إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف تناولت سورة الفجر قضية الظلم وتبعاته ؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف تناولت سورة الفجر قضية الظلم وتبعاته ؟؟


    بسم الله الرحمن الرحيم




    سورة الفجر تشكل مدخل نستطيع من خلالها ان نحلل قضية الظلم
    ولربما يرد سؤال :
    لماذا هذا المدخل ولماذا التأكيد على تحليل بُنية الظلم ؟
    الجواب : حتى نستطيع ان نتحول من حالة الانتظار السلبي غير الموجه الى حالة الانتظار الايجابي الموجه .
    ومن بين اهم ما يؤدي الى نقل المجتمع الاسلامي من السلبي الى الايجابي هو فهم مشروع قضية الامام
    وفهم الاهداف التي ينطلق منها الامام .
    ومن اهم اهداف الامام هو ازاحة آخر فصل من فصول الظلم في تأريخ الانسان وابداله بالقسط والعدل .
    وهنا عدة مبررات لاختيار سورة الفجر من بعد سورة المعارج لتبيين قضية الظلم ومن هذه المبررات :

    المبرر الاول :
    بما اننا نتكلم عن بُنية الظلم ففي سورة الفجر وردت مفردة الطغيان حيث يقول القرأن ((لَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12)

    المبرر الثاني :
    تتحدث عن المال والحرص عليه عندما تعبر عنه انكم تحبون المال حبا جما وبحبهم هذا تولد الطغيان واكثار الفساد .
    والله سبحانه وتعالى صب عليهم العذاب لانهم كانوا قد طغوا ((فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ )) (13)
    ومن هذا نفهم ان الحضارات التي يسعى الامام عجل الله فرجه لتحطيمها هي التي اكثرت في الارض الفساد
    وان الله يصب عليهم العذاب بواسطة الامام والله سبحانه تعالى تارة يعذب مباشرة وبدون توسط وتارة
    يعذب بتوسط انسان صالح (( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ (14) ))

    المبرر الثالث :
    سورة الفجر استعرضت مجموعة من الحضارات التي تقدمت من الناحية المادية تقدما عظيما وبنفس الوقت تأخرت بنفس المقدار من الناحية الروحية والاخلاقية .
    ومن هذه الحضارات :
    حضارة (1 ) (( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) )) حضارة متقدمة جدا
    حضارة (2) ((وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ )) (9) وصل تقدمهم الى درجة انهم ينحتون الجبال بيوتا .
    حضارة (3) (( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ )) (10)
    فنعمة الله بدلا من ان توظف وتستثمر في سبيل القسط والعدل واذا بها وظفت في سبيل الطغيان .
    وهذا يربطنا بالامام عجل الله فرجه لانه يظهر في مجتمع ذا حضارة متقدمة جدا من الناحية المادية ومن الناحية الروحية هابطة جدا وكما هو موجود في الساحة العالمية الان .

    المبرر الرابع :
    هذه السورة تحدثت عن الصورتين الصورة المُشّرفة للانسان والصورة المشؤومة والمأسوية له .
    الصورة المُشّرفة التي يعمد القرأن الكريم على صناعتها في داخل الساحة الانسانية والتي يأتي الامام ليُركزها
    وهي صورة النفس المطمئنة ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) ))

    فمشروع الامام مشروع صناعة النفس المطمئنة لانه بشياع القسط والعدل فمن الطبيعي تتهيأ الاجواء لصناعة النفس المطمئنة .
    اما الصورة المشؤومة هي ان الانسان يعيش الطغيان والاكثار من الفساد .
    ونفهرس السورة اجمالا قبل ان نربط هذه السورة بقضية الظلم نرى انها :
    تبتدأ بخمسة من القسم :
    1 - الفجر 2- الشفع 3- الوتر 4- والليالي العشر 5- والليل اذا يسر
    (الليل اذا يمضي )

    وابتدأت بقسم لان الحقائق الكبرى التي يأتي بها القرأن الكريم ليُركزها في داخل المجتمع الانساني لم تتقبل هذه الحقائق ببساطة وذلك لانغماس الانسانية باللهو والفساد وبذلك القرأن يعمل على ترسيخها من خلال القسم .
    وبعد ذلك القرأن يتوعد الحضارات التي طغت فأكثرت الفساد بأن يصب عليهم سوط عذاب .
    وفي محور اخر يعبر ان الله بالمرصاد كالصياد يرصد الفريسة وكأن الله يرصد الحضارات أن طغت وافسدت .
    و يتكلم القران عن حقيقة وعن وهم الانسان فبالنسبة الى الحقيقة
    ( النعم التي اعطاها الله وتضييق الرزق الذي يقدره الله سبحانه وتعالى على الانسان هو ابتلاء )
    وبفعل توهم الانسان بأنه اذا رزقه الله بالنعم فأنه قد اكرمه واحبه واذا مُنع من رزق فأنه قد اهانه .
    (( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) ))

    فالانسان يعيش حياته في حالة من الوهم ولايدرك الحقيقة الا بعد فوات الاوان ((يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) ))
    حياتي هي الحياة الحقيقية (الآخرة) وان الدنيا بكل ما فيها لا تستحق ان تسمى حياة وان الدار الآخرة هي الحيوان .
    وفي محور آخر يعرض القرأن اربعة من الاختبارات التي تتعرض لها المجتمعات وكيف انها تفشل في هذه الاختبارات :
    1. اليتيم
    2. المسكين
    3. ارث اليتيم
    4. المال
    ((كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حكَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) ))
    وهذه الاختبارات تُعرض على المجتمع لنحكم عليه هل هو طاغي ام لا ؟؟؟
    والقران يتحدث عن مشاهد القيامة وتصويرها بمشاهد عظيمة وفضيعة بحيث ان الانسان بفعل خوفه وهلعه من تلك المشاهد
    يرتدع عن الكثير الكثير من الاعمال السيئة في حياته الدنيوية ((كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21)
    وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23
    ) ))

    وسؤال : ما هي المعادلة التي تربط عناصر السورة مع بعضها وربطها بقضية تحليل بُنية الظلم ؟
    تطرح السورة قضية حُب المال وهنا اُعطي حجما كبير فأذا وصلت علاقة الانسان بالمال حُب جما بحد يصل الى هدف ووسيلة بحد ذاته فأنه يشكل خطر كبيرا .
    فمن الذي يحب المال ؟
    هو الذي يبتعد عن الآخرة ولا يعتقد بها والذي ينكرها اعتقادا وعملا ، والذي اشتق اهدافه من الدنيا فقط وفقط فتلقائيا سوف يجعل هدفه يكمن بالمال لان في المال الوسيلة التي من خلالها يصل الى اهدافه الدنيوية .
    واذا استقر حُب المال في القلب فسوف ينزل كالطوفان الهادر الى الساحة الاجتماعية .
    فأن كان الحب الذي يستقر في القلب حبا طاهرا نقيا الحب المتعلق بالله فأن هذا القلب لا يسيل منه الا العطاء والخير والنماء في الساحة الاجتماعية فنلاحظ الحب الذي يستقر في قلب الامام علي وفي قلب الامام الحسين سلام الله عليهما ،
    ونلاحظ الحب الذي استقر في قلب يوسف عليه السلام عندما قال عندما راودته التي هو في بيتها
    ((وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) ))
    فمن شدة تعلقه بالله نسى حتى نفسه .
    فالقلب الذي يحتوي الحب فالحب اذا كان طاهرا جعل الانسان يندفع الى كل خير وعندما يتعلق بحب المال ( الحب السلبي )
    هذا الحب الخبيث سوف يدفع الانسان الى الوان من الدمار الاجتماعي .
    وحب المال السلبي يؤدي الى :
    فحب المال ---------- اكل مال اليتيم
    ---------- تحاض على طعام المسكين
    ----------- اكل تراث اليتيم اكلا لما
    ----------- بناء ارم ذات العماد وثمود وفرعون
    وبدخول سورة المعارج معها تؤدي الى هذه المعادلة :
    حرص الانسان على منافعه --------- حب المال حبا شديدا -------- اكل مال اليتيم وتحاض على طعام المسكين وتراث اليتيم ---------- مستغنيا--------- يطغى ويكثر الفساد -------- يصب عليهم ربهم سوط عذاب .
    وبدخول سورة الروم معهما وبتحدثها عن الربا كصورة من صور حب المال وبه يكثر الفساد ويتلوه عذاب
    (( فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38) وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39) ))
    تنتج هذه المعادلة :
    حب المال ------- ربا -------- فساد -------- عذاب -------- يضغط على الناس للرجوع الى الله .

    وهذه الممارسات الاجتماعية تُهيأ الارضية الى الطغيان ، وبذور الطغيان انما تنمو في مجتمعات قابلة لبذرة الطغيان
    فبعض الشعراء يُعبرعن الشعب (( الذنب ذنبك اذ نفخت بدمية فأذا بها بشرٌ سويٌ يحكمك ))
    اذن الطاغية صنيعة المجتمع والطغيان لايولد عملاقا وانما يولد بذرة بسيطة فأذا سُقيت بماء آسن نمت وسيطرت .
    القرأن الكريم كما قدم علاجا للطغيان عندما يصل الى القمة قدم علاجا للطغيان في بذوره .
    فالمسألة ليست ان ننتظر الطغاة يتعملقوا لنذهب الى العلاج فالقرأن قدم اسلوب افضل وانجع لعلاج الطغيان في بذوره ، وهذه القضية مهمة للممهدين للامام (عجل الله فرجه ) ان يعملوا على منع الطغيان وهو وليد صغير، فالاعصار قبل ان يكون اعصارا هو نسمه والشجرة العملاقة قبل ان تكون عملاقة هي بذرة بسيطة وكذلك الطاغي ، والمجتمع يجب ان يعالج الطغيان في بداية ظهوره .








  • #2
    جعلكم الله من الممهدين لظهور الحجه ع وفقكم الله اختي في انتظار النور

    تعليق


    • #3

      الشكر الجزيل لمشرفنا على مرورك وعلى دعائك
      وانا بدوري ادعوا لك بنفس هذا الدعاء


      تعليق

      يعمل...
      X