بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
أبناء السنة يسألون عن منع الخليفة عمر بن الخطاب ،واحالته بين الرسول وكتابة الكتاب الذي دعى اليه (صلى الله عليه واله). فقد أمر أن يؤتى له بقرطاس وقلم ليكتب للناس كتاباً لا يضلوا بعده أبداً,اما ماهو مضمون ومحتوى الكتاب الذي اراد ان يكتبه (صلى الله عليه واله) ؟
فقد أخرج البخاري , ومسلم من حديث سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ قَالَ: قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: يَومُ الخَمِيسِ وَمَا يَومُ الخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمعُهُ الحَصَى... ؟
ويدعي القوم أنّ النبي (ص) في مرضه الذي توفي فيه عزم على أن يكتب كتاباً يتضمن استخلاف أبي بكر, ففي صحيح البخاري (5666), ومسلم (2387) من حديث عَائِشَةَ قَالَت: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِه ِ: ادعِي لِي أَبَا بَكرٍ أَبَاكِ وَأَخَاكِ ...وعن ابن أبي مليكة قال: سُئِلَت عائشة مَن كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مُستَخلِفًا لَو استَخلَفَهُ؟ قَالَت: أَبُو بَكرٍ... .
الجواب:
أولا: يتفق الشيعة والسنة أن النبي صلى الله عليه وآله قبل وفاته أمر بإحضار دواة واراد ان يكتب كتابا لا تضل بعده الأمة.
ثانيا: يتفق الشيعة و السنة ـ على اقل تقدير الشيخ ابن تيمية ـ أن ما كان يريد أن يكتبه النبي صلى الله عليه وآله هو الوصية بالإستخلاف والولاية بعده، إلا أنهما يختلفان في تشخيص المراد هل هو أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام أم ابو بكر، يقول الشيخ بن تيمية في منهاج السنة في إثبات ان ما كان يريد أن يكتبه هو أمر الولاية و الإستخلاف: "وأما قصة الكتاب الذي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يكتبه ، فقد جاء مبينا ، كما في الصحيحين 1 492 ، 511" عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه : " ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر "
وفي صحيح البخاري: 7 119 كتاب المرضى ، باب قول المريض إني وجع أو وا رأساه . عن القاسم بن محمد ، قال : قالت عائشة : وا رأساه . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لو كان ذاك وأنا حي ، فأستغفر لك وأدعو لك " . قالت عائشة : وا ثكلاه ، والله إني لأظنك تحب موتي ، فلو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بل أنا وا رأساه . لقد هممت ـ أو أردت ـ أن . أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ، ويدفع الله ويأبى المؤمنون ، ثم قلت : يأبى الله ويدفع المؤمنون ، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون ، وانظر الحديث أيضا في البخاري 9 80 - 81 كتاب الأحكام ، باب الاستخلاف .
لكن يرد على مقالة القوم انه لو كان ذلك صحيحا لكان عمر اول الموافقين فقد كان اكبر الداعمين لخلافة ابي بكر ، ولاحتج بها ابو بكر على الانصار وعلى بني هاشم عند رفضهم لخلافته .
اما الدليل القاطع على ان المراد من تعيينه في الوصية هو علي بن ابي طالب (عليه السلام) فما رواه ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 3 ص 97
عن أحمد بن أبي طاهر المعروف بابن أبي طيفور وكان في العقد الثاني من الهجرة النبوية وهو صاحب ( تاريخ بغداد ) عن ابن عباس أنه قال في حديث طويل جرى بينه وبين الخليفة عمر بن الخطاب : قال عمر في بعض ما أجاب به ابن عباس ما
ملخصه : ( إني لما علمت أن النبي صلى الله عليه وآله أراد في مرضه أن يكتب لعلي عليه السلام بالخلافة ويعهد بها إليه ، فمنعته من ذلك ، لعلمي بأن العرب تنقض عليه لبغضها له ) .
وهذا القول يرشدك إلى أنهم كانوا يعلمون مسبقا بالنص على علي عليه السلام ولكنهم يرون أن مصلحة الأمة وانتقاض العرب ، وعدم رغبتهم في اجتماع النبوة والإمامة في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله .
فهذه المحاورة تكشف لك يا أخي عن المؤامرة التي حصلت من الخليفة عمر بن الخطاب عما كان يريده رسول الله صلى الله عليه وآله من كتابة الكتاب كما وردت في تاريخ الطبري والكامل لابن الأثير ج 4 ص 223 - الكامل - لابن الأثير : ج 3 ص 34( قال عمر بن الخطاب لابن عباس : يا بن عباس ، أتدري ما منع قومكم منهم بعد محمد صلى الله عليه وآله ؟ فكرهت أن أجيبه ، فقلت : إن لم أكن أدري فإن أمير المؤمنين يدريني ، فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتبجحوا على قومكم بجحا بجحا ، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت ، فقلت : يا أمير المؤمنين إن تأذن لي في الكلام وتمط عني الغضب تكلمت ، قال : تكلم ، قلت : أما قولك يا أمير المؤمنين :اختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت ، فلو أن قريشا اختارت لأنفسها حيث اختار الله لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود ، وأما قولك : إنهم أبوا أن تكون لنا النبوة والخلافة ، فإن الله عز وجل وصف قوما بالكراهة ، فقال : ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) . فقال عمر : هيهات والله يا ابن عباس ، قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت أكره أن أقرك عليها فتزيل منزلتك مني . ولهذا يقول عمر بن الخطاب : ( . . . لقد كان - أي النبي - يربع في أمره ، ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعته من ذلك إشفاقا وحيطة على الإسلام . لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبدا . ولو وليها لانتفضت عليه العرب في أقطارها فعلم رسول الله أنني علمت ما في نفسه فأمسك ) . أمير المؤمنين : محمد جواد شري : ص 162 - 163 .
أبناء السنة يسألون عن منع الخليفة عمر بن الخطاب ،واحالته بين الرسول وكتابة الكتاب الذي دعى اليه (صلى الله عليه واله). فقد أمر أن يؤتى له بقرطاس وقلم ليكتب للناس كتاباً لا يضلوا بعده أبداً,اما ماهو مضمون ومحتوى الكتاب الذي اراد ان يكتبه (صلى الله عليه واله) ؟
فقد أخرج البخاري , ومسلم من حديث سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ قَالَ: قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: يَومُ الخَمِيسِ وَمَا يَومُ الخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمعُهُ الحَصَى... ؟
ويدعي القوم أنّ النبي (ص) في مرضه الذي توفي فيه عزم على أن يكتب كتاباً يتضمن استخلاف أبي بكر, ففي صحيح البخاري (5666), ومسلم (2387) من حديث عَائِشَةَ قَالَت: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِه ِ: ادعِي لِي أَبَا بَكرٍ أَبَاكِ وَأَخَاكِ ...وعن ابن أبي مليكة قال: سُئِلَت عائشة مَن كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مُستَخلِفًا لَو استَخلَفَهُ؟ قَالَت: أَبُو بَكرٍ... .
الجواب:
أولا: يتفق الشيعة والسنة أن النبي صلى الله عليه وآله قبل وفاته أمر بإحضار دواة واراد ان يكتب كتابا لا تضل بعده الأمة.
ثانيا: يتفق الشيعة و السنة ـ على اقل تقدير الشيخ ابن تيمية ـ أن ما كان يريد أن يكتبه النبي صلى الله عليه وآله هو الوصية بالإستخلاف والولاية بعده، إلا أنهما يختلفان في تشخيص المراد هل هو أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام أم ابو بكر، يقول الشيخ بن تيمية في منهاج السنة في إثبات ان ما كان يريد أن يكتبه هو أمر الولاية و الإستخلاف: "وأما قصة الكتاب الذي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يكتبه ، فقد جاء مبينا ، كما في الصحيحين 1 492 ، 511" عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه : " ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر "
وفي صحيح البخاري: 7 119 كتاب المرضى ، باب قول المريض إني وجع أو وا رأساه . عن القاسم بن محمد ، قال : قالت عائشة : وا رأساه . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لو كان ذاك وأنا حي ، فأستغفر لك وأدعو لك " . قالت عائشة : وا ثكلاه ، والله إني لأظنك تحب موتي ، فلو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بل أنا وا رأساه . لقد هممت ـ أو أردت ـ أن . أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ، ويدفع الله ويأبى المؤمنون ، ثم قلت : يأبى الله ويدفع المؤمنون ، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون ، وانظر الحديث أيضا في البخاري 9 80 - 81 كتاب الأحكام ، باب الاستخلاف .
لكن يرد على مقالة القوم انه لو كان ذلك صحيحا لكان عمر اول الموافقين فقد كان اكبر الداعمين لخلافة ابي بكر ، ولاحتج بها ابو بكر على الانصار وعلى بني هاشم عند رفضهم لخلافته .
اما الدليل القاطع على ان المراد من تعيينه في الوصية هو علي بن ابي طالب (عليه السلام) فما رواه ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 3 ص 97
عن أحمد بن أبي طاهر المعروف بابن أبي طيفور وكان في العقد الثاني من الهجرة النبوية وهو صاحب ( تاريخ بغداد ) عن ابن عباس أنه قال في حديث طويل جرى بينه وبين الخليفة عمر بن الخطاب : قال عمر في بعض ما أجاب به ابن عباس ما
ملخصه : ( إني لما علمت أن النبي صلى الله عليه وآله أراد في مرضه أن يكتب لعلي عليه السلام بالخلافة ويعهد بها إليه ، فمنعته من ذلك ، لعلمي بأن العرب تنقض عليه لبغضها له ) .
وهذا القول يرشدك إلى أنهم كانوا يعلمون مسبقا بالنص على علي عليه السلام ولكنهم يرون أن مصلحة الأمة وانتقاض العرب ، وعدم رغبتهم في اجتماع النبوة والإمامة في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله .
فهذه المحاورة تكشف لك يا أخي عن المؤامرة التي حصلت من الخليفة عمر بن الخطاب عما كان يريده رسول الله صلى الله عليه وآله من كتابة الكتاب كما وردت في تاريخ الطبري والكامل لابن الأثير ج 4 ص 223 - الكامل - لابن الأثير : ج 3 ص 34( قال عمر بن الخطاب لابن عباس : يا بن عباس ، أتدري ما منع قومكم منهم بعد محمد صلى الله عليه وآله ؟ فكرهت أن أجيبه ، فقلت : إن لم أكن أدري فإن أمير المؤمنين يدريني ، فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتبجحوا على قومكم بجحا بجحا ، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت ، فقلت : يا أمير المؤمنين إن تأذن لي في الكلام وتمط عني الغضب تكلمت ، قال : تكلم ، قلت : أما قولك يا أمير المؤمنين :اختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت ، فلو أن قريشا اختارت لأنفسها حيث اختار الله لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود ، وأما قولك : إنهم أبوا أن تكون لنا النبوة والخلافة ، فإن الله عز وجل وصف قوما بالكراهة ، فقال : ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) . فقال عمر : هيهات والله يا ابن عباس ، قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت أكره أن أقرك عليها فتزيل منزلتك مني . ولهذا يقول عمر بن الخطاب : ( . . . لقد كان - أي النبي - يربع في أمره ، ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعته من ذلك إشفاقا وحيطة على الإسلام . لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبدا . ولو وليها لانتفضت عليه العرب في أقطارها فعلم رسول الله أنني علمت ما في نفسه فأمسك ) . أمير المؤمنين : محمد جواد شري : ص 162 - 163 .
تعليق