بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

( الرغبات المختلفة )
يوماً أوحى الله عزوجل إلى النبي موسى (ع) : سأريك اليوم آية تكون عبرة لك وعظة بلغيه , اذهب إلى
القريه الفلانيه و ستجد فيها أربعة أشخاص كلِّمهم و حادثهم و اسأل عن أحوالهم و أعمالهم و آمالهم .
وذهب موسى إلى القريه و وجد فيها أولئك الأربعه , فسأل أولهم :
( ما هو عملك ؟ و مالذي تتمناه ؟ ).
فأجاب :
( أعمل في الزراعه , و قد تضررت في السنه الماضيه و اقترضت هذه السنه و بذرت بذوراً كثيرة ,
فأرجو الله أن يبعث مطراً كثيراً كي تكثر البركه و الخير في زرعي . هذا ما أتمناه, فادع الله أن ينزّل الغيث الغزير).
و وصل موسى إلى الثاني فسأله مثل ما سأل الأول فأجاب :
( إنني أعمل كوّازاً فأصنع الأواني الخزفيه , و لغرض صناعة الأكواز أجلب التراب و أصنع منه طيناً
ثم أحوّله إلى أكواز و أضعها تحت أشعه الشمس كي تيبس . فإذا هطل المطر تفسد كل الأكواز
و الأواني الزخرفيه , فإذا لم تهطل الأمطار بغزاره هذه السنه فإن أوضاعي ستتحسّن و رزقي سيكثر )
وجاء موسى (ع) فسأل الثالث :
( وأنت ما هو عملك ؟ و ما الذي تتمناه؟).
فأجاب الثالث :
( إنني أعمل في بيادر الحقول , فإذا أرسل الله الرياح السريعه يسهل عملي ويتم بشكل أسرع ,
فأتنمى أن يبعث الله ريحاً سريعه لتسهيل عملي).
و عندما التقى موسى (ع) بالرابع سأله مثلما سأل الثلاثة الأولين فأجاب :
( إنني بستاني أعمل في جني الثمار من غصون الأشجار فعندما تنضج الفواكه و أمثالها إذا جاءت
رياح سريعه أسقطت تلك الفواكه من الأشجار إلى الأرض و أتلفتها , و إذا كانت الرياح هادئه و طبيعيه
تمكنت من العمل بشكل أفضل).
فتعجّب موسى وتحيّر من أمرهم و رفع رأسه نحو السماء قائلاً :
( إلهي !ّ أنت وحدك تعرف كيف تدبّر أمور عبادك ).
تعليق