غدر معاوية واغتيال (الإمام الحسن عليهالسلام ):
أيقن معاوية أنّ بقاء (الإمام الحسن عليهالسلام )حيّا يشكّل تهديدا واضحا لنظامه القائم على أساس الخداع والتضليل وتزوير الحقائق وشراء الضمائر ، لأنه عليهالسلام الخليفة الحق والأعلم والأتقى والقمة في جميع مقوّمات الشخصية الانسانية ، وزيادة على مؤهلاته الذاتية فإنّه يتمتع بفضائل ومقامات وردت في القرآن الكريم وأحاديث (رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ) ، وفي مقابل ذلك يبقى معاوية باغياً طليقاً مبتزّاً متسلطا غاصبا للسلطة والحكومة لا يملك أي مؤهلات سوى الخداع والتضليل وشراء الضمائر كمقوّمات لبقائه في السلطة ، وهو لا يستطيع الاستمرار في التسلط وممارسة الانحرافات المخالفة للكتاب والسنة ، وتحويل الخلافة إلى ملكٍ
...
أيقن معاوية أنّ بقاء (الإمام الحسن عليهالسلام )حيّا يشكّل تهديدا واضحا لنظامه القائم على أساس الخداع والتضليل وتزوير الحقائق وشراء الضمائر ، لأنه عليهالسلام الخليفة الحق والأعلم والأتقى والقمة في جميع مقوّمات الشخصية الانسانية ، وزيادة على مؤهلاته الذاتية فإنّه يتمتع بفضائل ومقامات وردت في القرآن الكريم وأحاديث (رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ) ، وفي مقابل ذلك يبقى معاوية باغياً طليقاً مبتزّاً متسلطا غاصبا للسلطة والحكومة لا يملك أي مؤهلات سوى الخداع والتضليل وشراء الضمائر كمقوّمات لبقائه في السلطة ، وهو لا يستطيع الاستمرار في التسلط وممارسة الانحرافات المخالفة للكتاب والسنة ، وتحويل الخلافة إلى ملكٍ
...
عضوض وسلطان يتوارثه بنو أمية مادام (الإمام الحسن عليهالسلام) حيا؛ ولهذا فكّر في التخلّص من الإمام عليهالسلام فقتله بالسمّ. قال قتادة وأبوبكر بن حفص : «سُمَّ الحسن ابن علي ، سمّته امرأته بنت الأشعث بن قيس الكندي ، وقالت طائفة كان ذلك منها بتدسيس معاوية إليها وما بذل لها في ذلك» (١).
ولما مات ورد البريد بموته على معاوية ، فقال : «يا عجبا من الحسن شرب شربة من عسل بماء رومة فقضى نحبه» (٢).
وفي رواية عن (الإمام الحسن عليهالسلام) قال : «لقد رقي إليّ أنّه كتب إلى ملك الروم يسأله أن يوجّه إليه من السمّ القتال بشربة ، فكتب إليه ملك الروم : أنّه لا يصلح لنا في ديننا أن نعين على قتال من لا يقاتلنا. فكتب إليه : إنّ هذا ابن الرجل الذي خرج بأرض تهامة قد خرج يطلب ملك أبيه ، وأنا أريد أن أدّس إليه من يسقيه ذلك ، فاريح العباد والبلاد منه ، ووجّه إليه بهدايا وألطاف ، فوجّه إليه ملك الروم بهذه الشربة التي دسّ بها فسقيتها» (٣).
وعملية السم ليست عملية حقد شخصي أو ناجمة عن خلافات عشائرية أو قبلية ، بل هي تآمر سافر على مستقبل الرسالة الإسلامية ، فهي ليست قتل لشخص فحسب ، بل هي قتل للمفاهيم والقيم التي أراد الإمام عليهالسلام لها أن تكون الحاكمة على الدولة والمجتمع الإسلامي.
وكان( الإمام الحسن عليهالسلام) يقول : «قد سقيت السمّ مرارا ، فلم أسق مثل هذا» (٤).
وقال الشعبي : «إنّما دسّ إليها معاوية ، فقال : سمّي الحسن وأزوّجك يزيد وأعطيك مائة ألف درهم ، فلمّا مات الحسن بعثت إلى معاوية تطلب انجاز الوعد ، فبعث إليها بالمال ، وقال : إنّي أحبّ يزيد وأرجو حياته لولا ذلك لزوجتك إيّاه» (٥). واتفق المؤرخون على أنّ الإمام عليهالسلام اُستشهد بالسمّ ، وإنّ
معاوية اللعين ابن اللعين هو الذي دسّ إليه السُّمَّ فقتل(6).ولما مات ورد البريد بموته على معاوية ، فقال : «يا عجبا من الحسن شرب شربة من عسل بماء رومة فقضى نحبه» (٢).
وفي رواية عن (الإمام الحسن عليهالسلام) قال : «لقد رقي إليّ أنّه كتب إلى ملك الروم يسأله أن يوجّه إليه من السمّ القتال بشربة ، فكتب إليه ملك الروم : أنّه لا يصلح لنا في ديننا أن نعين على قتال من لا يقاتلنا. فكتب إليه : إنّ هذا ابن الرجل الذي خرج بأرض تهامة قد خرج يطلب ملك أبيه ، وأنا أريد أن أدّس إليه من يسقيه ذلك ، فاريح العباد والبلاد منه ، ووجّه إليه بهدايا وألطاف ، فوجّه إليه ملك الروم بهذه الشربة التي دسّ بها فسقيتها» (٣).
وعملية السم ليست عملية حقد شخصي أو ناجمة عن خلافات عشائرية أو قبلية ، بل هي تآمر سافر على مستقبل الرسالة الإسلامية ، فهي ليست قتل لشخص فحسب ، بل هي قتل للمفاهيم والقيم التي أراد الإمام عليهالسلام لها أن تكون الحاكمة على الدولة والمجتمع الإسلامي.
وكان( الإمام الحسن عليهالسلام) يقول : «قد سقيت السمّ مرارا ، فلم أسق مثل هذا» (٤).
وقال الشعبي : «إنّما دسّ إليها معاوية ، فقال : سمّي الحسن وأزوّجك يزيد وأعطيك مائة ألف درهم ، فلمّا مات الحسن بعثت إلى معاوية تطلب انجاز الوعد ، فبعث إليها بالمال ، وقال : إنّي أحبّ يزيد وأرجو حياته لولا ذلك لزوجتك إيّاه» (٥). واتفق المؤرخون على أنّ الإمام عليهالسلام اُستشهد بالسمّ ، وإنّ
وقد أوصى (الإمام الحسن لأخيه الإمام الحسين عليهماالسلام) قائلاً : «هذا ما أوصى به الحسن بن علي إلى أخيه الحسين ، أوصى أنّه يشهد أنّ لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأنّه يعبده حقّ عبادته لا شريك له في الملك ، ولا ولي له من الذل ، وأنّه خلق كل شيء فقدره تقديراً ، وأنّه أولى من عُبِد ، وأحقّ من حُمِد ، من أطاعه رشد ، ومن عصاه غوى ، ومن ناب إليه اهتدى ، فإنّي أوصيك يا حسين بمن خلفت من أهلي وولدي وأهل بيتك أن تصفح عن مسيئهم ، وتقبل من محسنهم ، وتكون لهم خلفا ووالدا ، وأن تدفنني مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فإنّي أحقّ به وببيته ، فإنّ أبوا عليك فانشدك اللّه وبالقرابة التي قرب اللّه منك والرحم الماسة من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أن لا يهراق من أمري محجمة دم حتى تلقى رسول اللّه فتخصمهم وتخبره بما كان من أمر الناس إلينا»(7).
«ثمّ وصى إليه بأهله وولده وتركاته ، وما كان وصى به إليه أمير المؤمنين عليهالسلام حين استخلفه وأهله بمقامه ودلّ شيعته على استخلافه ، ونصب لهم علما من بعده» (8).
ثم طلب عليهالسلام أخاه محمّد بن الحنفية ليعلمه (بإمامة الحسين عليهالسلام) قائلاً لقنبر : «ادع لي محمد بن عليّ ، فلمّا دخل وسلّم قال له الإمام عليهالسلام : اجلس فإنّه ليس مثلك يغيب عن سماع كلام يحيى به الأموات ويموت به الاحياء ، كونوا اوعية العلم ومصابيح الهدى؛ فإنّ ضوء النهار بعضه أضوء من بعض. أما علمت أنّ اللّه جعل ولد إبراهيم عليهالسلام أئمة ، وفضّل بعضهم على بعض وآتى داود عليهالسلام زبورا وقد علمت بما استأثر به محمد صلىاللهعليهوآله . يا محمد بن عليّ إنّي أخاف عليك الحسد ، وإنّما وصف اللّه به الكافرين ، فقال اللّه عزّوجلّ : «كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِندِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُمُ الْحَقُّ» (9) ، ولم يجعل اللّه عز وجلّ للشيطان عليك سلطانا. يا محمد ألا أخبرك بما سمعت من أبيك فيك؟ سمعت أباك عليهالسلام يقول يوم البصرة : من أحبّ أن يبرّني في الدنيا والآخرة فليبرّ محمدا ولدي ... يا محمد بن عليّ أما علمت أنّ الحسين بن علي بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي جسمي؛ إمام من بعدي وعند اللّه جلّ اسمه في الكتاب ، وراثة من النبي صلىاللهعليهوآله أضافها اللّه عزّوجلّ له في وراثة أبيه وأمّه ، فعلم اللّه أنكم خيرة خلقه ، فاصطفى منكم محمدا صلىاللهعليهوآله واختار محمد عليا عليهالسلام واختارني عليّ عليهالسلام بالامامة ، واخترت أنا الحسين عليهالسلام ». فقال له محمد : «أنت إمام وأنت وسيلتي إلى محمد صلىاللهعليهوآله ... الحسين أعلمنا علما وأثقلنا حلما ، وأقربنا من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله رحما ، كان فقيها قبل أن يخلق ، وقرأ الوحي قبل أن ينطق ، ولو علم اللّه في أحد خيرا ما اصطفى محمدا صلىاللهعليهوآله ، فلما اختار اللّه محمدا ، واختار محمد عليا ، واختارك عليّ اماما ، واخترت الحسين؛ سلّمنا ورضينا» (10).
ولما دنى أجله (عليهالسلام ، قال لأخيه الإمام الحسين عليهالسلام ): «يا أخي إنّ هذه آخر ثلاث مرار سقيت فيها السمّ ، ولم أسقه مثل مرّتي هذه ، وأنا ميت من يومي ، فإذا أنا متّ فادفني مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، فما أحد أولى بقربه منّي ، إلاّ أن تمنع من ذلك فلا تسفك فيه محجمة دم».
ولما اُستشهد عليهالسلام أخرج( الإمام الحسين عليهالسلام) نعشه يُراد به قبر رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، فركب مروان بن الحكم ، وسعيد بن العاص ، فمنعا من ذلك ، حتى كادت أن تقع فتنة ، وكانت عائشة قد ركبت في ذلك اليوم بغلة شهباء ، وقالت : بيتي لا آذن فيه لأحد ، فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فقال لها : يا عمّة ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر ، أتريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء؟ فرجعت. واجتمع مع (الحسين بن علي عليهماالسلام )جماعة وخلق من الناس ، فقالوا له :
دعنا وآل مروان ، فواللّه ما هم عندنا كأكلة رأسٍ ، فقال : إنّ أخي أوصاني أن لا أريق فيه محجمة دم ، فدفن عليهالسلام في البقيع (11). وكان عدد المشيعين كبيرا جدا ، فقد روي عن ثعلبة بن مالك أنّه قال : «شهدت الحسن يوم مات ودفن في البقيع ، فرأيت البقيع ولو طرحت فيه ابرة ما وقعت إلاّ على رأس انسان» (12).
واختلف في سنة شهادته ، فقيل سنة ٤٩ هـ ، وقيل سنة ٥٠ هـ (13). وحينما وصل الخبر إلى معاوية كبّر في جمع من أهل الشام ، وقال : «واللّه ما كبّرت شماتة ، ولكن استراح قلبي وصفت لي الخلافة» (14).
وبعد شهادته نقض معاوية بقية العهود والمواثيق ، وازداد البلاء فلم يبقَ أحد من اتباعه إلاّ وهو خائف على دمه ، أو طريد في الأرض (15).
وسلام على السبط الحسن الزكي المُمتحَن
يوم وُلد ويوم استُشهد ويوم يُبعث مع الشهداء حيّاً
وسيعلم الذين ظلموا آل محمد صلىاللهعليه وآله حقهم أيَّ منقلبٍ ينقلبون .
__________________________________________
(٢) الاستيعاب ١ : ٣٧٥.
(٣) بحار الأنوار ٤٤ : ١٤٧ / ١٤.
(٤) الاصابة ١ : ٣٣٠.
(٥) تذكرة الخواص : ١٩٢.
(6) حياة الإمام الحسن بن علي عليهماالسلام ٢ : ٤٧٧.
(7) الأمالي / الشيخ الطوسي : ١٥٩ ـ ١٦٠ / ١٩ ، مجلس ٦.
(8) الإرشاد : ١٩٣.
(9) سورة البقرة : ٢ / ١٠٩.
(10) الكافي ١ : ٣٠٠ / ٢ ، باب الاشارة والنصّ على الحسين بن علي عليهماالسلام
(11) تاريخ اليعقوبي ٢ :
(12) الاصابة ١ : ٣٣٠.
(13) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٢٥ ، والاستيعاب١ : ٣٧٣ ، والإصابة ١ : ٣٣٠.
(14) ربيع الأبرار / الزمخشري ٤ : ٢٠٩.
(15) شرح نهج البلاغة ١١ : ٤٦.
تعليق