إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المعتمد والإمام العسكري (عليه السلام)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المعتمد والإمام العسكري (عليه السلام)



    اللهم صل على محمد وآل محمد

    سعى المعتمد جاهداً في التخلص من الإمام العسكري (عليه السلام) أي انّه سارَ على ذات المنهج الذي اتّبعه أسلافه من الخلفاء الأمويين والعباسيين مع الأئمة المعصومين (عليهم السلام) غير أنّ موقفه هذا سرعان ما تغيّر ظاهراً ، وقدّم الاعتذار للإمام(عليه السلام) بعد محاولة لتصفيته برميه مع السباع كما عمل مثل ذلك المتوكّل مع أبيه علي الهادي(عليه السلام) وذلك حين سلّم الإمام العسكري(عليه السلام) إلى يحيى بن قتيبة الذي كان يضيّق على الإمام (عليه السلام) حيث رمى به إلى مجموعة من السباع ظنّاً منه أنها سوف تقتل الإمام (عليه السلام) ، مع العلم بأن امرأة يحيى كانت قد حذّرته من أن يمس الإمام بسوء بقولها له : «اتقّـِ الله فإني أخاف عليك منه». وروي أن يحيى بن قتيبة قد أتاه بعد ثلاث مع الاستاذ فوجده يصلّي ، والاُسود حوله ، فدخل الاُستاذ الغيل ـ أي موضع الأسد ـ فمزّقته الاُسود وأكلته وانصرف يحيى إلى المعتمد وأخبره بذلك، فدخل المعتمد على العسكري (عليه السلام) وتضرّع إليه...[1]
    واستمر المعتمد في التضييق على الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) فيما بعد حتى ألقى به في سجن علي بن جرين وكان يسأله عن أخباره فيجيبه : إنّه يصوم النهار ويقوم الليل . [2]
    وقال ابن الصباغ المالكي: حدث أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري قال: كنت في الحبس الذي بالجوشق أنا والحسن بن محمد العتيقي ومحمد بن ابراهيم العمري وفلان وفلان خمسة ستة من الشيعة، إذ دخل علينا أبو محمد الحسن بن علي العسكري(عليهما السلام) وأخوه جعفر فخففنا بأبي محمد، وكان المتولي لحبسه صالح بن الوصيف الحاجب، وكان معنا في الحبس رجل جمحي.

    فالتفت إلينا أبو محمد وقال لنا سرّاً: لولا انّ هذا الرجل فيكم لأخبرتكم متى يفرج عنكم وترى هذا الرجل فيكم قد كتب فيكم قصته الى الخليفة يخبره فيها بما تقولون فيه وهي مدسوسة معه في ثيابه يريد أن يوسع الحيلة في ايصالها الى الخليفة من حيث لا تعلمون، فاحذروا شرّه.
    قال أبو هاشم: فما تمالكنا أن تحاملنا جميعاً على الرجل، ففتشناه فوجدنا القصة مدسوسة معه بين ثيابه وهو يذكرنا فيها بكل سوء فأخذناها منه وحذرناه، وكان الحسن يصوم في السجن، فإذا أفطر أكلنا معه ومن طعامه وكان يحمله إليه غلامه في جونة مختومة.
    قال أبو هاشم: فكنت أصوم معه فلمّا كان ذات يوم ضعفت من الصوم، فأمرت غلامي فجاءني بكعك فذهبت الى مكان خال في الحبس، فأكلت وشربت، ثم عدت الى مجلسي مع الجماعة ولم يشعر بي أحد، فلمّا رآني تبسّم وقال: افطرت، فخجلت، فقال: لا عليك يا أبا هاشم، إذا رأيت انّك قد ضعفت واردت القوّة فكل اللحم، فإنّ الكعك لا قوّة فيه، وقال: عزمت عليك أن تفطر ثلاثاً فإنّ البنية إذا انهكها الصوم لا تقوى إلاّ بعد ثلاث.
    قال أبو هاشم: ثم لم تطل مدّة أبي محمد الحسن في الحبس إلاّ أن قحط الناس بسرّ من رأى قحطاً شديداً، فأمر الخليفة المعتمد على الله ابن المتوكّل بخروج الناس الى الاستسقاء فخرجوا ثلاثة أيام يستسقون ويدعون فلم يسقوا، فخرج الجاثليق في اليوم الرابع الى الصحراء وخرج معه النصارى والرهبان وكان فيهم راهب كلّما مدّ يده الى السماء ورفعها هطلت بالمطر.
    ثم خرجوا في اليوم الثاني وفعلوا كفعلهم أول يوم فهطلت السماء بالمطر وسقوا سقياً شديداً، حتى استعفوا، فعجب الناس من ذلك وداخلهم الشك وصفا بعضهم الى دين النصرانية فشقّ ذلك على الخليفة، فانفذ الى صالح بن وصيف ان اخرج أبا محمد الحسن بن علي من السجن وائتني به.
    فلمّا حضر أبومحمد الحسن عند الخليفة قال له: ادرك اُمة محمد فيما لحق في هذه النازلة، فقال أبو محمد: دعهم يخرجون غداً اليوم الثالث، قال: قد استعفى الناس من المطر واستكفوا فما فايدة خروجهم؟ قال: لأزيل الشك عن الناس وما وقعوا فيه من هذه الورطة التي أفسدوا فيها عقولاً ضعيفة.
    فأمر الخليفة الجاثليق والرهبان أن يخرجوا أيضاً في اليوم الثالث على جاري عادتهم وان يخرجوا الناس، فخرج النصارى وخرج لهم أبومحمد الحسن ومعه خلق كثير، فوقف النصارى على جاري عادتهم يستسقون إلاّ ذلك الراهب مدّ يديه رافعاً لهما الى السماء، ورفعت النصارى والرهبان ايديهم على جاري عادتهم، فغيمت السماء في الوقت ونزل المطر.
    فأمر أبو محمد الحسن القبض على يد الراهب وأخذ ما فيها، فإذا بين أصابعها عظم آدمي، فأخذه أبو محمد الحسن ولفه في خرقة وقال: استسقِ فانكشف السحاب وانقشع الغيم وطلعت الشمس فعجب الناس من ذلك، وقال الخليفة: ماهذا يا أبا محمد؟! فقال: عظم نبي من أنبياء الله عزّ وجل ظفر به هؤلاء من بعض فنون الأنبياء وما كشف نبي عن عظم تحت السماء إلاّ هطلت بالمطر، واستحسنوا ذلك فامتحنوه فوجدوه كما قال.
    فرجع أبو محمد الحسن الى داره بسرّ من رأى وقد أزال عن الناس هذه الشبهة وقد سرّ الخليفة والمسلمون ذلك وكلّم أبومحمد الحسن الخليفة في اخراج أصحابه الذين كانوا معه في السجن، فاخرجهم وأطلقهم له، وأقام أبومحمد الحسن بسر من رأى بمنزله بها معظماً مكرّماً مبجلاً وصارت صلات الخليفة وانعامه تصل اليه في منزله الى أن قضى تغمّده الله برحمته[ 3].
    [1] مناقب آل أبي طالب: 4/430 .
    [ 2] مهج الدعوات : 275 .
    [ 3] الفصول المهمة: 286 .
    من كتاب اعلام الهداية الامام الحسن العسكري عليه السلام


  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    الاخ الكريم والشيخ (( كريم الجعيفري ))

    من أسباب ضعف الامة واسباب تشتتها ومن عوامل التشتت الفكري فيها هو ابتعادها
    عن آل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويا ليتها اكتفت بالبعد عن آل البيت ائمة الحق والهدى ولكن الامر تجاوز ذلك الى التضييق عليهم واعتقالهم ومطاردتهم
    فأنا لله وانا اليه راجعون
    ولكن عندما تشتد الامور يرجعون اليهم لانهم يعرفون انهم الحق وانهم سبل النجاة

    حفظكم الله شيخنا الكريم وزاد في توفيقكم
    ومتعكم الله بالصحة وتمام العافية
    دمتم بخير سالمين
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    وارحمنا بهم واجعل عواقب امورنا الى خير

    تعليق

    يعمل...
    X