بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

القيلولة و علماء اللغة :
قال في لسان العرب : " القَيْلُولة : نَوْمَةُ نِصْف النهار ، و هي القائلةُ
و القَيْلولة : الاستراحة نصفَ النهار وإن لم يكن معها نوم
ما هي نومة القيلولة ، و هل صحيح أنها مستحبة ؟
يتصور البعض خطأً بأن القَيْلُولَة هي نَومَةٌ من إختراع الكُسالى الذين يميلون إلى قضاء أوقاتهم بالنوم و يفضلون الخلود إلى
الراحة بدلاً من العمل و النشاط و الحيوية .
و هذا التصور الخاطيء إنما هو ناتج عن عدم معرفتهم بالقيلولة و نابع عن جهلهم بها ، فهم يتصورون أن نومة القيلولة
إنما هي النومة المستغرقة لفترة الصباح حتى الظهر
و لأن من شأن هذه الفترة أن تكون مهداً لأعلى مرتبة من مراتب النشاط و الحيوية في حياة الإنسان و حيويته
ذلك لأن المتوقع هو أن يصل النشاط الطبيعي للإنسان إلى ذروته في هذه الفترة .
لكن هذا التصور و الإستنتاج خاطىء ، ذلك لأن القَيْلُولة هي نَوْمةُ قصيرة في نِصْف النهار ، أو إستراحة و إسترخاء لبعض
الوقت في نصفَ النهار
و إِن لم يكن معها نَوْمٌ ، و الهدف منها طرد الكسل و استعادة النشاط و الحيوية لمتابعة العمل .
القيلولة في منظار الشرع
نومة القيلولة مستحبة شرعاً لما فيها من الأثر الإيجابي في حياة الإنسان المادي و المعنوي على حد سواء .
فقد رُوي عن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أنه قال :
" تَعَاوَنُوا بِأَكْلِ السَّحُورِ عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ و بِالنَّوْمِ عِنْدَ الْقَيْلُولَةِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ "
و أما نومة القيلولة المكروهة و المنهي عنها شرعاً و التي تورث الفقر فهي نومة وقت صلاة الفجر ،
قال الشَّيْخُ الطُّرَيْحِيُّ فِي مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ
و فِي الْحَدِيثِ : " و الْقَيْلُولَةُ تُورِثُ الْفَقْرَ " و فُسِّرَتْ بِالنَّوْمِ وقْتَ صَلَاةِ الْفَجْر
القيلولة في القرآن الكريم :
جاء ذكر القيلولة في القرآن الكريم في موضعين هما :
1 . قول الله تعالى : (﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾)
و أَحْسَنُ مَقِيلًا أي موضع قائلة ، قال الأزهري القيلولة عند العرب الاستراحة نصف
النهار إذا اشتد الحر و إن لم يكن مع ذلك نوم و الدليل على ذلك أن الجنة لا نوم فيها
و قال ابن عباس و ابن مسعود لا ينتصف النهار يوم القيامة
حتى يقيل أهل الجنة في الجنة و أهل النار في النار .
2 . قول الله عزَّ و جلَّ : (﴿ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ ﴾)
، قال في تفسير القمي : " أَوْ هُمْ قائِلُونَ يعني وقت القيلولة نصف النهار " .
القيلولة تزيد من انتاجية العمال :
و الجدير بالذكر ان العلماء توصلوا إلى معلومات تسترعي الانتباه بالنسبة إلى نومة القيلولة ، فقد افادت دراسة صادرة عن
" معهد علم النفس الاندلسي "
في جنوب اسبانيا ان القيلولة تزيد من انتاجية العمال و تساهم في ازالة التوتر .
ذلك لأن القيلولة تؤدي الى الراحة الدماغية و الارتخاء العضلي و العصبي بما يساعد على زيادة انتاجية العمال حسب
هذه الدراسة التي نشرت تحت اشراف
الباحث سيزار ايسكالانتي .
و تقول الدراسة "ان القيلولة تعزز الذاكرة و التركيز و تفسح المجال امام دورات جديدة من النشاط الدماغي
في نمط اكثر ارتياحا ، كما تشدد على عدم الاطالة
في القيلولة لان الراحة المفرطة قد تؤثر على نمط النوم العادي " .
و اشار سيزار ايسكالانتي الى ان الدول الغربية بدأت تدرج القيلولة في انظمتها اليومية و اوصى بقيلولة
تتراوح بين 10 و 40 دقيقة ،
و رأى ان قيلولة اطول من ذلك قد تؤدي الى شعور بعدم الراحة و المزاج السيئ و صعوبة في الاستيقاظ .
هذا و لقد طلبت كبرى المؤسسات الأمريكية و اليابانية من العاملين بها ضرورة اللجوء
إلى فترة القيلولة لمدة تتراوح من 5 إلى 30 دقيقة يوميا لمالها من فوائد عديدة للجسم خاصة بالنسبة
للأشخاص المعروفين بالنشاط الزائد و الذين يعانون من ضغط عصبي في أعمالهم .
فقد كشف فريق من الباحثين الأمريكيين أن فترة القيلولة القصيرة تعمل على خفض نسبة الهرمون المسئول عن الضغط .(1)
استحباب القيلولة للصائم
عبد الله بن جعفر في (قرب الإسناد) عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن النبي صلى الله عليه وآله أن أعرابيا أتاه فقال: يا رسول الله إني كنت رجلا ذكورا فصرت منساءا
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لعلك اعتدت القائلة فتركتها)
قال نعم فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): (فعد يرجع إليك حفظك إن شاء الله).(2)
محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن منصور بن العباس ، عن عمرو بن سعيد ،
عن الحسن بن صدقة قال : قال أبوالحسن عليهالسلام : قيلوا ، فان الله يطعم الصائم ويسقيه في منامه(3)
-------------------------------------------
1-مركز الإشعاع الإسلامي للدراسات والبحوث الاإسلامية
2- وسائل الشيعة – ج 6- الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي
3- وسائل الشيعة – ج 10
تعليق