إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جواب الامام الصادق عليه السلام مسائل الزنديق في التوحيد والعدل الالهي:

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جواب الامام الصادق عليه السلام مسائل الزنديق في التوحيد والعدل الالهي:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وال محمد

    جواب الامام الصادق عليه السلام مسائل الزنديق في التوحيد والعدل الالهي:

    ....
    قال: فما بال ولد آدم فيهم شريف ووضيع؟
    قال: الشريف المطيع، والوضيع العاصي.
    قال: أليس فيهم فاضل ومفضول؟
    قال: إنما يتفاضلون بالتقوى.
    قال: فتقول أن ولد آدم كلهم سواء في الأصل لا يتفاضلون إلا بالتقوى؟
    قال: نعم. أني وجدت أصل الخلق التراب، والأب آدم، والأم حواء، خلقهم إله واحد، وهم عبيده، إن الله عز وجل اختار من ولد آدم أناسا طهر ميلادهم، وطيب أبدانهم، وحفظهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء، أخرج منهم الأنبياء والرسل، فهم أزكى فروع آدم، فعل ذلك لأمر استحقوه من الله عز وجل. ولكن علم الله منهم حين ذرأهم أنهم يطيعونه ويعبدونه ولا يشركون به شيئا، فهؤلاء بالطاعة نالوا من الله الكرامة والمنزلة الرفيعة عنده، وهؤلاء الذين لهم الشرف والفضل والحسب، وساير الناس سواء، إلا من اتقى الله أكرمه، ومن أطاعه أحبه، ومن أحبه لم يعذبه بالنار.
    قال: فأخبرني عن الله عز وجل كيف لم يخلق الخلق كلهم مطيعين موحدين وكان على ذلك قادرا؟
    قال عليه السلام: لو خلقهم مطيعين، لم يكن لهم ثواب، لأن الطاعة إذا ما كانت فعلهم لم يكن جنة ولا نارا، ولكن خلق خلقه فأمرهم بطاعته، ونهاهم عن معصيته واحتج عليهم برسله، وقطع عذرهم بكتبه، ليكونوا هم الذين يطيعون ويعصون ويستوجبون بطاعتهم له الثواب، وبمعصيتهم إياه العقاب.
    قال: فالعمل الصالح من العبد هو فعله، والعمل الشر من العبد هو فعله؟
    قال: العمل الصالح من العبد بفعله، والله به أمره، والعمل الشر من العبد بفعله، والله عنه نهاه.
    قال: أليس فعله بالآلة التي ركبها فيه؟
    قال: نعم. ولكن بالآلة التي عمل بها الخبر، قدر على الشر الذي نهاه عنه
    الصفحة 84
    قال: فإلى العبد من الأمر شئ؟
    قال: ما نهاه الله عن شئ إلا وقد علم أنه يطيق تركه، ولا أمره بشئ إلا وقد علم أنه يستطيع فعله، لأنه ليس من صفة الجور، والبعث، والظلم، وتكليف العباد ما لا يطيقون.
    قال: فمن خلقه الله كافرا أيستطيع الإيمان وله عليه بتركه الإيمان حجة.
    قال عليه السلام: إن الله خلق خلقه جميعا مسلمين، أمرهم ونهاهم، والكفر اسم يلحق الفعل حين يفعله العبد، ولم يخلق الله العبد حين خلقه كافرا، إنه إنما كفر من بعد أن بلغ وقتا لزمته الحجة من الله، فعرض عليه الحق فجحده فبإنكاره الحق صار كافرا.
    قال: أفيجوز أن يقدر على العبد الشر، ويأمره بالخير وهو لا يستطيع الخير أن يعمله، ويعذبه عليه.
    قال: إنه لا يليق بعدل الله ورأفته أن يقدر على العبد الشر ويريده منه، ثم يأمره بما يعلم أنه لا يستطيع أخذه، والإنزاع عما لا يقدر على تركه، ثم يعذبه على أمره الذي علم أنه لا يستطيع أخذه.
    قال: بماذا استحق الذين أغناهم وأوسع عليهم من رزقه الغناء والسعة، وبماذا استحق الفقير التقتير والتضييق.


    قال: اختبر الأغنياء بما أعطاهم لينظر كيف شكرهم، والفقراء بما منعهم لينظر كيف صبرهم، ووجه آخر: أنه عجل لقوم في حياتهم، ولقوم أخر ليوم حاجتهم إليه، ووجه آخر فإنه علم احتمال كل قوم فأعطاهم على قدر احتمالهم ولو كان الخلق كلهم أغنياء لخربت الدنيا، وفسد التدبير، وصار أهلها إلى الفناء ولكن جعل بعضهم لبعض عونا، وجعل أسباب أرزاقهم في ضروب الأعمال، وأنواع الصناعات، وذلك أدوم في البقاء، وأصح في التدبير، ثم اختبر الأغنياء بالاستعطاف على الفقراء، كل ذلك لطف ورحمة من الحكيم الذي لا يعاب تدبيره.
    المصدر:
    الاحتجاج ج2 ص83

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	945813_454925957917772_1131550072_n (1).jpg  
مشاهدات:	1 
الحجم:	96.7 كيلوبايت 
الهوية:	161886



    حبُ علي مطرزٌ بفــــــؤادي .... كنزي الذي أورثته أولادي
    نهر سخي ليس ينضب لطالما .... أجرعت كأس ولائه أحفادي
    فأحرص على ألا يضيع فأنه .... طوق النجـاة بعرصة الميعـــاد
يعمل...
X