ولو شئت أن أسمي بأسمائهم لسميت وأن اومي إليهم بأعيانهم لا ومأت وأن أدل عليهم لدللت ولكني والله في امورهم قد تكرمت وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل إلي ثم تلا يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في على وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس علموا معاشر الناس أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما مفترضا طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين لهم بإحسان وعلى البادي والحاضر وعلى الأعجمي والعربي والحر والمملوك والصغير والكبير وعلى الأبيض والأسود وعلى كل موحد ماض حكمه جايز قوله نافذ أمره ملعون من خالفه مرحوم من تبعه ومن صدقه فقد غفر الله له ولمن سمع منه وأطاع له معاشر الناس إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لامر ربكم فإن الله عز وجل هو ربكم ووليكم وإلهكم ثم من بعدي علي صلوات الله وسلامه عليه(5).قول يا أيها الرسول بلغ، عن أبي سعيد الخدري أن هذه الآية نزلت في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجه يوم غدير خم ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه . اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فلقيه عمر وقال : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة . وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي . وروي أنه صلى الله عليه وسلم نام في بعض أسفاره تحت شجرة وعلق سيفه عليه فأتاه أعرابي وهو نائم فأخذ سيفه واخترطه وقال : يا محمد ، من يمنعك مني؟ فقال : الله . فرعدت يد الأعرابي وسقط السيف من يده وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه ونزل : ( والله يعصمك من الناس ) (6).
------
(1)- التبيان في تفسير القران ، الشيخ الطوسي الجزء 3،ص 585.
(2)- تفسير نور الثقلين، الجزء 2،ص156.
(3)- التبيان في تفسير القران، الشيخ الطوسي الجزء 1،ص382.
(4)- موسوعة الامام علي بن ابي طالب، حديث الغدير،الجزء3،ص225.
(5)- التفسير الصافي ،الفيض الكاشاني،الجزء2،ص67.
(6)- تفسير النيسابوري،الباب 59،الجزء3،ص188.
تعليق