بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليك يا أبا الحسن علي بن محمد الزكيّ الراشد السلام عليك يا صفيّ الله، السلام عليك يا سرّ الله
السلام عليك يا خيرة الله السلام عليك يا صفوة الله ورحمة الله وبركاته
------------------------------
لماذا دُفن الإمام الهادي (عليه السلام) في بيته ؟
لقد جرت العادة عند العامّة والخاصّة أنّه إذا توفّي أحدٌ أن يدفن في المكان المعدّ للموتى المسمّى ـ بالمقبرة أو الجبّانة ـ
كما هو المتعارف في هذا العصر أيضاً ، ولا يختلف هذا الأمر بالنسبة لأيّ شخص مهما كان له من المكانة
والمنزلة ، فقد كان ولا يزال في المدينة المحل المُعدّ للدّفن ـ البقيع ـ حيث إنّه مثوى لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)
وزوجات النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وأولاده ، وكبار الصحابة والتابعين وغيرهم ، كما وأنّ مدفن
الإمامين الجوادين (عليهما السلام) في مقابر قريش .
وأمّا السبب في دفن الإمام الهادي (عليه السلام) داخل بيته ، يعود إلى حصول ردود الفعل من الشيعة يوم استشهاده (عليه السلام)
وذلك عندما اجتمعوا لتشييعه مظهرين البكاء والسخط على السلطة والذي كان
بمثابة توجيه أصابع الاتهام إلى الخليفة لتضلّعه في قتله .
وللشارع الذي أُخرجت جنازة الإمام (عليه السلام) إليه الأثر الكبير
حيث كان محلاًّ لتواجد معظم الموالين آل البيت (عليهم السلام)
إذ ورد في وصفه : الشارع الثّاني يعرف بأبي أحمد أول هذا الشارع من المشرق دار بختيشوع المتطبّب التي بناها المتوكل ،
ثم قطائع قوّاد خراسان وأسبابهم من العرب ، ومن أهل قم ، وإصبهان ، وقزوين ، والجبل ، وآذربيجان ،
يمنة في الجنوب ممّا يلي القبلة
ويشير إلى تواجد أتباع مدرسة أهل البيت في سامراء المظفري في تاريخه إذ يقول : فكم كان بين الجند ،
والقوّاد ، والأُمراء ، والكتّاب ، مَن يحمل بين حنايا ضلوعه ولاء أهل البيت (عليهم السلام)
كلّ هذا أدّى إلى اتّخاذ السلطة القرار بدفنه (عليه السلام) في بيته ، وإن لم تظهر تلك الصورة في التاريخ بوضوح
إلاّ أنّه يفهم ممّا تطرّق إليه اليعقوبي في تاريخه عند ذكره حوادث عام (254 هـ)
ووفاة الإمام الهادي (عليه السلام)
حيث يقول : وبعث المعتز بأخيه أحمد بن المتوكّل فصلّى عليه في الشارع المعروف
بشارع أبي أحمد ، فلمّا كثر الناس واجتمعوا كثر بكاؤهم وضجّتهم ، فردّ النعش إلى داره ، فدُفن فيها ... (1) وتمكّنوا بذلك
من إخماد لهيب الانتفاضة والقضاء على نقمة الجماهير الغاضبة ، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على وجود
التحرّك الشيعي رغم الظروف القاسية التي كان يعاني منها أئمة أهل البيت (عليهم السلام)
وشيعتهم من سلطة الخلافة الغاشمة .
-----------------------------------------
أعلام الهداية
الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)
المجمع العالمي لأهل البيت (عليه السلام)
تعليق