السلام عليكم أعزائي القراء ورحمة الله وبركاته
سأكمل معكم القسم الثالث لعلاقة الأسراء والمعراج بالزهراء عليها السلام وتوضيح ماتبقى من المحوريين الأوليين ,
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وأزكى الصلاة والتسليم على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائه أجمعين إلى قيام يوم الدين
بينا في القسم الثاني أن االرسول صلى الله عليه وآله أنه لما عُرج به الى السماء وتناول التفاحة التي تحولت الى نطفة فاطمة الزهراء في صلبه وهبط الى الأرض لم يواقع خديجة عليها السلام ألا بعد أربعين يوماً لتبين عظمة ومنزلة الزهراء وأجلالاها عند الله تعالى وعلى الخلق من بعد أبيها ،
فعن المحدث القمي (ره) قال : أعتزل النبي ( صلى الله عليه وآله ) خديجة عليها السلام أربعين يوما للتأهب لتحية رب العالمين وتحفتته والمراد (فاطمة عليها السلام ) في هذا الأعتزال دليل على جلالة فاطمة سيدة النسوان ، فبينما كان النبي جالساً مع أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام وعمار بن ياسر والمنذر والحمزة والعباس وأبو بكر وعمر ،إذ هبط جبرئيل في صورته العظمى وقد نشر أجنحته حتى أخذت من المشرق والمغرب ( أي بنفس هيئته لما أبلغه بالبعثة وقال له أقرأ ، أي أبلغه بنبوته وأبلاغ الرسالة ، وكانت تلك الهيئة لأبلاغه أمر عظيم ، أما المرات التي نزل بها لى المصطفى صلى الله عليه وآله كانت عادية ) فناداه : يامحمد العلي يقرؤ عليك السلام وهو يأمرك أن تعتزل عن خديجة أربعين صباحاً ، فشق ذلك على النبي لأنه كان محباً لها ، والمؤنس الوحيد لها بعد هجرانها من قبل النساء بأمر من كبار قريش المعادين للرسول صلى الله عليه وآله ،
فقام النبي صلى الله عليه وآله أربعين صباحا يصوم النهار ويقوم الليل ، حتى أذا كان في أخر أيامه تلك بعث الى خديجة عمار بن ياسر وقال لها : ياخديجة لاتظني أن أنقطاعي عنك (هجرةٌ ) ولاقلى (البغض) ، ولكن ربي عزوجل أمرني بتنفيذ أمره ، فلا تظني ياخديجة إلا خيراً ، فإن الله عزوجل ليباهي بك كرام ملائكته كل يوم مرراً ، فإذا أجنك الليل ردي الباب وخذي مضجعك من فراشك فإني في منزل فاطمة بنت أسد .
يقول أمير المؤمنين عليه السلام أستمر صلى الله عليه وآله على ذلك أربعين يوماً وكان يأمرني أن أفتح الباب عند أفطاره ليدخل من يريد أن يفطر مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما كان اليوم الأربعين كان النبي كذلك إذ هبط ميكائيل ومعه طبق مغطى بمنديل من سندس أو أستبرق في رواية أخرى فوضعه بين يدي الرسول ، وأقبل جبرائيل وقال : يامحمد ربك يقرؤك السلام ويأمرك أن تجعل الليلة أفطارك من هذا الطعام ، يقول أمير المؤمنين عليه السلام فأقعدني النبي صلى الله عليه وآله على باب المنزل وقال لي : يابن أبي طالب إنه طعام محرم ألا عليَّ ، يقول سلام الله عليه فجلست على الباب ، وخلا النبي بالطعام وكشف الطبق فإذا عذق من رطب وعنقود من عنب ( للعلم أن نور فاطمة الزهراء عليها السلام قد تجلى في الرطب والعنب والتفاح ،ولكن نطفتها من التفاحة ) فأكل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى شبع وشرب من الماء رياً ، ومد يده للغسل فأفاض الماء عليه جبرائيل ، وغسل يديه ميكائيل ، وتمندله أسرافيل ، وأرتفع فاضل الطعام مع الأناء الى السماء ، ثم قام النبي صلى الله عليه وآله ليصلي فأقبل عليه جبرائيل وقال : الصلاة محرمة عليك في وقتك (يقصد الصلاة المستحبة ) حتى تأتي بيت خديجة فتواقعها فإن الله عزوجل آلى ( أي حلف ) على نفسه أن يخلق من صلبك هذه الليلة ذرية طيبة ، فوثب رسول الله الى منزل خديجة ، تقول خديجة عليها السلام : كنت قد تعودت على الوحدة وآلفت عليها ، فإذا جن الليل غطيت رأسي وأنزلت الستار وغلقت الباب وأطفأت مصباحي وأويت الى فراشي ، فلما كانت تلك الليلة لم أكن بالنائمة ولا بالمنتبهة إذ جاء صلى الله عليه وآله فقرع الباب فقلت : من هذا الذي يقرع حلقة لايقرعها ألا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) فنادى الرسول بعذوبة كلامة وحلاوة منطقه فإني محمد ، تقول خديجة فلما سمعت صوته نهضت فرحة وفتحت الباب ودخل النبي ، وكان إذا أتى الى المنزل دعا بالأناء وأسبغ وضوؤه ثم يقوم فيصلي ركعتين يوجز فيهما ثم يخلد الى فراشه ، فلما كانت تلك الليلة لم يمضي الى ذلك بل كان بيني وبينه مايكون بين المرأة وزوجها ، فلا والذي سمك السماء وأنبع الماء ماتباعد عني النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أحسست بثقل فاطمة في أحشائي ،... وللحديث تتمة إن شاء الله تعالى
سأكمل معكم القسم الثالث لعلاقة الأسراء والمعراج بالزهراء عليها السلام وتوضيح ماتبقى من المحوريين الأوليين ,
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وأزكى الصلاة والتسليم على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائه أجمعين إلى قيام يوم الدين
بينا في القسم الثاني أن االرسول صلى الله عليه وآله أنه لما عُرج به الى السماء وتناول التفاحة التي تحولت الى نطفة فاطمة الزهراء في صلبه وهبط الى الأرض لم يواقع خديجة عليها السلام ألا بعد أربعين يوماً لتبين عظمة ومنزلة الزهراء وأجلالاها عند الله تعالى وعلى الخلق من بعد أبيها ،
فعن المحدث القمي (ره) قال : أعتزل النبي ( صلى الله عليه وآله ) خديجة عليها السلام أربعين يوما للتأهب لتحية رب العالمين وتحفتته والمراد (فاطمة عليها السلام ) في هذا الأعتزال دليل على جلالة فاطمة سيدة النسوان ، فبينما كان النبي جالساً مع أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام وعمار بن ياسر والمنذر والحمزة والعباس وأبو بكر وعمر ،إذ هبط جبرئيل في صورته العظمى وقد نشر أجنحته حتى أخذت من المشرق والمغرب ( أي بنفس هيئته لما أبلغه بالبعثة وقال له أقرأ ، أي أبلغه بنبوته وأبلاغ الرسالة ، وكانت تلك الهيئة لأبلاغه أمر عظيم ، أما المرات التي نزل بها لى المصطفى صلى الله عليه وآله كانت عادية ) فناداه : يامحمد العلي يقرؤ عليك السلام وهو يأمرك أن تعتزل عن خديجة أربعين صباحاً ، فشق ذلك على النبي لأنه كان محباً لها ، والمؤنس الوحيد لها بعد هجرانها من قبل النساء بأمر من كبار قريش المعادين للرسول صلى الله عليه وآله ،
فقام النبي صلى الله عليه وآله أربعين صباحا يصوم النهار ويقوم الليل ، حتى أذا كان في أخر أيامه تلك بعث الى خديجة عمار بن ياسر وقال لها : ياخديجة لاتظني أن أنقطاعي عنك (هجرةٌ ) ولاقلى (البغض) ، ولكن ربي عزوجل أمرني بتنفيذ أمره ، فلا تظني ياخديجة إلا خيراً ، فإن الله عزوجل ليباهي بك كرام ملائكته كل يوم مرراً ، فإذا أجنك الليل ردي الباب وخذي مضجعك من فراشك فإني في منزل فاطمة بنت أسد .
يقول أمير المؤمنين عليه السلام أستمر صلى الله عليه وآله على ذلك أربعين يوماً وكان يأمرني أن أفتح الباب عند أفطاره ليدخل من يريد أن يفطر مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما كان اليوم الأربعين كان النبي كذلك إذ هبط ميكائيل ومعه طبق مغطى بمنديل من سندس أو أستبرق في رواية أخرى فوضعه بين يدي الرسول ، وأقبل جبرائيل وقال : يامحمد ربك يقرؤك السلام ويأمرك أن تجعل الليلة أفطارك من هذا الطعام ، يقول أمير المؤمنين عليه السلام فأقعدني النبي صلى الله عليه وآله على باب المنزل وقال لي : يابن أبي طالب إنه طعام محرم ألا عليَّ ، يقول سلام الله عليه فجلست على الباب ، وخلا النبي بالطعام وكشف الطبق فإذا عذق من رطب وعنقود من عنب ( للعلم أن نور فاطمة الزهراء عليها السلام قد تجلى في الرطب والعنب والتفاح ،ولكن نطفتها من التفاحة ) فأكل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى شبع وشرب من الماء رياً ، ومد يده للغسل فأفاض الماء عليه جبرائيل ، وغسل يديه ميكائيل ، وتمندله أسرافيل ، وأرتفع فاضل الطعام مع الأناء الى السماء ، ثم قام النبي صلى الله عليه وآله ليصلي فأقبل عليه جبرائيل وقال : الصلاة محرمة عليك في وقتك (يقصد الصلاة المستحبة ) حتى تأتي بيت خديجة فتواقعها فإن الله عزوجل آلى ( أي حلف ) على نفسه أن يخلق من صلبك هذه الليلة ذرية طيبة ، فوثب رسول الله الى منزل خديجة ، تقول خديجة عليها السلام : كنت قد تعودت على الوحدة وآلفت عليها ، فإذا جن الليل غطيت رأسي وأنزلت الستار وغلقت الباب وأطفأت مصباحي وأويت الى فراشي ، فلما كانت تلك الليلة لم أكن بالنائمة ولا بالمنتبهة إذ جاء صلى الله عليه وآله فقرع الباب فقلت : من هذا الذي يقرع حلقة لايقرعها ألا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) فنادى الرسول بعذوبة كلامة وحلاوة منطقه فإني محمد ، تقول خديجة فلما سمعت صوته نهضت فرحة وفتحت الباب ودخل النبي ، وكان إذا أتى الى المنزل دعا بالأناء وأسبغ وضوؤه ثم يقوم فيصلي ركعتين يوجز فيهما ثم يخلد الى فراشه ، فلما كانت تلك الليلة لم يمضي الى ذلك بل كان بيني وبينه مايكون بين المرأة وزوجها ، فلا والذي سمك السماء وأنبع الماء ماتباعد عني النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أحسست بثقل فاطمة في أحشائي ،... وللحديث تتمة إن شاء الله تعالى